تنافس على الخراب.. صراع تنظيم «داعش» مع «القاعدة» لبناء دولة خلافة في أفريقيا
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
منذ القضاء على تنظيم الدولة «داعش» فى سوريا والعراق على مستوى الأرض، اختار التنظيم مسرحا جديدا للظهور فيه، خصوصا وأن عددا من الجماعات الإرهابية فى القارة السمراء كان قد أعلن ولاءه لتنظيم الدولة «داعش»، حينها بدأ الصراع يأخذ شكلا جديدا بين التنظيمين الإرهابيين الأكثر خطورة فى العالم على الأراضي الأفريقية.
ويرجع ذلك لتمركز العديد من الجماعات الإرهابية فى عدد كبير من البلدان الأفريقية وهذا لأسباب عدة أهمها أن البيئة تبدو شبه مواتية لنشاط هذه الجماعات، وذلك نتيجة لغياب الدور المؤثر للمؤسسات فى تلك الدول، وهشاشة النظام الأمني السائد، أو وجود مؤسسات غير قادرة على وضع تدابير تخفف من الصراعات والنزاعات المرتبطة بالهوية الإثنية والقبلية.
بالإضافة إلى أن هياكل الدول لا تسعفها قدراتها على التقليل والتخفيف من حدة النزاعات والصراعات المرتبطة بالحدود القبلية والإثنية، وهو الأمر الذى جعل هذه الجماعات فى بعض الأحيان بديلًا لمؤسسات الدولة من خلال توفيرها الحماية والخدمات للسكان المحليين.
كذلك تتيح المناطق الحدودية غير المراقبة فى معظم الدول الأفريقية فرصة لهذه التنظيمات للتحرك بحرية عبر الحدود، فضلًا عن وصول السلاح إليها من الموردين الخارجيين. ليس هذا فحسب، بل إن الصراعات الحدودية بين الدول، وانتشار الجماعات المسلحة، أتاح فرصًا لهذه الجماعات الإرهابية للنمو والتكاثر وجذب التأييد، والدخول فى تحالفات وعلاقات، سواء مع بعض الحكومات أو بعض الجماعات المسلحة، فى تبادل مصالح.
كذلك تمنح البيئة الأمنية الهشة فرصة لممارسة هذه الجماعات الأنشطة غير المشروعة للحصول على الدعم والتمويل. على سبيل المثال، تعمل هذه الجماعات فى الترويج لتجارة المخدرات وتجارة السلاح بعيدًا عن مراقبة الدول، والاتجار بالبشر، والجريمة العابرة للحدود، فى ظل حدود يصعب مراقبتها. وارتفاع كبير فى بؤر التوتر والصراع، وأخيرًا غياب المشاريع التنموية.
كذلك تتيح البيئة الاجتماعية مجالًا لهذه التنظيمات للانتشار والتغلغل بين السكان المحليين، فهم يقدمون بعض الخدمات الاجتماعية التى تعجز الدول عن الوفاء بها، مثل الصحة والتعليم والمساعدات.
وإجمالًا يمكن القول إن تلك العوامل سهلت بدرجة كبيرة مهمة هذه الجماعات إلى الوصول إلى مبتغاها من خلال الاعتماد على التنسيق والتعاون مع السكان المحليين مقابل أن توفر لهم الحماية وتؤمن لهم التجارة غير المشروعة.
كل هذا وغيره جعل تنظيم الدولة «داعش» يفكر جديا فى إعادة إنتاج خلافته المزعومة على الأراضى الأفريقية خصوصا فى منطقة الساحل، ويعد تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل ثانى أكثر الجهات المسلحة نشاطا – بعد منافسته لتنظيم القاعدة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين «القاعدة» فى الصراع الإقليمى فى منطقة الساحل.
من موطنه الاستراتيجى فى المنطقة الحدودية بين مالى والنيجر، حيث تعتبر قرى مثل إن عربان وأكابار وإنفوكاريتان قواعد مهمة، يعمل تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل بشكل أساسى فى منطقة ليبتاكو-غورما. وقد أصبحت الجماعة الجهة الفاعلة المهيمنة فى العديد من المناطق التى تشمل هذه المنطقة، بما فى ذلك منطقتا جاو وميناكا فى مالى، ومقاطعتا أودالان وسينو فى بوركينا فاسو، ومنطقتا تيلابيرى وتاهوا فى النيجر، فضلا عن المناطق المتاخمة للمنطقتين المذكورتين أعلاه.
الوجود
بالنسبة لوجود تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل وطوال الفترة بين عامى ٢٠١٥ و٢٠١٩، عندما كان يعرف باسم ISGS، كانت علاقاته مع داعش المركزية – فى العراق والشام- ضعيفة فى أحسن الأحوال. وعلى الرغم من هذا الانفصال العلنى الواضح، والذى تجلى فى غياب «الاستراتيجية الدولية لمعلومات الإحصاء فى سوريا» عن العمليات الإعلامية لتنظيم «الدولة «داعش”»، إلا أن العنف والوحشية اللذين أظهرهما التنظيم أظهرا ولاءه المستمر واستعداده للتحالف مع التنظيم الأم. وقد تغير هذا الرابط الضعيف فى مارس ٢٠١٩، عندما تم دمج الجماعة رسميا فى البنية التحتية التنظيمية لتنظيم الدولة «داعش» باعتبارها فصيل الصحراء الكبرى التابع لتنظيم الدولة «داعش» فى تنظيم «الدولة فى العراق والشام»
حدث اندماج المجموعة كجناح مستقل لـ ISWAP على خلفية التوسع المسلح للجماعة فى جميع أنحاء منطقة الساحل. فى الفترة التى أعقبت دمج تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل، لوحظ تغيير كبير فى قدرات تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل عندما هاجم التنظيم واجتاح العديد من المواقع العسكرية فى منطقة ليبتاكو- جورما على مدار عام بين مايو ٢٠١٩ ومايو ٢٠٢٠، مما أسفر عن مقتل أكثر من ٤٠٠ جندى من بوركينا فاسو ومالى والنيجر.
ويبدو أن الحملة العنيفة كانت مدفوعة بالمنافسة المتزايدة بين تنظيم «الدولة «داعش”» فى منطقة الساحل وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، حيث سعت الأولى إلى تحدى هيمنة نظيرتها فى تنظيم «القاعدة»، التى كانت لسنوات حليفا يواجه خصوما مشتركين بين القوات الدولية والقوات الحكومية المحلية والميليشيات الموالية للحكومة.
وردا على الفتك المتزايد لتنظيم «الدولة «داعش» فى منطقة الساحل والعجز الواضح للقوات الحكومية عن مقاومة التنظيم بشكل فعال، وجهت فرنسا عمليات عسكرية واسعة النطاق لاحتواء التهديد المتزايد من تنظيم «الدولة «داعش» فى منطقة الساحل، خلال حملة عسكرية شنت بين أوائل عام ٢٠٢٠ ومنتصف عام ٢٠٢١ ضد الجماعة، عانى تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل من استنزاف كبير، ودمرت قيادته الأساسية التاريخية للصحراء الغربية إلى حد كبير.
وكان من بين القتلى خلال هذه الحملة مؤسس تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل أبو وليد الصحراوي، الذى قتل فى غارة جوية عسكرية فرنسية فى غابة دانجاروس فى ١٧ أغسطس ٢٠٢١.
ومع ذلك، وكما هو الحال مع الحملات العسكرية السابقة ضد تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل، رافقت هذه العمليات أعمال عنف عشوائية من قبل قوات الدولة المحلية التى خلفت مئات القتلى المدنيين فى غضون أشهر.
علاوة على ذلك، لم تتمكن القوات الحكومية أبدا من استعادة الأراضى المفقودة وإعادة تأسيس وجود دائم كاف. وبدلا من ذلك، ستصبح المنطقة ساحة معركة مهمة فى حرب نفوذ شاملة بين تنظيم «الدولة «داعش”» فى منطقة الساحل وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، حيث يتنافس كلاهما على النفوذ والهيمنة فى المنطقة الحدودية ذات الدول الثلاث.
أصبح الصراع بين داعش فى الساحل وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين مميتا ومطولا بشكل خاص، حيث تم الإبلاغ عن ما يقرب من ٢٠٠ اشتباك أسفر عن مقتل أكثر من ١.١٠٠ مقاتل منذ اندلاع القتال فى منتصف عام ٢٠١٩.
فى حين اكتسبت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الهيمنة فى عام ٢٠٢٠، تحول المد لصالح تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل فى الأشهر الأخيرة من ٢٠٢٢، حيث ألحق مقاتلو داعش فى الساحل خسائر كبيرة فى صفوف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين فى سلسلة من المعارك الكبرى فى منطقتى غاو وميناكا وعلى طول الحدود بين بوركينا فاسو ومالى بين سبتمبر ونوفمبر ٢٠٢٢، وقد سمح ذلك لمقاتلى تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل بالعودة إلى المناطق التى كانوا غائبين فيها إلى حد كبير بعد طردهم من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين خلال قتال عام ٢٠٢٠.
كما تم تسجيل نشاط متقطع آخر ل تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل فى الجزائر وبنين ونيجيريا المجاورة. فى الجزائر، شارك تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل فى عدد قليل من الأحداث فى عامى ٢٠١٩ و٢٠٢٠ بعد محاولته استعادة موطئ قدم فى المناطق التى كان سلفه حركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا موجودا فيها فى ٢٠١١.
كانت الأنشطة فى الجزائر مدفوعة بخطة لتوسيع العمليات خارج المعقل التقليدى للجماعة فى المنطقة الحدودية ثلاثية الدول، فى محاولة على ما يبدو لإنشاء مركز تنسيق من خلال توحيد القوات مع المقاتلين الليبيين وربما القيام بمحاولة قصيرة الأجل لإحياء ولاية الجزائر التابعة لتنظيم الدولة «داعش».
يتم تفسير النشاط القليل للتنظيم فى شمال غرب نيجيريا فى عام ٢٠١٩ بعدة عوامل:
أولا: يعد الطريق بين سنام ودوجوندوتشى وسوكوتو طريق إمداد مهم للمجموعة.
ثانيا: وصل مقاتلون من داعش فى الساحل إلى سوكوتو فى عامى ٢٠١٨ و٢٠١٩ لمساعدة المجتمعات التى تربطهم بها روابط قرابة ضد اللصوصية.
ثالثا: وفر شمال غرب نيجيريا فرصا للتجنيد حيث سعى مسلحو تنظيم «الدولة «داعش”» فى منطقة الساحل إلى توسيع عملياتهم. كان يشار إلى مقاتليهم العاملين هناك فى ذلك الوقت محليا بلغة الهوسا باسم «لاكوراوا» (المجندين).
وفى الوقت نفسه، أصبحت الأنشطة فى بنين أكثر حداثة، حيث أعلن تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل مسؤوليته عن عمليتين فى مقاطعة أليبورى فى يوليو ٢٠٢٢. ووفقا للدعاية الخاصة بتنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل، كان هذا جزءا من التوسع المستمر للجماعة فى مناطق جديدة.
ومع ذلك، من المحتمل أن تكون أنشطة تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل فى بنين سابقة للعمليات المزعومة، ولكنها تظل سرية إلى حد كبير فى طبيعتها. ويأتى الوجود المعلن لتنظيم الدولة «داعش» فى منطقة الساحل فى بنين على خطى توسع أوسع وسريع للمسلحين فى جميع أنحاء منطقة الساحل والأجزاء الشمالية من الدول الساحلية فى غرب أفريقيا.
وفى حين انتقل كل من تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين فى وقت واحد إلى مناطق جديدة فى السنوات الأخيرة، واجه مقاتلو تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل صعوبة فى الحفاظ على وجودهم وتعزيزه فى هذه المناطق، كما رأينا فى المناطق الشرقية والوسطى الشمالية فى بوركينا فاسو وفى وسط مالى.
ومع ذلك، فقد تمكنوا من فرض هيمنتهم على معاقلهم التقليدية وتوسيع نفوذهم فى المناطق المجاورة. ويبقى أن نرى ما إذا كانت بنين ستصبح استثناء من الاتجاه السائد.
نمط العنف والأنشطة
يظهر مقاتلو داعش فى الساحل نمطا متميزا من الصراع يتميز بالعنف على نطاق واسع ضد مجموعة متنوعة من الخصوم والمدنيين. أحد الجوانب المهمة لعنف تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل هو أنه يميل إلى أن يكون عشوائيا: لا يميز تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل بين المقاتلين والمجتمعات المدنية بين القوات المتعارضة.
وعلى هذا النحو، انخرط مقاتلو تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل مرارا وتكرارا فى حلقات من العنف الجماعى ضد القوات العسكرية والميليشيات والمسلحين المنافسين والمدنيين فى البلدان التى يعملون فيها بشكل أساسى.
وجاءت الحلقة الأولى من هذا العنف ردا على العمليات التى قامت بها الميليشيات المدعومة من فرنسا فى عام ٢٠١٨ واستهدفت مختلف مجتمعات الطوارق والدوساهاك فى منطقة ميناكا فى مالى.
وفى بوركينا فاسو المجاورة، ارتكبوا أيضا سلسلة كبيرة من المذابح ضد مجتمعات موسى وفولسى وسونجاى وبيلاه فى منطقة الساحل والوسط والشمال بين عامى ٢٠١٩ و٢٠٢١، بالتزامن مع الهجوم المذكور أعلاه ضد القوات الحكومية فى بلدان الساحل الوسطى الثلاثة من منتصف عام ٢٠١٩ إلى أوائل عام ٢٠٢٠.
وفى النيجر، ارتكب تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل فظائع جماعية واسعة النطاق ضد مجتمعات جرمة والطوارق العرقية فى منطقتى تيلابيرى وتاهوا، وانخرط فى مواجهات مميتة مع رجال ميليشيا جرمة والطوارق من ميليشيات الدفاع عن النفس الوليدة آنذاك، والتى تشكلت ردا على العنف المفرط الذى مارسه تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل وأنشطته المفترسة فى منطقتى تيلابيرى وتاهوا.
فى مارس ٢٠٢٢، وبالتزامن مع تصنيفها كمقاطعة قائمة بذاتها، شنت الجماعة هجوما فى منطقتى ميناكا وجاو على نطاق غير مسبوق. خلال الهجوم الذى استمر ستة أشهر بين مارس وأغسطس ٢٠٢٢، قتل أكثر من ألف شخص، من بينهم مدنيون، وحركة إنقاذ أزواد الموالية للحكومة، وميليشيا «مجموعة امجاد الطوارق للدفاع عن النفس» وحلفائها، ومقاتلون منافسون من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
هناك بعد آخر يميز تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل عن نظيره فى تنظيم «القاعدة» يتعلق بالاستراتيجية والتكتيكات التى يستخدمونها. إن أسلوب العمل المفضل لدى تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل هو الكمائن وتكتيكات الحشود من خلال الهجمات المسلحة بالدراجات النارية والمركبات، فى حين تستخدم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نسبة أعلى بكثير من العنف عن بعد من مسافة بعيدة من خلال استخدام المتفجرات والمدفعية وقذائف الهاون، وهى تكتيكات نادرا ما يستخدمها مقاتلو تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل
وبصرف النظر عن الأنشطة العنيفة لتنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل، يمثل استخراج الموارد من خلال سرقة الماشية والابتزاز وجمع الزكاة بعدا مهما من ذخيرة التنظيم. ومع ذلك، فإن المنافس الجهادى ل تنظيم «الدولة «داعش”» فى الساحل، جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، يتفوق عليه بثلاثة أضعاف من حيث هذه الأنشطة.
إلى جانب مقتل الزعيم المؤسس لتنظيم الدولة «داعش» فى الساحل أبو وليد الصحراوى، تم القضاء على القيادة الأساسية لداعش فى الساحل. ومع ذلك، حل أمير جديد، أبو البراء الصحراوى، إلى جانب كادر من القادة المحليين، محل القيادة السابقة، وبعضهم كانوا بالفعل مقاتلين متمرسين وتم إعدادهم لسنوات لتولى زمام الأمور وتوفير الاستمرارية جنبا إلى جنب مع الأجيال الجديدة من المقاتلين.
وقد تطورت الظروف السياسية أكثر لصالح تنظيم الدولة «داعش» فى منطقة الساحل، حيث تفكك التحالف الإقليمى لمكافحة الإرهاب بقيادة فرنسا فى نهاية المطاف فى أعقاب الانقلابات المتتالية فى مالى وبوركينا فاسو.
من الواضح أن صعود قوة داعش فى الساحل تزامن مع انسحاب القوات الفرنسية من مالى، والذى بدأ فى منتصف عام ٢٠٢١. لم تتمكن القوات المشتركة الموجودة حاليا فى مالى، بما فى ذلك القوات المسلحة المالية، ومجموعة فاجنر، ومقاتلو جماعة نصرة الإسلام، ومختلف الميليشيات والجماعات المتمردة السابقة، من ردع أو احتواء عنف تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل.
وقد تشكلت تحالفات معزولة وعشوائية على المستوى المحلى، لكن العداء والمصالح المتباينة لمختلف الجهات الفاعلة المسلحة المعارضة لداعش فى الساحل تجعل من غير المرجح بذل جهد مشترك كبير. وإلى أن تبذل القوات الحكومية والجماعات المسلحة المختلفة فى المنطقة جهودا متضافرة لمواجهة الجماعة، من المرجح أن يواصل تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل هجومه.
الخلاصة
والواقع أن تنظيم «الدولة «داعش» فى الساحل» بصدد إنشاء دولة «خلافة» بدلا من التى تم تفكيكها فى العراق والشام، تشمل المناطق الريفية الممتدة من جاو فى الشمال إلى دورى فى الجنوب ومن نتيليت فى الغرب إلى منطقة تاهوا الحدودية فى الشرق. فالعديد من البلدات، بما فى ذلك أندريرامبوكان وإنديليمان وتين حماة، على سبيل المثال لا الحصر، هى بمثابة عواصم شبه إدارية لدولة الساحل الزائفة التى ينظمها تنظيم «الدولة «داعش”»، والتى تتشكل تدريجيا.
سيسعى مقاتلو تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل إلى تأكيد نفوذهم من خلال العنف على نطاق واسع وتوسيع العمليات فى المناطق التى يواجهون فيها معارضة ضعيفة، بينما يعملون فى بيئة صراع فوضوية تتميز بالعديد من الجهات الفاعلة المسلحة التى أثبتت حتى الآن عدم قدرتها، سواء بمفردها أو فى تحالفات، على احتواء تنظيم الدولة «داعش» فى الساحل.
يمكن القول إن تلك العوامل سهلت بدرجة كبيرة مهمة هذه الجماعات إلى الوصول إلى مبتغاها من خلال الاعتماد على التنسيق والتعاون مع السكان المحليين مقابل أن توفر لهم الحماية وتؤمن لهم التجارة غير المشروعة
الصراعات الحدودية بين الدول، وانتشار الجماعات المسلحة، أتاح فرصًا لهذه الجماعات الإرهابية للنمو والتكاثر وجذب التأييد، والدخول فى تحالفات وعلاقات، سواء مع بعض الحكومات أو بعض الجماعات المسلحة، فى تبادل مصالح.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تنظيم القاعدة الإرهابي الخلافة داعش أفريقيا الجماعات الإرهابية الجماعات الإرهابیة الجماعات المسلحة القوات الحکومیة لتنظیم الدولة بورکینا فاسو المناطق التى تنظیم الدولة هذه الجماعات فى الساحل فى فى المنطقة فى المناطق عام ٢٠٢٠ من خلال فى مالى ومع ذلک فى عام فى ذلک
إقرأ أيضاً:
دفتر أحوال وطن «٣٠٧»
▪︎«الرئيس»وحكايةالجمهورية الجديدة والشرطة المصرية
لو حكينا نبتدي منين الحكاية ،لو حكينا كم دفعت هذه الدولة لتكون جمهورية جديدة قوية تنعم بالإستقرار ،وسط حرائق تواجهها من كل الجهات ،لكتبنا مجلدات عن هذا الصبر الذي تمتعت به القيادة السياسية في مواجهة كل خطط الغرب لإسقاطنا وإذلالنا ،الحكاية يا سادة أن الدول الكبرى لا تعترف إلا بدول تمتلك من القوة الشاملة ما يؤهلها لأن تكون نِداً، وصديقاً قوياً، الحكاية مش بالفهلوة، الحكاية بالتخطيط والعمل، وما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى من استراتيجية لبناء قوة مصر، وتلاحم الشعب، والجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب، وتضحياتهم بمئات الشهداء وآلاف المصابين، معظمهم بعاهات مستديمة، يؤكد أن مصر المستقرة الآمنة لم تستقر إلا بدماء شهدائها من خير أجناد الأرض جيشاً وشرطة، وتلاحم الجيش والشرطة بهذه الصورة هو ما حافظ على الأمن القومى لمصر، نعم تلاحم الشعب الذى نبت من بين ترابه خير أجناد هذه الأرض، رجال تم فطامهم على صون هذا الوطن وعرضه، الآن والآن فقط، أستطيع أن أؤكد أنه لولا هذا الشعب العظيم، وثقته ووقوفه خلف جيشه العظيم وقيادته، لتحولت مصر إلى سوريا، أو عراق أو ليبيا آخر، الآن فقط انكشف المخطط الغربى لفرط عقد العالم العربى، وفى مقدمتها مصر، ولولا يقظة الصقور المصرية من أبناء هذا الشعب، وبجانبهم قوة هذا الشعب، لكانت أمريكا تتجول الآن فى المنطقة لبحث سبل إعادة الإعمار فى مصر!! نعم كان المخطط كسر مصر باعتبارها قلب هذا الوطن العربى، لتبدأ بعدها عمليات التدخل والتقسيم، ولكن ماذا حدث؟ نعم مصر كانت كلمة السر، كانت البداية، وكان المخطط هو تصدير الفوضى، وزرع الإحباط واليأس فى نفوس المصريين، فى ظل وجود أزمة اقتصادية طاحنة، ومحاولات لفرض السيطرة على سيناء، ولكن لأن مصر أنجبت رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فقد استطاعوا فى فترة وجيزة، وطبقاً لاستراتيجية كبرى أول أهدافها صيانة هذا الوطن، والحفاظ على سلامته، ووحدة أراضيه، وبناء الجمهورية الجديدة، أن يتصدوا وبقوة لهذا المخطط، بل واستطاعت مصر أن تقلب كل الأوضاع لصالحها بعد ثورة ٢٥ يناير التى كشفت حقائق كثيرة سوف يأتي وقتها ، بل وتم إفشال المخطط بإعادة تسليح الجيش المصرى، وتقوية ترسانته المسلحة للهيمنة على سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر وحماية حدوده ومصالحه الإقليمية، إن حكاية الجمهورية الجديدة بدأت قبل ثورة ٣٠ يونيه، وكان تخطيط الرئيس عبدالفتاح السيسى هو تقوية جيش وشرطة مصر، لم يعِ بحالة العزلة التى فرضها العالم وقارة أفريقيا بعد ثورة ٣٠ يونيو، ولكنها كانت نصب عينيه، وسرعان ما قام بإعادة بناء وتسليح جيش قوى كان بمثابة معجزة، أدرك العالم بعدها أن مصر القوية الجديدة لن يستطيع أحد لى ذراعها، وعادت مصر بقوة للعالم وأصبحت رئيساً للاتحاد الأفريقى، وفخراً للعرب، وانضمت بقوة للمنظومة العالمية، ولم يترك الرئيس الشرطة كجناح للأمن القومى المصرى، والتى واجهت حرب الإرهاب، وضبط السجناء الهاربين، وكميات الأسلحة الثقيلة التى تم تهريبها عبر الحدود لإدخالها لمصر خلال وبعد ثورة ٢٥ يناير، وأذكركم هنا بمشهد قبل ثورة ٣٠ يونيو وفى حكم الإخوان، ويوم أن رفع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، حينها يده فى يد اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق فى أحد الاحتفالات، لتكون إشارة لكل مصرى أن الجيش بجانب الشرطة لحماية أمن هذا الوطن، واستقراره، الحكاية كانت جهداً واضحاً لإعادة مصر وبناء مصر الجديدة القوية، التى كافحت إرهاباً مستتراً تقوده مخابرات دول ضد استقرارها، ولتعود الداخلية لقوتها فى فترة وجيزة، ومثلما كانوا رجالاً فى ٢٥ يناير ١٩٥٢ وواجهوا الاحتلال الإنجليزى فى معركة الإسماعيلية، وسقط منهم أكثر من ٥٠ شهيداً، ومئات المصابين، وكان فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخلية المصرى وقتها هو أيقونة هذه المعركة ،والذى طالبهم بالقتال حتى آخر رصاصة، كانوا رجالاً فى الحرب ضد الإرهاب، وإعادة الاستقرار للأمن الداخلى، كل هذا الاستقرار لم يأتِ إلا بتضحيات، وبسالة، رجال حافظوا على هذا الوطن، ولم يترك الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه المناسبة العظيمة" عيد الشرطة ٢٥ يناير "من كل عام ،الا وكرم هؤلاء الرجال، وكرم أسر الشهداء والمصابين، لأنهم ما زالوا يضحون حتى اليوم مع زملائهم من رجال القوات المسلحة للذود عن الوطن واستقراره، لتعلو مصر القوية الجديدة، برجالها وأبنائها وليس بمساعدة ميليشيات أو قوى خارجية، ولأننى كنت ضمن محررى الشئون الأمنية بوزارة الداخلية خلال أحلك فتراتها فى مكافحة الإرهاب قبل وبعد ثورة يناير، وأؤكد دائما أن هذا الجهاز سيظل رجاله بتضحياتهم المستمرة، نموذجاً مشرفاً لأجيال سوف تتذكر هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن تبقى مصر، نعم كان المنهج الاستراتيجى للرئيس عبدالفتاح السيسى هو «القوة المسلحة»، قبل الطعام والشراب، القوة التى لا تجعل هذا الوطن ذليلاً لأى ضغوط، ويستطيع أن يأخذ قراره دون أى إملاءات، أو شروط، فكان الاتجاه إلى تنويع مصادر السلاح من كافة الدول، وانهالت على مصر سلسلة من الضغوط، تفوقت عليها بفضل صمود هذا الشعب على الوضع الاقتصادى، والإصلاح، والذى يشيد به الرئيس فى كل مناسبة، وبدأت مصر تخوض الحرب ضد الإرهاب، وتضحى بخير أبنائها من رجال الجيش والشرطة من أجل أن تبقى حرة، مرفوعة الرأس، بل وبدأت حرب أخرى فى البناء والتنمية، حتى أصبحت اليوم مصر القوية الحديثة، التى تبنى الجمهورية الجديدة، وسط حروب على كافة حدودها ووقوفها موقفاً صلباً لعدم اغتيال القضية الفلسطينية، ومحاولات كسر مصر لصالح إسرائيل، وهذه هى حكاية بداية الجمهورية الجديدة التى تسير فيها مصر بكل قوة، وما زالت مصر تروى الحكاية.
▪︎وزيرا التموين و التنمية المحلية متى نحارب الإحتكار والفساد ؟
استبشر كثيراً بل وأتفاءل عند ضخ دماء جديدة، وسط أزمات متلاحقة يتحملها شعب صبور يقف خلف قيادة سياسية واعية، واستبشرت خيرا بالجهد المتميز الذي يوم به كلا من الدكتور شريف وزير التموين ، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية ،لضبط الأوضاع داخل الوزارتين اللتين يشتركان مشاركة مباشرة مع المواطن المصري ،ولكن يأتي السؤال ؟ متى يبدأ محاربة المحتكرين الذين يحركون أسعار كل شىء ،والذين قصموا ظهر المواطن المصري ،متى يتم محاربة اصحاب الكروش التى كبرت بسبب الإحتكار للسلع الرئيسية مثل الارز والسكر ،وربما كافة السلع التى وصلت لحلويات الأطفال، اين مباحث التموين التى كانت لاتنام ،اين هي والرقابة التموينية التي كانت ضرباتهما كل يوم لتحقيق استقرار السوق ،اين مكافحة الفساد داخل الأحياء والمدن والمراكز الذى أصبح يزكم الأنوف،اين محاسبة الادارات الهندسية والاشغالات والتعديات الذين تركوا مخالفات البناء على عينك ياتاجر ،وبلطجتهم على اصحاب المحلات على طريقة ابجني.. تجدني ،حتى تحولت المدن الى اسواق عشوائية ،والشوارع الى اشغالات دائمة ،وتجارة مخالفات البناء الرائجة !
ان محاربة الاحتكار والفساد يلزم لهما مقاتلين يفكرون خارج الصندوق ، لوقف جحيم الأسعار أولاً، ووضع سياسات اقتصادية لإخراج البلد من هذا النفق، والاستمرار فى خطة الرئيس ومشاريع التنمية فى كل ربوع الوطن، المواطن ينتظر حرب ضد الفساد والأسعار،والتموين والتنمية المحلية البداية لأن للمواطن حقاً فى أن يعيش حياة كريمة، هل ننتظر كثيراً ؟
▪︎مذبحة المستشفيات لغلابة العلاج على نفقة الدولة ؟
اين يذهب المواطن الغلبان ،ولماذا نهيل التراب على انجازات اكبر مشروع قومي لمساعدة الغلابة للعلاج على نفقة الدولة ،بسبب ممارسات المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة ،والتى لاتكتفي بمحاسبة الدولة لها ،بل تحاول جاهدة لتعذيب هؤلاء الغلابة لإتمام العمليات ،بالتاخير تارة ، وعدم وجود العلاج تارة اخرى ،والجديد طلب طلبات اضافية !فلقد تعجبت كثيرا من قيام احد المراكز الطبية الكبرى بسموحة بالاسكندرية بطلب ١٢ متبرع من سيدة ستدخل عملية قلب مفتوح على نفقة الدولة ،والا سيتم تأخير العملية ،اي والله سيدة تدعى "جيهان حسن علي من المعدمين ،وزوجها المسكين طلبوا منهما احضار ٢ متبرعان من نفس الفصيلة ،و١٠ من فصائل اخرى ،وان كان عاجبك ! ويقولون انها تعليمات الوزارة ،هل هذا معقول ؟ وهل هذا يرضي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ،ان انجازات العلاج على نفقة الدولة للمصريين والذي اعتبره مشروع قومي لإنقاذ المصريين الكادحين ، لن تمحيها تصرفات المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة لسلخ الغلابة ،ارحموا من في الأرض !