حزب الله للعودة إلى قواعد الاشتباك!
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": كل التوقعات كانت تشير منذ أن أُعلن اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني 2024 إلى أن إسرائيل لن تنسحب بعد مهلة الستين يوماً في شكل كامل من مناطق احتلتها في الجنوب على الحافة الأمامية وحولتها بعد التفجيرات الكبيرة خلال الشهرين الماضيين إلى أرض محروقة بفعل حجم الدمار الهائل فيها.
في الأساس وضعت إسرائيل شروطاً لانسحابها، وحصلت على ضمانات أميركية غير معلنة بحرية الحركة وضرب أهداف تعتبرها تهديداً أمنياً، وهو ما فعلته في سلسلة خروقاتها واستهدافاتها. ولذا كانت كل المؤشرات تدل على أن جيش الاحتلال سيحتفظ بنقاط على الحدود تحت عناوين أمنية باستهدافات سياسية، انطلاقاً من خطة إسرائيلية جرى تسريب بعض نقاطها عند التفاوض على وقف النار بين الولايات المتحدة عبر مبعوثها آموس هوكشتاين والسلطات الإسرائيلية. وبالفعل كان أبلغ الجيش الإسرائيلي قوات اليونيفيل وأيضاً اللجنة الدولية لمراقبة تطبيق الاتفاق، نيته بعدم الانسحاب من نقاط حدودية بما يعني منع عودة السكان إلى قراهم.
ومع انتهاء مهلة الستين يوماً تبين أن إسرائيل تثبت سيطرتها على نقاط في القطاع الشرقي وجزء من القطاع الاوسط، وإن كان جيشها قد انسحب من معظم القطاع الغربي، لكنها تستمر باحتلالها لفرض أجندتها في الشريط الذي تعتبره يهدد أمنها وتتحجج بوجود مخازن أسلحة لـ"حزب الله" لم يصادرها الجيش اللبناني وتريد من جيشها انهاء الأمر مباشرة.
استدعى هذا الوضع استنفاراً لبنانياً رسمياً خصوصاً بعد تقدم الأهالي للدخول إلى قراهم وسقوط ضحايا وجرحى جراء الاعتداءات الإسرائيلية، حيث تركزت الاتصالات مع الأميركيين والفرنسيين لفرض انسحاب الجيش الإسرائيلي، وبينما يشترط الإسرائيليون الانسحاب بتفكيك مخازن أسلحة "حزب الله"، لمنعه من إعادة بناء هيكله العسكري، لا يبدو هذا الأخير في وارد إشعال الجبهة، لأسباب لها علاقة بوضعه وعدم جاهزيته بعد الحرب الأخيرة، وليس لعدم إعطاء ذريعة لإسرائيل، إنما الأخطر هو محاولته إحراج الدولة وتحميل الجيش كامل المسؤولية عن عدم القدرة على فرض الانسحاب الإسرائيلي، وبالتالي رفع المسؤولية عنه. المشكلة أن الأسباب التي تقدمها إسرائيل لعدم الانسحاب تحظى بموافقة أميركية وهو ما انسحب على وضع لجنة المراقبة، أما الأخطر، فهو محاولة إسرائيل الضغط على الجيش اللبناني واتهامه بأنه لم ينفذ المهمات المطلوبة منه وأنه غير قادر على نزع سلاح "حزب الله" الذي يرفض تفكيك مواقعه والانسحاب منها علماً ان الجيش صادر أسلحة للحزب ونقلها إلى الشمال.
الواضح أن إسرائيل لن تنسحب قريباً من الجنوب اللبناني، وهي تضع خططاً لمنع العودة إلى ما قبل 8 تشرين الأول 2023، وحين تتحدث عن عودة المستوطنين في شهر أذار المقبل، فإننا امام مهلة شهرين إضافيين من الاحتلال، وهي تعطي لجيشها الفرصة لاستكمال تحقيق خطتها بجعل المنطقة ارضاً محروقة وعدم تيسير عودة الجنوبيين إلا بشروط. والأمر لا يقتصر على الشأن الأمني، بل تريد إسرائيل من السلطة اللبنانية أن تتعهد بمنع أي أعمال عسكرية ضدها والتوصل الى تفاهمات حول الحدود قبل البحث بالترسيم والتفاوض على اتفاق يشبه اتفاق هدنة 1949. أما الحزب وإن كان لا يسعى اليوم لتفعيل نشاطه المسلح، سيركز على العودة إلى قواعد الاشتباك، ويستعيد التعبئة من خلال تحركات شعبية وكأنه يحاسب الدولة على بسط سيطرتها على المنطقة الحدودية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بالصور: الجيش اللبناني يعثر على جهازي تجسس إسرائيليين جنوبي البلاد
أعلن الجيش اللبناني، اليوم الأربعاء 27 فبراير 2025، اكتشاف أجهزة استشعار وتجسس إسرائيلية مموهة ومزودة بآلات تصوير في جنوب لبنان.
وفي بيان على منصة إكس، قال الجيش: “بتاريخ 26 فبراير/ شباط 2025، ضمن إطار عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، نجحت وحدة مختصة من الجيش في اكتشاف جهازَي تجسس عائدَين للعدو الإسرائيلي”.
وأوضح أن الجهازين “مموَّهَين ومزوَّدَين بآلات تصوير وأجهزة تجسُّس”.
بتاريخ ٢٦ /٢ /٢٠٢٥، ضمن إطار عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، نجحت وحدة مختصة من الجيش في اكتشاف جهازَي تجسس عائدَين للعدو الإسرائيلي، مموَّهَين ومزوَّدَين بآلات تصوير وأجهزة تحسُّس. وقد عملت الوحدة على تفكيك الجهازَين، فيما تتواصل عمليات المسح الهندسي لمعالجة الأجسام… pic.twitter.com/gZRXagFOki
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) February 26, 2025وأشار الجيش إلى أن فرقه “عملت على تفكيك الجهازَين، بينما تتواصل عمليات المسح الهندسي لمعالجة الأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي” دون مزيد من التفاصيل.
ونشر الجيش صوراً للقطع التجسسية، وهي معلقة على جذع شجرة ووسط إحدى الصخور.
وحتى الساعة 21:20 (ت.غ)، لم يصدر عن الجيش الإسرائيلي تعليق على البيان اللبناني.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفاً متبادلاً بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و114 شهيداً و16 ألفاً و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وفي 18 فبراير/ شباط الجاري، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات التي كان يحتلها جنوبي البلاد، باستثناء 5 نقاط رئيسية على طول الحدود.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000)، دون أن تعلن عن موعد رسمي للانسحاب منها، وما زالت تواصل خرقها لوقف إطلاق النار.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية جنوب لبنان - شهيدان بقصف إسرائيلي وفد من حماس يشارك في تشييع جثمان حسن نصرالله شاهد: تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين بمشاركة شعبية ورسمية في لبنان الأكثر قراءة بالفيديو: الجيش الإسرائيلي يفجر منزلا من 3 طوابق في سلفيت قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة بالضفة لليوم الـ 31 على التوالي: العدوان على مدينة جنين ومخيمها يتواصل أبعاد الأهداف الإسرائيلية في لبنان عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025