رئيس جامعة الأزهر الأسبق: تحية لشعب غزة على صموده في مواجهة العدو
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز القرآني في الحديث عن الصعود إلى الفضاء" بمشاركة الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر.
في بداية الملتقى وجه رئيس جامعة الأزهر الأسبق، التحية لشعب غزة على صمودهم في مواجهة العدو حتى تحقق لهم هذا النصر العظيم، بفضل صبرهم على البلاء الذي تعرضوا له، كما أن هذا النصر هو نصر للأمة كلها، ونصر للحق في مواجهة الباطل، سائلا المولى عز وجل أن يرد المسجد الأقصى إلى يد المسلمين مرة أخرى.
وقال رئيس جامعة الازهر الأسبق، إن التقدم العلمي الذي مكن الإنسان من الصعود إلى الفضاء، أخبر عنه القرآن الكريم، قبل أن يكتشف العلم الحديث بتجاربه وأبحاثه آلية تناسب الصعود إلى الفضاء؛ لأن القرآن الكريم أخبر عن كل شيء "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء" والتقارير التي تنقلها وكالات الفضاء تؤكد أنه عند الصعود إلى الفضاء يحتاج الإنسان إلى الأوكسجين نتيجة ما يحدث من انقباض للصدر بسبب قلة الأوكسجين في رحلة الصعود، ولا يستطيع أن يخرج رائد فضاء خارج مركبة الفضاء بدون أن يكون مجهزًا بجهاز للأوكسجين، لأن الإنسان خرج عن الحدود الكونية الملائمة للحياة الطبيعية، إلى حدود كونية غير ملائمة لحياة الإنسان.
وبين رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن هناك فرقا بين يصعد -وهو صعود الشخص بنفسه- ويصَّعّد -وهو أن يصعد الإنسان مرغما- لأن صعود الإنسان بنفسه فيه يسر وسهولة، أما إذا تصعد الإنسان فإنه يجد مشقة في هذا الصعود لهذا عبر القرآن بقوله "كأنما يصعد في السماء"، أي أن هناك من يدفعه إلى السماء وهو مجبر على هذه الحركة، كما بين أن كل ما علا وارتفع فهو سماء، لأن السماء في اللغة هي مطلق العلو والارتفاع، يقال لكل ما ارتفع وعلا قد سما يسمو، كما أن السماء لها أبواب " كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ" يقصدون أبواب السماء وممراتها، " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ"، وكل هذه الحقائق العلمية تدل على أن رحلة الإسراء والمعراج معجزة عظيمة بكل المقاييس، لأن حقائقها سبقت العلم الحديث بمئات السنين، الذي أكد بالدلائل العلمية أن الحقائق القرآنية التي جاءت حول هذه الرحلة هي سبيل العروج إلى السماء.
من جانبه قال الدكتور مصطفى إبراهيم عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية: إن عملية الصعود إلى الفضاء تتسبب في نقص الأوكسجين في الجو، ويتأثر الجهاز العصبي لدى الإنسان، فعند صعود الإنسان لأكثر من 4800 متر إلى 7500 متر، يتسبب ذلك في حدوث "اختلال فسيولوجي" وينتج عنه ضيق تنفس، أما إذا صعد الإنسان لأكثر من 7500 متر يتسبب ذلك في حدوث "انعدام فسيولوجي" عندها يفقد الإنسان الوعي بسبب فشل الجهاز العصبي للإنسان في القيام بوظائفه، هذه الحالات ترتبط بالضغط الجوي، وينتج عنه تمدد للغازات الموجودة في تجاويف الجسد، كما يحدث ارتباكات للجسد بأكمله وضيق في التنفس، وقد يصل الأمر إلى حدوث شلل كلي أو جزئي للإنسان بسبب الضغط الجوي.
كما أوضح عضو لجنة الإعجاز العلمي، أن القرآن الكريم بين أن الأرض مغلفة على الإنسان كما في قوله تعالى "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء"، وهو دليل على أن السماء لها ممرات محددة، لذلك نجد وكالات الفضاء عند التجهيز لرحلات الفضاء تختار لها أماكن محددة لإطلاق رحلاتها إلى الفضاء، نظرًا لأن الممرات إلى السماء متواجدة في هذه المناطق، لهذا نستطيع أن نفهم أن رحلة الإسراء التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم كانت رحلة إلى مكان عروجه إلى السماء مباشرة، وهذه الممرات أو الأبواب يتفادى بها الإنسان أثناء رحلة الصعود النيازك والكواكب الموجودة في الفضاء، كما أن عملية الصعود إلى الفضاء تحتاج إلى مركبات فائقة السرعة، كما أن الصعود إلى السماء لا تتم في خط مستقيم وإنما تتم في حالة من العروج "فظلوا فيه يعرجون"، وعند خروج الإنسان في رحلة الصعود من نطاق الأرض لا يستطيع الرؤية في هذا الفضاء، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله "لقالوا إنما سكرت أبصارنا"، لأنهم خرجوا من الطبقة المعروفة بطبقة النهار التي تغلف الأرض والتي يصل سمكها (200كم) وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله: "الليل نسلخ منه النهار".
من جانبه أكد مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، أن الإعجاز العلمي هو باب من أبواب التدبر في هذا الكون، لأن لغة العلم لغة عقلية حث عليها القرآن الكريم، وهناك الكثير من الحقائق العلمية الموجودة في القرآن الكريم والذي أثبتها العلم فيما بعد، ومن أهم هذه الحقائق ما جاء في رحلة الإسراء والمعراج من حقائق علمية توصل علم الفضاء فيما بعد إلى أن ما جاء في القرآن دليل على حدوث هذه الرحلة حقيقة وأنها بالجسد والروح معًا.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر غزة التفسير الإعجاز القرآني الجامع الأزهر المزيد رئیس جامعة الأزهر الأسبق الإعجاز العلمی القرآن الکریم الموجودة فی إلى السماء کما أن
إقرأ أيضاً:
دليل يقظة النبي في الإسراء والمعراج .. وارد في القرآن الكريم
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول ( ما الدليل على أن حادثة الإسراء التي وقعت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت يقظةً في ضوء آيات القرآن الكريم؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: ما دليل يقظة النبي في الإسراء والمعراج؟ إنه في مثل هذه الأيام من كل عام تمر بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ذكرى محببة إلى قلوبهم هي: ذكرى الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام الذي أمر الله بتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود إلى المسجد الأقصى الذي بارك حوله، وذكرى العروج من بيت المقدس في فلسطين العزيزة إلى سدرة المنتهى فوق السماوات.
دليل يقظة النبي في الإسراء والمعراجوتابعت دار الإفتاء: وفي هذا أُنْزِلَ قول الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
عالم أزهري: رحلة الإسراء والمعراج حدثت يقظة بعد رؤى منامية متعددةموعد الإسراء والمعراج وحكم صيامه وهل النبي رفض صومه؟ اعرف الرأي الحاسم للعلماءوأوضحت أن الإسراء: هو السير ليلًا، وإنما كان الإسراء ليلًا؛ لكمال الشرف، ومزيد الاحتفاء بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الليل وقت الخلوة والصفاء، ووقت الاختصاص لأهل المودة والمحبة.
وأوضحت أن هذه الآية الكريمة تدل على إثبات أمرين عظيمين:
الأمر الأول: إثبات اليقظة التامة في مسراه صلى الله عليه وآله وسلم، ففي الآية الكريمة على ذلك ثلاثة أدلة:
الدليل الأول: قوله: ﴿سُبْحَانَ﴾ فهذه الكلمة العظيمة الإلهية تدل على أن الله قد منح رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أمرًا عظيمًا لم يمنح به أحدًا سواه ألا وهو الإسراء يقظة، فلو كان منامًا ما كان أمرًا عظيمًا، وما بُدِئَتْ هذا الآية العظيمة بكلمة التسبيح الذي لا يكون عادة إلا في الأمر العظيم الخطير، وما كان منحةَ خصوصية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن الإسراء منامًا يقع لكثير من الناس.
الإسراء كان بالجسد والروحالدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾؛ إذ العبد يطلق على الشخص بجزأيه الجسم والروح معًا، ولا يصح إطلاقه على أحد الجزأين، بدليل قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ [الكهف: 1]، فالكتاب قد أُنْزِل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة نجومًا متفرقة، وقوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ [العلق: 9-10]، فالصلاة وقعت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة، وأبو جهل نهاه يقظة، فكذلك الإسراء وقع منه صلى الله عليه وآله وسلم يقظة لا محالة.
الدليل الثالث: قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾، فهذه مسافة حِسِّيَّة مبدوءة بكلمة "مِن" ومنتهية بكلمة "إلى"، والمسافات الحِسِّيَّة لا يقطعها إلا الجسم والروح معًا.
الأمر الثاني: إثبات السرعة؛ ففي الآية على ذلك دليل وهو قوله تعالى: ﴿لَيْلًا﴾ بلفظ التنكير الدال على تقليل مدة السير الصادقة بأقل جزء من الليل.