البوابة نيوز:
2025-02-05@07:34:35 GMT

عمر أنس.. مصور الغلابة وراصد طموحاتهم

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق محمد الصدفى

 

لم يكن الزميل الفنان عمر أنس مجرد مصور صحفي عادي بل كان مقاتلًا ينتمي لمصر المحروسة.. ينتمي لناسها وبسطائها من سكان العشوائيات وباعة الأرصفة وأطفال الشوارع. ظل أنس على مدى عمره المهني يفاجئنا دومًا بلقطاته الصحفية غير الاعتيادية الملتقطة بعفوية دون إدراك أشخاص محتواها أنهم تحت عدسة كاميرته الجاهزة دومًا لالتقاط ما هو معبر ومثير.

وكم فاجأنا بلقطات فذة من ردهات البرلمان وأحياء الفقراء مجسدا المقولة الأكاديمية «صورة عمر بألف كلمة».

عمل أنس بأماكن عدة كانت جميعها اختيارًا عمديًا منه لتحقيق مبدأه في أن تكون لقطاته خارج مقص الرقيب أو المنع.. فاختار، بالإضافة لمجلة «الإذاعة والتليفزيون»، جريدة «الأهالي» الناطقة بلسان حزب التجمع المنتمية لناس مصر وفقرائها.. ولعل اللقطة التي اقتنصها عمر لأسرتين تعيشان بمنزلين متقابلين فى شارع ضيق يستطيع أفرادها أن يصافحوا بعضهم البعض والتي فازت بجائزة مسابقة تصوير عالمية.. لعلها تعبر عن انتماءات عمر لناسنا البسطاء.. مهام صحفية عديدة جمعتني بالزميل العزيز عمر.. أذكر منها تلك المهمة المضنية التي أمضينا فيها ليلتين بحثًا عن عائلة الجندي البطل أيمن محمد حسن الذي أطلق النار على عدد من الجنود الصهاينة بعد تكرار استفزازاتهم.. لم يكن لدينا في تلك المهمة، بحسب خبر جهاز التيكرز آنذاك، سوى أنه من سكان الشرقية.. ومن بيت لبيت وقرية وأخرى إلى أن التقينا أسرته بأحد منازل حواري مدينة الزقازيق.. وكان علينا التخفى ومراوغة عناصر أمن الدولة المحيطين بالمنزل.

ودفاعًا عن صناعاتتا الوطنية، التي كانت جريدة «الأهالي» تضعها على رأس أولوياتها في النشر، كانت مهمتنا لشركة فوسفات أبو طرطور بالبحر الأحمر والتي عايشنا فيها متاعب ونضال عمال الشركة الذين يعملون في ظروف خطرة بين تفجيرات الديناميت وانهيار حواف الأنفاق.. فيما كانت توجهات الدولة وقتها قد قررت تصفية الشركة وتشريد العمال.. وفي مهمة صحفية أخرى تبدت جرأة الزميل عمر إبان اقتحامنا مدينة أولاد صقر معقل المرشح الخصم للأستاذ لطفي واكد نائب رئيس حزب التجمع ورئيس مجلس إدارة «الأهالي» في انتخابات التسعينيات والالتقاء بناسها وناخبيها.. وقد عاتبنا الأستاذ لطفى - رحمة الله عليه - وقتها على هذه المغامرة خشية علينا، فيما نجانا منها ذكاء عمر أنس الذي أبرز كارنيه مجلة «الإذاعة والتليفزيون» بعد أن توجس فينا أهالي المرشح الخصم.. وفي تحقيق صحفي عن أثر رفع أسعار السجائر قروش معدودة مطلع التسعينيات على دخل المواطن، قدمنا أنفسنا والزميل عمر لرئيس الشركة بهوية «مندوبي إعلانات».. يومها، أقنعه عمر بالتقاط صورة له وهو يدخن سيجارة سوبر رغم أن الرجل لم يكن مدخنًا.. ليستخدمها سكرتير التحرير الفني بعبقرية في رسم الموضوع تحت عنوان «مزاج المصريين في خطر»!.

لقد ظلت كاميرا عمر أنس على مدى عمره المهني راصدة لأحوال الناس ومعبرة عن طموحاتهم حتى النفس الأخير.. كما لم تكن «بوستاته» الأخيرة سوى صرخة في هذا الاتجاه.. بح صوته فيها لنيل مكافأة نهاية خدمته فى مجلة «الإذاعة والتليفزيون»، وأظنه لم يتحصل عليها.. كما ندد بسوء الخدمات العلاجية بالمستشفيات وغلاء أسعار العلاج.. لقد بقي عمر حتى الرمق الأخير مناضلًا بكاميرته وكلماته عن مواقفه وانحيازاته.. وأراد الله أن تكون مشيئته فى أن يترجل هذا الفارس النبيل وأن يستريح عند مليك رب غفور رحيم.

عدسة عمر أنسعدسة عمر أنسعدسة عمر أنس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عمر أنس عمر أنس

إقرأ أيضاً:

بيضون واكب عودة الأهالي إلى بلداتهم الحدودية

واكب عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور أشرف بيضون، منذ صباح اليوم، عودة الأهالي إلى بلداتهم الحدودية ولا سيما بلدة عيترون في قضاء بنت حبيل حيث دخل مع الاهالي  الى البلدة، يرافقهم المسؤول التنظيمي للمنطقة السابعة في حركة "أمل" والمسؤول التنظيمي لشعبة عيترون وعناصر الدفاع المدني في المنطقة. 

وجال بيضون في أحياء البلدة واطّلع على الأضرار والدمار الذي لحق بالممتلكات العامة والخاصة، وناشد الدولة "مواكبة الأهالي في عودتهم والوقوف إلى جانبهم ودعم صمودهم وتأمين مقومات الحياة لتثبيت عودتهم". كما طالب ب"المسارعة في عملية مسح الأضرار وإجراء الكشوفات اللازمة للتمهيد لعملية إعادة الإعمار سريعًا لما يمثل ذلك من ردٍ مباشر على الهمجية الإسرائيلية التي دمرت هذه القرى".

وإذ أكد ان "حضور مؤسسات الدولة يجسد المعنى الحقيقي للعودة ويترجم المفهوم الفعلي للسيادة"، حيا "المقاومين الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من اجل الارض وطرد المحتل"، وتمنى "الشفاء العاجل للجرحى". كما حيا الجيش والاهالي.

وكان بيضون جال أيضا في القرى المحررة: حانين وبيت ليف ورامية.

 

مقالات مشابهة

  • الاعتداء على مصور «الأسبوع» في عزاء شقيق الفنان مصطفى شعبان
  • ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
  • الدفاع المدني السوري: مجزرة مروعة راح ضحيتها 14 امرأة ورجل واحد، وإصابة 15 امرأة بعضها بليغة ما يرشح عدد الوفيات للارتفاع، وجميعهم من عمال الزراعة، في حصيلة أولية لانفجار السيارة المفخخة بجانب السيارة التي كانت تقلّ العمال المزارعين، على أطراف مدينة منبج
  • انتشار البعوض في عدن يثير قلق الأهالي ومناشدات عاجلة
  • الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الدكتور سامي عبد العزيز
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • أبل تدفع تعويضات بملايين الدولارات.. مشاكل منتجات الشركة تتزايد
  • بيضون واكب عودة الأهالي إلى بلداتهم الحدودية
  • إطلاق الحصاد الطلابي بقسم الإذاعة والتليفزيون في إعلام القاهرة
  • آخر تطورات وضع الجنوب.. الأهالي يتقدّمون بوجه رصاص إسرائيليّ!