هل يُنعش إعفاء خطوط الإنتاج من الرسوم الجمركية الاقتصاد في سوريا؟
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أشاد صناعيون بقرار حكومة دمشق إعفاء الرسوم الجمركية لخطوط الإنتاج والآلات المستوردة، واعتبروا في تصريحات لـ"عربي21" أن من شأن القرار المساعدة في تدوير عجلة الإنتاج المحلي، بعد دخول سوريا مرحلة جديدة عقب إسقاط نظام الأسد.
ووقع رئيس "الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية" السورية، قتيبة أحمد بدوي، على قرار إعفاء خطوط الإنتاج والآلات المستوردة من الرسوم الجمركية المعرفة، شريطة تبيان حاجة المعمل لخط الإنتاج أو الآلة المستوردة.
وتحتاج غالبية المصانع في المدن الصناعية في سوريا إلى صيانة وتجديد خطوط الإنتاج، ويصف الصناعي أحمد إسماعيل، الذي يمتلك مصنعا لمواد البناء في المنطقة الصناعية بالشيخ نجار في حلب، القرار بـ"الجيد".
ويؤكد لـ"عربي21" أن نسبة قليلة من معامل المنطقة لا زالت تعمل، بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية وفقدانها، إلى جانب تعطل خطوط الإنتاج والآلات.
من جانبه عبر الصناعي غسان شهاب من حلب عن أمله في أن يسهم قرار إعفاء خطوط الإنتاج في إعادة الحياة للمدن الصناعية، وقال لـ"عربي21" "في هذا التوقيت الذي تنتظر فيه سوريا إعادة الإنتاج، يأتي هذا القرار في مكانه، ونشكر الإدارة السورية الجديدة".
الإنتاج السوري في أرقام
وفي العام 2010 بلغ الناتج المحلي الإجمالي السوري حوالي 60 مليار دولار بحلول عام 2010، ارتفاعاً من 18 مليار دولار سجلها الاقتصاد في عام 2000، وارتفع في عام 2011 إلى الذروة عند 67.5 مليار دولار.
أما الصادرات فانخفضت من حوالي 12 مليار دولار في 2010 إلى أقل من مليار دولار سنوياً في العام 2023.
وقبل سقوط النظام السابق، انخفض مستوى الدخل حيث أصبح راتب الموظف الحكومي لا يتجاوز 30 دولارا شهريا.
هل يدعم الإعفاء الجمركي الإنتاج؟
ويؤكد الخبير والباحث الاقتصادي يونس الكريم، أن قرار الإعفاء حدد يتطلب وجود سجل صناعي، والسجل يحتاج وجود الآلات، وبالتالي يدعم الإنتاج شكلياً، موضحاً أن "القرار لا يشمل الصناعيين السوريين في المهجر الذين يريدون نقل مصانعهم إلى سوريا".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى حالة من عدم الاستقرار في أسعار الرسوم الجمركية، وهذا ما يزيد من مخاوف الصناعيين، من حيث كلفة المواد وتوفر المحروقات، وباعتقادي هذا القرار لن يكفي لإقناع أصحاب المعامل في الخارج بالعودة.
وتابع الكريم بالإشارة إلى استمرار العقوبات الاقتصادية على سوريا، وقال: "كل ذلك يؤخر عودة الصناعيين إلى سوريا"، وبالتالي: "لا يمكن القول إن الوضع الصناعي في سوريا سيعود قريباً إلى ما كان عليه قبل الحرب".
وبحسب الخبير الاقتصادي، "لا يمكن الحديث عن عودة الإنتاج إلا في حال كتابة الدستور الذي يحدد طبيعة الاقتصاد السوري، والقوانين الناظمة للصناعة وحقوق العمال".
الوزارة تجتمع بالصناعيين
ومنذ تعيين وزير الصناعة باسل عبد العزيز في حكومة تصريف الأعمال، والاجتماعات مع الصناعيين لم تتوقف، حيث جال الوزير على المدن الصناعية في حلب وحمص ودمشق واللاذقية، والتقى الصناعيين فيها.
والواضح أن الرؤية الاقتصادية للحكومة الجديدة تركز على النهوض بالإنتاج المحلي، بعد أن تسبب النظام بتوقف الإنتاج المحلي بشكل شبه كامل، نتيجة الضرائب المرتفعة والتسلط الأمني.
وتقر حكومة دمشق بصعوبة مهمتها، خاصة في ظل النقص الكبير في حوامل الطاقة، فضلاً عن استنزاف الخزينة من قبل النظام، الأمر الذي يصعب على الدولة مهمة تقديم الدعم الكافي للصناعيين.
سنوات قادمة
الخبير الاقتصادي سمير طويل، قال لـ"عربي21" إن قطاع الصناعة في سوريا يحتاج إلى تصفير الرسوم الجمركية على خطوط الإنتاج والآلات والمواد الأولية.
وأضاف أن على الحكومة الجديدة التركيز على القطاعات الإنتاجية (الصناعية، الزراعية)، ودراسة سبل دعمها، حتى تضمن دوران عجلة الإنتاج، وقال: "لا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن عودة قريبة للاقتصاد السوري إلى ما كان عليه قبل الثورة، وهذا يحتاج إلى سنوات من العمل على تطوير البنية التحتية".
رغم ذلك، يبدي الباحث الاقتصادي منذر محمد تفاؤلاً بانتعاش الاقتصاد السوري، مفسراً ذلك خلال حديثه لـ"عربي21" بـ"القرارات المبشرة" التي اتخذتها حكومة دمشق، مثل تحرير سعر الصرف والسماح بتداول النقد الأجنبي.
ويرجح أن تنجح سوريا في الفترة القريبة بجذب الصناعيين السوريين من الخارج، والمستثمرين الأجانب، ويقول: "سوريا بطبيعتها دولة منتجة، وتحظى صادراتها النسيجية والغذائية بسمعة جيدة على المستويين الإقليمي والدولي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية دمشق سوريا حلب الاقتصاد سوريا اقتصاد حلب دمشق الجمارك المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرسوم الجمرکیة ملیار دولار فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الأقمار الصناعية تكشف بناء عسكريا إسرائيليا في المنطقة العازلة مع سوريا
كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن أعمال بناء عسكرية وشق طرق يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة التي تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن سوريا.
وحصلت "بي بي سي" على الصور حصريا، والتي تُظهر بناء هياكل وشاحنات في موقع يزيد عن 600 متر داخل ما يُعرف بمنطقة الفصل، التي تم تحديدها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في عام 1974.
وفقًا للاتفاق المبرم بين الجانبين، يُحظر على جيش الاحتلال الإسرائيلي عبور "الخط ألفا"، الذي يمثل الحافة الغربية لمنطقة الفصل.
وتظهر الصور الملتقطة في 21 كانون الثاني /يناير الجاري تطورا تدريجيا في الموقع، بما في ذلك بدء أعمال بناء منذ بداية العام. كما يُلاحظ وجود طريق جديد يبلغ طوله حوالي كيلومتر واحد، يربط بالطرق القائمة المؤدية إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأظهرت صور الطائرات بدون طيار، التي تم نشرها أيضا في 20 كانون الثاني /يناير، شاحنات وحفارات وجرافات تعمل في المنطقة، مما يزيد من التأكيد على التوسع العسكري الإسرائيلي في المنطقة بعد سقوط النظام.
ونقلت "بي بي سي" عن جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إن "قواته تعمل في جنوب سوريا، داخل المنطقة العازلة وفي نقاط استراتيجية، بهدف حماية سكان شمال إسرائيل".
وقال المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في شركة جينز للاستخبارات الدفاعية، جيريمي بيني، تعليقا على الصور "تُظهر الصورة ما يبدو أنه أربعة مراكز حراسة مسبقة الصنع، مما يشير إلى أنهم يخططون للحفاظ على وجود مؤقت في المنطقة على الأقل".
يأتي ذلك على وقع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي توغله في الأراضي السورية موسعا احتلاله للجولان منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل 1150 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة مساحتها 1800 كيلومتر مربع، وأعلنت ضمها إليها في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
واستغلت دولة الاحتلال التطورات الأخيرة في المنطقة واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية "فض الاشتباك" لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.