شهدت الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى ثالث أيام فعالياتها، أمس، توافد الآلاف من الزائرين منذ الصباح الباكر للاستمتاع بالأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، إلى جانب اقتناء الكتب من مختلف دور النشر. وأعلنت اللجنة العليا للمعرض، الذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن المعرض سجّل حضوراً جماهيرياً كبيراً أمس الأول بلغ نحو 445 ألفاً و29 زائراً، ليصبح إجمالى عدد الزوار خلال يومين من فتح أبواب المعرض للجمهور 845 ألفاً و971 زائراً.

«هنو»: نصف مليون زائر يوميا لمعرض الكتاب

من جانبه، دعا الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الجمهور لزيارة المعرض، مشيداً بمستوى الإقبال الجماهيرى الكبير على فعاليات المعرض، وحرص الزائرين من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية على حضور الفعاليات، إذ سجلت الإحصائيات اليومية لعدد الزائرين ما يقرب من نصف مليون زائر يومياً، مشيراً إلى أن «هذا الرقم يؤكد أن مصر وثقافتها وناسها بخير».

وأشاد الوزير، فى تصريحات لـ«الوطن»، بزيارة الكثير من العائلات إلى المعرض، والإقبال من كل الفئات العمرية من طلاب وكبار السن وأطفال. وأضاف: «هذا مشهد حضارى جميل لا يوجد له مثيل فى أى مكان فى العالم، ويعكس وعى المصريين وحرصهم على أن يكونوا جزءاً من هذا الحدث السنوى المتفرد»، مؤكداً مواصلة الجهود لتحقيق حالة متميزة من الزخم الثقافى والفكرى والفنى للفعاليات، تسهم فى تحقيق أهداف الدولة لبناء الإنسان.

كما أثنى على حجم الإقبال الكبير على شراء الإصدارات الثقافية المتنوعة، فضلاً عن الإقبال على العروض والأنشطة الفنية. ولفت «هنو» إلى أن الإقبال على الأماكن المخصصة لتناول المأكولات والمشروبات فى المعرض يؤكد أن الحدث أكبر من مجرد معرض للكتاب، بل عيد أو منتدى ثقافى، منوهاً بأن زيارة المواطنين للمعرض فى الشتاء أصبحت ظاهرة وموروثاً مجتمعياً، كما الحال فى التردد على المصايف فى الصيف.

وأشار إلى تطوير قاعات المعرض بحيث تشتمل على شاشات لعرض المحتوى الرقمى والمصور والمقاعد والطاولات، داعياً الجمهور إلى المشاركة فى الاحتفالية الثقافية الكبرى التى تهدف إلى تعزيز الحوار الحضارى ورفع قيمة الكلمة.

«القومى للترجمة» يشارك بألف عنوان في معرض الكتاب

وفى السياق نفسه، شهدت أجنحة المعرض إقبالاً من الزوار على شراء الكتب، ومن بينها جناح المركز القومى للترجمة، لاقتناء العديد من أبرز عناوين الكتب المترجمة فى شتى المجالات، إذ يقدم المركز العديد من العناوين المتنوعة والمميزة إلى جانب التخفيضات على فئات مختلفة.

وقال تامر مصطفى، مدير التسويق بالمركز القومى للترجمة، إن المركز يشارك بـ1000 إصدار (عنوان) منها نحو 95 عنواناً جديداً، فى مجالات متنوعة فى الفلسفة والتاريخ والتربية وعلم النفس والاجتماع والآداب لإرضاء جميع الأذواق، إضافة إلى 5 إصدارات متميزة لذوى الهمم، منها كتب عن اضطرابات التوحد، وذوى الاحتياجات الخاصة، والتى تحظى باهتمام من الباحثين فى الوقت نفسه.

وتابع: «لاحظت هذا العام إقبال الشباب على القراءة، وخصوصاً أمهات الكتب فى الفلسفة والتاريخ مثل كتاب عن عالم مرتضى الزبيدى، وهو من الكتب التى لاقت إقبالاً كبيراً، وكذلك كتاب المغول والعالم الإسلامى، وهذه بادرة مُبشرة».

ونوه بأن المركز يساعد الطلاب على القراءة بتقديم خصومات 50% لطلاب الجامعات الحكومية بموجب بطاقة الهوية الجامعية، وينطبق الحال نفسه على عدد من النقابات كـ«الأطباء» و«المهندسين»، فضلاً عن إتاحة تخفيضات متفاوتة للعديد من الفئات المهنية مثل الصحفيين ورجال الشرطة وغيرهم، إضافة إلى 25% تخفيضات للجمهور بوجه عام، وأكد أن المركز يحرص على توصيل الكتب إلى الجمهور بسعر التكلفة، باعتبار المركز ضمن الجهات التابعة للدولة وغير الهادفة للربح.

ولفت إلى أن معرض القاهرة من أهم المعارض الدولية على مستوى الوطن العربى، وأن المثقفين من جميع الدول العربية يحرصون على زيارة مصر خلال فترة المعرض، وتابع: «خلال الأيام الماضية حرص عدد كبير من أبناء دول الخليج على اقتناء الكتب بكميات كبيرة». وأكمل: «المعرض منذ نقله إلى التجمع الخامس يشهد تطوراً عاماً بعد عام، ونحن كمصريين نفخر به بين معارض العالم، فهو لا يقل عنها جمالاً أو تنظيماً».

ونوه بأنه تيسيراً على زوار المعرض، قدّم المركز الإصدارات الجديدة فى قسم خاص، ومن بين العناوين التى تصدّرت قائمة الأعلى مبيعاً كتب «تاريخ الشرق الأوسط الحديث»، و«تاريخ البحر الأحمر (من ديليسبس حتى اليوم)»، «علم النفس العصبى الاجتماعى»، و«سيكولوجية الصراع الاجتماعى والعدوان»، و«التنوير: تفسير ظهور الوثنية الحديثة»، و«التنوير: تفسير علم الحرية»، و«علم النفس الاجتماعى: الأسس».

ونظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة زيارة لأطفال الأسمرات إلى معرض الكتاب، ضمن برنامج وزارة الثقافة المقدم لأبناء المناطق الجديدة الآمنة «بديل العشوائيات» لفعاليات المعرض، وتضمنت الجولة زيارة ركن الطفل فى القاعة المخصصة له، حيث عقدت مدير عام ثقافة الطفل ندوة مع الأطفال حول حب الوطن وأهمية التعلم، مشيرة إلى سمات الإنسان الناجح، وأهمية السعى للعلم والعمل والاجتهاد، ومحاضرة بعنوان «حب الوطن»، محاضرة تثقيفية عن «تأثير الرهاب الاجتماعى على الطفل».

وشملت الفعاليات زيارة أجنحة المعرض، بداية من جناح وزارة الدفاع، حيث شرح القائمون على الجناح الكتب المهمة المتعلقة بالقوات المسلحة، فضلاً عن إصدارات تاريخية حول مصر القديمة والتاريخ العسكرى، مع تسليط الضوء على شخصيات مهمة مثل تحتمس الثالث، صلاح الدين الأيوبى، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بالإضافة إلى مجلدات متعلقة بالقوات الجوية والأسطول البحرى.

وتلت الزيارة جولة فى جناح وزارة الداخلية، حيث اطلع الأطفال على إصدارات الأمن القومى ومكافحة الإرهاب، إلى جانب مناهج كلية الشرطة ودراسات عن دور «الداخلية» فى تعزيز حقوق الإنسان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب معرض الکتاب

إقرأ أيضاً:

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يعرض نتاجاته للقراء السوريين

دمشق-سانا

للمرة الأولى في دمشق بعد سنوات طويلة من القيود والمنع، عرض المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات من قطر نتاجاته للقراء السوريين، من خلال معرض الكتب الذي افتتح في المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق اليوم.

المعرض الذي أقيم بالتعاون بين المركز العربي ودار الفكر، تضمن ( 700 ) عنوان جديد لكتب غير معروفة وممنوعة زمن النظام البائد، تقدم للمجتمع السوري للمرة الأولى، للإسهام في إحياء الحالة الثقافية.

حسن سالم  المدير التنفيذي لدار الفكر، كشف لسانا عن التوجه المشترك للدار مع المركز العربي للعناية بالثقافة، لإطلاع القارئ الذي حرم طويلاً من الجديد في العلوم والمعارف، وخصوصاً بعد تخفيض أسعار الكتب، ما يمنحه فرصة تعويض ما فاته خلال السنوات السابقة في عهد النظام البائد.

 وحيد تاجا مدير المكتب الإعلامي في دار الفكر صرح بدوره أن المعرض استجابة لحاجة شريحة القراء في سوريا لهذا النوع من الكتب والدراسات التي حرم منها طويلاً، ضمن مسعى مستمر لاستعادة الحركة الثقافية واستقطاب كتب عربية وعالمية لم تكن معروفة، وإعطاء فكرة جيدة  للخارج للقدوم إلى الساحة الثقافية السورية المُغيبة منذ أربعة عشر عاماً والمنقطعة عن المفكرين والباحثين والمؤلفين.

 أحمد قاسم حسين باحث في المركز العربي للأبحاث والسياسة ومختص في العلاقات الدولية اعتبر أن المعرض  فرصة بعد سقوط النظام وحالة القطيعة التي تركها، وخاصة أنه يركز على العلوم الإنسانية والاجتماعية والتي تقدم للطلاب وأساتذة الجامعات بأسعار رمزية، للمساهمة بنهوض الحركة الثقافية في دمشق على وجه الخصوص وفي سوريا بشكل عام.

 وأشار أحمد قاسم إلى ضرورة رفع سقف الحريات والتخلص من الرقابة والقيود التي فرضت سابقاً، لأن المعرفة برأيه هي التي تبني الأفكار، وبالتالي تسهم في بناء الدول وتطورها.

 الدكتور نزار أباظة من الزائرين للمعرض، أشاد بعمل المركز العربي الذي سعى لعشرات السنين لتقديم كتب جديدة شديدة التنوع ، كما لفت انتباهه عناوين المعرض الموجودة، واعتبرها طفرة جديدة جاءت إلى دمشق، حيث وجد كتباً جديدة غنية تتعلق بمجال عمله التاريخي الذي مارسه على مدى خمسة عقود.

فرصة ممتازة إقامة هذا المعرض، هذا ما عبر عنه أنس الكردي الباحث السياسي الذي جاء لزيارته، متشوقا لضم عناوين جديدة إلى مكتبته تتعلق بمجال اهتمامه السيوسولوجي والفلسفي والتاريخي.

 ويبقى إحياء الثقافة وكسر القيود التي فرضت على القلم في زمن النظام البائد، ومواكبة المعارف مهمة تقع على عاتق الشعب السوري من مثقفين وباحثين وأصحاب فكر، إضافة إلى تفعيل عمل مكثف لوسائل الإعلام، للحاق بما فاتنا خلال سنوات طوال بعد زوال الظلام.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • غدًا.. صباح مسقط يشرق بافتتاح الدورة الـ 29 لمعرض الكتاب
  • إقبال قياسي على معرض الكتاب بالرباط..أكثر من 83 ألف زائر في الأيام الأولى
  • الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعالياته
  • بمناسبة اليوم العالمي للكتاب.. خصم 20% على إصدارات هيئة الكتاب لمدة أسبوع
  • معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف
  • المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يعرض نتاجاته للقراء السوريين
  • مصر وقطر توقعان “خطاب نوايا للشراكة الثقافية ” وتطلقان عاما ثقافيا مشتركا في 2027
  • وزير الثقافة يشارك في افتتاح فعاليات مهرجان “قطر تبدع 2025”
  • وزير الثقافة: الفن يجسد الذاكرة الجماعية ويعبر حدود الجغرافيا واللغة نحو حوار إنساني عالمي