الأمم المتحدة.. الابتزازُ باسم “الإنسانية”
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
يمانيون../
كشفت الأمم المتحدة عن وجهها الحقيقي المتدثر بثوب الإنسانية بعد أن ربطت مشاريعها في المناطق اليمنية الحرة بالورقة السياسية والأمنية، ضمن محاولات ابتزاز غير أخلاقية تعكسُ تبعيةَ المنظمات الدولية لأمريكا والكيان الصهيوني.
وحرصًا منها على تنفيذ الأجندات الأمريكية، كان لزامًا على الأمم المتحدة المشاركةُ المباشرةُ في العدوان على اليمن، من خلال التلويح بالورقة الإنسانية التي من خلالها فقط تستطيع تركيع الشعوب والتحكم بها، لكن هنا في اليمن الوضع مختلف تمامًا وغير وارد.
وفي خطوة تؤكّـد صحة اتّهامات صنعاء للأمم المتحدة، أقدمت الأخيرة على تعليق ما تبقى من أعمالها وأنشطتها في المحافظات الحرة، بموجب بيان رسمي نشرته على صفحتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، في محاوله يائسة منها لممارسة الضغط على اليمن.
إعلان الأمم المتحدة بتعليق أنشطتها الإنسانية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى، تزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تصنيف مكون “أنصار الله” على ما تسمى “قوائم الإرهاب ولائحة العقوبات”، وهو ما يثبت واحدية المشروع والمخطّط والأهداف.
وعلى الرغم من إعلان الأمم المتحدة إيقاف مساعداتها في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة أكثر من مرة، إلا أنها المرة الأولى التي تعلن فيها تعليق أنشطتها وتحَرّكاتها بشكل كامل، وهو ما يشير إلى أن هذه الخطوة لم تكن بريئة، بل كانت خطوة منسقة وجاءت في سياق المحاولات الأمريكية لتحقيق الأهداف والأجندات الغربية التي فشلت أمام ضربات القوات المسلحة اليمنية الداعمة والمساندة لغزة، وأمام انتصارات الأجهزة الأمنية التي تمكّنت بفضل الله من إفشال المخطّطات الإجرامية في استهداف السكينة العامة من خلال زرع خلايا تجسس تعمل لصالح العدوّ بعد استقطابهم وتدريبهم في مقر المخابرات السعوديّة لأشهر طويلة على يد مدربين وخبراء بريطانيين قبل أن يتم إرسالهم إلى اليمن.
وفي استماته واضحة، تطالب الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها غير الأمين “أنطونيو غوتيريش” بالإفراج الفوري وغير المشروط عن متورطين بأعمال التجسس واستهداف الأمن القومي للبلد، معتبرة استمرار احتجازهم “أمرًا تعسفيًّا وغير مقبول”؛ ما يؤكّـد الاستماتة الأممية في مساندة العدوّ الأمريكي بكل الأشكال.
المساومة المشبوهة التي تقوم بها الأمم المتحدة عن طريق الابتزاز السياسي وربطها بين العمل الإنساني وتنازلات صنعاء لإطلاق سراح المتورطين بجرائم عدة، وبما لا يدع مجالًا للشك أن حديثها طوال السنوات الماضية من زمن العدوان والحصار بشأن مساعيها للتخفيف من معاناة اليمنيين، ليس سوى أكاذيبَ ومزاعمَ عارية من الصحة وشعارات جوفاء لدغدغة عواطف الشعوب الفقيرة والمحتاجة.
على مدى 10 سنوات من زمن الحرب كان أداء الأمم المتحدة ومنظماتها في اليمن سلبيًّا بامتيَاز؛ لما رافقه من فساد وعبث مالي يزكم الأنوف، بالإضافة إلى تحول المؤسّسة الأممية في اليمن إلى دور المفاوض والناطق باسم أمريكا و”إسرائيل” والسعوديّة، وأصبحت أهدافها سياسية بعيدًا عن كُـلّ ما له علاقة بالإنسانية ومواثيق الأمم المتحدة الكاذبة.
على مدار السنوات الماضية مارست الأمم المتحدة دورًا غير حيادي في اليمن، بعد أن كانت السياسة اللاإنسانية هي من تتحكم بمشاريعها وخطط الاستجابة الطارئة التي تحولت إلى أدَاة لتركيع الشعب اليمني بإيعاز سعوديّ أمريكي، الأمر الذي يكشف ازدواجية المعايير التي تتبعها المنظمات الدولية التي كانت شريكة في تعميق الأزمة الإنسانية باليمن طيلة عقد من الزمن.
المسيرة: هاني أحمد علي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
سلسلة غارات أمريكية تهز اليمن.. استهداف مواقع في الحديدة وصنعاء ومحيط العاصمة
شن الطيران الأميركي، سلسلة غارات جوية عنيفة على مواقع متفرقة في العاصمة اليمنية صنعاء، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
وأفاد شهود عيان أن “الغارات استهدفت جبل نقم شرقي صنعاء، إضافة إلى حي النهضة في مديرية الثورة شمال غربي العاصمة، ما أدى إلى سماع دوي انفجارات عنيفة، وسط تحليق مكثف للطيران في سماء المدينة”.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لجماعة “الحوثي”، أن “الغارات الأميركية استهدفت العاصمة صنعاء بسلسلة ضربات جوية، دون أن تُعلن عن تفاصيل إضافية بشأن الأضرار أو الضحايا”.
وأشارت المصادر إلى “أن الغارات طالت أيضًا منطقة ضروان بمديرية بني حشيش، ومديريتي الحصن وبني مطر في محافظة صنعاء”.
وفي وقت سابق، “أعلنت جماعة “الحوثي” مقتل 3 أشخاص وجرح اثنين آخرين جراء شن الطيران الأمريكي، مساء السبت، سلسلة غارات على محافظتي صنعاء ومأرب وسط اليمن”.
وفي وقت سابق، نفّذت الطائرات الأميركية هجمات على ميناء ومطار الحديدة غرب البلاد، دون إعلان رسمي عن الخسائر حتى الآن.
وكان الجيش الأميركي أعلن الخميس أن “قواته دمّرت ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على مساحات واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية”.
وتواصل الولايات المتحدة منذ منتصف مارس الماضي تنفيذ ضربات جوية مكثفة ضد أهداف تابعة للحوثيين، إذ تجاوز عدد الغارات حتى اليوم الألف، متسببة في خسائر مادية وبشرية واسعة.
وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد أعلن أن بلاده ستستخدم “القوة الساحقة” لمنع الحوثيين من استهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر، في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.
غوتيريش “قلق للغاية” إزاء الضربات الأمريكية
قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت، “إنّ الأمين العام “قلق للغاية” إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في اليمن، والتي أعلن المتمرّدون الحوثيون أنّها أسفرت عن مقتل 80 شخصا وإصابة 150 آخرين بجروح”.
وقال ستيفان دوجاريك في بيان، إنّ “الأمين العام قلق للغاية إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة يومي 17 و18 نيسان/أبريل على ميناء رأس عيسى وما حوله في اليمن، والتي أفادت تقارير بأنّها أسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك إصابة خمسة عاملين في المجال الإنساني بجروح”.
كذلك، دعا “الحوثيين” “إلى الوقف “الفوري” لهجماتهم المتواصلة بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل وسفن الشحن في البحر الأحمر”.
هذا “ومنذ 15 مارس الماضي وحتى أمس السبت، رصدت وكالة “الأناضول” مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى إلى مقتل 205 مدنيين وإصابة 406 آخرين، معظمهم أطفال ونساء”، حسب بيانات “حوثية” رسمية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة”.