سواليف:
2025-02-27@01:36:20 GMT

التفرغ العلمي: من “تبادل معرفي” إلى “تبادل مناصب”

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

#سواليف

#التفرغ_العلمي: من “تبادل معرفي” إلى “تبادل مناصب”

بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة

عندما تم إطلاق فكرة إجازة التفرغ العلمي في الجامعات الأردنية، كانت بمثابة حلم جميل يهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتطوير أعضاء هيئة التدريس. الفكرة ببساطة هي أن يمنح الأستاذ فرصة لقضاء عام أكاديمي في جامعة أخرى، يتبادل فيها المعرفة والخبرات، ويتعلم ويُعلِّم، ليعود إلى جامعته الأم حاملاً في جعبته من الأفكار والتجارب ما يرفع من شأنها.

كل ذلك كان يبدو منطقيًا وجميلًا إلى أن تسللت إليه “النكهة الأردنية الخاصة” في التعيينات.

مقالات ذات صلة مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية وكلية الزهراء للبنات 2025/01/26

ما يحدث اليوم في بعض جامعاتنا الأردنية أقرب إلى الكوميديا السوداء. بدلًا من أن يكون الأستاذ الزائر مشعلًا للعلم في جامعته المستضيفة، أصبح مشعلًا للمناصب الإدارية! تخيل معي، أستاذ لم يترأس حتى قسمًا في جامعته الأم، يصبح بقدرة قادر عميد كلية أو نائب رئيس جامعة في الجامعة التي يقضي فيها إجازة التفرغ العلمي! إذا كان هذا منطقيًا بالنسبة لك، فربما يجب أن نعيد تعريف المنطق.

القصة لا تنتهي هنا. ما يثير الدهشة أن الجامعات المستضيفة، التي يفترض أنها مليئة بالكفاءات المؤهلة، تستبعد أبناءها من المناصب القيادية لصالح الزائرين. كيف يمكن لمجلس أمناء جامعة أن يوافق على استبعاد أستاذ قضى حياته في بناء هذه المؤسسة ليحل محله زائر قد لا يعرف حتى أين تقع مكتبة الجامعة؟

الإجابة البسيطة تكمن في كلمة واحدة: المحسوبيات. يبدو أن معايير الجدارة والكفاءة لم تعد موجودة في قاموس التعيينات الجامعية. اليوم، المحسوبية هي الملك، والواسطة هي العملة المتداولة.

تجربتي كعضو سابق في مجلس أمناء الجامعة الهاشمية تجعلني أتحسر على ما وصلنا إليه. أذكر كيف كان معالي الدكتور ياسين الحسبان، رئيس مجلس الأمناء، يطلب من رئيس الجامعة الدكتور كمال بني هاني تقديم السير الذاتية لسبعة مرشحين لكل منصب قيادي. كانت هذه السير تُناقش بعمق وشفافية، وكان يتم اختيار الأنسب بناءً على الكفاءة والخبرة فقط. أما اليوم، فكل شيء يبدو وكأنه يُدار تحت الطاولة، دون أي محاسبة أو شفافية.

وإذا تساءلنا عن المسؤول، فالجواب معقد. الأكاديميون الذين يقبلون بهذه المناصب بلا وجه حق يتحملون جزءًا من المسؤولية. رؤساء الجامعات الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على مصلحة مؤسساتهم هم جزء آخر من المشكلة. لكن المسؤولية الكبرى تقع على مجالس الأمناء، التي يُفترض أنها الضامن لشفافية وعدالة التعيينات.

ما يجري الآن يستدعي تدخلًا عاجلًا. فلسفة إجازة التفرغ العلمي بحاجة إلى إنقاذ من العبث الذي أصابها. لا يمكن أن يستمر هذا النهج دون عواقب وخيمة. مستقبل التعليم العالي في الأردن على المحك، وإذا لم نتحرك الآن، فسنجد أنفسنا أمام جامعات تفقد بريقها وسمعتها.

الجامعات الأردنية كانت وستظل منارات للعلم والمعرفة، لكن هذا لن يتحقق إلا إذا عدنا إلى الالتزام بمعايير الجدارة والكفاءة. الإصلاح ليس خيارًا، بل ضرورة، لأن مستقبل التعليم العالي هو مستقبل الأردن. وختامًا، إذا كانت الجامعات ستبقى رهينة للحسابات الشخصية والمصالح الضيقة، فلا عجب أن نرى من يخرج في إجازة تفرغ علمي ليعود “بمنصب إداري جديد” بدلًا من خبرة علمية جديدة!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل فريق هيئة الاعتماد الألمانية

استقبل الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية اليوم خبراء الهيئة الألمانية للاعتماد الدولى،  برئاسة الدكتورة أوتا جايدس الأستاذ بجامعة هامبورغ للعلوم التطبيقية بألمانيا، استعداداً للاعتماد الدولى لبرنامج بكالوريوس التمريض بجامعة الإسكندرية، وذلك بحضور الدكتور على عبد المحسن القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة نفرتيتي زكى عميد الكلية، ووكلاء الكلية، ومدير مركز ضمان الجودة، ومكتب العلاقات الدولية، ووحدة إدارة المشروعات بالجامعة، وفريق وحدة ضمان الجوده بالكلية.

   وفى كلمته رحب الدكتور قنصوة بالوفد الالمانى في رحاب جامعة الإسكندرية، واستعرض سيادته استراتيجيتها ورؤيتها نحو تدويل التعليم وعقد العديد من الشراكات والتحالفات مع الجامعات العالمية المرموقة، وإنشاء الدرجات العلمية المزدوجة مع الجامعات والمعاهد البحثية العالمية المتميزة، والتعاون الدولي مع الجامعات العالمية ذات التصنيف المرتفع بصفة عامة، ولفت إلى التعاون القائم بين جامعة الإسكندرية والجامعات الألمانية ومنها جامعة آخن التى تشترك مع جامعة الإسكندرية فى تقديم درجة علمية مشتركة فى مجالات المياه والطاقة.

تضمن اللقاء التعريف بأنشطة الجامعة وكلية التمريض التعليمية والبحثية ومدى التزامها بمعايير الجودة الدولية، وقام رئيس الجامعة والحضور من جامعة الإسكندرية بالرد على استفسارات فريق هيئة الإعتماد الألمانية وقدم الفريق الألماني خالص الشكر والتقدير لرئيس الجامعة وعميدة الكلية على المجهود المبذول خلال الزيارة.

تلى ذلك قيام الوفد الالمانى بزيارة مختبرات المهارات والمكتبة بكلية التمريض ومستشفى التدريس الجامعي وعقد لقاءات مع ممثلى الطلبة.

شهد اللقاء تقديم عرض تقديمي للدكتورة بشرى سالم مساعد رئيس الجامعة لشئون التصنيفات الدولية يتناول إمكانيات الجامعة وأنشطتها المختلفة في مجالات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع ومركز الجامعة في التصنيفات الدولية وعلاقاتها الدولية والبرامج الدراسية المزدوجة والمشتركة مع كبرى الجامعات العالمية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة يفعل خارطة الطريق للنهوض بالتشغيل ويؤكد أنه أولوية وطنية كبرى
  • التعليم العالي تبحث مع وفد ‏مبادرة “إحياء” ‏تعزيز التعاون في مجالات التدريب والصحة‏ ‏
  • شاهد بالصورة والفيديو.. أحدهم خلع قميصه ليحمل به التراب.. بوطنية وفدائية كبيرة أطفال سودانيون يساعدون جنود الجيش على عبور “ترعة” كانت حاجز أمامهم في طريق مطاردتهم للمليشيا بالجزيرة
  • جامعة ظفار تحتفي بيوم البحث العلمي وتكرم المشاريع الابتكارية
  • رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل فريق هيئة الاعتماد الألمانية
  • دراسة تكشف عن ممارسات بحثية مقلقة في 9 جامعات عربية
  • رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفداً من الهيئة الألمانية للاعتماد الدولي لاعتماد برنامج بكالوريوس التمريض دولياً
  • وزير التعليم العالي والبحث العلمي يتفقد سير العملية الامتحانية في الجامعة السورية الخاصة
  • رئيس جامعة باشاك شهير التركية: سوريا كنز معرفي وحضاري
  • عرض مهيب لطلاب الجامعات والمعاهد من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في الحديدة