إسقاط مخز للقيم الدولية.. غصب عارم من تصريحات ترامب عن تهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن استنكارها لتصريحات الرئيس الأمريكي العائد "دونالد ترامب" بشأن رؤيته لمعالجة الوضع الكارثي في قطاع غزة، والتي عبر فيها عن رؤيته وعزمه على الحث لتهجير سكان قطاع غزة نحو كل من مصر والأردن بصورة مؤقتة أو طويلة الأمد.
وأكدت المنظمة أن رؤية "ترامب" تشكل في ذاتها خطرا داهماً على صمود اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي ساهم في حقن الدماء، ويعد تشجيعاً لاستمرار السياسة العدوانية للاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، لا سيما في هذا التوقيت الذي شرعت فيه سلطات الاحتلال في تكرار جريمة الإبادة الجماعية وتشجيع خطر التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة جنين ومخيمها للاجئين.
وبحسب المنظمة تشكل رؤية "ترامب" انتهاكاً جسيماً لأحكام المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 الخاصة بتنظيم قواعد حماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، والتي تنص على أن "يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلي أراضي دولة الاحتلال أو إلي أراضي أي دولة أخري، محتلة أو غير محتلة، أيا كانت دواعيه".
وأردفت المنظمة: كما تشكل انتهاكاً جسيماً ومُجرماً لأحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية للعام 1998، وتشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة (7) / فقرة "د" والتي نصت على أن "إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين يشكل جرائم ضد الإنسانية".
وتابعت: وكذا تشكل جريمة حرب وفق المادة (8) / فقرة "ب - 8" والتي نصت على "قيام دولة الاحتلال على نحو مباشر أو غير مباشر، بنقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأرض التي تحتلها، أو أبعاد أو نقل كل سكان الأرض المحتلة أو أجزاء منهم داخل هذه الأرض أو خارجها".
وعبرت المنظمة عن رفضها القاطع لما تضمنته رؤية "ترامب" لما تشكله من عصف واضح بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي القلب منها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على أراضيه المحتلة في يونيو 1967، معتبرة أن هذه الرؤية تشكل محاولات يائسة لتقويض القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وتضع حداً لدور ما يسمى بـ"الراعي الأمريكي" عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت: وإذ تُثمن المنظمة ورفاقها في الحركة الحقوقية الفلسطينية موقف مصر الصلب الذي رفض كافة الضغوط والمغريات لتهجير سكان قطاع غزة، فإنها تناشد حكومتي مصر والأردن إعلان موقفهما الواضح لرفض رؤية "ترامب"، وامتناعهما عن أي تفاعل معها.
ودعت المنظمة لتعزيز العمل الجماعي العربي والتشبيك مع 140 دولة عضو بالأمم المتحدة اعترفت بالدولة الفلسطينية نحو رفض ما طرحه الرئيس الأمريكي.
كما دعت لتعزيز الاستعداد للمؤتمر المزمع للدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 والمرتقب في مارس المقبل بسويسرا لحث المؤتمر على تبني آليات تفعيل الاتفاقية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وتنشيط آليات المساءلة والمحاسبة لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب، وبينها جريمة التهجير القسري للسكان داخل وخارج الإقليم المحتل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب المحكمة الجنائية الدولية الرئيس الأمريكي قطاع غزة القضية الفلسطينية حل الدولتين الإبادة الجماعية اتفاقية جنيف الرابعة المنظمة العربية لحقوق الإنسان تهجير سكان غزة تهجير سكان قطاع غزة جريمة التهجير القسري
إقرأ أيضاً:
ميلوني تقلل من أهمية تصريحات ترامب حول تهجير سكان غزة
قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي تزور السعودية، اليوم الاثنين، إنها لا تعتقد أن دونالد ترامب لديه "خطة محددة" لإخراج الفلسطينيين من غزة، لكنها رحبت بمناقشة عملية إعادة إعمار القطاع.
وقال الرئيس الأمريكي، السبت، إنه يريد من الأردن ومصر استقبال أعداد من مواطني غزة. وأضاف: "نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف المليون شخص. ونحن بكل بساطة نطهر المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما".
ولكن سرعان ما رفض القادة الفلسطينيون وجامعة الدول العربية والأردن ومصر، هذه الفكرة.
وقالت ميلوني التي حضرت حفل تنصيب ترامب وتأمل في أن تكون جسراً بين الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، إنها مسألة "معقدة".
وقالت للصحفيين خلال زيارتها إلى المملكة العربية السعودية: "ترامب محق عندما يقول إن إعادة إعمار غزة هي بوضوح أحد التحديات الرئيسية التي نواجهها، ولكن لتحقيق النجاح، هناك حاجة إلى مشاركة كبيرة من المجتمع الدولي".
وأضافت: "أما بالنسبة لقضية اللاجئين، فلا أعتقد أننا أمام خطة محددة. أعتقد أننا نشهد مناقشات مع الجهات الفاعلة الإقليمية التي تحتاج بالتأكيد إلى المشاركة في ذلك".
ونزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة مراراً بسبب الحرب التي اندلعت بعد هجوم حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وقال ترامب إن المنطقة أصبحت "مهدمة"، وأن نقل سكان غزة يمكن أن يكون "مؤقتاً أو طويل الأجل".
ولكن أي محاولة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم، ستعيد إلى الأذهان ذكرى "نكبة 1948" عندما نزح مئات الآلاف منهم لدى قيام دولة إسرائيل.
وأردفت رئيسة الوزراء الإيطالية: "هذه مسائل معقدة جداً بالتأكيد، ولكن مناقشتها، حتى على مستوى غير رسمي مع الجهات الفاعلة في المنطقة، تعني في رأيي أننا نريد العمل بجدية على قضية إعادة إعمار غزة".