رغم الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه مصر، هناك تحديات عديدة قد تعوق جهودها، منها مقاومة حماس لسيطرة السلطة الفلسطينية. قد تقاوم حماس التنازل عن فكرة سيطرتها على غزة التي كانت موجودة قبل الحرب، وربما تكون موجودة بعد الحرب بأشكال مختلفة خوفاً من فقدان نفوذها السياسي.
أيضاً فإن التفاعلات الإقليمية والدولية قد تعقد سياسات وردود فعل إسرائيل لجهود مصر، خصوصاً فيما يتعلق بأمن الحدود وحركة البضائع والأشخاص.
من بين التحديات الأخرى شبكة مصالح اللاعبين الإقليميين المعتادين، مثل إيران وتركيا، فقد يقلقهم جدّاً تزايد النفوذ المصري في غزة.
التحدي الاقتصادي أيضاً هو تحدٍّ أمام جهود مصر، فرغم أن مصر لاتزال تتعافي من أزمة اقتصادية كبيرة بسبب تأثيرات الجائحة والحروب خلال السنوات الماضية، فإن ذلك الالتزام نحو الشعب الفلسطيني سيكون دافعاً لمحاولة تجاوز تلك التحديات الاقتصادية وتقديم الدعم الممكن لغزة. في هذا تأكيد مهم لدور مصر الإقليمي.
كنا نتحدث في السابق عن حلم عودة المهجرين من أراضيهم بعد نكبة سنة 1948، وبعد هزيمة العرب في 1967، ولكننا الآن نتحدث عن حلم عودة جديد بعد حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
ويمكن لمصر أن تلعب دوراً كبيراً في تسهيل عودة الفلسطينيين، سواء عبر الحدود، أو عبر شركائها الإقليميين.
أيضاً هناك حلم عودة آخر يخص عودة السلطة الفلسطينية إلى قوتها وسيطرتها، وخصوصاً على قطاع غزة بعد غياب دام قرابة عشرين عاماً.
هذه العودة تعتمد على عدد من العوامل، أولها التفاعل الدبلوماسي القوي، حيث تحافظ مصر على قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك حماس، والسلطة الفلسطينية، وإسرائيل، والجهات الدولية. يُعد التوازن في التعامل أمراً حيويًّا لكسب الثقة وتعزيز التسوية.
من المهم امتلاك رؤية طويلة الأمد، فلن تكفي الحلول قصيرة الأمد. ويجب على مصر الدعوة إلى خطة سلام شاملة تعالج الأسباب الجذرية للأزمة الفلسطينية، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على غزة.
يمكن أن تلعب الدول الإقليمية الحليفة دوراً داعماً من خلال تقديم المساعدة المالية والدعم السياسى للمبادرات المصرية في غزة.
بالتأكيد، العامل الأمنى هو أحد العوامل المهمة لضمان إنجاح مهمة مصر، وبدون معالجة المخاوف الأمنية، يمكن أن تُقوض الجهود المصرية من خلال تجدد العنف. قد يكون التنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية ضرورياً للحفاظ على الاستقرار.
يمثل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بداية لمرحلة حاسمة للدبلوماسية الإقليمية المصرية. ورغم التحديات الكبيرة، يمنحها موقعها الجغرافي ودورها الوسيط وإدارتها السياسية فرصة فريدة لتشكيل مستقبل غزة. يعتمد النجاح على قدرتها على تعزيز الوحدة الفلسطينية، وضمان الدعم الدولي، ومعالجة الاحتياجات الإنسانية والأمنية للمنطقة. إذا تمكنت مصر من التعامل مع هذه التعقيدات، فستكون المهندس الرئيسي للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
الكونغو الديمقراطية: اتفاق بين حركة 23 مارس ومجموعة سادك بشأن إجلاء القوة الإقليمية التابعة للمجموعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توصلت مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) وحركة "23 مارس" المسلحة التي استولت على مدينة جوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل شهرين إلى اتفاق بشأن سبل انسحاب القوة الإقليمية التي نشرتها مجموعة سادك في شرق الكونغو الديمقراطية.
أورد ذلك "راديو فرنسا الدولي"، مشيرا إلى أن التوصل إلى هذه التسوية بين حركة "23 مارس" ومجموعة سادك يأتي بعد أسبوعين من إنهاء الأخيرة تفويض قوتها العسكرية المنتشرة منذ ديسمبر 2023 في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية "للقتال" إلى جانب الجيش الكونغولي ضد الجماعات المسلحة المنتشرة في المنطقة، وذلك بعد فشل القوة في وقف الهجوم الأخير لحركة "23 مارس" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقد ضم الاجتماع، الذي عقد في فندق سيرينا في جوما، المدينة الرئيسية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تسيطر عليها حركة "23 مارس"، عددا من كبار الضباط من جيوش جنوب أفريقيا وزامبيا وملاوي وتنزانيا من جهة، والزعيم العسكري للجماعة المسلحة، سلطاني ماكينجا، من جهة أخرى.
وفي نهاية الاجتماع، اتفق الطرفان على أن تقوم حركة "23 مارس" بتسهيل الانسحاب الفوري للقوة التابعة لسادك بأسلحتها ومعداتها عبر مطار جوما الدولي، الذي أصبح غير صالح للاستخدام حاليًا بسبب الأضرار الناجمة عن القتال الأخير في المدينة والمناطق المحيطة بها.
ومن أجل إصلاح المطار، اتفقت مجموعة سادك وحركة "23 مارس" أيضًا على تشكيل لجنة مشتركة مسؤولة عن تقييم حالة المطار، مع التزام سادك أيضًا بالمشاركة في إصلاحه.