طبيبة تحذر من خطورة العفن المنزلي
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
يمكن أن يؤدي وجود العفن في المنزل إلى عواقب صحية وخيمة، بما فيها الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهاب عضلة القلب والربو والصداع.
وتشير الدكتورة فيرا بوندارتشوك، رئيسة قسم البحوث الميكروبيولوجية في مختبر LabQuest، إلى أن الفطريات المجهرية التي تشكل خيوطا دقيقة متفرعة هي عفن، ويمكن اكتشاف انواع عديدة منها داخل المنزل.
وتقول: "توجد أبواغ (Spore) العفن دائما بكميات صغيرة في الهواء. أي نحن نعيش بين الفطريات، أو بالأحرى، تعيش الفطريات بيننا - علينا وبداخلنا. و نحن لا نلاحظ هذا حتى في التكوينات الحيوية لدينا، ولا نعرف ما إذا كانت منظومة المناعة قد قضت عليها أم لا. وعلاوة على ذلك، تستطيع الفطريات بناء تكافل متناغم معنا. لإن أبواغ الفطريات التي تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق لا تؤثر في الأشخاص الأصحاء لأن جهاز المناعة لدينا قادر على محاربتها".
وتضيف: "ولكن عند بلع كمية كبيرة من أبواغ العفن المسببة للأمراض بتناولها مع طعام ملوث بفطريات العفن، يمكن أن يحدث تسمم شديد في الجسم. ومن أعراض هذا التسمم الغذائي الحمى والقشعريرة والتشنجات. وقد يصاحب ذلك الإسهال والتقيؤ وآلام البطن. ويمكن أن تثير أبواغ العفن عندما تتلامس مع الجلد أمراض التلامس، خاصة إذا كان في الجلد أي نوع من الجروح والقروح. ويمكن الإصابة بالفطريات عن طريق لمس الجدران والأثاث والمنتجات المصابة".
ووفقا لها، تكمن خطورة الإصابة بالفطريات في أنها تتطور ليس فقط على سطح الجلد، بل يمكن أن تتوغل حتى في العضلات وربما في العظام أيضا.
وتقول: :يؤدي وجود العفن على جدران المنزل إلى أمراض خطيرة مثل داء الرشاشيات. وتفرز هذه الفطريات السموم المسببة لعدد كبير من الأمراض بما فيها التهاب السحايا والالتهاب الرئوي والربو والتهاب الجيوب الأنفية المزمن والتهاب عضلة القلب وغيرها".
وتضيف: "يمكن العثور على العفن في السراديب والحمامات، لأن هذه الأماكن أكثر رطوبة وتهويتها سيئة، وعلى زوايا الأثاث. لذلك لمنع ظهور العفن في المنزل، وخاصة في الحمامات وأماكن تخزين المواد، يجب الحفاظ على رطوبة ودرجة حرارة مثلى في المنزل، وتهوية الغرف بانتظام حتى يكون الهواء فيها جافا ونظيفا".
المصدر: صحيفة "إزفيستيا"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الصحة العامة امراض یمکن أن
إقرأ أيضاً:
خطورة خداع نموذج «الجولانى»
أخطر ما فى نموذج الجولانى الخداع القائم على «جاذبية» النموذج؛ خطورة نموذج الجولانى فى جاذبيته الخادعة التى قد تروق البعض وينخدع بها، ويروج لها البعض الآخر تحت صورة «الجهادية المعتدلة»، أو «المستبد العادل». المتابع لمآلات وتحولات الثورات والانتفاضات على مدار العقد الماضى، يدرك دونما عناء أن الحذر واجب، وهو حذر مبرر، لأن أياً من هذه التجارب لم تنج من انتكاسات حادة، لكن الأخطر فى الحالة السورية إلى جانب أنها قد تنزلق لمرحلة الحرب الأهلية والتمزق والانقسام، هو جاذبية النموذج الذى يعاد إنتاجه فى هيئة أحمد الشرع. وأياً كان المسمى «جبهة فتح الشام» التى أعيدت تسميتها «هيئة تحرير الشام» فالمسعى واحد وطويل الأمد نحو تحقيق نفس الأهداف الاستراتيجية التى سعت إليها جبهة النصرة، ألا وهى إنشاء إمارة إسلامية فى سوريا فى المستقبل، والتى قد تتحقق من خلالها أهداف دولية أوسع نطاقاً فى القريب العاجل.
أبو محمد الجولانى الذى ترك دراسة الطب عام 2003 لقتال الأمريكان فى العراق، ثم مر بمرحلة من التحولات الجهادية والفكرية الأيديولوجية ما بين «داعش» و«القاعدة». خلع العباءة والعمامة الجهادية؛ من حيث الشكل والمظهر، وأصبح من أصحاب الياقات البيضاء، ورابطات العنق الأنيقة، حتى على مستوى الاسم، تخلى عن الاسم فى كنيته الجهادية المعروف بـ«أبو محمد الجولانى» وعاد إلى اسم أحمد حسين الشرع الأكثر تماشياً مع عملية ومرحلة التحول الجديدة التى يخوضها الشرع فى إطار تأكيد صورة الزعيم السياسى الشاب، وذلك فى إطار إعادة اختراع صورته فى الغرب، وبعد تخليه عن المظهر والزى الجهادى، تخلى أيضاً عن الزى العسكرى. وعلى صعيد الخطاب؛ بدا الشرع أكثر اعتدالاً، لم يتناول من قريب أو بعيد أى خطاب أو مفردات تتعلق بالشريعة الإسلامية، وعمل على توجيه رسائل تطمينات مخاطباً الخارج والعرب على وجه التحديد قبل الداخل السورى. تحدث الشرع عن احترام التعددية فى سوريا، والتأكيد على حقوق الأقليات الدينية والعرقية، وتأكيده أنه يرفض الفيدرالية ويعمل على سوريا موحدة، هنا الشرع عمل على مخاطبة الغرب باللغة «البراغماتية» التى يفهمها، وهدفه الأول إلغاء مكافأة الـ10 ملايين دولار التى أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية فى 2017 لمن يدلى بمعلومات عنه، وهو ما حصل عليه- بالفعل- فى أعقاب لقائه بالوفد الأمريكى فى دمشق. والهدف الثانى رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، ثم رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وهما الورقتان اللاتى لا يزال الغرب بمختلف أطرافه الفاعلة يناور الشرع بهما. لكن السؤال الأهم هو مدى قدرة الشرع على تحقيق وعوده؟
الشرع يطبق وصية أستاذه الظواهرى فى كتابه «فرسان تحت راية النبى» الصادر عام 2001، وقال فيها: «إن حركة الجهاد يجب أن تعتمد خطتها على أساس السيطرة على قطعة أرض فى قلب العالم الإسلامى تستطيع أن تقيم عليها دولة الإسلام وتحميها وتطلق معركتها لاستعادة الخلافة الراشدة. إن حركة الجهاد يجب أن تتقرب من الجماهير. إننا يجب أن نكسب ثقة الناس واحترامهم ومودتهم». وهو ما يطبقه أحمد الشرع بحذافيره والخطوة الأولى اكتساب الثقة خارجياً وداخلياً بما فى ذلك تقديم تنازلات تكتيكية لتحقيق أهدافه. والتحول فى المظهر والخطاب ما هو إلا استراتيجية لـ«الجهاد المعتدل» التى تنتهجها هيئة تحرير الشام منذ عام 2017، وتؤكد على البراغماتية، وقد يكون مسار الجولانى وهيئة تحرير الشام ملهماً لمجموعات أخرى للتكيف، ما يشير إما إلى حقبة جديدة من «الجهادية» المرنة سياسياً أو مجرد انحراف مؤقت عن المسار التقليدى من أجل تحقيق مكاسب سياسية وإقليمية. فلا تخدعنكم الصورة الجديدة، فالشرع هو الجولانى، والجولانى هو الشرع سواء ارتدى بذلة فاخرة أو زياً جهادياً.