قطر: الادعاء بأننا وسيط غير منصف مجرد بروباغندا
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الأحد إن الادعاء بأن قطر ليست وسيطا منصفا في ملف الحرب على قطاع غزة "غير صحيح وبروباغندا".
وأضاف -في لقاء مع القناة 12 الإسرائيلية- أنه "لإعادة المحتجزين على القادة التحلي بشجاعة إنهاء الحرب".
كما أكد أنه "كان يمكن إنقاذ أرواح أكثر لو تم الاتفاق بوقت مبكر" بشأن وقف الحرب التي استمرت 15 شهرا على قطاع غزة.
وأشار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى أن مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة "كان صعبا وشعرنا أحيانا بخيبة أمل.. لكننا عملنا بإصرار رغم الصعوبات ونجحنا في التوصل لصفقة".
ونوه إلى أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة لعب دورا مهما للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن "إصرار" الرئيس الأميركي ساعد في التوصل لصفقة.
وشدد على أنه بإمكان إبرام المرحلة الثانية من الاتفاق "إذا التزم الطرفان" الفلسطيني والإسرائيلي، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
وأضاف أن "التسوية بغزة تكون باتفاق، وعلى الفلسطينيين إدارة شأنهم".
يشار إلى أن قطر كانت وسيطا رئيسيا -رفقة كل من مصر والولايات المتحدة- في المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي بدأ تنفيذه رسميا في 19 يناير/كانون الثاني الجاري.
إعلانويتكون الاتفاق من 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة برعاية الوسطاء، وُصولا لإنهاء الحرب على القطاع.
وينص الاتفاق، في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع، على الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة، مقابل إفراج الطرف الإسرائيلي عن 737 معتقلا فلسطينيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.
التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.
التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.
التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.
كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.
في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م