غزة- سخر فلسطينيون من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها إنه يود أن يرى الأردن ومصر ودولا عربية أخرى تزيد من عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تقبلهم من قطاع غزة وإخراج ما يكفي من السكان "لتطهير" المنطقة.

واعتبر الشبان الذين يقطنون قطاع غزة، وباتوا ليلتهم مع آلاف المواطنين على طريق الرشيد الساحلي بانتظار السماح لهم بالعودة إلى أنقاض منازلهم المدمرة شمالي غزة، أن مخطط التهجير ولى دون رجعة، بعدما فشل أمام صمود مليوني فلسطيني رغم القتل المتواصل على مدار 15 شهرا.

وأكدوا أنهم لم يحتملوا مغادرة أماكن سكناهم لمحافظات أخرى داخل قطاع غزة، ويتوقون للعودة إلى منازلهم رغم كل محاولات الاحتلال تدمير مقومات الحياة ودفعهم للهجرة.

عاجل | حماس ردا على تصريحات #ترامب:
· ندعو الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن هذه الأطروحات التي تتماهى مع المخططات الإسرائيلية وتتصادم مع حقوق شعبنا وإرادته الحرة.
· على الإدارة الأمريكية توجيه الضغط على الاحتلال المجرم لتسريع آليات إعمار ما دمّره خلال حربه الوحشية… pic.twitter.com/NWgwEw5RWp

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 26, 2025

رفض التهجير

ورد المتحدث باسم حركة حماس في غزة حازم قاسم على تصريحات ترامب، قائلا إن حديث الرئيس الأميركي يتناغم مع موقف اليمين الإسرائيلي المتطرف الداعي لتجديد نكبة الشعب الفلسطيني، لكنه لن يجد من يستجيب لمثل هذه المشاريع.

إعلان

وأكد قاسم، في حديث خاص للجزيرة نت، أن الشعب الفلسطيني في غزة لم يغادر أرضه، وأصر على البقاء طيلة 470 يوما من الحرب والقتل والإبادة والتشريد والتجويع.

وأضاف أن أبناء الشعب الفلسطيني الذين نزحوا من شمال غزة إلى جنوبه ينتظرون اللحظة التي يعودون فيها لمنازلهم وهي على بعد أمتار منهم، ولا يفكرون في مغادرة قطاع غزة، فكيف يريد ترامب منهم أن يتركوا وطنهم؟!

وشدد قاسم على أن تصريحات ترامب تتنافى مع القانون الدولي الذي يجرم تهجير المواطنين من أرضهم، وطالب الدول العربية بإعلان موقف واضح برفضها مشاريع التهجير.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال للصحفيين على متن طائرته الرئاسية "أود أن تستقبل مصر والأردن أشخاصا، ويأخذوا الناس -سكان غزة- مؤقتا أو لأجل طويل".

حركة الجهاد الإسلامي:
- تصريحات ترامب تتساوق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف
- تصريحات ترامب استمرار لسياسة التنكر لوجود الشعب الفلسطيني وإرادته وحقوقه
- تصريحات ترامب تشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه
- ندعو كل… pic.twitter.com/omzo6y33br

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 26, 2025

ذريعة للعدو

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الدكتور سمير أبو مدللة، إن "مقترح ترامب محاولة خبيثة لاستغلال الدمار الشامل بغزة، والتهرب من مسؤولية الاحتلال عن إعادة الإعمار".

ويفترض أن يعود سكان قطاع غزة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 وذلك بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، لا أن يتعرضوا لحملات تهجير جديدة، يضيف أبو مدللة، في حديث للجزيرة نت.

وحذر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية من أنْ تشكّل تصريحات ترامب ذريعة للعدو الإسرائيلي لتعطيل انسحابه من القطاع بدعوى الفوضى التي تحدث عنها، وبما يدعم المصالح الأمنية المزعومة لإسرائيل.

"تصريحات ترامب تتسق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف".. أول رد لحركتي حمـ.ـاس والجهـ.ـاد الإسلامي على خطة الرئيس الأميركي لتطهير #غزة عبر نقل سكانها إلى مصر والأردن

للمزيد: https://t.co/x2fmenkD0w pic.twitter.com/eYtH1ePxIE

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) January 26, 2025

إعلان حجم المؤامرة

وفي السياق ذاته، رفض الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي تصريحات الرئيس الأميركي جملة وتفصيلا، مؤكدا أن ما فشل الاحتلال في تنفيذه من تطهير عرقي لقطاع غزة بالقصف الإجرامي والإبادة الجماعية لن ينفَّذ بالضغوط السياسية.

وأوضح البرغوثي في تصريح صحفي أن الشعب الفلسطيني متمسك ببقائه في وطنه ولن يُخدع بعدما تعلم من نكبة عام 1948 أن الصمود على أرض وطنه هو شرط بقائه، ومؤامرة التطهير العرقي لن تمر لا في غزة، ولا في الضفة الغربية.

واستنكرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية تصريحات ترامب التي تكشف عن حجم المؤامرة التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني كجزء مستكمل لخطة اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وشددت لجنة المتابعة في بيان لها على أن هذه التصريحات تستدعي وحدة الموقف الفلسطيني وسرعة العمل على إنجاز الوحدة وبناء إستراتيجية وطنية والتواصل مع الأشقاء في الدول العربية والإسلامية ووضع خطة شاملة لمواجهة وإفشال المخطط الخطير.

ودعت إلى عقد اجتماع وطني عاجل للتوافق حول سبل إفشال مخطط التهجير الذي أسقطه الشعب الفلسطيني بصموده وثباته فوق أرضه رغم الإبادة والتدمير الهائل الذي مارسه جيش الاحتلال المجرم.

ووجهت لجنة المتابعة نداء عاجلا لمصر ودول مجلس التعاون الخليجي والدول الإسلامية بضرورة البدء في مشاريع إعمار غزة كخطوة مهمة وضرورية على طريق إنهاء مخطط التهجير.

  قفزة في الهواء

واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني ياسر أبو هين أن طرح ترامب بتهجير الفلسطينيين مجرد قفزة في الهواء لأنه سبق أن طرح الأمر ذاته لدول أخرى غير فلسطين.

واستبعد أن يتمكن ترامب من فرض مقترحه على أرض الواقع لاعتبارات كثيرة أولها أن كل ما ارتكبته إسرائيل من فضائع خلال حربها على غزة لم يفلح في تهجير الفلسطينيين، وما لم تستطع إسرائيل حصده من الحرب لن يفلح ترامب في تحقيقه نظرا للتجارب المرّة للشعب الفلسطيني منذ النكبة.

إعلان

ولفت أبو هين إلى أن الاعتبار الثاني يظهر جليا بترقب وإصرار النازحين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة للعودة إلى منازلهم في شماله، مما يؤكد رفضهم أي مقترح لتهجيرهم حتى لو كان مشفوعا بحوافز لمن يوافق على الرحيل.

وأضاف، "تصريحات ترامب بدت وكأنه يريد أن يدفع أهل غزة ثمن الإبادة الإسرائيلية بحقهم، بدلا من معالجة آثار الحرب والبدء بإعادة الإعمار".

ورأى المحلل السياسي أن الترحيب الإسرائيلي السريع بتصريحات ترامب يكشف تلاقي الرؤى والأفكار بين إسرائيل والولايات المتحدة التي كانت الداعم الرئيس للحرب على غزة.

يشار إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل بن غفير هنأ الرئيس ترامب على مبادرته بنقل السكان من غزة للأردن ومصر.

مشروع تهجير في الأفق.
فتح باب التهجير إلى الأردنّ خاصة يستهدف الضفة أكثر من غزة. هذا التلويح مجرّد تمهيد!
يا عرب!
وطن بديل أو قتال "إسرائيل"!
قلنا لكم: قاتلوهم خيرا لكم! https://t.co/n0xGh0ZIeJ

— براء نزار ريان (@BaraaNezarRayan) January 26, 2025

ورفض نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقترح ترامب إذ قال براء ريان في منشور له عبر منصة إكس إن فتح باب التهجير إلى الأردن خاصة يستهدف الضفة أكثر من غزة. وأضاف أن هذا التلويح مجرّد تمهيد، موجها حديثه للعرب قائلا "وطن بديل أو قتال إسرائيل! قلنا لكم: قاتلوهم خيرا لكم!".

فيما قال الناشط الفلسطيني أحمد منصور، في منشور له عبر فيسبوك، إن ما صرّح به ترامب يعد مؤشرًا واضحًا على نية مبيتة تستهدف عرقلة إعمار غزة وابتزاز أهلها.

ورأى أن التصريح يكشف عقلية استعمارية تعيد سياسات التهجير القسري التي عانى منها الشعب الفلسطيني عبر العقود، معتبرا أنه لا يعبّر عن أي نية صادقة لدعم سكان القطاع أو مساعدتهم، بل يسعى إلى تصفية القضية وفرض حلول تخدم أطرافًا أخرى على حساب الحقوق الفلسطينية الثابتة.

إعلان

 

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

«ناقد فني»: تصريحات الرئيس عن الدراما تعكس توجهًا واضحًا نحو تطوير الإنتاج الفني

تحدث الناقد الفني علي الكشوطي عن أهمية تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الدراما المصرية، مؤكدًا أن اهتمام القيادة السياسية بهذا القطاع يعكس مدى تأثير الدراما المصرية وريادتها في الوطن العربي.

أكد الكشوطي، في لقاء مع برنامج «بلاتوه القاهرة» على قناة «القاهرة الإخبارية»، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، أن موسم رمضان 2025 هو الأقوى منذ سنوات طويلة، حيث قدم العديد من الأعمال التي ناقشت قضايا مجتمعية مهمة، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس تعكس توجهًا واضحًا نحو تطوير الإنتاج الفني من خلال البناء على النجاحات الحالية لضمان تقديم أعمال أكثر جودة وتأثيرًا في المستقبل.

كما أوضح أن حديث الرئيس عن الفن لا يعني بأي شكل من الأشكال فرض قيود على الإبداع، بل العكس، فهو دعم لتجويد الصناعة وتحقيق التوازن بين الفن الهادف والأعمال الترفيهية، مما يعزز التنوع في المشهد الدرامي المصري.

أشار «الكشوطي» إلى أن البعض حاول استغلال تصريحات الرئيس لإثارة الجدل حول حرية التعبير في الدراما، لكن الواقع يثبت العكس تمامًا، مستشهدًا بمسلسل «لام شمسية»، الذي ناقش قضية اجتماعية مهمة خلال الموسم الرمضاني، مما يؤكد أن هناك مساحة كبيرة لطرح القضايا الجريئة والمهمة دون قيود.

كما تحدث «الكشوطي» عن نقطة محورية في تصريحات الرئيس، وهي ضرورة أن يكون هناك توازن بين الفن كإبداع، والصناعة كقطاع اقتصادي مربح، مشيرًا إلى أن أي صناعة لا يمكن أن تستمر دون تحقيق مكاسب مالية، وهو ما يجعل من الضروري وجود أعمال ذات قيمة فنية عالية تحقق أيضًا نجاحًا تجاريًا.

وأكد أن الدراما المصرية تحتاج إلى مزيد من التطوير على مستوى السيناريو والتصوير والإنتاج، مشيدًا بالأعمال التي حققت نجاحًا عالميًا مثل «جودر» و«الحشاشين»، حيث تم بيعها لمنصات أجنبية وترجمتها إلى عدة لغات، مما يعكس قدرة الدراما المصرية على منافسة الإنتاج العالمي.

سلّط الكشوطي الضوء على تأثير الدراما المصرية في الوطن العربي، حيث أشار إلى أن الدراما العراقية تأثرت بالإنتاج المصري في تقديم أعمال وطنية مثل مسلسل «النقيب»، مستلهمة التجربة المصرية الناجحة في إنتاج أعمال مثل «الاختيار» و«رأفت الهجان»، مما يؤكد أن ريادة مصر الفنية لا تزال مستمرة وقادرة على إلهام الصناعات الدرامية العربية.

أكد الكشوطي أن تصريحات الرئيس السيسي تعكس توجهًا نحو دعم الإبداع، وتطوير الصناعة الفنية، وتعزيز تأثير الدراما المصرية عربيًا ودوليًا، مما يبشّر بمستقبل أكثر ازدهارًا لهذا القطاع في السنوات القادمة.

اقرأ أيضاًناقد فني: مسلسلات الـ15 حلقة الظاهرة الأبرز في دراما رمضان 2025

ناقد فني: «أعمال كثيرة في دراما رمضان لا تستحق أكثر من 7 حلقات»

احتلت مساحة كبيرة.. ناقد فني يعلق على قضايا المرأة في دراما رمضان «فيديو»

مقالات مشابهة

  • عاصم الجزار: مصر ترفض التهجير لأهالي غزة سياسيًا وإنسانيًا وشعبيًا
  • فقط في مصر صلاة العيد تتحول إلى مظاهر تأييد للقضية الفلسطينية.. مصريون يحملون لافتات ترفض التهجير وتدعم قرارات القيادة السيادية
  • أهالي المنوفية يحتشدون عقب صلاة العيد لدعم غزة ورفض التهجير
  • “تصريحات استفزازية” – تركيا ترفض كلام وزير الخارجية الإسرائيلي وتصفه بـ”الوقاحة”
  • غزة في عيد الفطر: قتلى وجرحى جراء الغارات وتل أبيب ترفض مقترح الوسطاء وتطالب بالإفراج عن 10 رهائن
  • إعلام عبري: تل أبيب ترفض مقترح الوسطاء وتطلب الإفراج عن 10 أسرى
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب ترفض مقترح الوسطاء وتطلب الإفراج عن 10 أسرى
  • الرئيس عباس يهنئ الشعب الفلسطيني بحلول عيد الفطر
  • حركة حماس ترفض كل مشاريع ومخططات التهجير والتوطين والوطن البديل
  • «ناقد فني»: تصريحات الرئيس عن الدراما تعكس توجهًا واضحًا نحو تطوير الإنتاج الفني