من الإهمال إلى العدوى..كيف تؤثر الكلاب الضالة على حياة الإنسان والحيوان؟
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أصبحت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في الشوارع مشكلة متفاقمة في العديد من المدن، مما يثير قلق السكان ويطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة في مواجهتها. هذه الكلاب، التي غالبًا ما تكون مهملة أو متروكة من قبل أصحابها، تتجول بحرية في الأحياء، مما يشكل تهديدًا للصحة والسلامة العامة.
أسباب انتشار الظاهرة:
هناك عدة عوامل ساهمت في زيادة أعداد الكلاب الضالة، من بينها:
1.
2. ضعف الرقابة البيطرية: قلة حملات التعقيم والتطعيم تساهم في تكاثر هذه الحيوانات وانتشار الأمراض.
3. غياب التشريعات الرادعة: عدم وجود قوانين صارمة لمحاسبة المتسببين في انتشار الكلاب الضالة يزيد من تفاقم المشكلة.
4. تراكم النفايات: توفر مصادر غذائية للكلاب في مكبات القمامة يشجعها على البقاء في المناطق السكنية.
المخاطر المترتبة على انتشار الكلاب الضالة:
1. الخطر على السلامة العامة: قد تصبح بعض الكلاب عدوانية، خاصة عندما تكون جائعة أو مصابة، مما يزيد من احتمالية مهاجمتها للمارة.
2. انتشار الأمراض: بعض الكلاب الضالة قد تكون حاملة لأمراض خطيرة مثل داء الكلب (السعار)، مما يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا.
3. حوادث الطرق: غالبًا ما تتسبب الكلاب التي تتجول في الطرقات في وقوع حوادث سير، مما يعرض السائقين والمارة للخطر.
4. الإزعاج البيئي: نباح الكلاب المستمر وانتشار الفضلات في الشوارع يسبب إزعاجًا بيئيًا للسكان.
الحلول المقترحة للحد من الظاهرة:
1. تعقيم وتطعيم الكلاب: تنفيذ حملات لتعقيم الكلاب الضالة لمنع تكاثرها، بالإضافة إلى تقديم اللقاحات اللازمة لحمايتها من الأمراض.
2. إنشاء مراكز إيواء: توفير ملاجئ آمنة للكلاب المشردة، حيث يتم العناية بها وإعادة تأهيلها لتكون صالحة للتبني.
3. توعية المجتمع: إطلاق حملات توعوية لتثقيف المواطنين حول أهمية رعاية الحيوانات وعدم التخلي عنها.
4. فرض قوانين صارمة: تشديد العقوبات على من يتخلون عن حيواناتهم الأليفة، ووضع ضوابط لتنظيم تربية الكلاب.
5. تحسين إدارة النفايات: الحد من انتشار القمامة في الشوارع، مما يقلل من مصادر الغذاء المتاحة للكلاب الضالة.
مشكلة صحية وبيئية متزايدة:
اعتبر الدكتور أحمد سالم، الطبيب البيطري، أن من أبرز المتخصصين في مجال صحة الحيوانات، وقد تحدث مؤخرًا عن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في الشوارع، والتي أصبحت تشكل تهديدًا للصحة العامة.
أكد الدكتور سالم أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد مشكلة بيئية، بل تهدد أيضًا صحة الإنسان والحيوان على حد سواء.
جهود الزراعة في المنوفية.. توزيع الأسمدة وتطوير البنية التحتية الزراعيةالأسباب الرئيسة لانتشار الكلاب الضالة:
وأوضح الدكتور أحمد أن هناك عدة أسباب تقف وراء تزايد أعداد الكلاب الضالة في المدن، أهمها:
1. الإهمال والتخلي عن الحيوانات: يتسبب بعض الأشخاص في زيادة أعداد الكلاب الضالة من خلال التخلص منها في الشوارع بعد أن تصبح غير مرغوب فيها.
2. غياب برامج التعقيم: يؤكد الدكتور أحمد أن ضعف حملات التعقيم والتطعيم يؤدى إلى تكاثر الكلاب بشكل عشوائي، مما يزيد من مشكلة الكلاب الضالة.
3. عدم توافر الرعاية البيطرية: في العديد من المناطق، لا توجد مراكز كافية لعلاج ورعاية الحيوانات الضالة، مما يعزز من بقاء هذه الكلاب في الشوارع.
4. توفر الغذاء بسهولة: في بعض الأحياء، يمكن العثور على كميات كبيرة من النفايات والطعام، مما يشجع الكلاب على البقاء في المناطق السكنية.
الأضرار الصحية الناتجة عن الكلاب الضالة:
وحذر دكتور أحمد من المخاطر الصحية التي قد تنتج عن وجود الكلاب الضالة في الشوارع، ومنها:
1. انتشار الأمراض: من أهم المخاطر هو انتقال الأمراض المعدية مثل داء الكلب (السعار) وأمراض الجهاز التنفسي.
2. العضات والعدوى: الكلاب الضالة قد تكون أكثر عرضة للعدوى، وقد تؤدي عضاتها إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، خاصة إذا كانت غير مُعالجة أو غير مطعمة.
3. التلوث البيئي: يشير الدكتور أحمد إلى أن الكلاب الضالة قد تساهم في نشر الفضلات في الأماكن العامة، مما يسبب تلوثًا بيئيًا ويزيد من خطر الأمراض.
كيفية الحد من انتشار الكلاب الضالة :
رغم هذه التحديات، رأى الدكتور أحمد أن هناك العديد من الحلول التي يمكن أن تساهم في الحد من انتشار الكلاب الضالة، ومنها:
1. تعقيم وتطعيم الكلاب: الحل الأمثل للحد من تكاثر الكلاب الضالة هو تنظيم حملات واسعة للتعقيم والتطعيم، ما يساعد على تقليل أعدادها بشكل تدريجي.
2. إنشاء ملاجئ للكلاب: من الضروري توفير مراكز إيواء للحيوانات الضالة، حيث يتم العناية بها بشكل مناسب ويتم إعادة تأهيلها للعيش في بيئة آمنة.
3. التوعية المجتمعية: يؤكد الدكتور أحمد على أهمية نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية رعاية الحيوانات الأليفة وعدم التخلي عنها، بالإضافة إلى توعية الأسر بأهمية التطعيم السنوي للحيوانات.
4. تشديد الرقابة القانونية: يجب أن تكون هناك قوانين صارمة تنظم تربية الحيوانات، وتفرض عقوبات على من يتسببون في إلقاء الحيوانات في الشوارع.
دعا الدكتور أحمد إلى ضرورة التعاون بين الأطباء البيطريين، الهيئات الحكومية والمنظمات البيئية لحل مشكلة الكلاب الضالة بشكل فعال، وبين أن الحلول لا تكمن فقط في التعامل مع الأعراض، بل في معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، مؤكدًا على أن التعامل الإنساني والمهني مع الحيوانات هو الطريق الأمثل لتحقيق بيئة صحية وآمنة لجميع الأطراف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انتشار الكلاب انتشار الكلاب الضالة
إقرأ أيضاً:
دواء متاح في الأسواق يعيد الأمل لمرضى تسمم الدم
الجديد برس|
أثبت باحثو المركز الطبي بجامعة رادبود أن دواء يوجد حاليا في الأسواق، يمكنه إنعاش الخلايا المناعية التي توقفت عن العمل بشكل صحيح، ما يبشر بعلاج شلل المناعة لدى مرضى تسمم الدم.
ويرتبط حوالي 20% من الوفيات العالمية بتسمم الدم، الذي يعتبر السبب الرئيسي للوفاة في وحدات العناية المركزة. ويتميز تسمم الدم بفشل الأعضاء، مثل الكلى والرئتين، نتيجة خلل في الاستجابة المناعية للعدوى.
ولفترة طويلة، اعتقد الأطباء أن الوفيات الناتجة عن تسمم الدم ترجع فقط إلى استجابة مناعية حادة مفرطة العدوانية تؤدي إلى تلف الأعضاء. لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن الوفيات قد تنجم أيضا عن استجابة مناعية مثبطة بشدة، تُعرف بشلل المناعة.
ويعاني مرضى شلل المناعة من صعوبة في مكافحة العدوى، ما يعرضهم للإصابة بعدوى جديدة، مثل العدوى الفطرية.
وللتصدي لهذا التحدي، درس فريق من الباحثين في مركز رادبود الطبي في نايميخن الاستجابة المناعية لدى متطوعين أصحاء، حيث تم تحفيز المناعة عن طريق حقنهم بقطع من البكتيريا الميتة، تسمى “السموم الداخلية”.
واستخدم الفريق تقنيات متقدمة لتتبع كيفية تغير الجهاز المناعي خلال كل من مرحلة الالتهاب الحاد والمرحلة التي يصاب فيها الجهاز المناعي بالشلل.
وفي المختبر، فحص الباحث الرئيسي، فريد كراماتي، الخلايا المناعية المأخوذة من دم ونخاع عظام المشاركين، ولاحظ أن بعض الخلايا المناعية، مثل الخلايا الوحيدة، لم تنضج بشكل صحيح بعد الاستجابة المناعية الحادة، ما أثر على أدائها.
وقد تمكن الباحثون من تحديد آلية حاسمة تساهم في شلل المناعة، حيث تلعب الخلايا الوحيدة دورا حيويا في دفاع الجسم ضد العدوى.
ويوضح كراماتي قائلا: “منحنا هذا التحليل الشامل فهما دقيقا لما يحدث خلال الاستجابة المناعية. وقد زودنا بأدلة قد تكون مفيدة في تطوير علاجات لتحفيز الدفاعات الضعيفة للجسم ضد العدوى”.
وبهذا الصدد، أضاف الباحثون الدواء المتاح في الأسواق “إنترفيرون بيتا”، إلى الخلايا الوحيدة في المختبر.
ويستخدم هذا الدواء في علاج التصلب اللويحي (MS)، حيث يعاني الجسم من خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلى التهاب في الجهاز العصبي المركزي.
وكان لـ”إنترفيرون بيتا” تأثير إيجابي على الخلايا الوحيدة المشلولة، حيث نضجت وعادت للعمل بشكل أفضل.
ويؤكد الباحث الرئيسي، ماتيس كوكس، أن هذه النتائج واعدة، إلا أنه لا يزال هناك المزيد من الخطوات التي يجب اتخاذها.
وحتى الآن، اقتصرت الدراسات على اختبار تأثير “إنترفيرون بيتا” على الخلايا في المختبر. وتتمثل الخطوة التالية في إعطاء هذا الدواء للمشاركين الأصحاء خلال المرحلة اللاحقة بعد تحفيز الاستجابة المناعية باستخدام السموم الداخلية، للتحقق من قدرته على مواجهة شلل المناعة.
كما يهدف الباحثون إلى اختبار قدرة “إنترفيرون بيتا” على تحسين وظيفة الخلايا الوحيدة لدى مرضى الإنتان في وحدة العناية المركزة.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Immunology.