مسرح البدوي يخلد الذكرى الثالثة لرحيل عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
المهدي اشركي
يخلد مسرح البدوي، يوم الثلاثاء 28 يناير الجاري، الذكرى الثالثة لرحيل مؤسسه، ورائد المسرح المغربي، الأستاذ عبد القادر البدوي.
واختار مسرح البدوي أن تكون الذكرى الثالثة لرحيله مناسبة للاعتراف بما قدمه هذا الرمز المسرحي للحركة الثقافية والمسرحية المغربية، حيث قرر أن يكون الاحتفال بالمكان الذي شهد أوج مسرح البدوي، ألا وهو مقره الكائن بشارع الناظور، قبالة حديقة لارميطاج بمدينة الدارالبيضاء والذي ينظم فيه بهذه المناسبة معرضا توثيقيا لأبرز المحطات الفنية والنضالية في تاريخ المسرح المغربي تحث عنوان “مسرح البدوي ذاكرة مسرح ذاكرة وطن” ، حيث كان شرارة التألق والإشعاع وطنيا وعربيا و مركزا ثقافيا ساهم ولازال يساهم في تكوين وتأطير أجيال متعاقبة من الفنانين و في تزويد الطلبة و الباحثين بمادة علمية تثري البحث الأكاديمي في ما يتعلق بالشأن الثقافي و الفني والنضالي المغربي من نافذة مسرح البدوي الذي تمتد جذوره للحركة الوطنية.
وهو حنين فرقة تحتفل هذه السنة بالذكرى 73 على تأسيسها، إلى أيام كان فيها المسرح يلعب الدور المنوط به في التنمية و في تشكيل وجدان و وعي الجماهير .
كما تنشد من خلال هذا الحدث الثقافي إلى تسليط الضوء على تراث مسرح البدوي ومصيره كأعرق مسرح في المغرب والذي بات يشكل جزءا من الذاكرة الثقافية الوطنية و من التراث اللامادي المغربي و الذي يستوجب صيانته حفظا للذاكرة المغربية الوطنية .
كما سيعرف هذا الحدث بالإضافة إلى تقديم وصلة من الأمداح النبوية وشهادات في حق عميد المسرح المغربي، عقد ندوة فكرية تحت عنوان “مسرح البدوي تراث ثقافي وطني”، يشارك فيها أساتذة ومهتمون بالشأن المسرحي والثقافي بشكل عام.
نشير إلى أن فعاليات هذه الذكرى تنطلق ابتداء من الساعة السادسة مساء.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: المسرح المغربی
إقرأ أيضاً:
"تشيكوف".. (165) عامًا من الحضور
"الشمس لا تشرق في اليوم مرتين.. والحياة لا تعطي مرتين، فلتتشبث بقوة ببقايا حياتك وتنقذها".. هكذا قال الأديب الروسي الكبير "أنطون تشيكوف"، والملقب بـ "أبو القصة القصيرة"، والذي تمر في (29) من يناير الجاري الذكرى الـ (165) لميلاده.
ولد "تشيكوف" في 29 يناير 1860م فى مدينة "تاجانروج" جنوب روسيا، وكان الثالث من بين ستة أطفال لعائلة تعمل فى بيع المواد الغذائية، وكان والده متعصبًا دينيًا وطاغية فى تربيته لهم، حيث عاش "تشيكوف" طفولًة كئيبة وقاتمة لدرجة أنه وصفها يومًا بالقول: "فى طفولتى، لم تكن لى طفولة"!
في مرحلة الصبا، عمل "تشيكوف" مساعدًا بدوام جزئى فى عمل. وفي الخامسة عشرة من عمره، تخلى عنه والده المفلس وعاش بمفرده لمدة ثلاث سنوات أثناء إنهاء الدراسة فى صالة الألعاب الرياضية الكلاسيكية فى مسقط رأسه.
حصل على منحة دراسية فى كلية الطب بجامعة موسكو عام 1879م، وتخرج فيها عام 1884م، حيث مارس الطب العام لمدة عشر سنوات تقريبًا، ومن اقواله الشهيرة: "الطب زوجتي، والكتابة عشيقتي".
انصب اهتمام "تشيكوف" في معظم أعماله الإبداعية، بصورة واضحة، على الإنسان وحريته وكرامته وحاجاته المادية والروحية، وقد تنوعت كتاباته بين المسرح، والقصة القصيرة، فكتب أكثر من (400) قصة قصيرة، و(70) قصة متوسطة، وقد ابتكر أسلوبًا مميزًا لسرد القصص تزامنًا مع حركة الواقعية فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ومن أبرز قصصه: الرِهان- حياتي- ثلاث سنوات- مبارزة- فانكا- إلى جدي العزيز.
وعلى صعيد المسرح، كان لـ "تشيكوف" إعجاب خاص بـ "وليم شكسبير" وخصوصًا مسرحية "هاملت"، وله العديد من المسرحيات القصيرة والطويلة التى ترجمت إلى غالبية اللغات العالمية، من أبرزها مسرحيات: النورس- بستان الكرز- العم فانيا- الأخوات الثلاث.
وقد تعلم الكثير من كتّاب المسرح المعاصرين حول العالم من "تشيكوف" كيفية استخدام المزاج العام للقصة، والتفاصيل الدقيقة الظاهرة، وتجمد الأحداث الخارجية في القصة، وذلك لإبراز النفسية الداخلية للشخصيات.
ارتبط اسمه بمبدأ درامي في الكتابة المسرحية خصوصًا عُرف بـ " بندقية تشيكوف" ومعناه عدم استخدام الكاتب لأي "تفصيلة" لا تخدم النص، كأن يتم الإشارة إلى وجود "بندقية على الحائط" بينما لم يتم استخدامها في أي فصل من فصول المسرحية.
وعلى ذكر هذا المبدأ الدرامي، فإن "تشيكوف" قد استخدم "البندقية" في أولى مسرحياته الطويلة "إيفانوف"، حيث بدات المسرحية بإطلاق نار بينما البطل يجلس في حديقة منزله يقرأ كتابًا ويستمع للموسيقى، إذ دخل عليه أحد أقربائه شاهرًا البندقية في وجهه، ثم اتضح أنها كانت مجرد مزحة، وفي نهاية المسرحية، يتعرض البطل لهجوم قاسٍ من صديق له اتهمه بالانتهازية والجبن، وهو ما لم يتحمله البطل فاندفع خارجًا إلى غرفة خلفية، حيث التقط مسدسه وانتحر برصاصة فى رأسه لينهى المسرحية بصوت طلق نارى كما بدأت.
يذكر أن "تشيكوف" قد توفي في سن الرابعة والأربعين بداء السُل عام 1904م.