يمانيون:
2025-02-27@07:14:21 GMT

عندما يكون المجرمُ قاضيًا والشيطان قدِّيسًا

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

عندما يكون المجرمُ قاضيًا والشيطان قدِّيسًا

د. شعفل علي عمير

لنبدأ بالحليفَينِ اللذَينِ ربما لم يخدمهما التاريخُ ضد قضاياهما: الولايات المتحدة و”إسرائيل”. تشتهر الولايات المتحدة بقوتها العسكرية والاقتصادية، لكنها أَيْـضًا تتبنى أفكارَ الهيمنة والسيطرة بحُجّـة نشر “الديمقراطية” و”الحرية”.

بيد أن “الإجرام” الأمريكي لم يكن يومًا مستترًا؛ إذ يكمنُ في سياساتها الخارجية العدوانية تجاه الدول بحجّـة حماية الأمن القومي أَو محاربة “الإرهاب”.

لكن الحقيقة المُرة تتجلى في كونها تسعى خلفَ مصالح اقتصادية ونفوذ سياسي دونَ اعتبار لحياة الشعوب وحقوقها، عندما يتجسد الإجرام الأمريكي بشكل واعظ، وَيظهرُ الشيطان الإسرائيلي قديسًا، تغيب العدالة ويسود التوحش.

وعلى الجانب الآخر، تأتي “إسرائيل” بقناع القديس، تتبنى خطاب الحق التاريخي وتصف نفسها بِواحة الديمقراطية في الشرق الأوسط رغم أنها تستمر في ممارسة سياسة التمييز العنصري والاحتلال العسكري في تصرفاتها تجاه الفلسطينيين، وهذا يعد انتهاكا صارخًا للقوانين الدولية.

يُغلَّفُ هذا الشيطان بثوب ضحية الهولوكوست ليكسب تعاطفًا عالميًّا، في حين يغفل العالم عن مشاهد القمع والاعتداء اليومي على أصحاب الأرض، نحن نعيش في زمن تتلبّد فيه غيوم الظلم والتوحش، وحينما تتحطَّمُ أحلام البسطاء تحت أقدام الغطرسة والطغيان يأتي تصنيفُ الجهات المتحرّكة المناهضة لظلم الطامعين.

وبين الحين والآخر، تبرز جدلية تصنيف “الإرهابي” عندما تتعلق الأمور بجماعات تعارضُ سياسة الأطماع الأمريكية أَو تتحدى هيمنتها، كاليمن تلك القوة التي تحظى بتأييد شعبي منقطع النظير ظهرت كقوة فرضت معادلةَ صراع جديدة مع الكيان الصهيوني في وقوفها بقوة مع مظلومية الشعب الفلسطيني ويستند الدعم والتأييد الشعبي لقرارات القيادة في اليمن إلى اعتبارات دينية وإنسانية، لكن وقوفها وتحديها للغطرسة الأمريكية والإسرائيلية تعتبر من وجهة نظر أمريكا تصادمًا مع مصالح الرياض وواشنطن. كما أن تصنيف حركات المقاومة في فلسطين، من قبل أمريكا وبعض الأنظمة العربية يُلقي الضوء على ازدواجية وسلوكيات متناقضة مع الواقع ومتناغمة مع المطامع، فعلى مدى عقود، دعمت الولاياتُ المتحدة “إسرائيل” دعمًا مطلقًا وكأنها جزيرة ديمقراطية وسط محيط من الديكتاتوريات الظلامية. بينما تُصنّف حركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي ضمن قوائم الإرهاب، تجمع تلك الحركات بين المطالب الشعبيّة بالاستقلال والتحرّر وبين النموذج العسكري لمقاومة الاحتلال.

في الساحة الفلسطينية، يبرز النفاق الأمريكي بشكل أوضح. تدعم الولايات المتحدة “إسرائيل” دون تردّد، في حين تُلقي بلائمة الإرهاب على الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلاَل الوحشي.

أمريكا غير مهتمة بمعاناة الفلسطينيين اليوميّة تحت نير ونار الاحتلال، بل وتمد الكيان الصهيوني بكل أنواع الدعم العسكري والاقتصادي.

وأية محاولة لمقاومة هذا الاحتلال مساندةً للشعب الفلسطيني من قبل إخوانه في الدين والعروبة تُقابَل باتّهامات باطلة ووصمها بالإرهاب كحال اليمن، في حين تُعتبر جرائم الحرب والإرهاب والإبادة التي ترتكبها بعض الدول الحليفة لأمريكا مثل الكيان الصهيوني آمنة ومأمونة من النقد أَو العقاب.

يجب أن يتذكر العالم دومًا أن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تموت أبدًا، وأن فجرًا جديدًا لا بد أن يبزُغَ في يومٍ من الأيّام، حاملًا في طياته الأملَ لإنهاء التوحُّش واستعادة القِيَم الإنسانية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: إسرائيل تسعى إلى إخضاع سكان الضفة الغربية للاحتلال العسكري

أكد نزار نزال الباحث في شؤون الصراع العربي الإسرائيلي، أن هناك هجومًا على المدن المحيطة بمدينة جنين الكبرى، مثل قباطية، واليامون، من قبل جرافات ضخمة تقوم بتدمير البنى التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، بالإضافة إلى ذلك، تقوم هذه القوات بمهاجمة المواطنين الفلسطينيين وطردهم من منازلهم وإقامة الجيش الإسرائيلي في هذه المنازل.

المرحلة الثانية من العمليات العسكرية في الضفة العربية

وأشار «نزال»، خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة «إكسترا نيوز»، إلى أن هذه المرحلة الثانية من العمليات العسكرية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، موضحًا أن إسرائيل تسعى لإخضاع سكان هذه المناطق للاحتلال العسكري بشكل مباشر، وتقليل دور السلطة الفلسطينية في هذه المناطق، مؤكدًا على وجود أهداف سياسية لهذه العمليات.

وتابع أن المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية عاش ظروف مشابهة في عام 2002 عندما اجتاحت إسرائيل كل مناطق الضفة الغربية بكل إمكانياتها العسكرية ودمرت مخيم جنين، مؤكدًا أن كان هناك قتالًا شرسًا في هذه المناطق لاسيما مدينة قباطية، في جنوب جنين.

مقالات مشابهة

  • انفصالي موال لروسيا..البوسنة: السجن لرئيس الكيان الصربي
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الخيار العسكري قد يكون ضرورياً لوقف برنامج إيران النووي
  • الجزائر تدين قرار الكيان الصهيوني بمصادرة 90 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية
  • الأورومتوسطي يطالب بالضغط على الكيان الصهيوني لإنهاء عملياته العسكرية بالضفة الغربية
  • صحف العالم.. نتنياهو يساوم حماس بجثث رهائنه مقابل الأسرى الفلسطينيين.. ألمانيا في وجهها اليميني تدعم إسرائيل.. وتطور نوعي في علاقات أمريكا وروسيا
  • “الجنازة حارة والميت كلب”.. عندما يكون الصراخ أكبر من الفعل
  • على وقع الصفعات.. “بنك إسرائيل” يخفض توقعات النمو و”معاريف” تؤكد: القادم سلبي و”سوداوي”
  • اعلام العدو: بنك إسرائيل” يخفّض توقعات النمو .. والقادم سلبي وسوداوي
  • باحث سياسي: إسرائيل تسعى إلى إخضاع سكان الضفة الغربية للاحتلال العسكري
  • بيان صادر جماعة الإخوان المسلمين حول التصعيد العسكري الصهيوني في الضفة الغربية