يمانيون:
2025-01-27@14:36:02 GMT

الشهيد القائد.. صرخات جهاد تُزهر في آفاق الحرية

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

الشهيد القائد.. صرخات جهاد تُزهر في آفاق الحرية

إسماعيل سرحان

في زحام الزمن، وعبورٍ من قسوة إلى قسوة، شق النداء صمته، وتجلى صوت يكسر القيود، ويُحيي الأمل في النفوس. كان صوتك، يا سيدي، دعوة للشجاعة، وصرخة في وجه الطغاة. أحييت الجهاد بنهجٍ شجاع، ونسجت نسيج أُمَّـة لا تخشى الظلم ولا تفزع من السلاسل، أُمَّـة تعيش بكرامة وتثأر لمن عُذّب ولمن سُلبت حريته.

تمرد لحن كلماتك على السكون، وصعد إلى السماء كطائر حر. لم تكن مُجَـرّد تكبيرات تُرفع في جنبة مسجد، بل كانت عزفًا مهيبًا يرتجف في قلوب الأحرار، ويعلو فوق ضجيج المعارك، ويخترق أستار الليل البهيم. وكلما صدحت تلك الكلمات، ارتجت الأرض وتصاعدت الأنفاس، فصارت صيحات الرجال رذاذًا من شجاعة وقوة، تُعلي من شأن الحق في زمن الباطل.

اليوم، يا سيدي، تبُثُّ صوتك في مشارق الأرض ومغاربها، فتسمعه القلوب الحزينة، وتلتقطه الآذان المتعطشة للحرية. لقد تحولت تكبيراتك البنّاءة إلى صواريخ فرط صوتية، تُسقط عروش الظالمين وتُزلزل كيانات الاستبداد. ومن هتاف الحق، أطلقت طائرات مسيرة تحمل في جناحيها أمل الأحرار، أملًا يتجدد مع كُـلّ صاروخ يُطلق، ومع كُـلّ شجاعة تُبدى في مواجهة الطغاة.

في زمن يُخيم عليه الظلم والاستبداد، وقف رجالك، يا سيدي، كالجبل الشامخ في وجه العواصف. اركعوا قوى الكفر والبغي والظلم، بل هزوا عروشهم، وأثبتوا أن إرادَة الشعوب أكبر من كُـلّ قسوة. إنهم ليسوا مُجَـرّد مقاتلين، بل رموزٌ يحملون شعلة الحرية، ويزرعون الأمل في جنبات النفس المحطمة. ففي كُـلّ نجاة، هناك شرف يُسطّر، وفي كُـلّ نصرة، يُكتَب تاريخ جديد.

نَمْ، يا سيدي قرير العين، فقد هديت وبنيت وبلغت. عرفت كيف توصل الحلم إلى أقصى فروع الشجرة، وكيف امتده بصرك إلى ما وراء الأفق. جهادك كان مؤثرًا، لم يقتصر على البدن بل تعداها إلى الروح والنفس. لقد وفيت لرسالتك وسعيت إلى الله شهيدًا، رافعًا راية الحق ومحافظًا على شرف المجاهدين.

فالسلام عليك، يا من نحت في ذاكرة الأجيال العهد الجديد لشعبٍ يقاوم الظلم. السلام على روحك التي تجوب في سماوات الفخر. فَــإنَّ ذكراك لا تُنسى، فهي منارة تسطع في دروب الأحرار، تحدوهم إلى الأمام، وإلى الخلاص.

في زمن الانكسارات، لا يزال صوتك يعيش في كُـلّ معركة حرة، وفي كُـلّ صرخة تُطلق في وجه الغطرسة.، إذ تردّ صدى تكبيراتك، يرفع الأحرار جباههم عاليًا، ويستقبلون النصر من جديد.

أيها الجسد الذي رحل، لكن الروح حاضرة. أنت جهادٌ مُستمرّ، وثورةٌ لا تنتهي. هيبة صوتك تظل تُردّد في سماء المجد، عبر الأجيال. فلتبق صرخاتك، يا سيدي، تحيي في قلوبنا الأمل، وتحفزنا على الاستمرار في درب الحق، مهما كانت التحديات.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی ک ـل

إقرأ أيضاً:

الشهيد القائد مدرسةُ العطاء

أم الحسن الرازحي

قائد عظيمٌ فذٌّ شجاعٌ غيور، قائد شدّ الناس إلى الله وأعادهم إليه، علمهم الهدى وسبيل الرشاد عانى وتعب وضحى في سبيل ذلك، قائدٌ جمع في حياته كُـلّ صفات المروءة والشجاعة والكرامة.

تميز هذا القائد عن غيره بتلك الصفات الفريدة التي لم نجدها في أحد غيره منها: حبه الكبير للناس وحرصه عليهم من أن يقعوا فيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى، اهتم كَثيرًا بتعليمهم وتثقيفهم وتوعيتهم، وبنى مِن أجلِ ذلك مدارس تكفل لهم ذلك، كان الطلاب يتوافدون عليه من كُـلّ المحافظات؛ رغبة في طلب العلم النافع من منابعه الصحيحة.

لقد قيّم المجتمع كله والشعوب والحكام وعرف أن الحل الوحيد هو التوعية والتثقيف وتبصير الناس بعدما أصبحوا على شفا حفرةٍ من الضلال فاستنقذنهم منها.

كرّس كُـلّ جهده في أعمال الخير فلم يترك مريضًا إلا أعانه، ولا محتاجًا إلَّا قضى حاجته، ولا ملهوفًا إلَّا أغاثه، فكان لا يكِّل ولا يمّل، شغوفًا لا يعرف الراحة فكل ساعة من يومه يحسبها كي لا تضيع هدرًا.

ذلك هو شهيد القرآن، من عرفه العدوّ قبل الصديق، عرفوا شأنه وأهميته قبل أن يعرفه أهل بلده، فحاولوا استهدافه أكثر من مرة، وتعرض مشروعه القرآني للقمع والمحاربة منذ بداية تأسيسه؛ لمعرفتهم الكاملة الشاملة بأحقيته.

لم يتركنا شهيد القرآن إلا وقد أبقى لنا أرثًا عظيمًا من الهدى المتمثل في دروس من هدي القرآن الكريم التي كلما درسناها أحسسنا بوجوده، وكأنه هو من يلقيها علينا، نلاحظ فيها المصداقية والهدى العظيم، وأكثر ما يميز هذه الدروس العظيمة هو ربطها بالواقع وملازمتها للأحداث، فكان بحق عندما يصيغها ويلقيها وهو متأمل للقرآن وللواقع.

بدأ مسيرته القرآنية بخطواتٍ ثابتة لا تغير فيها ولا تبديل، منها رفع شعار البراءة من أعداء الله كموقف (الله أكبر -الموت لأمريكا -الموت لإسرائيل -اللعنة على اليهود -النصر للإسلام) إلى جانبه شعار المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، أيضًا وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية الحقة والدفاع عن المقدسات الإسلامية.

كان هذا وغيره الكثير من حياته المعطاءة -التي تظل أقلامنا قاصرةً عن عدّها وإحصائها، فكيف لنا ذلك وهو ربيب القرآن!- هو المدرسة العظيمة التي تعلمنا منها رباطة الجأش والصمود والثبات في وجوه قوى الشرِّ والطغيان، كان -عليه السلام- لنا نموذجًا فريدًا قلَّ نظيره في كُـلّ مجالات الخير، فسلام عليك يا مدرسة العطاء وحامي الحمى ومذل العدى، سلامٌ عليك يوم ولدت ويوم استشهدت مظلومًا ويوم تبعث حيًّا.

مقالات مشابهة

  • تعرف على الشهيد القائد ومشروعة القرآني عن قرب
  • ألف تحية وسلام على الشهيد القائد
  • ذكرى فراقك عادت يا سيدي حسين
  • الشهيد القائد مدرسةُ العطاء
  • أمسية ثقافية في لحج بذكرى الشهيد القائد
  • الشهيد القائد.. هبة ربانية في أخطر المراحل التي واجهتها الأمة
  • مران.. مهد النور وموطن الشهيد القائد الذي أضاء درب الأمة
  • إدارة أمن تعز تقيم فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد القائد
  • فعاليات ثقافية للهيئة النسائية في حجة بالذكرى السنوية للشهيد القائد