سودانايل:
2025-04-01@00:10:48 GMT

أرض السمر ..!!

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

صديق السيد البشير*
siddigelbashir3@gmail.com

هذه الأرض لنا، أرض السمر والنيل والنخيل، وعلى هذه الأرض ما يستحق الاحتفاء، احتفاء بماض عريق ومستقبل زاهر، حين تتوقف أزيز المدافع، تصحو الأسماع والأبصار على موسيقى السواقي، أنغام عذبة، وبساتين مخضرة، قمحا وقطنا ووعدا وتمني، ثم نمضي لفلاحة الحقول والعقول، عقول تعمر الأرض، لتخرج من باطنها حزمة من الثروات، لبلد ظل يعاني سنين عددا من قتال، يكاد يقضي على كل شيء، ليصبح الوطن أثرا بعد عين.


تنام أرض السمر على ثروات طبيعية ومتجددة، تحدث نفسها والآخرين بضرورة تنقيبها، لتستفيد منها الأهل وأقطاب الاستثمار الوطنية الأجنبية، وفق نظام قانوني ومالي عادل لكل الأطراف، لبلد مميز، تاريخا وجغرافيا، موارد بشرية وطبيعية، أراض بكر، ومناخ خصب، وقانون استثمار، ومشروعات تحتاج للترويج الأمثل، من خلال نوافذ برامجية على الموجات والشاشات والمنصات، بما ينعكس إيجابا على مستقبل الاستثمار في السودان.
نمضي سويا مع الفاعلين والفاعلات، في المشهد السياسي والثقافي والصحفي والإقتصادي، من أجل عبور (قطار) الوطن (محطات) الدم والدموع، وصولاً إلى محطات الأمن والسلام والإستقرار، بما يمكن أهل السودان، من إحداث نقلة نوعية في القطاع الاستثماري، في بلد يشهد منذ سنوات خلت، صراعات عنيفة على الموارد، بأطماع خارجية وداخلية، ما يحتم على المخلصين من أبناء وبنات بلادي، المضي في التخطيط الاستراتيجي الجيد، بهدف إطفاء نار الحروب والنزاعات الممتدة لسنوات خلت، مع بذل المال والجهد والزمن والعقل من أجل يزدهر الوطن، لنلتقي مع دكتور مبارك بشير والأستاذ محمد وردي (رحمة الله عليهما) في رائعتهما (عرس الفداء)، ونردد :
نلتقيك اليوم يا وطني ..لقاء الأوفيـاء
قــــد تـنـاديـنـا خِـفـافــاً
كطيور الريح فـي جـوف العتاميـر
يا أرض البطولات وميراث الحضارات
نُغـنـي الـيـوم عُــرس الـفـداء
هـا هنـا ..يبتسـم النهـر القـديـم
لبعانـخـي ولتهـراقـا وللمـهـدي
لـعــلــي عبد اللطيف
لعبد القادر الحَـبـوب ..للقـرشـي
لصمـود العُـرس فــي كــرري
وللـمـوت الـفـدائـي العـظـيـم
نذكـر الـيـوم جمـيـع الشـهـداء
كل من خطّ على التأريخ سطراً بالدماء
نذكـر الـيـوم جمـيـع الشـرفـاء
كل من صـاح فـي وجـه الظلـم لا
نحـن أبنـاؤكِ فـي الفـرح الجميـل
نحـن أبنـاؤكِ فـي الحُـزن النبيـل
سنغني لك يا وطني كما غنى الخليـل
مثـلـمـا غــنــت مـهـيــرة
تُلهـم الأجيـال جيـل بعـد جـيـل
ونغني لحريق المَكِ في قلـب الدخيـل
لـــلــــجــــســــارة
حينما استشهد في مدفعـه عبدالفضيـل
نُكحِل اليوم مآقينـا بمـرواد الصلابـة
وبإيـمـان كإيـمـان الصـحـابـة
ســـوف نُـفـديـك دوامــــا
ونــنــاديــك هُــيــامـــا
فلتعِـش حُـراً أبيـاً فــي مهـابـة
*صحافي سوداني  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

هكذا يستقبلون العيد في غزة!!

أليس من المرهق لأي شخص أن يحمل أعباء الماضي وهموم الحاضر، فضلا عن القلق بشأن المستقبل؟ فكأنّه بذلك لم يكفه ما يواجهه من صعوبات في واقعه المؤلم، جراء أحداث يسترجع مرارتها مع كل مناسبة عيد، ليجد نفسه غارقا في مزيج من الألم والعذاب والحنين إلى أيام وبيوت وأماكن كانت تجمع شمل العائلة والأهل والأقارب والأصحاب والجيران، وكأن لسانه يقول: لم يبقَ ما يستحق الاحتفال به، كلّ الذين أعرفهم لم أعد أراهم، وكلّ الذين أحبّهم استشهدوا، أو تحت الأنقاض، لم يبق سوى ذكريات تضيف ملحا على الجراح، لا سيما في أيام العيد التي تمرّ على قطاع غزّة، كتابوتِ حزنٍ لا تتسع بقاع الأرض لدفنه.

في هذا العام، غابت بهجة العيد عن غزة وأهلها المنهكين المحاصرين، من قِبل عدو محتل بغيض، ومن قريبون وجيران يرون الظلم ويسمعونه دون أن يحركوا ساكنا.

انطفأت الألوان الزاهية، والأضواء البراقة، وضجيج الناس، والخطوات المتسارعة التي تملأ الأرصفة والشوارع والحارات، لتحل محلها أصوات القصف والصراخ والفقد والدمار، فلا ملابس جديدة، ولا بحث عن متنزه، بل لا يوجد سوى مكان يجلس فيه الغزي ليجمع ما تناثر من ذكريات، إلا الركام، ويبكي بحرقة على فراق الأحبة، يذرف دموعا يرجو أن تطفئ نيران الحزن في قلبه.

غابت بهجة العيد عن غزة وأهلها المنهكين المحاصرين، من قِبل عدو محتل بغيض، ومن قريبون وجيران يرون الظلم ويسمعونه دون أن يحركوا ساكنا
القلوب مُثقلة بالحزن والوجع، والحياة شاحبة في أعين أصحابها. تغصُّ حناجرنا ألما، وترتجفُ الأصوات رهبة وتفيضُ العيون دمعا، يكاد المرء يتوقف عن التنفس اختناقا، وتتوقف عجلة الحياة للحظات من هولِ المُصاب الجلل الذي يعجز عن استيعابه، حتى أنّ الأرض لم تعد تتسع للحزن والخذلان والخيبات.. أحزانٌ تتوزع على مساحةِ أرضٍ تكثر فيها الآلام، ويتجرّع أهلها مُرّ الفراق وألم الفقد، وتعتصرهم العبرات الموشومة، حسرة في القلوب، وجراحا لا تَبرأ.

رغم الدمار الهائل والمجازر المتواصلة، استقبل أهالي قطاع غزة فجر الأحد عيد الفطر بالتكبيرات وأداء صلاة العيد، متحدّين الموت والركام، في مشهد يجسّد معاني الصمود والتشبث بالحياة. شاهدنا كيف يصطف المئات في الساحات العامة وعلى أنقاض المساجد المدمرة لأداء صلاة العيد، مرددين "الله أكبر" بأصوات تخترق الحطام، حاملة رسالة تحدٍ للاحتلال، ورسالة أمل إلى العالم. لم تكن مشاهد الصلاة وسط الدمار مجرد طقس ديني، بل تعبيرا صامتا وصارخا في آنٍ واحد، عن تمسك الفلسطينيين بكرامتهم وهويتهم وحقهم في الحياة، رغم كل محاولات الإبادة والاقتلاع التي تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية منذ شهور.

هذا هو حال أهل غزّة في هذا العيد، فكل عائلة تستذكر فقيدها وجريحها، سواء كان أبا أو أما أو أخا أو أختا، ابنا أو بنتا أو حتى جارا. هذا ما يشعر به الفلسطيني في قطاع غزّة عندما يستعيد ذاكرة الأحداث التي مرّت به ولا تزال ماثلة أمامه، أحداث أشدّ وقعا من أي وصف، قيّدته وحرمته بهجة العيد وفرحته المسلوبة، مستحضرا كل مآسيه وآلامه، وكأنه يفتح خزائن أحزانه وتابوت أوجاع لا تتسع له الأرض.

مقالات مشابهة

  • هكذا يستقبلون العيد في غزة!!
  • انهيار بدرع الأرض.. قلق متصاعد من الشذوذ المغناطيسي فوق المحيط الأطلسي
  • الجيل: الاصطفاف خلف القيادة السياسية واجب وطني وموقف المصريين يؤكد رفضهم القاطع لتهجير الفلسطينيين
  • حزب صوت مصر: احتشاد المصريين بساحات العيد دعمًا لفلسطين يعكس وعيًا وطنيًا
  • كلاس: مشاركة الشباب في الانتخابات البلدية واجب وطني
  • ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران فجأة؟
  • شاهد بالصورة والفيديو.. لحن في فيلم الممثل المصري إسماعيل يس تحول إلى أشهر نشيد وطني في السودان.. تعرف على القصة كاملة
  • الشرع: نعمل على بناء جيش وطني وتقوية العملة السورية
  • الشرع خلال تشكيل الحكومة: نعمل على بناء جيش سوري وطني يحمي البلاد
  • في الذكرى 49 ليوم الأرض .. عزيمة لا تلين في دحر المحتل