أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تهجير فلسطينيين إلى الأردن، ومصر، رفضا رسميا وشعبيا قاطعا.

وقال ترامب في حديث للصحفيين إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال مزيد من الفلسطينيين من قطاع غزة، بعد أن تسببت الحرب الإسرائيلية على القطاع في أزمة إنسانية.

وتحدث ترامب عن اتصاله بالعاهل الأردني عبد الله الثاني قائلا "أخبرته أنني أود منك أن تستقبل المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية".



واللافت أن هذه التصريحات تشكل ضغطا إضافيا على الأردن بعد خبر تعليق المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تجميد كل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما، باستثناء مصر وإسرائيل.

والأردن موقع مع الولايات المتحدة مذكرة تفاهم في 2022 لمدة 7سنوات بقيمة 10.15 مليار دولار أمريكي.

ولم يتأخر الرد الرسمي الأردني على تصريحات ترامب، إذ أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أنّ حل القضية الفلسطينية في فلسطين، وأضاف "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".

وقال الصفدي في تصريحات صحفية إن موقف الأردن يتمثل بأن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام ورفضنا للتهجير ثابت لا يتغير.

ورغم ذلك، قال الصفدي إن "الأردن يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة ويدعم مساعي السلام في المنطقة".


"استنساخ لصفقة القرن"
الأكاديمي الأردني بدر ماضي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الألمانية الأردنية، قال إن تصريحات ترامب لا تعتبر طرحا جديدا، وإنما أعيد تجديدها، وهي استنساخ لمشروع "صفقة القرن" الذي كشف عنه في حقبته الأولى.

ماضي، وفي حديث لـ"عربي21"، قال إن ترامب دائما ما يريد التخفيف عن حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، ويلعب بورقة "القنبلة الديموغرافية السكانية" التي تخشاها إسرائيل دائما، وتسعى لمواجهتها بمشاريع الاستيطان التوسعية.

ولفت ماضي إلى أن تصريحات ترامب جاءت صادمة لدولتين (الأردن ومصر)، بعد بذلهما كل ما في وسعهما لمحاولة تثبيت الاستقرار في المنطقة.

وأشار إلى أن مصر واجهت ضغوطات تهجير الغزيين إلى أراضيها على مدار 15 شهرا، ونجحت في ذلك بالفعل، مانعة إفراغ القطاع من سكانه.

خيارات المواجهة
لفت بدر ماضي إلى أن الأردن سيواجه بكل قوة أي طرح لتهجير الفلسطينيين إلى المملكة، أو حتى إلى مصر، حتى لو تم ربط ذلك بالمساعدات الخارجية إليه.

وأوضح أن الأردن لديه علاقات ممتازة في المؤسسات العميقة الأمريكية، سواء في الجيش أو الكونغرس، وسيقوم بعمل دبلوماسي شاق ومضني، وسيرمي بثقله الدبلوماسي في محاولة منه إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى دونالد ترامب.

وقال ماضي إن ترامب يبدو أنه "لا يفهم واقع العلاقات المتشابكة في المنطقة، ولا يوجد لديه قراءة حقيقية لارتباطات السكان بأراضيهم، وبمصيرهم وبهويتهم الوطنية، سواء الفلسطينيين أو الأردنيين أو المصريين".

وأوضح أن على الأردن التحرك أولا بشكل ثنائي مع مصر، ثم ثلاثي مع فلسطين، لمواجهة المشروع الذي تحدث عنه ترامب.


المطلوب من دول الجوار
أمين عام حزب العمال الأردني، والنائب في البرلمان، رلى الحروب، قالت إن على الحكومة الأردنية إقناع دول الخليج لا سيما السعودية، بعدم الاستجابة لرغبة ترامب بالاستثمار الضخم في الولايات المتحدة، ما لم يوافق الأخير على إعلان دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس.

الحروب أشارت في حديث لـ"عربي21"، إن المطلوب من الدول العربية الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة.

وتابعت أن دول الخليج لا سيما السعودية بيدها أوراق ضغط كبيرة على إدارة ترامب، وحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، وأهم ورقة هي عدم انضمام المملكة إلى اتفاقيات "أبراهام" التطبيعية مع
الاحتلال، وتلويح الدول المنخرطة فيها بالانسحاب منها.

الانفتاح مطلوب
قالت رلى الحروب، إن الموقف يتطلب من الحكومة انفتاحا داخليا وخارجيا، يتمثل في توحيد الصف الداخلي، ومنح مساحة للحريات، والتخلي عن نهج التضييق الأمني، إضافة إلى وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت أن الانفتاح الخارجي المطلوب يتمثل في التنسيق مع الاتحاد الأوروبي، مضيفة "يعاني مثلنا من اضطهاد ترمب وسيدفع ثمنا باهظا في سنوات حكمه".

وأشارت إلى أنه من الضروري التفكير في التنسيق مع باقي دول العالم المتضررة من سياسات ترامب،  وتشكيل جبهة عالمية مناوئة لسياساته، على غرار كتلة "عدم الانحياز" إبان حقبة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.

ولفتت إلى أن التنسيق يجب أن يتوسع ليشمل الدول الإسلامية الكبرى، مثل تركيا، وإيران، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، من أجل إعلان مواقف موحدة ضد مشروع ترامب.

قادر على التخلي عن المساعدات
وحول قضية المساعدات الخارجية، واحتمالية استخدامها كورقة ابتزاز من قبل الإدارة الأمريكية، قال بدر ماضي إن الأردن قادر على التخلي عن المساعدات رغم كلفة ذلك على اقتصاده.

وأضاف "الأردن لم يحصل على المساعدات في السنوات الأخيرة من الأشقاء العرب، وسارت الأمور رغم ذلك إلى حد كبير جداً بحدها الأدنى".

وأوضح أن "المساعدات الأمريكية مهمة سواء للمجتمع المدني أو للدولة الأردنية، لكن يمكن الاستغناء عنها حتى وإن أحدثت صعوبات بالغة في البنية المالية والاقتصادية للدولة الأردنية، وسيكون لها تأثير في السنوات القادمة".

وأكد أن "الأردن يمكن أن يخرج بأقل الخسائر، لا سيما في حال أسرع بإنجاح مشروع تحالف أردني سعودي سوري تركي في التجارة والصناعة".


خط أحمر وضعه الملك
كرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في تصريحات عدة خلال الأعوام الماضية، على رفض أي خطة لتهجير الفلسطينيين إلى المملكة.

وكانت آخر تلك التصريحات في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث أعرب عن رفضه لما "يروج" له ممن أسماهم بـ"المتطرفين" في إسرائيل لفكرة تحول الأردن كـ"وطن بديل" للفلسطينيين، قائلاً إن "هذا لن يحدث أبداً"، ووصف عملية "التهجير القسري" للفلسطينيين، بأنها "جريمة حرب".

وأضاف الملك في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه "لسنوات، مدّ العالم العربي يده إلى إسرائيل عبر مبادرة السلام العربية، مستعداً للاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها، مقابل السلام، إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اختارت المواجهة، نتيجة للحصانة التي اكتسبتها عبر سنوات في غياب أي رادع لها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب فلسطينيين الولايات المتحدة الاردن فلسطين الولايات المتحدة ترامب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الخارجیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد تصريحات ترامب.. الأردن يؤكد رفضه تهجير الفلسطينيين

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي -اليوم الأحد- إن رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين هو أمر "ثابت لا يتغير"، وذلك ردا في ما يبدو على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرورة استقبال مصر والأردن لمزيد من أهالي قطاع غزة.

وأضاف الصفدي -في مؤتمر صحفي مع المنسقة الأممية لعملية السلام بالشرق الأوسط سيغريد كاغ- أن "أولويتنا في الأردن تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".

وشدد الوزير الأردني على أن "حل القضية الفلسطينية هو حل فلسطيني، والأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين"، وأن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام.

وأكد الصفدي تطلع الأردن للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل مع كل شركائها في المنطقة للتقدم بخطى واضحة لتحقيق السلام.

وأضاف أن الأولوية الآن هي تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى سكان القطاع من دون انقطاع تمهيدا لبدء عمليات إعادة الإعمار.

حل الدولتين

من جانبها، قالت المنسقة الأممية لعملية السلام في الشرق الأوسط إنه لا بد من وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة.

وأضافت سيغريد كاغ أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق حل الدولتين، مؤكدة أن هذا التزام من الأمم المتحدة.

إعلان

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه طلب من الملك الأردني عبد الله الثاني أن تستقبل بلاده عددا من سكان قطاع غزة.

وأضاف -في حديث للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية- أن القطاع بأكمله الآن في حالة من الفوضى الحقيقية.

كذلك نُقل عن ترامب قوله إنه يودّ أن تستقبل مصر أشخاصا من قطاع غزة أيضا، مضيفا أنه سيتحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -اليوم الأحد- في هذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأردني: موقفنا ثابت ولن نقبل بتهجير الفلسطينيين أو فكرة الوطن البديل
  • ردًا على تصريحات ترامب.. الأردن يؤكد أن رفضه للتهجير ثابت لا يتغير
  • حزب أبناء مصر: تصريحات ترامب لتهجير الفلسطينيين تخالف القانون الدولي
  • الأردن يؤكد رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين
  • وزير الخارجية الأردني: رفضنا تهجير الفلسطينيين ثابت ولا يتغير
  • بعد تصريحات ترامب.. الأردن يؤكد رفضه تهجير الفلسطينيين
  • وزير الخارجية الأردني: رفضنا لتهجير الفلسطينيين ثابت لا يتغير
  • وزير الخارجية الأردني يرد على مقترح ترامب: الأردن للأردنيين وفلسطين لأهلها
  • وزير خارجية الأردن: رفضنا لتهجير الفلسطينيين "ثابت لا يتغير"