يمانيون:
2025-03-29@11:15:13 GMT

المشروعُ القرآني في حضرة النصر الرباني

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

المشروعُ القرآني في حضرة النصر الرباني

ريهام البهشلي

لقد عهدنا أن ذكرى استشهاد القائد تمثّل ذكرى المشروع القرآني الذي كان يُراد وأدُه منذ ولادته، كان مشروعًا لم يفقهْه إلا الثلةُ القليلة من المؤمنين حينها، لقد كان يُراد لهذا المشروع الطمس والتلاشي بعيدًا عن أنظار الشعوب، وقد فهم الأمريكي ومعه الإسرائيلي أن الصمتَ والتجاهل لهذا المشروع سيسبب لهم ما تجرعوه ويرونه من كابوس في عمليات البحار وغيرها.

لقد تزامن الانتصار الفلسطيني في غزة على مشارف قدوم ذكرى استشهاد مؤسّس المسيرة القرآنية التي لم نكن لنعيش بركة هذه الانتصارات العظيمة والمُذلة للعدو لولا وجود هذا المشروع المنبثق من نور القرآن والذي أسّسه رجلٌ من آل بيت النبوة ليحظى بتلك البركة التي جعلت اليمن يتصدر الموقف الأعظم على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي بل وحتى العالمي؛ مما أثبت أنه مشروعٌ عالمي لا يتقيد بحدود مذهبية أَو طائفية أَو حزبية بل وحتى دولية.

لقد امتدت بركاتُه وبركات تضحيات الشهيد القائد لتصنع للأُمَّـة واقعًا مغايرًا تمامًا يشخّص المرض ويقدم له الحلول الواقعية والعملية التي جعلت من هذا المسار مقدَّسًا يحمل روحية مقدسة وثوابت وعقائد مقدسة غايتها رضا الله تعالى، لقد حدّد الشهيد القائد بمشروعه القرآني الذي قدَّمه للأُمَّـة مسارات لاستنهاضها وانتشالها من واقع الذل والامتهان والاستباحة الذي تعيشها، فعز عليه أن يرى دماء أبناء هذه الأُمَّــة تستباحُ وهو يقف متفرجًا في زاوية العجز واليأس الذي أصاب قادة ورؤساء هذه الأُمَّــة ناهيك عن شعوبها.

لقد كانت القضية الفلسطينية أولويةً من أولويات المشروع القرآني وعقيدة التمسك بالقضية زرعها في من اتبع هذا المشروع فوجدنا ثمارها وواقعها في الموقف اليمني الذي تصدر في معركة طوفان الأقصى فزادت جاذبيته وفتحت أمامَ الكثير من المسلمين آفاق الأمل بانتصار القضية وحتمية زوال الكيان الغاصب مما قد تعرَّى وتكشفت للناس هشاشته في هذه المعركة، وتلاشت أنغام المنافقين من التكفيريين الذين حاولوا عبثًا تشويه هذا المشروع ولكنه في ارتقاء وتصاعد أمام غيظ الأعداء من ذلك التنامي الذي عجزوا عن طمسه منذ بدايته والذي ظنوا أن باستشهاد الشهيد القائد وقتله سيتوقف المشروع وسيموت وسيفنى مع قائده.

ولكن التأييد والإرادَة الإلهية شاءت إلا أن تستمرَّ مسيرةُ المشروع القرآني ولكن تحت قيادة السيد المجاهد العظيم عبد الملك الحوثي (يحفظه الله) الذي مرغ أنوف المستكبرين وأعاد للإسلام هيبته وجاذبيته بعد تشويهه من قِبل الحركة الوهَّـابية التي جعلت ثقافة الصمت والخنوع والضعف هي ثقافة الإسلام حتى صار هزيلًا مهزومًا منفِّرًا للكثير.

فمع الانتصار العظيم في غزة أدرك اليمن وما قدمه من مواقف عظيمة ومشرفة تبيض وجوههم أمام الله ورسوله ووليه وأن تلك المواقف لم تكن لتتصدر لولا جهود الشهيد القائد حسين الحوثي “رضوان الله عليه” في تأسيس مشروع عالمي أكمله السيد القائد بخطى ثابتة وتأييد إلهي واضح وبكل شجاعة وصبر واستبسال، مما أثبت جدوائيته وأحقيته وصوابيته ونوره الذي يستضيء به كُـلّ من يتعطش للهدى ويبحث عن الحقائق من قلب الأحداث والفتن المتتالية، فوقف المشروع القرآني في حضرة الانتصار الرباني شامخًا يزيح ظلمات الأمس القاسي والمُظلم عن تلك الأُمَّــة المظلومة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المشروع القرآنی الشهید القائد هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

ما سبب ترتيب آيات القرآن الكريم؟ ومن الذي رتبها؟

فقد وصف الله تعالى القرآن الكريم بقوله "وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيم"، والحكمة كما يقول الأستاذ في جامعة الأزهر الدكتور محمد الخطيب هي وضع كل شيء في موضعه.

ويدل وصف "عليٌّ" على أن كل آية من آيات القرآن قد نزلت في موقعها المحدد الذي لا يصح لها موضع غيره وأن هذا الترتيب لا دخل لأحد فيه لأنه جاء من قبل الله عز وجل، كما يقول الخطيب في الحلقة التي يمكن مشاهدتها في هذا الرابط.

ووفقا للخطيب، فإن هناك ما يعرف بـ"علم المناسبات" الذي يبحث أسباب وضع آيات القرآن في مواضعها والحكمة من ترتيبها على نحو لا يمكن الإخلال به دون الإخلال بالمعنى.

صلاح العبادة من صلاح العمل

ففي سورة البقرة على سبيل المثال، جاءت آية "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" بين آيات تتناول قضية الطلاق وموت الأزواج والوصية، وهو سياق يبدو منفصلا عن الصلاة.

وقال الخطيب إن علماء توقفوا عند هذه الآية ولم يفهموا سبب الإتيان بها في هذا الموضع، ومنهم الشيخ سيد قطب الذي أورد في "ظلال القرآن" أنه لم يعرف سببا لموضع هذه الآية تحديدا.

والسبب في هذا -كما يقول الخطيب- أن الناس يعتقدون أن الحياة عبارة عن معاملات وعبادة بينما هي عبادة فقط، فمن لم يقم بمعاملاته على النحو المطلوب فسدت عبادته.

إعلان

لذلك، فقد خلص قطب في سبب موضع هذه الآية إلى أن كثيرا من الرجال يعتادون المساجد ويحافظون على الصلوات، لكنهم يسيئون معاملة زوجاتهم وأولادهم والمجتمع المحيط بهم على نحو يفقد هذه الصلاة معناها، حسب الخطيب.

ولأن الصلاة هي العبادة الأهم في حياة المسلم، فقد قرنها الله تعالى في هذه الآية بحسن المعاملة مع الزوجة والانصياع لما أمر به في هذه العلاقة تحديدا لأنها أهم العلاقات في حياة الإنسان، وفق تعبير الخطيب.

ربط الصلاة بحقوق الغير

وبناء على هذه النظرة، فإن المقصود من هذه الآية في هذا الموضع أن الحفاظ على حقوق الأسرة والزوج لا يقل أهمية عن علاقة المسلم بربه من خلال الصلاة، وأن من يفرط في الأولى لن يستقيم في الثانية.

والأمر نفسه في سورة الماعون التي يتحدث فيها الله عن معاملة اليتيم والمسكين ثم ينتقل فجأة إلى الساهين عن الصلاة، وهو انتقال مرده -وفق الخطيب- أن الصلاة هي التي تدفع الإنسان لحسن معاملة اليتيم والمسكين، ومن ثم فإن من لم يقم بهذين الأمرين يعتبر ساهيا عن صلاته وإن أدَّاها لأنه غفل عن معناها.

ومن هنا، يقول الخطيب إن قبول الصلاة مقرون بشروط صحتها المعنوية المتعلق بالالتزام بأوامرها ونواهيها وليس فقط بشروطها المادية من طهارة ونية واستقبال للقبلة، وهو ما جعل الصلاة في هاتين الآيتين مقرونة بحقوق الزوجات واليتامى والمساكين.

ومن المواضع اللافتة للآيات في القرآن، موضع قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم ترحمون، واتقوا النار التي أعدت للكافرين، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين" في سورة آل عمران، والذي جاء بين حديث عن معركة بدر وآخر عن معركة أحد.

ويأتي موضع هذه الآيات على هذا النحو، وفق الخطيب، ليؤكد أن حياة المسلم كلها عبادة، وليست معاملة وعبادة، لأن المعاملات جزء من العبادة وليست مسألة مستقلة عنها.

إعلان

لذلك، فإن المقصود من الآية السابقة -برأي الخطيب- أن من يهزم أخلاقيا سيهزم عسكريا لا محالة، وهو ما حدث للمسلمين في غزوة أحد عندما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين انتصروا نصرا مؤزرا قبلها في غزوة بدر عندما لم يخالفوه.

وبناء على هذا، فإن الحديث عن الربا في هذا الموضع مرده إلى أن الانتصار في معركة المال لا يقل أهمية عن الانتصار في الحرب لأن حب المال واحدا من أشد المعارك التي يخوضها المسلم بحثا عن الحلال وتجنبا للحرام على سهولته، كما يقول الخطيب.

26/3/2025-|آخر تحديث: 26/3/202505:20 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • جلالة السلطان يصدر عفوًا ساميًا عن عدد من نزلاء السجن
  • جلالةُ السُّلطان يُصدر عفوًا ساميًا خاصًّا عن عددٍ من نزلاء السّجن
  • وداع مؤثر من أكاديمي في غزة لطفله الشهيد.. كان زهرة عمري (شاهد)
  • الشهيد أبو حمزة يوجه التحية لليمن وللسيد القائد
  • تكريم الفائزين ببطولة الشهيد القائد الرمضانية في نادي 22 مايو
  • في رحاب يوم القدس العالمي.. رؤية الشهيد القائد لمواجهة أمريكا و”إسرائيل”
  • السيد القائد يكشف عن بشارات قادمة في تطوير القدرات العسكرية
  • علامات ليلة القدر هل ظهرت 27 رمضان؟ 6 أمارات تؤكد حدوثها بالأدلة والإعجاز القرآني
  • الشهيد الوائلي.. كابوس إيران الذي لم يمت
  • ما سبب ترتيب آيات القرآن الكريم؟ ومن الذي رتبها؟