رئيس وزراء قطر يكشف كواليس صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
كشف رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن تفاصيل دور بلاده في الوساطة التي قادتها مصر والولايات المتحدة؛ للوصول إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال آل ثان، في مقابلة حصرية مع القناة 12 الإسرائيلية، “استغرقت هذه الجهود المكثفة 15 شهراً منذ انهيار الصفقة السابقة” مؤكدا أن المفاوضات شهدت تحديات كبيرة وصعوبات متعددة قبل التوصل إلى اتفاق نهائي، وفقا للصحيفة العبرية.
وأوضح آل ثاني أن المفاوضات بدأت منذ ديسمبر 2023، لكنها مرت بفترات تعقيد وتصعيد، خاصة بعد فشل الصفقة السابقة التي شهدت إطلاق سراح 109 أسرى إسرائيليين.
وقال: "كل يوم تأخير في التوصل إلى الاتفاق كان يُكلف أرواحاً من الطرفين، سواء من سكان غزة أو الأسرى الإسرائيليين".
وأضاف أن الاتفاق الحالي جاء بنفس إطار الصفقة التي تم تحديدها سابقاً، لكن التأخير جاء نتيجة قيود سياسية ومخاوف من الأطراف المعنية.
وأشار آل ثاني إلى أن هيكل الصفقة تم تصميمه بناءً على مخاوف الأطراف، مؤكداً أن الوساطة القطرية حافظت على حياديتها بالكامل.
وأضاف: "الاتفاق المثالي بالنسبة لنا كان إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، لكن الواقع السياسي فرض خطوات تدريجية".
وأعرب رئيس الوزراء القطري عن أمله في بدء المرحلة الثانية من المفاوضات قريباً، والتي تهدف إلى إطلاق سراح جميع الأسرى وتحقيق تهدئة طويلة الأمد.
كما أشار إلى أن التزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة عبر مبعوثه الخاص، كان له تأثير كبير على إتمام الصفقة.
وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة إلى الدور القطري في المفاوضات، أكد آل ثاني أن بلاده تعمل كوسيط محايد، وأن الأموال التي أرسلت إلى غزة كانت تهدف لدعم الأسر الفقيرة وتوفير الكهرباء بالتنسيق مع إسرائيل.
وبالنسبة لإعادة إعمار غزة، أبدى استعداد قطر للاستثمار في هذا المجال، لكنه تساءل عن مدى جدوى إعادة الإعمار في ظل احتمالية تدميرها مجدداً.
واختتم آل ثاني حديثه برسالة إلى العائلات الإسرائيلية، مؤكداً أن قطر ملتزمة ببذل كل جهد ممكن لإعادة الأسرى وتنظيم الوضع في غزة، مع التأكيد على أهمية دعم هذه الجهود لتحقيق السلام المستدام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر الولايات المتحدة رئيس الوزراء القطري حركة حماس محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الوساطة المزيد آل ثانی
إقرأ أيضاً:
تبادل الأسرى في غزة ورحلة نحو السلام المفقود
في زحام الأحداث المتلاحقة، يبرز مشهد تبادل الأسرى في غزة كعلامة مضيئة في أفقٍ ملبّد بالغيوم. إنه ليس مجرد حدث يمر مرور الكرام، بل هو فرصة تُجسد الألم والصمود، ذاك الألم الذي لا يزال يحفر عميقاً في أرواح البشر. في كل عملية تبادل، يُستعاد الأمل ويتجدد اللقاء، حيث يعود أحدهم إلى أحضان أسرته. هذا اللقاء هو صورة حية للإنسانية، تعبر عن قوة الإصرار في وجه الاحتلال.
لا يمكن فصل هذه اللحظات المؤثرة عن سياق القضية الفلسطينية الأكبر. فمشهد تبادل الأسرى يسلط الضوء على الحاجة الملحة للحلول الجذرية. يجب أن ندرك أن العودة إلى طاولة المفاوضات أمرٌ حتمي. إن المفاوضات المباشرة، متى ما كانت جامدة أو غائبة، تبقي الأبواب مغلقة أمام أي أمل للسلام. لذا، يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دوره الفاعل، ويعزز من جهوده لتحقيق رؤية شاملة تتضمن جميع الأطراف.
ومع ذلك، فإن الحلول لا تكمن فقط في المفاوضات. إن تعزيز التنمية الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية وتحسين الظروف المعيشية يُعتبران ركيزة أساسية للوصول إلى الأمن والاستقرار. فعندما يزدهر الاقتصاد، تضعف قبضة التوترات.
تعتبر قضية فلسطين واحدة من القضايا التي تهز ضمير الإنسانية. ومع كل عملية تبادل أسرى تُسجل في صفحات التاريخ، يبقى الصوت الفلسطيني يدق بأمل جديد. نحن بحاجة إلى رفع مستوى الوعي العالمي حول معاناة الشعب الفلسطيني وثقافته الغنية. الوعي هو السلاح الأقوى لنشر الحقيقة وتعزيز العدالة.
في خضم كل هذا، يبقى التفاؤل هو الزرع الذي ننشده في أرض محاطة بالصعوبات. الأمل، رغم كونه شبحًا، إلا أنه يظل رفيق من يصر على التغيير. لنستمر في العمل، ولنحمل الهمَّ الفلسطيني في قلوبنا وعقولنا، لأن الغد يحمل في طياته بوادر ممكنة، وعلينا أن نعيد بناء الصورة المشتركة بألوان السلام والحق.