استنكر الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين بنقل سكان قطاع غزة إلى الدول المجاورة مصر والأردن، مؤكداً أنها تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتحريضاً على ارتكاب جرائم حرب.

وأوضح الدكتور مهران في تصريحات صحفية، أن اتفاقية جنيف الرابعة تحظر في مادتها 49 بشكل قاطع النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة، كما يصنف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في مادته 8 التهجير القسري كجريمة حرب تستوجب المحاكمة.

ولفت إلي أن المادة 85 من البروتوكول الإضافي الأول تصنف نقل السكان المدنيين قسراً كانتهاك جسيم يستوجب المحاكمة، مشيراً إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تمتلك الولاية القضائية على هذه الجرائم.

وفي ذات السياق أشاد أستاذ القانون الدولي بموقف مصر الثابت الذي عبر عنه بيان وزارة الخارجية في رفض أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن هذا الموقف يتوافق مع المادة الأولى المشتركة في اتفاقيات جنيف التي تلزم الدول باحترام وكفالة احترام الاتفاقية في جميع الأحوال.

كما أشار مهران إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 يؤكد على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، موضحا ان هذا ما تؤكده أيضا المادة 1(2) من ميثاق الأمم المتحدة والتي بينت حق الشعوب في تقرير مصيرها، مشدداً على أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يكفل في مادته 13 حق كل فرد في التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود دولته.

وشدد الخبير الدولي على ضرورة إيجاد كل عادل للقضية الفلسطينية، مؤكدا ان الدعوة لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 تمثل تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار مجلس الأمن 338 لعام 1973 وقرار الجمعية العامة 194 الخاص بحق العودة.

وأضاف الخبير الدولي أن إرادة الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه منذ عقود يؤكد رفضه القاطع لكل مشاريع التهجير والتوطين، مشيراً إلى أن التاريخ أثبت تمسك الفلسطينيين بحقوقهم المشروعة رغم كل الضغوط والمؤامرات.

كما أكد أن ارتباط الفلسطينيين بأرضهم وتراثهم وهويتهم راسخ في وجدانهم ولا يمكن تصفيته بقرارات أو تصريحات عنصرية، مشدداً على أن المادة الأولى من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية تؤكد حق الشعوب في تقرير مصيرها والتصرف الحر في ثرواتها ومواردها الطبيعية، وهو ما يتمسك به الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع.

بيان الخارجية المصرية

واعتبر الدكتور مهران أن موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية يعكس التزامها بالمادة 2(4) من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية، وحرصها على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، مشددا علي أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض كافة المحاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو المساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وذلك وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري: ترامب بلطجي ومغيب.. وعنجهيته حول تهجير الفلسطينيين ستتحطم على صخور سيناء

بعد رفض كولومبيا ترحيل المهاجرين.. ترامب يفرض عقوبات مالية ويحظر استقبال الكولومبيين

أستاذ علاقات دولية لـ «الأسبوع»: ما طرحه ترامب حول تهجير الفلسطينيين مؤشر خطير على توجهه السياسي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية قطاع غزة ترامب الشعب الفلسطيني غزة المحكمة الجنائية الدولية الدولة الفلسطينية تهجير الفلسطينيين

إقرأ أيضاً:

خالد عكاشة: تهجير الفلسطينيين من غزة خرق للأعراف الدولية وجريمة تطهير عرقي

قال الدكتور خالد عكاشة، مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنّ منطقة الشرق الأوسط تواجه منعطفًا يهدد أمنها واستقرارها، في نقل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى.

وأضاف «عكاشة»، خلال المؤتمر المنعقد برعاية المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة، بعنوان "غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، أنّ الحديث بشأن الاستيلاء على القطاع بعد وقف القتال مع إسرائيل التحويله إلى ما أسماه "ريفيا الشرق الأوسط"، وذلك في سابقة تاريخية تخل بالأعراف والقوانين الدولية التي تحظر التهجير القسري وتعتبرة جريمة لتطهير عرقي، وهو ما دفع دول المنطقة والعالم، وعلى رأسها مصر والأردن إلى الرفض العلني للمقترح وفي الوقت نفسه، تأكيد القاهرة على امتلاك الرؤية والإمكانية الإعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه.

وتابع: لقد انطوى تبرير ترامب لتهجير الفلسطينيين على صعوبة إعادة إعمار قطاع غزة، في ظل وجود سكانه، وأنه سيتم نقلهم إلى أماكن أفضل بعد أن تعرض القطاع إلى تدميج بنيته التحتية في حرب إبادة جماعية راح ضحيتها قرابة 50 ألف فلسطيني خلال 15 شهرًا، وبينما لم يكترث ترامب لا يحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ولا بتمسكهم بأرضهم وقضيتهم ومقاومتهم للمحتل الإسرائيلي على مدى عقود ممتدة، فإن التجارب الإقليمية والدولية لإعادة إعمار مناطق الصراعات بعد توقف القتال سواء في أفريقيا أو أوروبا أو آسيا أو الشرق الأوسط تدحض ذلك المبرر الأمريكي من أساسه.

«تشير تلك التجارب بأن عمليات الإعمار المناطق الصراعات جرت دون تهجير السكان».. استكمل «عكاشة» حديثه قائلاً: عادة ما يتم تخصيص أماكن مؤقتة السكان داخل أراضيهم للعيش فيها إلى أن يتم بناء المنازل الجديدة، وإعادة تشغيل وبناء خدمات البنية التحتية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ذاتها شاركت في العديد من عمليات إعادة الإعمار في مناطق الصراعات دون تهجير السكان حتى أن مؤسساتها التنموية والحقوقية دعمت عمليات عودة النازحين إلى مناطقهم، وتوقع سبل الحياة لهم في بعض دول الصراعات والأزمات.

وأشار إلى أنّ الارتباط الوثيق بين إعادة الإعمار وبقاء السكان في مطلق الصراع يحمل فرصا واسعة لتعزيز الأمن والسلام والتنمية، كون أولئك السكان هم بالأساس من يشاركون في إعادة الإعمار بمختلف قطاعاته في سياق الملكية الوطنية، بالتعاون مع الشيكاء الإقليمين والدوليين.

وأردف: بقاء السكان أثناء إعادة الإعمار يمنع مخاطر كبرى قد تنجم عن أي عمليات تحريك ديموغرافي سواء أكان تهجير أو نزوح للسكان في مناطق الصراعات فالمقترح الأمريكي بتهجيم الفلسطينيين قد لا تقتصر - أثاره الخطرة على الأمل القومي للدول المجاورة لقطاع غزة، إنما تتعداه إلى أمن بقية دول المنطقة.

وأوضح: من جهة الداخلية كل مقترح التهجير سابقة قد لفجر الأوضاع الديموغرافية "الهشة" في بعض دول المنطقة، من خلال تحفيز الصراعات لة التي تأخذ طابعا اجتماعيا أو طائفيا أو مناطقية من جهة أخرى، قد يمنح أي تقنين بالقوة المبدأ التهجير ذريعة البعض القوى الإقليمية خاصة إيران وتركيا التي تسعى للتمدد الجيوسياسي في بعض الدول العربية، ما يعني أن الشرق الأوسط الإقليمي الأكثر عنفا بلحل مقترح ترامب الذي التقط أنفاسه مؤخرا يوقف حرب إسرائيل على غزة وما خلفته من تداعيات واسعة، سيكون مرشحا لدورة جديدة من الصراع.

واستكمل: ينذر أيضا المقترح الأمريكي بتهجير سكان غزة بنكية فلسطينية جديدة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء حل الدولتين بل إنه يخفي خلفه أغراضا إمبريالية توسعية للقوى الرأسمالية لصالح إسرائيل، إذا وضعنا بالاعتبار مساعي اليمين الإسرائيلي المتطرف لضم الضفة الغربية وتأييده من قبل ترامب الذي يرى أن حليفته إسرائيل بحاجة لتوسيع مساحة أراضيها كونها صغيرة. يدعم ذلك أن ترامب كان قد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالسيادة الإسرائيلية على الجولان، بل غض الطرف عن التوسع الإسرائيلي مؤخرا في جنوب سوريا إثر سقوط نظام بشار الأسد.يقود هذا النهج التوسعي الإسرائيلي إلى تهديد أمن واستقرار المنطقة، على عكس ما يعلنه ترامب من رغبته في تهدئتها، وتوسيع مسار السلام الإبراهيمي.

ويعقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة المؤتمر تحت عنوان "غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، حيث تستهدف تفكيك ودخل المقترحات الساعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ليس فقط من خلال إظهار مدى مخالفتها الصارخة للقانون الدولي والإنساني، وإنما أيضا الخبرات والتجارب الإقليمية والدولية في إعمار مناطق الصراعات دون تهجير السكان يطرح المؤتمر أيضا المخاطر المترتبة على التحريك الديموغرافي للسكان على أمن واستقرار الشرق الأوسط سواء على صعيد دواخل الدول أو العلاقات فيما بينها، فضلا عن تأثيراتها على مستقبل الذهبية الفلسطينية، في ظل سياسات تيار اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي بات يرهن وجوده في السلطة باستمرار دائرة الحرب والدمار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • حاتم باشات: شجاعة الرئيس السيسي أحبطت رهانات ترامب لتهجير الفلسطينيين
  • ردا على رفضها خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين.. إسرائيل تدرس رفع سعر الغاز لمصر
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: مصر لعبت دورا أساسيا في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
  • البرلمان العربي يرفض أي رؤية لتهجير الشعب الفلسطيني ويدينها
  • البرلمان العربي: تهجير الفلسطينيين جريمة مرفوضة دوليًا
  • خالد عكاشة: تهجير الفلسطينيين من غزة خرق للأعراف الدولية وجريمة تطهير عرقي
  • دعوات لتحرك دولي ضد الحرب الصهيونية الصامتة في القدس
  • تقدير أمني إسرائيلي بعدم تقدم مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين لهذا السبب
  • ملك الأردن يجدد رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين ويدعو لإعمار غزة 
  • وزير الخارجية يجدد رفض مصر القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني في بيان أمام مجلس حقوق الإنسان