مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان يستضيف المؤتمر الدولي توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
استضاف مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان برئاسة الدكتور السيد قنديل، المؤتمر الدولي بعنوان: "توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي"، وذلك بالتعاون بين جامعة النور وجامعة الموصل.
بدأت الجلسة الافتتاحية بعزف النشيدين الوطنى المصرى والعراقى، وحضر الفعاليات الدكتور حسام رفاعي، الدكتور وليد السروجى، الدكتور عماد أبو الدهب نواب رئيس الجامعة، الدكتور أشرف رضا مستشار رئيس الجامعة للفنون، والمدير التنفيذي لمجمع الفنون والثقافة، وعدد من السادة عمداء الكليات.
ومن جانبه، أكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، على أهمية التعاون العلمي بين الجامعات العربية خلال المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن الجامعة تمتلك أكثر من 1150 برنامجًا أكاديميًا وتركز على الأبحاث التطبيقية والتخصصات التكنولوجية، مؤكدًا على دور العلوم الأساسية في بناء الشخصية والوعي. ولفت قنديل إلى سعي جامعة حلوان لتوطيد العلاقات مع الجامعات العراقية من خلال اتفاقيات أكاديمية فعالة، معربًا عن أمله في خروج المؤتمر بتوصيات تدعم مسيرة البحث العلمي.
وفى كلمة الدكتور حيدر عبد ضهد وكيل وزير التعليم العالي العراقي بأن مدينة الموصل، رغم ما مرت به من تحديات، استعادت رونقها وعادت جامعتها لتكون من أعرق الجامعات العراقية. وأضاف أنها ثاني أهم جامعة بعد جامعة بغداد، مشيرًا إلى تطور جامعة النور كواحدة من الجامعات الأهلية المتميزة.
وخلال المؤتمر، قدم شكره وامتنانه لجمهورية مصر العربية حكومة وشعبًا، وتوجه بشكر خاص لجامعة حلوان. وأكد أن الموضوع البحثي المطروح يمثل أحد أكبر التحديات على المستوى العالمي، مؤكدًا أهميته في التخصصات الإنسانية والعلمية. وأعرب عن أمله في تعزيز التعاون البحثي.
ثم القى السفير العراقي في مصر الدكتور قحطان طه خلف كلمة مقدما الشكر على حضور المؤتمر، مؤكدًا أن هذا اللقاء يمثل فرصة مهمة للنقاش حول الذكاء الاصطناعي وآليات التنمية المستدامة. وأشار إلى أن المبادرة تهدف لخلق فرص إبداعية في مجال البحث العلمي، والاستفادة من التقنيات الرقمية والبيانات الضخمة.
وشدد على أهمية المؤتمر في فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والعلمي، بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم التنمية المستدامة.
وفى كلمة الدكتور ياسين طه الحجار رئيس جامعة النور، أكد أن المؤتمر يمثل فرصة لتحقيق الازدهار، مشددًا على أهمية أخلاقيات البحث العلمي كأحد الركائز الأساسية للتطور العلمي والمعرفي.
حيث يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير البحث العلمي وتحسين جودته، بالإضافة إلى مناقشة أحدث التقنيات وأبرز الابتكارات في هذا المجال، كما يهدف إلى تعزيز التعاون بين الباحثين من مختلف الدول من خلال جلسات وورش عمل علمية تناقش محاور متعددة، بما في ذلك تحديات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، وتحسين جودة الأبحاث، وأهمية الابتكار العلمي.
ويشهد المؤتمر مشاركة متميزة لباحثين وأكاديميين من دول عديدة، منها: مصر، العراق، إندونيسيا، روسيا، وإيران،الاردن وتركيا، بجانب توقيع مذكرات تفاهم بين الجامعات المشاركة.
ثم القى الدكتور منير البدراني مساعد رئيس جامعة الموصل للشؤون العلمية كلمة عن جامعة الموصل.
والقى الدكتور باراباش فيكتور فلاديميروفيتش عميد كلية فقه اللغة في جامعة رودن الروسية كلمة للمشاركين.
كما يتضمن المؤتمر مجموعة من الجلسات العلمية والمحاضرات التي تتناول موضوعات الذكاء الاصطناعي في العلوم الطبيعية والإنسانية، والتعليم، والصحة، والصناعة، بالاضافة إلى عرض العديد من الأبحاث المتعلقة الذكاء الاصطناعى.
وتمت استضافة الوفد بجولة في كلية السياحة والفنادق، مما أتاح فرصة لتبادل الخبرات والتعرف على الإمكانيات العلمية المتميزة للكلية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أدوات الذكاء الاصطناعي الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي جامعة حلوان الذکاء الاصطناعی البحث العلمی جامعة حلوان
إقرأ أيضاً:
د. إيمان هريدي لـ«الفجر»: الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل للمعلم في بناء التعليم الذكي
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، واستجابة لمتطلبات العصر الرقمي، نظّمت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، بالتعاون مع الجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية، مؤتمرها الدولي العاشر، والرابع للجمعية، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي ودوره في الاستثمار في التعليم وتحسين جودة الإنتاج البحثي".
وقد أقيم المؤتمر برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة،الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتور غادة عبد الباري نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء العرب في مجالات التربية والبحث العلمي.
في هذا السياق، أجرت "الفجر" حوارًا موسعًا مع الدكتورة إيمان أحمد هريدي، عميدة كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، والتي أشرفت على تنظيم المؤتمر، حيث تناولت مستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي، وأهمية التوازن بين التقدم التكنولوجي والدور الإنساني للمعلم، بالإضافة إلى رؤيتها لتطوير المناهج والبحث العلمي. الحوار كان فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة في فهم العلاقة بين الإنسان والآلة في العملية التعليمية، وملامح التحول الذي يشهده التعليم العربي اليوم.
بداية دكتورة إيمان، يتردد كثيرًا سؤال جوهري: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المعلم مستقبلًا؟دعني أؤكد بكل وضوح: الذكاء الاصطناعي، مهما تطورت قدراته وتعددت تطبيقاته، لا يمكنه أن يحل محل المعلم البشري. هو أداة قوية، نعم، لكنه يظل مجرد وسيلة تكنولوجية نستخدمها لدعم العملية التعليمية لا لإقصاء العنصر البشري منها. صحيح أنه يمكنه محاكاة بعض القدرات مثل التحدث أو تنظيم المحتوى، لكنه يفتقر إلى الروح، والحدس، والقدرة على بناء القيم وتشكيل الوجدان. هذه أمور لا يمكن لأي آلة أن تنجزها. المعلم هو قلب العملية التعليمية، وبدونه يفقد التعليم بُعده الإنساني والتربوي.
كيف ترين العلاقة بين طلاب الكلية الذين يدرسون ويعملون كمعلمين ميدانيين في الوقت نفسه؟ وهل لهذا النموذج أثر في تطوير التعليم؟هذا النموذج هو أحد أعمدة رؤيتنا في الكلية، ونفخر به كثيرًا. طلاب الدراسات العليا لدينا لا يعيشون في عزلة عن الواقع التربوي، بل هم جزء فاعل منه. فهم باحثون داخل أسوار الجامعة، ومعلمون ممارسون داخل المدارس. هذا التكامل بين النظرية والتطبيق يمنحهم قدرة كبيرة على الربط بين ما يدرسونه وما يواجهونه من تحديات فعلية. وهذا، بدوره، يُنتج معلمين أكثر وعيًا، قادرين على تطوير المناهج، وتحليل الواقع، واقتراح حلول عملية للتحديات المزمنة في التعليم، مثل الكثافات المرتفعة والفروق الفردية.
ما هي الأدوار التي يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج الدراسية؟أولًا، يجب أن نعيد تعريف "المنهج". المنهج ليس مجرد كتاب يُوزّع على الطلاب، بل هو منظومة تشمل المعلم، والمتعلم، والأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقييم، واستراتيجيات التدريس. الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث تحول نوعي داخل هذه المنظومة إذا استُخدم بالشكل الصحيح. على سبيل المثال، يمكن تطوير محتوى تفاعلي يجعل الطالب يتفاعل مع شخصيات تاريخية بشكل واقعي ومحفز. تخيل أن يدخل الطالب في محادثة افتراضية مع شخصية مثل أحمد عرابي أو الرئيس أنور السادات، ويستمع إليهم يشرحون مواقفهم وأفكارهم. هذا النوع من التعليم يخلق انتماءً وفهمًا عميقًا، ويجعل من التاريخ مادة حية لا جافة.
وماذا عن البُعد القيمي والتربوي؟ هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخدم التربية الأخلاقية؟بالتأكيد يمكنه ذلك إذا وُجه الاستخدام بشكل تربوي هادف. نحن بحاجة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في دعم الشراكة بين المدرسة والأسرة. من خلال تطبيقات تفاعلية، يمكن تتبع سلوكيات الطالب ومدى التزامه بالقيم التي يتعلمها في المدرسة، مثل الصدق، والاحترام، والإحسان، وإشراك الوالدين في هذه المنظومة. التطبيق يمكن أن يقدم تقارير بسيطة وسهلة حول التقدم الأخلاقي للطفل، ويقترح أنشطة تعزز القيم داخل المنزل. بهذه الطريقة نعيد صياغة التربية في سياق عصري، بلغة يفهمها الجيل ويستجيب لها.
ننتقل إلى ملف البحث العلمي، وهو من أبرز اهتمامات الكلية. ما الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي هنا؟الذكاء الاصطناعي أداة مهمة، لكنه مثل أي أداة يمكن إساءة استخدامها. هناك من قد يلجأ إليه لإنتاج أبحاث جاهزة، لكن في المقابل، هناك تطبيقات ذكية قادرة على كشف هذا التزييف بدقة عالية. نحن في الكلية نُعلّم طلابنا ألا يكون الذكاء الاصطناعي بديلًا للعقل، بل مساعدًا له. الفكرة الأصيلة تظل الأساس، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تطويرها، وتحليل البيانات، وتقديم توصيات. كما أننا ندعو إلى تغيير فلسفة البحث العلمي، بحيث لا يُقاس بجودة الصياغة أو عدد الصفحات، بل بمدى تأثيره في المجتمع وإمكانية تطبيقه.
هل تؤمنين بأن الذكاء الاصطناعي سيُغيّر شكل البحث العلمي في السنوات القادمة؟بكل تأكيد. نحن بالفعل في مرحلة انتقالية. لم يعد البحث العلمي رفًا يُضاف إلى مكتبة، بل أصبح مشروعًا يُقاس أثره في الواقع. مؤتمراتنا تركز اليوم على "الاستثمار في البحث العلمي"، أي كيف نُحوّل الفكرة إلى منتج أو حل واقعي. الذكاء الاصطناعي يختصر كثيرًا من الجهد، ويوجه الباحث نحو طرق أكثر فعالية في استقراء الواقع وتحليل البيانات الضخمة واستشراف الحلول.
وما هي الخطوات الفعلية التي اتخذتموها في الكلية لدمج الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية؟بدأنا بتصميم برامج تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب حول الذكاء الاصطناعي ومهارات التحول الرقمي. كما أننا نُعيد بناء بعض المقررات لتشمل موضوعات مثل التفكير الخوارزمي، وتحليل البيانات، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. عقدنا شراكات مع شركات تكنولوجية لتزويد طلابنا بأحدث الأدوات، ونركز على تمكينهم ليكونوا منتجين ومطورين للتكنولوجيا، لا مجرد مستخدمين لها. هدفنا هو إعداد معلم ذكي لعصر ذكي.
أخيرًا، في ظل هذه التحولات الرقمية، ما هي رسالتك للمجتمع التربوي؟رسالتي بسيطة وعميقة: لا تخافوا من الذكاء الاصطناعي، بل افهموه، وادرسوه، واستخدموه بحكمة. المعلم لن يختفي، بل سيتحول إلى معلم ذكي، قادر على توظيف التكنولوجيا لصالح الطالب. مستقبلنا ليس في مقاومة التغيير، بل في قيادته. التعليم هو البوابة الأولى لبناء الإنسان، وإذا أحسنا استخدام الذكاء الاصطناعي، فسنبني جيلًا أذكى، أكثر وعيًا، ومتمسكًا بقيمه وإنسانيته.
شكرًا جزيلًا دكتورة إيمان على هذا الحوار الثري والملهم.أشكر "الفجر" على هذه المساحة. يسعدني دائمًا الحوار مع الإعلام الواعي. وأدعو الجميع لحضور فعاليات المؤتمر ومتابعة الندوات وورش العمل، فهي فرصة فريدة للتعرف على أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال، ومشاركة الخبرات بين التربويين والباحثين من مختلف الدول.