عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ ٥٦، اليوم الأحد، ندوة بعنوان: "فلسطين.. تاريخ أمة ونضال شعب"، حاضر فيها الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد فهيم بيومي، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، والدكتور عبدالعليم محمد، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وأدار الندوة الدكتور الحسيني حماد، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر، بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر.

وقال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن هناك رابط إيماني ورابط عقلي بين الإسراء والمعراج وبين الحق الفلسطيني، فالأمة الإسلامية أمة أخرجت للناس بالحق، وينبغي أن لا تكون الأمة غافلة عن حقها، فتاريخها يتعلق بالمسجد الأقصى، والرابط الثاني هو رابط عقلي، فالمسلم عليه أن يعقل حال إخوانه الفلسطينيين، حتى يقدر كيف يعيشون وكيف يأكلون وكيف يشربون، حتى يألم لما يألمون له ويشعر بجميع حالهم ومآلهم.

وبين الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية أن ذلك يقودنا لما هو واجب علينا تجاه القضية الفلسطينية، وهو أن لا نضيع هذا الحق وأن نؤمن بأن هذه الأرض المباركة هي من ديننا، ثم هي من قبلتنا، ثم هي بيت الله عز وجل، وكل ذلك من الجانب المعرفي، أما الحق السلوكي فهو أن نرد هذا الحق قدر ما استطعنا، مضيفا أن أول واجب علينا تجاه القضية هو واجب الوعي بالقضية وأهميتها لنا كمسلمين، وأن الواجب الثاني تجاهها هو أن يظل هذا الحق حي في قلوبنا.

وقال الدكتور محمد فهيم بيومي، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية، إن القدس أرض عربية منذ أن خلق الله السموات والأرض، فقد أسس هذه المدينة يبوس الأول قبل أن تظهر مملكة بني إسرائيل بستة وعشرين قرنا من الزمان، فهي مدينة عربية منذ اليوم الأول، حكمها الكنعانيون، الذين وفدوا من الجزيرة العربية من اليوم الأول، مؤكدا أن القدس حق عربي لا يمكن فيه المواربة، وعلى الجميع معرفة ذلك خاصة في هذا الوقت الذي كثرت فيه الأكاذيب وطرق ترويجها.

وأضاف أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية، أن عروبة القدس استمرت عبر مجموعة كبيرة جدا من القبائل العربية المتعاقبة، التي استوطنتها قبل ظهور الإسلام، ولما دخل المسلمون القدس سنة ١٥ هجرية، اشترط حاكمها، وكان مسيحيا، حسب العهدة العمرية ألا يدخل القدس يهودي، فاستمرت عروبتها منذ أول يوم وحتى يومنا هذا وستظل عربية إلى أن يشاء الله.

من جانبه أوضح الدكتور عبدالعليم محمد، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن أرض فلسطين اختيرت دون غيرها لتكون موطنا ليهود العالم كونها تقع في قلب العالم العربي استنادا لأكاذيب ومزاعم خاطئة من بينها وجود الهيكل المزعوم، وكانت البداية بوعد بلفور الذي كان بمثابة الترخيص لبدء الاحتلال الصهيوني، موضحا أن هناك تياران رئيسيان يتزعمان هذا المشروع أولهما التيار الاشتراكي العمالي والثاني هو التيار اليميني القومي، واللذان رغم اختلافهما إلا أنهما اتفقا على الاستيلاء على فلسطين وجذب يهود العالم إليها.

وأكد مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن الدولة المصرية ثابتة على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، ولا تزال مصر هي الصخرة الصلبة التي تحول دون تصفية القضية الفلسطينية، بجانب كونها هي الداعم الأكبر للفلسطينيين خلال فترة العدوان، فنسبة ٨٠% من المساعدات المقدمة إلى غزة كانت مصرية.

أدار الندوة الدكتور الحسيني حماد، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر، بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، والذي أكد أن القدس عربية النشأة والتكوين، وهناك الكثير من الأدلة والشواهد التي تؤكد ذلك، وأن هذا ما أخبرنا به الإسلام ولا يرضى الأزهر له بديلا، ويبذل في سبيله الغالي والنفيس دعما للقضية ودفاعا عن الحق الفلسطيني الثابت.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فلسطين معرض القاهرة الدولي للكتاب جناح الأزهر محمود الهواري الأزهر الشريف المزيد التاریخ والحضارة

إقرأ أيضاً:

ندوة بصحار تناقش دعم الشراكات البحثية بين الجامعات العربية

أُسدل الستار اليوم على الندوة الدولية حول التعاون العلمي العربي والدولي في مجال البحث العلمي والابتكار التي نظمتها جامعة صحار بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار واتحاد مجالس البحث العلمي العربية برعاية صاحب السمو السيد محمد بن ثويني آل سعيد وحضور معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وأكدت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية أن الندوة تأتي ضمن صحوة عربية تؤمن بالأهمية القصوى لقطاعات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في بناء كوادر عربية ممكنة بقيم راسخة ومهارات متنوعة تجعلها قادرة على المنافسة عالميا لضمان استدامة مجتمعاتنا العربية العريقة وتطور اقتصاداتها ولتُبنى هذه الاقتصادات على العلم والمعرفة والتقانة معظمة الفائدة من مواردنا الطبيعية وواضعة نصب أعينها أهمية تبوئها المكانة المرموقة التي تصبو إليها بين دول العالم .

من جانبه، قال الدكتور حمدان بن سليمان الفزاري رئيس جامعة صحار: إن الندوة جاءت من أجل الارتقاء والتعاون بالبحث العلمي والابتكار بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالسلطنة ونظيراتها من الدول العربية والدوليةِ وكذلك هي فرصة لتبادل المعلومات وأفضل الممارسات عن البحث العلمي والابتكار ودوره في صناعة التنمية الشاملة المستدامة، وصولاً إلى تعاونٍ وشراكة بناءة تؤدي إلى نتاج بحثي فعّال ومؤثر يُسَاهم في تقدم الجامعات ونُمُو اقتصاد البلدان والمجتمعات.

وأضاف الفزاري: إن مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان عامة وجامعة صُحار خاصَة تدرك أنَّ العمل ضمن الشراكة والتعاون هو السبيلُ الوحيد لبناء قدرات أكبر وناتج بحثي أوفر وعليه فإنَّ الركائز الأساسية للشراكة والتعاون التي تنتهجها جامعة صحار تتمحور حول الأوساط الأكاديمية من ناحية التعليم والتعلم، حيث يكون طلاب جامعة صحار وموظفوها والبنية الأساسية هما القلب النابضُ لهذه الركيزة، بينما يلعب القطاع الصناعي دورا رئيسا وبارزا في تطوير البحوث ذات التأثير والاستفادة من مخرجاتها.

شارك في الندوة -التي استمرت يومين- عدد من الأكاديميين والخبراء الدوليين وصنّاع القرار في مجالات البحث العلمي والتعليم العالي ممثلين لـ11 دولة.

وتضمن جدول أعمال الندوة كلمات لممثلي اتحاد مجالس البحث العلمي العربية واتحاد الجامعات العربية والوكالة الجامعية الفرانكفونية ومركز اليونيسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم تلخصت حول التعريف بأنشطة المنظمات العربية والدولية المشاركة.

وتهدف الندوة إلى دعم التعاون العلمي والعربي والدولي لمؤسسات البحث العلمي والابتكار العمانية واستعراض التجارب العربية في مجال البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال بالإضافة إلى بحث فرص التعاون بين المؤسسات البحثية في سلطنة عمان وعربيا ودوليا بالإضافة إلى عرض الاستراتيجية الوطنية العمانية للبحث العلمي والتطوير والاستراتيجية الوطنية للابتكار 2040 لسلطنة عمان إضافة إلى التعريف بأنشطة المنظمات العربية والدولية المشاركة في الندوة.

تضمن برنامج اليوم الأول محاضرتين رئيسيتين، الأولى حول التعاون العلمي العربي: الفرص والتحديات، قدمها الدكتور محمد مراياتي خبير العلوم والتكنولوجيا للتنمية المستدامة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

أما المحاضرة الثانية، فألقاها الدكتور محمد عيساتي نائب رئيس الخدمات والبيانات التحليلية بدار النشر"Elsevier" تناول فيها موضوع جامعات الجيل الرابع والتقييم الأكاديمي.

وتم على هامش الندوة توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة صحار وجامعة نيد للهندسة والتكنولوجيا في كراتشي بجمهورية باكستان (كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات بجامعة نيد - تم إنشاؤه عام 2004).

كما انطلقت جلسات نقاشية متخصصة كان أبرزها الجلسة الأولى التي تناولت البحث العلمي والابتكار أدارها الدكتور غسان الكندي مساعد رئيس جامعة صحار للبحوث والابتكار قُدمت خلالها عروض عن استراتيجية سلطنة عمان 2040 في البحث العلمي إضافة إلى مبادرات الاتحاد العربي للبحث العلمي وبرامج التعاون العلمي العربي الأوروبي.

وتواصلت أعمال الندوة بجلسة ثانية حول البرامج الجامعية للمنظمات العربية والدولية تضمنت عروضا مرئية من الوكالة الجامعية الفرانكفونية واتحاد الجامعات العربية حول برامج دعم البحث العلمي والتصنيفات الأكاديمية.

وتضمن برنامج الندوة في يومها الثاني جلسات إضافية تناولت أحدث المستجدات في البحث العلمي والابتكار إضافة إلى جلسة حوارية موسعة حول التعاون العربي والدولي في البحث العلمي بمشاركة عدد من القيادات الأكاديمية والبحثية.

وأوصت الندوة بأهمية تفعيل فرص التعاون بين مؤسسات البحث والتطوير العربية مع نظرائها من المؤسسات الدولية وتعزيز الشراكات التعليمية والبحثية بين الجامعات العربية والفرانكفونية والتوصية بمشاركة المؤسسات البحثية والباحثين من الدول العربية في برامج ومبادرات الاتحاد.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: جهود مصرية لخلق موقف موقف دولي داعم للقضية الفلسطينية 
  • ندوة بصحار تناقش دعم الشراكات البحثية بين الجامعات العربية
  • نائبة: القمة العربية ترسيخ لجهود مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • كاتب صحفي: مصر الداعم الأهم والأول للقضية الفلسطينية على مدار عقود
  • صور.. العربية للتصنيع تشارك بجناح متميز في معرض سبورتس إكسبو 2025
  • البحوث الإسلامية ينظم ندوة بكلية التربية بنات بعنوان التوازن في تربية الأبناء
  • «المؤتمر»: القمة العربية تستهدف توحيد الجهود الداعمة للقضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تتبنى وتدعم القضية الفلسطينية على مدار التاريخ
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تتبنى القضية الفلسطينية على مدار التاريخ
  • "قرار التهجير والسيناريوهات المحتملة.. القضية الفلسطينية والقمة العربية".. ندوة بالمركز الثقافي الأرثوذكسي