ترمز قلادة الطفل العطرية التي سيتمّ عرضها  في متحف زايد الوطني إلى القدرة والمعرفة التي تمتّعت بها الأم في الأسرة الإماراتية.
هدف كلّ أم تربية طفل يتمتّع بالقوة والصحّة الجيدة. ورعاية الطفل بكلّ حبّ هو عنصر من عناصر الأمومة من قديم الزمن. بصرف النظر عن البلد أو الثقافة التي ننتمي إليها، قد تختلف طرق رعايتنا لأطفالنا لكن النتيجة النهائية واحدة وهي نشأة طفل سعيد، صحّي وقوي.


سيتمّ عرض قلادة الطفل بشكلٍ دائمٍ في صالة عرض "من جذورنا" عند الافتتاح المرتقب لمتحف زايد الوطني في المنطقة الثقافية في السعديات. وترمز هذه القطعة الفنيّة المزيّنة إلى حبّ الأم ورعايتها في الأسرة الإماراتية. وشكلت هذه القلادة المصنوعة من القطن الأصفر المنقّط بتصميم "بو تيلة" التقليدي، والمحشوة بالأعشاب والتوابل وأوراق النباتات، جزءًا مهما من مجموعة أدوات الأم الإماراتية.

وتشرح فاطمة الحمادي، أمين متحف زايد الوطني: "إنّ الروائح المنبعثة من القلادة كانت تهدّئ الطفل وتساعده على الاسترخاء. ولصنع القلادة، كانت الأمّ تطحن الزعفران، المحلب، الحبّة السوداء، وبذور الحنظل وهي عبارة عن نباتٍ صحراوي ذو ثمرةٍ تشبه الليمون، ثمّ تنخل هذا المزيج وتضعه في أيّ قماش متوفّر لديها، ومن بعدها يتمّ ربط الخيط حول عنق الطفل".
وتوضع هذه القلادة بعد استحمام الطفل في الصباح أو قبل القيلولة، مما يسمح للأم بالقيام بمهماتها المنزلية المتنوعة. وأضافت الحمادي: "بغضّ النظر عن تربية الأطفال وتدبير المنزل، كانت النساء عموما هنّ مُعالجات ومُعلّمات الأسرة، وانعكس دورهنّ بحياكة الخيام  ورعاية الماشية".
ويطرح متحف زايد الوطني برنامج توعوي يضم أمناء المتحف - بما في ذلك الحمادي، ليغطي الإمارات السبع. يهدف هذا البرنامج إلى التحدث مع كبار المواطنين الذين يحملون في ذاكرتهم  قصصهم الخاصة وقصص أجدادهم بما في ذلك قصة القلادة وقصص أخرى تخص المرأة الإماراتية وتشكّل هذه الوثائق الحيويّة التاريخ المتوارث شفهيًا والموجود في جميع أنحاء المتحف، خاصةً في صالة عرض "من جذورنا" حيث سيتمّ عرض هذه القلادة. يذكر أن صالة عرض "من جذورنا" هي واحدة من ست صالات رئيسية داخل متحف زايد الوطني، تسلّط الضوء على استكشاف الهوية الإماراتية من خلال عرض أساليب الحياة التقليدية والعادات الاجتماعية والاقتصادية التي سادت القديمة في مناطق الإمارات الداخلية.

أخبار ذات صلة الإمارات: استهداف المستشفى السعودي في «الفاشر» انتهاك صارخ للقانون الدولي «5.7-» أقل درجة حرارة سجلت خلال 10 سنوات في جبل جيس

تقول الحمادي عن دورها في برنامج التوعية: "إنّها الوظيفة التي وُلدتُ من أجلها"، فأنا أحبّ التحدث إلى كبار المواطنين باعتبارهم جزءًا من بحثي العلمي. حتى أيام طفولتي، كنتُ أتواجد دائما في المجلس مع جدتي لأستمع باهتمام إلى أحاديث النساء. وبعدها كطالبةٍ في جامعة زايد في رحلات ميدانية إلى العين، كان الأمر يتعلّق بالتعرّف على تاريخ كبار المواطنين وهم يصفون حياتهم وتقاليدهم التي توارثوها من الأجيال السابقة. هذه التجارب ألهمتني في مسيرتي المهنية".
وكانت منطقة الظفرة بأبوظبي محل ولادة ونشأت الحمادي، وهي المنطقة نفسها التي تمّ اكتشاف القلادة فيها والتبرّع بها من قِبل صاحبة القلادة "العبدة علي مرشد المرر"، وقد صنعت القلادة لأطفالها في خمسينيّات القرن الماضي، حيث تعلّمت كيفية تهدئة الأطفال بهذه الطريقة من والدتها وجدّتها - ولا تزال تصنع القلائد للأطفال في عائلتها".
تكتسب صالة عرض "من جذورنا" روعتها من تلك التفاصيل الصغيرة، بل العميقة للمعروضات، كونها تحاكي أهميّة دور المرأة في المجتمع الإماراتي والقِيم القوية التي عاشت بها. كما سيستمتع الزوار بسماع قصصٍ ملهمة عن نجاح المرأة في المجتمع الإماراتي، وكيف تحوّلت مهاراتهنّ إلى الصّيد بالصقور، بالإضافة لمهمّاتهنّ في مساعدة تنظيم الأعراس قديمًا والتي كانت تُعتبر من المناسبات المجتمعية الهامة، وغيرها.

وتقول الحمادي: "إنّ قصص هؤلاء النساء القويات والمبدعات والقديرات تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من التجربة التي سيقوم بها الزوار من كافة الأعمار، حيث يمكنهم الوصول إلى المعلومات من خلال طرق العرض المختلفة سواء مشاهدة مقاطع الفيديو أو الاستماع إلى  المواد السمعية أو شم رائحة العطور والتوابل أو مشاهدة عرض حيّ ضمن صالات العرض المخصّصة، وهدفنا أن يستمتع الجميع بقصصنا الثرية والجميلة لتبقى في ذاكرتهم بعد انتهاء زيارة المتحف".
وعلى الصّعيد الشخصي، بالرّغم من الاختلاف بين الاجيال، تؤكد الحمادي أنّ قِيم وأخلاقيات وآداب التعامل متأصّلة في جيلها، وتقول: "لم أكن لأستطيع العيش بدونهنّ. إننا نرى نساء إماراتيات قويات في كل مكان اليوم، وهنّ ما زلن في قلب مجتمعنا". وسوف يتمكن زوار متحف زايد الوطني قريبًا من مشاهدة السبب وراء ذلك.

مادة إعلانية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات متحف زايد الوطني متحف زاید الوطنی صالة عرض

إقرأ أيضاً:

اعتقال صائد كنوز إيراني شهير في العراق

الاقتصاد نيوز - بغداد

 تداولت وسائل إعلام مؤخراً نبأ اعتقال أحد زعماء نهب التراث الثقافي الإيراني، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان “بو آرو” سيتم نقله من أربيل العراق إلى إيران أم لا.

وأفاد نادي الطلبة الصحفيين الإيرانيين، بأن وسائل إعلام تداولت نبأ اعتقال أحد زعماء نهب التراث الثقافي الإيراني، المعروف باسم “بو آرو”، في إقليم كردستان العراق.

وأكدت تقارير صحة الخبر، وأن هذا الشخص حالياً رهن احتجاز شرطة أربيل، ولا يسمح له بلقاء أحد.

ويقال إن سفر هذا الشخص إلى كردستان العراق كان في إطار تواصله مع بعض الأفراد في مجال الحفر والتهريب في تلك المنطقة.

ودفع تحفيز المجموعة التي يرأسها “بو آرو” على البحث عن الكنوز والتنقيب غير القانوني، بالإضافة إلى الأنشطة الواسعة لهذا الشخص ومجموعته على مواقع التواصل، دفع العديد من السماسرة إلى التوجه إلى المواقع المحمية بهدف كسب ثروة كبيرة.

وكان هذا الشخص قد تم اعتقاله في عام 2020 بسبب نفس الأنشطة غير القانونية، ومنذ سنوات ينشط على وسائل التواصل في تعليم الحفر غير القانوني وبيع وشراء الآثار التاريخية والترويج لأجهزة الكشف عن الكنوز ونشر الأكاذيب، بالإضافة إلى إهانة وتهديد موظفي ومسوؤلي التراث الثقافي.

وباستخدامه لعبارات مثل “كنز”، “دفينة”، “ذهب”، “جهاز كشف المعادن”، “آثار”، “مقبرة جماعية” وغيرها، قام بتحفيز العديد من الشباب الذين يعانون من مشكلات مالية في هذه الأوضاع الاقتصادية على نهب وتدمير ثقافتهم وحضارتهم.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • متحف سيئون يتعرض للسرقة
  • محتف سيئون بحضرموت يتعرض للسرقة
  • ليلة في رحاب أرض الفيروز.. أمسية رمضانية بمتحف شرم الشيخ
  • اعتقال صائد كنوز إيراني شهير في العراق
  • جامعة القصيم تحتفي بيوم العلم لتسليط الضوء على مكانته وتاريخه ورمزيته الخالدة
  • بدعم محمد بن زايد.. نهضة لا محدودة في المشهد الثقافي الإماراتي
  • تعلم صناعة الفوانيس والسبح في ورشة بـ متحف جاير أندرسون.. صور
  • عبدالله بن زايد: العلاقات الإماراتية الفرنسية تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والاحترام المتبادل
  • فانوس رمضان .. متحف الفن الإسلامي يعرض القصة
  • المغرب يدرج ثلاثة معالم يهودية بأصيلة ضمن قائمة التراث الوطني