جناح عُمان بمعرض الكتاب يشهد توهجاً للعلاقات العمانية المصرية والفنون التقليدية العُمانية
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
شهد جناح سلطنة عُمان ضيف الشرف فـي معرض القاهرة الدولي للكتاب حضورا كثيفا فـي الأيام الأولى من المعرض مدفوعا برغبة فـي استكشاف مفردات الثقافة العمانية والإنتاج المعرفـي والفكري الذي تعرضه سلطنة عمان فـي جناحها الرسمي وفـي أجنحة دُور النشر والمكتبات العمانية المشاركة فـي المعرض.
بدأت الفعاليات الثقافـية المصاحبة للمشاركة بندوة حوارية ناقشت العلاقات العمانية المصرية فـي سياقها التاريخي والحضاري والثقافـي والإنساني.
وأكد الدكتور علي الدين هلال أن الموقع الجغرافـي الاستراتيجي لكل من عُمان ومصر ساهم ببناء العلاقات بين البلدين فـي مرحلة حضارية مبكرة وعزز التبادل الثقافـي والحضاري والسياسي بين البلدين الشقيقين.. مؤكدا على أن الموقع الجغرافـي هو العامل الأهم فـي تحديد أهمية الدول وفـي بناء منظومة علاقاتها الدولية مع الآخرين.
وقدم الدكتور علي الدين هلال سردا تاريخيا حول المسيرة الحضارية لعُمان منذ مرحلة مبكرة للتاريخ إلى الوقت الحالي متوقفا على مراحل مهمة فـي هذا التاريخ. كما تحدّث عن المواقف السياسية لعُمان فـي العصر الحديث والتي نصرت فـيها مصر ووقفت فـي صفها، كذلك تحدّث عن خصوصية العلاقات العمانية المصرية فـي العصر الحديث مؤكدا أنها خصوصية قامت على سياق تاريخي واستراتيجي ورؤية دقيقة لمكانة كل دولة فـي نظر الأخرى، الأمر الذي جعل العلاقة ثابتة لا تتغير مهما تغيرت المعطيات السياسية الآنية.
من جانبه تحدث الدكتور محمد صابر عرب عن التاريخ المشترك بين البلدين والتقارب فـي الأفكار وذهب إلى أن مرده يعود إلى العمق الحضاري لكل من عُمان ومصر والخبرة التي اكتسبها البلدان طوال العصور التاريخية .
وتحدث صابر عرب عن الجوانب الإنسانية التي ربطته بالناس فـي سلطنة عُمان طوال فترة إقامته فـيها، كما تحدّث عن السياسات العمانية التي تثبت دائمًا انتصارها للقضايا العربية والإنسانية وأنها سياسة تنطلق من فهم عميق لتاريخ المنطقة وتحدياتها ومآلاتها.
بعد ذلك تحدّث الدكتور عبدالمنعم الحسني عن العلاقات الثقافـية والإعلامية بين عُمان ومصر وأكد أن الكثير من العمانيين كتبوا منذ فترة مبكرة فـي الصحف المصرية منذ بداية القرن العشرين، كما أن العمانيين تناولوا القضايا المصرية فـي صحفهم المهاجرة وتناولوها فـي أشعارهم وكتاباتهم النثرية، وأعطى الحسني الكثير من الأمثلة من كتابات العمانيين عن مصر فـي صحفهم المهاجرة فـي زنجبار.
وتحدث الحسني عن التعاون الكبير الذي حدث بين عُمان ومصر فـي المجال الإعلامي منذ عام ١٩٧٠ حتى اليوم وكيف أن الحضور المصري كان كبيرا فـي هذا الجانب ومؤسسا. وتحدّث الحسني عن تجارب إنسانية معتبرا أنها التمثيل الحقيقي لعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
من جانبه تحدث الدكتور علي بن أحمد العيسائي الذي شغل لفترة منصب سفـير سلطنة عمان فـي مصر عن أهمية العلاقات بين البلدين والتنسيق الكبير الذي كان يحصل لتقريب المواقف السياسية وتنسيقها، واعتبر أن هذه المواقف مبنية على سياق تاريخي واستراتيجي كبير تنظر إلى مصلحة عُمان وإلى مكانة مصر فـي العالم العربي.
وتصاحب مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف فـي معرض القاهرة العديد من الفعاليات الثقافـية والفنية والترفـيهية؛ حيث تقدم فرقة الفنون الشعبية أهازيجها فـي الأماكن المخصصة للفنون طوال اليوم، كما تقدم فرقة التخت الشرقي معزوفات موسيقية مستمرة.
وقال الدكتور محمد الفـيومي والمتخصص فـي الآثار إن عُمان من الدول التي ما زالت تحتاج إلى بحث أثري كبير، مشيرا إلى أن فهم التاريخ يحتاج تنقيبا كبيرا فـي الآثار، وأنه فرح كثيرا عندما شاهد كتبا معروضة فـي جناح سلطنة عمان تناقش التاريخ العماني بناءً على فهم الآثار وحملات التنقيب.
كما أقيمت ندوة حوارية ضمن البرنامج الثقافـي لسلطنة عمان بعنوان عباقرة عمانيون.. من الفراهيدي إلى ابن ماجد شارك فـيها الشيخ أحمد بن سعود السيابي والدكتور حبيب الهادي وفهد السعدي.
شاهد الصور:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عمان سلطنة عمان معرض عمان معرض الكتاب بین البلدین الدکتور علی سلطنة عمان سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
شيخة المحروقي: العلاقات المصرية العمانية نموذج يحتذى به.. ولا نشعر بأننا ضيوف في مصر
تسجل العلاقات المصرية العمانية فصلًا جديدًا من التعاون المثمر والعميق، حيث تبرز سلطنة عمان كضيف شرف في النسخة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
تعكس هذه المشاركة ليس فقط الروابط الثقافية بين البلدين، بل أيضًا التاريخ العريق الذي يجمعهما، والذي يتجلى في الزيارات المتبادلة بين قيادتيهما والمواقف المشرفة التي تجمع شعبيهما.
أكدت شيخة بنت أحمد المحروقي، مدير عام الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام العمانية، أن العلاقات بين جمهورية مصر العربية وسلطنة عمان تتميز بالعمق والقوة في جميع المجالات، سواءً على الصعيد الرسمي أو الشعبي، معتبرةً إياها نموذجًا يحتذى به على مستوى العالم.
واستعرضت المحروقي مواقف قيادتي البلدين التاريخية، مستذكرةً قرار السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، الذي اقتطع جزءًا من رواتب الموظفين لدعم مصر خلال حرب أكتوبر.
وأوضحت المحروقي، خلال تصريحاتها للوفد على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن العلاقات بين البلدين تكتسب زخمًا متزايدًا، تجسده الزيارات المتبادلة بين قيادتيهما. فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة السلطنة، في حين قام السلطان هيثم بن طارق بزيارة مصر. كما تبادلت حرم السلطان، السيدة الجليلة، الزيارات مع السيدة انتصار السيسي.
وأعربت المحروقي عن فخر سلطنة عمان بمشاركتها السنوية في معرض الكتاب، مؤكدة أن مشاركتها كضيف شرف هذا العام تعكس العلاقات المتينة بين الدولتين. وأشارت إلى أن الشعب العماني لا يشعر أبدًا بأنه غريب في مصر، حيث أن التأثير الثقافي المصري يمتد عبر الأجيال، موضحة أن المصريين كان لهم دور كبير في تشكيل الهوية الثقافية العمانية.
وأشارت إلى أن الاحتفاء بمشاركة سلطنة عمان كضيف شرف في المعرض يعكس قوة العلاقات بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي. كما أكدت على قدرة الثقافة العمانية على التأثير في الوجدان العربي، مما يسهم في تعريف زوار المعرض بثراء الفكر والإبداع العماني.
وأضافت أن المشاركة العمانية تهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي والمعرفي، من خلال التعريف بالإرث الأدبي والثقافي العماني عبر الإصدارات والندوات والجلسات الحوارية، بالإضافة إلى العروض الفنية والموسيقية التي تعكس التقدم العصري الذي تشهده السلطنة تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
تشارك 80 دولة في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، مع حضور 1300 دار نشر و6000 عارض، حيث تم اختيار السلطنة ضيف شرف. كما تم اختيار اسم الدكتور الراحل أحمد مستجير كشخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول كشخصية معرض كتاب الطفل.