موقع النيلين:
2024-07-01@18:51:18 GMT

رأسمالية الحرب والسكن والاسترباح

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

رأسمالية الحرب والسكن والاسترباح


اصيب الكثير منا بالصدمة من الممارسات الاستغلالية التي أصبحت شائعة بعد اندلاع الحرب. يعبر هذا الاستغلال عن نفسه عندما يبدأ المالكون في فرض أسعار عالية للغاية على السلع والخدمات التي يقدمونها مثل الإيجار وأسعار السلع والخدمات الأخرى.

في بعض الحالات، يمكن تبرير الزيادة في بعض الأسعار جزئيًا، وليس كاملا، بارتفاع تكلفة المدخلات مثل الوقود وقطع الغيار وتكلفة الصيانة وارتفاع المخاطر الاقتصادية والأمنية.


لكن الاستغلال المفرط يسفر عن وجهه في الزيادة الفلكية في معدل إيجارات المنازل والشقق. في بعض الحالات، عقار قديم, متهالك, مثير للشفقة وغير صالح للاستخدام البشري يمكن أن يكلف استئجاره راتب ستة من خريجي الجامعات.

يظل هذا التربح وصمة عار قبيحة ولكنه لا يختزل الشعب السوداني ولا يعمينا عن الكرم والتضامن الذي اظهره الشعب السوداني في خضم هذه الحرب الرعناء.

ومع ذلك، لا يملك المؤمنون برأسمالية السوق النيوليبرالية غير المقيدة أي مصداقية لإدانة هذا النوع من التربح من الحرب لأنه يقوم على منطق وعمل السوق الرأسمالي الذي يؤمنون به كعقيدة أصولية.

بعبارة أخرى، لا يوجد فرق نوعي بين السياسات الاقتصادية التي بدأت مع معتز موسى وتضخمت إلى أقصى الحدود في عهد حكومة ما بعد البشير الانتقالية. يهدف هذا الجنس من السياسات الاقتصادية إلى تحرير الأسواق بحيث يتم تحديد الأسعار حسب العرض والطلب سواء كان ذلك سعر العملة الأجنبية أو الإيجار أو الرعاية الطبية أو أي شيء.

إن كل ما فعله أصحاب العقارات الذين حصدوا أسعارًا عالية الاستغلال هو تطبيق منطق السوق الذي روجت له الحكومة الانتقالية بترك الأسعار لتحددها أحوال العرض والطلب في مجال الإسكان. واستجاب المالكون والأسواق الحرة كما يستجيبون دائمًا: بتغيير الأسعار لموائمة الطلب مع العرض حتى يتوازن سوق العقار فحدس ما حدس.

أي شخص يشعر بأن معدلات الإيجار الاستغلالية هي شكل من أشكال أكل لحوم البشر يجب علىه أن ينتهز هذه الفرصة ليدرك أن رأسمالية السوق بلا قيود تضعها الحكومة هي كانبالية اكل لحوم بشر بدرجات مختلفة وأقنعة مختلفة.

ولا يوجد فرق جوهري بين صاحب المنزل الذي يتقاضى رسومًا زائدة عن ايجار منزله والمحامي المحترف أو الطبيب أو لاعب كرة القدم الذي يتقاضى أسعارا زائدة عن خدماته.

معدلات الإيجار المرتفعة تفتقد العقلانية تماما كما تفتقدها التفاوتات في الدخل والمرتبات التي تعود المجتمع علي قبولها بعد غسيل مخ نيوليبرالي مكثف لعقود في حين ان هكذا تباينات في الواقع نتاج شرطي للسوق الرأسمالية اللاعقلانية غير المنطقية.

بمعني آخر, وبحجة محامي الشيطان, يمكن لصاحب المنزل الذي قام بتأجير خرابته بألاف الدولارات ان يبرر فعله بانه لو اصيب بالمرض غدا فردا من أسرته قد يطلب المستوصف العلاجي الاف الدولارت في اليوم. ما الفرق؟ ولماذا على ان اقبل عائدا منخفضا علي ما املك ثم ادفع رسوما مرتفعة لعلاج وتعليم أبنائي وقد يموت عزيز لدي إذا عجزت عن توفير تكلفة العلاج؟

بعبارة اخري لا يستقيم منطقا واخلاقا ادانة تماسيح العقارات ثم الذهول عن منطق السوق النيوليبرالي غير المقيد الذي بشرت به الحكومة الانتقالية وسابقتها. ولا يجوز قبول منطق السوق الحر ورفض نتائجه المنطقية.

وما الفرق بين اهتبالي فرصة تاريخية اتاحها الدهر لي وبين المهني أو السياسي الذي لم يتردد يوما في استغلال صدف تاريخية وهندسة ايديلوجية وضعته في مركز مميز في سوق العمل؟

ان التفاوت في الدخول حسب اللا-منطق الرأسمالي هو نفسه في كل الحالات. صحيح ان الحرب ظرف استثنائي لكن قانون العرض والطلب هو نفسه في الحر والبرد.

مدخل للخروج كما يقول المسغفين????????: أثبتت هذه الحرب وأزمة الإيجارات التي ولّدتها الأهمية القصوى لمبادرة السكن اللائق التي أطلقتها مجموعة من المهنيات والناشطين بالذات لان السكن عادة هو اكبر عبء علي ميزانية أي اسرة مالكة ام مستأجرة. ولكن المبادرة لم تجد الرواج اللازم لأسباب عديدة منها الأولويات الخطأ في كتاب المانحين شذاذ الآفاق ولكن هذه قضية نتركها ليوم آخر.

معتصم اقرع
معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

التقسيم والفقاعات.. تعرف على سيناريوهات إسرائيل لإدارة غزة بعد الحرب

بغداد اليوم -  متابعة

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية، اليوم السبت (29 حزيران 2024)، عن مجموعة من الخطط والأفكار المطروحة حول مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بين القوات الإسرائيلية وحماس.

وقدمت الصحيفة مجموعة من الأفكار والخطط المطروحة في هذا الإطار، استنادا إلى مصادر شملت ضباطا في الجيش الإسرائيلي ومتقاعدين من الاستخبارات الإسرائيلية ومراكز البحوث والأكاديميين والسياسيين.

وفي حين لم تقل القيادة السياسية في إسرائيل شيئا تقريبا عن الشكل الذي سيبدو عليه قطاع غزة وكيف سيحكم بعد انتهاء المعارك، كانت هذه المجموعات تعمل على خطط مفصلة تقدم لمحة عن الكيفية التي تفكر بها إسرائيل فيما تسميه اليوم التالي.

وتتمثل إحدى الخطط التي تكتسب زخما في الحكومة والجيش في إنشاء جزر أو "فقاعات"، حيث يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس أن يعيشوا في ملاجئ مؤقتة، بينما يستمر الجيش الإسرائيلي في مهمته المعلنة وهي "القضاء على حماس".

ويدعم أعضاء آخرون في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة أخرى، تركز على الأمن وتسعى إلى تقسيم غزة بممرين يمتدان عبر عرضها، ومحيط محصن "يسمح للجيش الإسرائيلي بشن غارات عندما يرى ذلك ضروريا".

وتكشف الخطط، سواء تم تبنيها بالكامل أو لا، عن حقائق قاسية حول عواقب الحرب، 

وقال نتنياهو، في تعليقات نادرة تناولت هذا الملف الأسبوع الماضي، إن "الحكومة ستبدأ قريبا خطة على مراحل لإنشاء إدارة مدنية يديرها فلسطينيون محليون في مناطق الشمال، مضيفا أنه "يأمل في مساعدة أمنية من الدول العربية".

من جانبهم قال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون إن نتنياهو كان يشير على الأرجح إلى "خطة الفقاعات"، التي نوقشت بين صناع القرار الحكوميين.

ووفقا لأشخاص مطلعين على الملف، فإن الخطة تهدف إلى العمل مع الفلسطينيين غير المنتمين إلى حماس لإنشاء مناطق معزولة في شمال غزة.

وسوف يوزع الفلسطينيون في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لم تعد تسيطر عليها، وفي نهاية المطاف سيدير تحالف من الولايات المتحدة والدول العربية هذه العملية.

وقال إسرائيل زيف، الجنرال الإسرائيلي السابق الذي ساعد في تقديم أفكار لإخلاء غزة من حماس: "يجب اتخاذ القرارات اليوم".

ويقترح زيف، الذي أشرف على خروج إسرائيل من غزة عام 2005، أن "يتمكن الفلسطينيون المستعدون للتنديد بحماس من التسجيل للعيش في جزر جغرافية مسيجة، تقع بجوار أحيائهم وتحرسها القوات الإسرائيلية، وهذا من شأنه أن يمنحهم الحق في إعادة بناء منازلهم".

وستكون العملية "تدريجية"، وفق خطة زيف، وفي الأمد البعيد يتصور العسكري السابق إعادة السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية إلى غزة كحل سياسي، حيث تستغرق العملية برمتها ما يقرب من 5 سنوات.

وبموجب خطته، يمكن لحماس أن تكون جزءا من إدارة غزة "إذا أطلقت سراح جميع الرهائن المحتجزين هناك ونزعت سلاحها، لتصبح حركة سياسية بحتة".

بحسب خطة أخرى، وضعتها منظمة غير ربحية تدعى "مايند إسرائيل"، فإن هجمات السابع من أكتوبر والحرب التي تلتها تعني أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يعد بوسعهم التعامل مع بعضهم البعض بحسن نية.

وتدعو الخطة إلى العمل مع الولايات المتحدة والحكومات العربية لإنشاء هيئة حاكمة فلسطينية جديدة، تعمل على سمته "وقف الإرهاب ضد إسرائيل".

وتقول الخطة إن المناقشات حول إنشاء دولة فلسطينية يجب أن تبدأ بعد 5 سنوات من الحرب، إذ أن "بعد هجمات حماس في السابع من أكتوبر لا ينبغي مكافأة الحركة بإنشاء دولة الآن".

وتدعو خطة أخرى نشرها مركز "ويلسون" إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تنشئ قوة شرطة دولية لإدارة الأمن في غزة، وتسليم المهمة بمرور الوقت إلى إدارة فلسطينية لم يتم تحديدها بعد.

وقال روبرت سيلفرمان، الدبلوماسي الأميركي السابق في العراق الذي شارك في وضع الخطة، إن فريقه ناقشها مع المسؤولين الإسرائيليين لعدة أشهر، حتى إنه غير أجزاء من الاقتراح لجعله أكثر قبولا لأهداف الحرب الإسرائيلية والديناميكيات السياسية، لكن الأمر تعثر مع مكتب نتنياهو.

وتستند وثيقة أخرى، صاغها أكاديميون إسرائيليون ووصلت إلى مكتب نتنياهو، إلى سوابق تاريخية في إعادة بناء مناطق الحرب في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤخرا في العراق وأفغانستان.

وتنظر الوثيقة في كيفية التعامل مع عقيدة حماس من خلال "التعلم من هزيمة أيديولوجيات مثل النازية وتنظيم داعش".

وتعترف الوثيقة التي تتألف من 28 صفحة، التي اطلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن "عملية نزع التطرف وتحديد القيادة الجديدة ستكون طويلة ومعقدة، وينبغي أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، خاصة في ضوء الوضع الإنساني في غزة".

وتفترض جميع الخطط المطروحة أن "إسرائيل ستترك حماس في نهاية المطاف منزوعة السلاح، سياسيا وعسكريا".

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها
  • أمراء الحرب يدمّرون السودان وشعبه
  • ضبط مواد بترولية خلال بيعها في السوق السوداء بالفيوم
  • بعض أساليب الحرب الناعمة
  • رئيس الشعبة: نستورد 98% من قطع غيار السيارات.. وتوقعات بانخفاض الأسعار
  • عاجل:- زيادة أسعار بيبسي كولا في الأسواق اعتبارًا من 1 يوليو 2024
  • إيران.. انتخابات على طبول الحرب
  • ضبط 730 كيلو دقيق قبل بيعه في السوق السوداء بالفيوم
  • التقسيم والفقاعات.. تعرف على سيناريوهات إسرائيل لإدارة غزة بعد الحرب
  • ضبط 34 شيكارة دقيق قبل بيعه في السوق السوداء بالفيوم