عودة الأهالي فرضت واقعاً جديداً في الجنوب فهل تشعل المواجهة ؟
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
استبق أهالي البلدات الجنوبية بدء سريان مفعول طلب إسرائيل بتمديد مهلة الهدنة التي حددتها اللجنة الدولية المشرفة على تثبيت وقف إطلاق النار والتي انتهت في الساعات الماضية، وقامت مجموعات منهم بالدخول إلى قراهم عنوةً بالتنسيق مع وحدات من الجيش المتمركزة على تخومها، والتي عملت على إزالة السواتر الترابية التي رفعتها عند المداخل المؤدية إليها لتلتحق فوراً بالعائدين إلى قراهم.
وكتبت" الشرق الاوسط":مع أن دخول الأهالي إلى بلداتهم تعرض لإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي المنتشر في المواقع المطلة على مداخل البلدات لمنعهم من العودة، فإنهم أصروا على المضي نحو بلداتهم مما شكّل تحدياً لإسرائيل وإحراجاً للولايات المتحدة الأميركية التي تجاوبت مع طلب رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، تمديد مهلة الهدنة لمدة شهر بذريعة أن لدى جيشه صوراً لوجود أنفاق ومخازن لسلاح «حزب الله» تفرض عليه تمديد المهلة للتخلص منها.
ولم يؤدِّ تصدي الجيش الإسرائيلي للأهالي، مستخدماً إطلاق النار، إلى منعهم من دخول قراهم، مما فتح الباب أمام تبدّل المشهد السياسي جنوباً، وطرح أسئلة حول رد إسرائيل على اندفاع الأهالي، وعن موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الوضع المستجد الذي فرض أمراً واقعاً لم يكن محسوباً شكّل مفاجأة لمن هم في الداخل والخارج، وأربك اللجنة الدولية المشرفة على تثبيت وقف النار بعد أن تطوع رئيسها بنقل الذرائع الإسرائيلية لتبرير طلبها تمديد المهلة لمدة شهر، مع أن في وسعه أن يحيل ذرائعها على الجيش ليتولى بمواكبته التأكد من وجود أنفاق ومخازن سلاح للحزب لوضع اليد عليها.
في هذا السياق، قال قطب سياسي بارز إن نتنياهو هو من طلب من ترمب تمديد المهلة.
وسأل: ما المانع من عدم توفيره الغطاء السياسي لطلبه؟ خصوصاً أن عودة الجنوبيين إلى قراهم كانت عفوية وخلت من العنف، مع أن الجيش الإسرائيلي حاول، بإطلاقه النار على العائدين، أن يوقف اندفاعهم نحو بلداتهم لكنه لم يفلح، رغم سقوط شهداء وجرحى.
وأكد القطب السياسي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» أن مصداقية الرئيس ترمب هي الآن على المحكّ للتأكد من مدى استعداده لتوفير الدعم للجنة الدولية لتطبيق الاتفاق، خصوصاً أنه قبل دخوله البيت الأبيض، توافق مع سلفه جو بايدن على تأييده، وضرورة تطبيقه.
ولفت إلى أن لبنان لم يُستدرج للرد على الخروق الإسرائيلية للاتفاق. وكشف عن أن «حزب الله» تجاوب مع طلب بري الامتناع عن الرد، رغم أن إسرائيل واصلت تدميرها وجرفها المنازل واقتلاعها عشرات الألوف من الأشجار المثمرة.
وأكد أن الحزب بتفويضه بري للتفاوض مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين، لم يُخلّ بالوعد الذي قطعه على نفسه بالتزامه بوقف النار تمهيداً لتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته. وسأل عن مصير الوعود الأميركية الضامنة لتنفيذه، والتي أُبلغ بها من هوكستين والجنرال الأميركي؟
وسأل عمّا إذا كانت عودة الأهالي ستوفر ذريعة لنتنياهو للانقلاب على الاتفاق والتعاطي معه كأنه لم يكن، أم أنه سيطلب -بتأييد من ترمب- إدخال بعض التعديلات عليه في حال لم يتجاوب مع طلبه؟
ولفت إلى أن الرئيس عون يواصل اتصالاته الدولية والعربية للضغط على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب من الجنوب. ورأى أن عودة الأهالي تعبّد الطريق أمام توسيع انتشار الجيش بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل)، وهذا ما يعطي فرصة لتطبيق الاتفاق بضغط أميركي على نتنياهو.
وعليه فإن عودة الأهالي بالتلازم مع دخول الجيش تفرض واقعاً أمنياً وسياسياً لا بد من أن تتوافر له الفرصة لتثبيت وقف النار مدخلاً للبدء بتطبيق القرار 1701. على أن يُترك للجيش، بالتعاون مع اللجنة الدولية، فرض سيطرته على كامل جنوب الليطاني بمنع أي سلاح غير شرعي ووضع اليد على مخازن السلاح في حال وُجدت.
لذلك فإن تعاطي ترمب بإيجابية مع التبدل غير المحسوب للمشهد السياسي في الجنوب سيُفسح المجال أمام تعزيز انتشار الجيش وتوسيعه وصولاً إلى حدود لبنان الدولية مع إسرائيل، شرط أن تتجاوب مع طلب سحب جيشها من المواقع التي لا يزال يحتلها، لأنه من غير الممكن التعايش بين الجيشين تحت سقف واحد، علماً بأنه لا مشكلة في إخلائها خلال مهلة قصيرة جداً كونها ليست موجودة ضمن قواعد أو إنشاءات عسكرية محصنة تحتاج إلى وقت طويل لتفكيكها.
ويبقى السؤال: هل ستسلم إسرائيل بالأمر الواقع الذي فرضته عودة الأهالي، أم أنها ستتذرع بما حصل وتقرر الرد على غرار ما تقوم به الآن في الضفة الغربية من فلسطين المحتلة، بتحويل جنوب الليطاني إلى منطقة تتجدد فيها المواجهة على نطاق واسع مع «حزب الله»، مما يفتح الباب أمام نزاع طويل مفتوح على كل الاحتمالات، فيما يبقى تنفيذ اتفاق وقف النار عالقاً حتى إشعار آخر، ما لم تتدخل واشنطن بضبط الإيقاع على نحو لا يرتد سلباً على الجهود الرامية لتشكيل الحكومة الجديدة، وبيانها الوزاري في ضوء إشادة عدد من نواب «حزب الله»، في جولتهم على القرى، بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» التي تلقى معارضة أكثرية القوى المحلية ومعها المجتمع الدولي الذي لا يرى مكاناً لها بوصفها شرطاً لمساعدة لبنان على النهوض من أزماته؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عودة الأهالی وقف النار حزب الله مع طلب
إقرأ أيضاً:
انتهاء وقف إطلاق النار الرابعة فجرًا.. إسرائيل تشن غارات جديدة على لبنان
أكد أحمد سنجاب، مراسل “القاهرة الإخبارية” من الجنوب اللبناني، أن الحصيلة المحدثة لوزارة الصحة اللبنانية عن الإصابات والوفيات في لبنان، تؤكد ارتفاع الحصيلة لـ30 مصابا واستشهاد شخصين نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت عدد من الاهالي الذين حاولوا العودة إلى بلدتهم مرة أخرى، مشددًا على أن الإعتداءات الإسرائيلية مستمرة ضد المواطنين الراغبين في العودة الى منازلهم مرة أخرى بعد انتهاء مدة وقف اطلاق النار في لبنان.
الإعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني: الجيش اللبناني يحمّل إسرائيل مسؤولية المماطلة في الانسحاب من الجنوب الجيش اللبناني: نستكمل الانتشار في منطقة الجنوب ووحداتنا توسع انتشارها في القطاع الغربيوأشار “سنجاب”، خلال رسالة على الهواء عبر شاشة “القاهرة الإخبارية”، إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم باطلاق الرشقات النارية وايضا إطلاق القنابل من مسيرات على تجمعات لمواطنين توجهوا في السابعه من صباح اليوم نحو عدد من البلدات الحدودية سواء في القطاع الشرقي لجنوبي اللبناني او في القطاع الأوسط اثناء محاولة دخول المواطنين الى بلدة كفر كلا أطلق جيش الاحتلال الاسرائيلي الطلقات النارية وايضا في بلدات بالقطاع الشرقي للجنوب اللبناني.
وشدد على أن قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي لا تزال تسيطر إما عبر تواجد على الارض أو عبر إطلاق النار على عدد من البلدات، وجددت تحذيرا لسكان ما يقرب من 60 بلدة على طول الحدود الجنوبية اللبنانية بمنع العودة بما في ذلك البلدات التي سبق الجيش الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب منها وانتشار الجيش اللبناني.
وتابع: “في هذه الأثناء المواجهات والإعتداءات مباشرة لان المواطنين الذين عادوا الى منازلهم هم مدنيون لا يحملون سلاح لم يدخلوا في أي مواجهات مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، هناك تعزيزات ايضا لرفع استعدادت وجوهزية الجيش اللبناني لمزيد من الانتشار في مختلف البلدات في الجنوب اللبناني وفقا لاتفاق وقف اطلاق النار ولكن بدات أو دقت الساعة الرابعة فجر اليوم لتعلن نهاية المهلة الزمنية المحددة في اتفاق وقف اطلاق النار لانسحاب قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي”.