وأكدت أن أزمة الوقود ، والتضخم الاقتصادي ، وارتفاع تكلفة النقل ، وسوء الأحوال المعيشية تجعل من الصعب الحصول على الرعاية ، خاصة للأسر الضعيفة.. حيث أن الغالبية العظمى من الناس ليس لديهم دخل منتظم ويكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وأفادت أن الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي والسرطان يعانون من أجل البقاء على قيد الحياة في المستشفيات العامة مع نقص الأدوية ، ومعظمهم لا يستطيع تحمل تكاليف السفر إلى الخارج للحصول على العلاج المطلوب.

وهذا يعرض الأشخاص المستضعفين بالفعل ، مثل النازحين داخليا والمهاجرين ، لخطر أكبر.

وذكرت أن سوء التغذية الحاد يشكل خطرا مستمرا على الأطفال في اليمن.. إذ تشهد البلاد مواسم سنوية ، ترتبط عادةً بموسم الشتاء الناجم عن عدم الإنتاج الزراعي في المناطق الريفية.. وقد شوهد هذا النمط قبل تصعيد الحرب في أواخر عام 2014 ، لكنه تفاقم منذ ذلك الحين بسبب الصراع المستمر ، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي للأشخاص الضعفاء بالفعل.

وتابعت أن هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء سوء التغذية في اليمن والتي تتجاوز مجرد انعدام الأمن الغذائي.. لا تستطيع العديد من العائلات في اليمن تحمل ما يكفي من الطعام الأساسي.. لقد تسببت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد في ارتفاع الأسعار.. الكثير من الناس لا يحصلون على عمل مدفوع الأجر أو فقدوا منازلهم بسبب الحرب.. إن تكلفة الغذاء والنقل ، بما في ذلك الوقود ، آخذة في الارتفاع ، مما يزيد من إعاقة وصول الناس إلى الغذاء الكافي.

وأوردت المنظمة أن سوء التغذية سيظل مصدر قلق في اليمن ، لأنه يتسبب في وفيات يمكن الوقاية منها ، خاصة للأطفال دون سن الخامسة.. ومع ذلك يجب على السلطات الصحية والمنظمات الإنسانية والجهات الفاعلة الصحية الأخرى العمل على استجابة شاملة تهدف إلى تعزيز نطاق وكفاءة مراقبة التغذية في جميع أنحاء البلاد ، لتحسين تحليل البيانات ، ومعالجة الأشكاليات في مرافق الرعاية الصحية الأولية لوضع حد لسوء التغذية.

المنظمة رأت أن هناك أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات..وهي الأكثر تفشياً.. حيث سجلت البلاد أكثر من 22 ألف حالة مصاب بالحصبة في عام 2022 ، وتوفيت 161 حالة.. وفي عام 2023 حتى الآن ، ارتفع عدد الحالات بالفعل إلى 9418 حالة وفاة 77 طفلاً.

وأضافت أن حالات الإصابة بالتيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي آخذة في الازدياد ، وكذلك الوفيات الناجمة عن كل الأمراض.. علاوة على ذلك ، كان لنقص التحصين تأثير اجتماعي واقتصادي سلبي كبير على الأسر التي تواجه تكاليف باهظة للعلاج في المستشفى.. مع الانخفاض السريع في تغطية التحصين ، من المتوقع أن يزداد معدل الوفيات المرتفع بشكل غير عادي ، خاصة إذا استمرت معدلات سوء التغذية في الارتفاع.

المنظمة كشفت أن النساء والأطفال هم من بين أكثر فئات السكان ضعفاً.. إذ تفاقم هذا الضعف خلال الحرب.. ونتيجة لذلك، يموت العديد من الأمهات والأطفال وحديثي الولادة عند وصولهم إلى المستشفيات.. ولذلك فأن العوامل المساهمة في ارتفاع معدلات الوفيات تتعلق في الغالب بالحرب.

وأوضحت أنه على مدى سنوات الحرب قد أدت إلى تدمير المنازل ، وفقدان الأرواح ، وتشريد الآلاف من الناس ، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.. لقد أثرت كل هذه العوامل بشكل كبير على  الصحة العقلية  للناس في اليمن ، كما يعاني الكثيرون أيضا من مشاكل الأسرة والصدمات.. لقد أثر الصراع وعدم الحصول على خدمات الصحة العقلية بشكل كبير على المرضى الذين يعانون بالفعل من اضطرابات نفسية مزمنة قبل اندلاع الحرب. 

وقالت إن على مدى سنوات الحرب أثرت بشكل خاص على النازحين داخليا الذين فروا بسبب الغارات الجوية العنيفة.. ومع ذلك  نلاحظ أيضا عواقب الظروف المعيشية الصعبة للناس على صحتهم الجسدية والنفسية.. وعلى الرغم من الصراع المستمر ، يستضيف اليمن 137 ألف لاجئ وطالب لجوء من الصومال وإثيوبيا ، مما يجعله ثاني أكبر مضيف للاجئين الصوماليين في العالم.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: سوء التغذیة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

دعوةٌ للإبتهال والدعاء والتصدُّق والصيام بنيةِ وقفِ الحرب في السودان

د. بشير إدريس محمدزين

• الأزمات التي تجتاح الناس في هذه الدنيا، يفرِّجُها الله عنهم بأدواتٍ وتداخلاتٍ مختلفة. فالحرب مثلاً هي صراعاتٌ مسلحة بالقوة المادية وبالغلبة الغالبة، وهذه الأدوات هي المفروض أن (تحسمها) بنظرِ الناس، ولكن عندما تتدخل الإرادةُ الربانية تنهار هذه القوة المادية وتنهارُ حساباتُها بشكلٍ مدهش وعجيب، وتقف عاجزةً ومعطلة كما حدث في العراق سابقاً وفي سوريا قبل أسبوع، وهنا تتبدَّى عجائبُ أدواتِ الله المدهشة..

• أزمةُ الحرب التي نحن فيها الآن تصارعت فيها الخصوم بالقوةِ المادية، وما تزال تتصارع، وكلا الفريقين يعتقدان أنهما سيحسمانها بقوتيهما الماديتين، ولقد تضرر من صراعهما هذا المدنيون الأبرياء أشدّ الضرر، ولم يستطع أيٌّ من الفريقين حتى الآن سحق الآخر وإزاحته من وجه الأرض كما يظن ويدّعي، وكلما إستمر القتال وزادت ضراوته، كلما أستمر موتُ وتقتيل الأبرياء، حتى أصبح عددُ الموتى الأبرياء الآن يفوق أعداد المتقاتلين من الطرفين بأضعاف عديدة! وحتى الآن، فلقد عجزت كل وساطةٍ عن إيقاف أصوات البنادق !

• مولانا نصر الدين مفرّح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف لأول حكومةٍ إنتقالية بعد الثورة يطلق الآن مبادرةً من نوع آخر لوقف الحرب، المفروض أنها مبادرةُ المؤمنين الصادقين الأولى ودأبهم السالك كلما حزَبهم أمرٌ أو كرب كالحرب الجارية في بلادِنا.

• أطلق مولانا نصر الدين مبادرته لنا جميعاً، لكل المؤمنين في السودان، وفي خارجه، وللأصدقاء ممن يحبون السودان، وتربطهم علاقةُ المحبة والصداقة والسلام والخير بأهل السودان. وهذه الدعوة هي كذلك لجميع الديانات، ولكل المِلل، ممن لهم إيمان بالسماء، أن يتضرعوا إلى الله تعالى بنيةِ إسبال السلام على شعب السودان المحروم فيتصدقون في يومٍ واحد، ويبتهلون ويصومون نهار الخميس القادم 19 ديسمبر، بنيةِ التفريج والسلام لوطننا السودان، وهذا اليوم هو الذي يصادف عشيةَ إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان في العام 1956م، وهو كذلك اليوم الذي يصادف انطلاق أولى شرارات الثورةِ السودانية ضد طاغية الإنقاذ في 2018م..

• وبالفعل فإننا لم يتبق أمامنا الكثير من الأدوات غير سلاح الدعاء والتبتل والتوبة إلى الله، وهو من أقوى الأسلحة وأمضاها وأسرعها، واللهُ يحب عباده المتبتلين المُخبتين الخاضعين المقرِّين بضعفهم، ونفاد حيلتِهم وإخباتِهم إليه..

• إننا ندعو مع مولانا نصر الدين مفرّح أن نتجمّع كلُّنا صائمين تلك العشية في مساجدنا ودورِنا ومنتدياتنا، بل حتى في بيوتنا مع أُسرِنا وجيراننا، ونفطِر جماعةً، بعد أن نصوم النهارَ كله، ونتصدق ما شاء الله لنا أن نتصدق، وبخاصةٍ لأهلنا الذين اعتصرتهم المسغبة، وأودى بهم الجوع والبرد والهوان على الناس في الملاجئ البعيدة..

• إن الصدقات والصوم والإبتهال إلى الله هي بالضبط مثل الدعواتِ الصالحات الصادقات، يكفِّر اللهُ بهن الذنوب، ويتوب على عباده، ويستجيب لدعواتهم، ويكشفُ الضُّرّ عنهم..

إنها دعوةٌ صادقة، وسهلة التنفيذ، ويمكن للواحد منا أن يصوم في ذلك اليوم بهذه النية، ويبتهل، ويدعو، ويتصدق حتى ولو على أهلِ بيته، فإنَّ في الصدقةِ على أهل البيت من الأجر أكثر مما فيها على غيرهم من الصدقات..
وعسى الله أن يفرّج كربنا وينفّس ضائقتنا وتتوقف هذه الحرب ببركة الدعاء والتبتل والصوم والإبتهال..
•••

bashiridris@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • “طوابير الجوعى” تكشف عمق الأزمة الإنسانية في عدن
  • الدولية للهجرة توصي بتأجيل عودة السوريين إلى بلادهم
  • هل يستطيع ترامب إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية؟
  • منظمة أطباء بلا حدود البلجيكية، تستعرض جهودها في التدخلات الإنسانية مع العون الإنساني بالشمالية
  • محاكمة نتنياهو مستمرة تحت الأرض رغم صواريخ اليمن
  • حكومة المنفى «2».. تحدي العبث العسكري وتحديد مهام حكومة المنفى
  • المجازر الإسرائيلية مستمرة.. ووقف إطلاق النار يقترب في قطاع غزة
  • دعوةٌ للإبتهال والدعاء والتصدُّق والصيام بنيةِ وقفِ الحرب في السودان
  • الأمم المتحدة تعلن خطوات جديدة لحل الأزمة السياسية في ليبيا
  • الأمم المتحدة: نحشد لدعم وتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن