اتهامات للدعم السريع بقصف مستشفى سعودي في الفاشر
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
اتهمت حكومة إقليم دارفور في السودان قوات الدعم السريع بقصف "المستشفى السعودي" في مدينة الفاشر المحاصرة، أمس السبت، ما أسفر عن مقتل 70 شخصا وإصابة 19 آخرين، الأمر الذي أدانته بشدة دول الخليج العربي واعتبرته انتهاكا صريحا للقوانين الدولية والإنسانية.
ووصف المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور "إبراهيم خاطر" قصف المستشفى بأنه "جريمة حرب" تستهدف المدنيين والمؤسسات الخدمية، مشيرا إلى أن من بين القتلى مرضى وبعض الكوادر الطبية.
وقال حاكم دارفور ميني مناوي، على منصة إكس، إن مُسيرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت قسم الطوارئ بالمستشفى الواقع في عاصمة ولاية شمال دارفور، مما تسبب في مقتل مرضى بينهم نساء وأطفال.
كما أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن نحو 70 شخصا قتلوا في "الهجوم الفظيع" على المستشفى السعودي، وأصيب 19 آخرون من المرضى والمرافقين، موضحا أن المستشفى كان مكتظا بالمرضى الذين يتلقون الرعاية في وقت الهجوم.
وتابع غيبريسوس، عبر حسابه على منصة إكس، أن "المستشفى التخصصي للنساء والتوليد السعودي يوفر خدمات تشمل أمراض النساء والتوليد والباطنة والجراحة وطب الأطفال، إلى جانب مركز للتغذية العلاجية"، مشيرا إلى أنه المستشفى الوحيد العامل في الفاشر.
إعلانودعا مدير منظمة الصحة العالمية إلى "وقف جميع الهجمات على (قطاع) الرعاية الصحية في السودان، وإتاحة الفرصة الكاملة لإصلاح المرافق المتضررة على وجه السرعة".
إدانة خليجية واسعة
وأدانت دول الخليج العربي استهداف المستشفى السعودي في الفاشر، حيث أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي جاسم محمد البديوي، في بيان، عن "إدانته واستنكاره الشديدين للاعتداء الذي استهدف المستشفى".
وأكد الأمين العام أن هذا الاستهداف يمثل "انتهاكا صارخا وخطيرا للقوانين والمعاهدات الدولية والقرارات الأممية، التي تلزم بحماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية"، ودعا إلى ضرورة توفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية والمنشآت الصحية في السودان.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، رفض المملكة هذه الانتهاكات، مشددة على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الصحي والإنساني، وعلى أهمية ضبط النفس وتجنب استهداف المدنيين، وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) في 15 أبريل/نيسان 2023.
كما أعربت دولة قطر عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان اليوم، أن قصف المستشفى "يمثل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، الذي يهدف إلى ضمان سلامة المرضى والطواقم الطبية العاملة في المستشفيات، والحفاظ على المنشآت الصحية في أوقات الحروب"، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لحماية الأعيان المدنية.
كما "أدانت الإمارات واستنكرت بشدة" استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، "مما يشكّل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي"، بحسب بيان على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية.
وأكد وزير الدولة الإماراتي شخبوط بن نهيان آل نهيان على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وعلى ضرورة حماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي"، ودعا جميع الأطراف "إلى احترام التزاماتها القانونية والإنسانية وفق إعلان جدة".
إعلان لا تفاوض ولا تصالحفي الإطار نفسه، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس السبت، إن قوات الجيش تعمل لإعادة الأمن للشعب السوداني، وشدد، أثناء زيارة لمعسكر سلاح الإشارة، على أنه لا تفاوض ولا تصالح مع من وصفهم بالمتمردين.
وجاءت تصريحات البرهان بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني سيطرته على مصفاة الجيلي أهم مصافي النفط في البلاد، حيث تعهّد بإعادة إعمار ما دُمر خلال الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023.
وبالسيطرة على مصفاة الجيلي، يكون الجيش السوداني بسط سيطرته على شمال مدينة بحري بالكامل، إضافة إلى الأحياء المجاورة لوسط المدينة ومقر سلاح الإشارة وجسر النيل الأزرق. في حين تسيطر قوات الدعم السريع على شرق مدينة بحري، وعدد قليل من أحياء وسط بحري وجسر المك نمر الرابط مع الخرطوم.
وقد خلفت الحرب في السودان أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الأزمة بما يجنب السودان كارثة إنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المستشفى السعودی فی السودان
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: نزوح جماعي من مخيم زمزم ويجب حماية المدنيين
الأمم المتحدة أكدت أن التدفق الهائل للنازحين إلى المجتمعات والبلدات المضيفة يخلق ضغطاً حرجاً في أنحاء شمال دارفور.
التغيير: وكالات
قالت الأمم المتحدة إن سكان الفاشر وطويلة وأجزاء أخرى من ولاية شمال دارفور يواجهون “وضعا مروعا” بسبب النزوح الجماعي وسقوط ضحايا من المدنيين وتزايد الاحتياجات الإنسانية، حيث سعى العديد من المدنيين إلى إيجاد الأمن والمأوى بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مخيم زمزم.
وأفاد شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني على الأرض أن مئات الآلاف من سكان المخيم فروا إلى مواقع أخرى.
وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، ذكّر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بأن بعض سكان المخيم كانوا يعيشون فيه منذ بداية الصراع في دارفور عام 2003، وأنه تم تأكيد ظروف المجاعة هناك مؤخرا.
وقال: “إن التدفق الهائل للنازحين إلى المجتمعات والبلدات المضيفة حيث الاحتياجات مرتفعة بالفعل يخلق ضغطا حرجا على الخدمات الصحية والبنية التحتية للمياه وأنظمة الغذاء المحلية في جميع أنحاء شمال دارفور”.
القدرة على الاستجابةوقال دوجاريك- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة- إن المنظمة وشركاءها الإنسانيين يوسعون نطاق عملياتهم لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مناطق متعددة من الولاية، إلا أن حجم النزوح، إلى جانب انعدام الأمن والقيود اللوجستية المتزايدة التي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية، “يُثقل كاهل القدرة على الاستجابة بشدة”.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى العمل على تنسيق مهمة عبر الحدود من تشاد إلى دارفور في الأيام المقبلة، ستحمل مساعدات لما يصل إلى 40 ألف شخص. بالإضافة إلى ذلك، تدير المنظمات غير الحكومية المحلية في الفاشر عيادات صحية متنقلة وعيادات تغذية، وقد أطلقت مشروعا لنقل المياه بالشاحنات، يوفر 20 مترا مكعبا من المياه يوميا لعشرة آلاف شخص.
ودعا دوجاريك جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان المرور الآمن للمدنيين، وتسهيل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
لعمامرة يكثف المساعيوفي سياق متصل، وصل المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، إلى بورتسودان، حيث التقى بالجنرال عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الآخرين.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تكثيف مشاوراته وتواصله مع الأطراف وجميع الجهات المعنية لاستكشاف سُبل تعزيز حماية المدنيين وأي جهد لتهدئة الصراع.
وقال دوجاريك إن المبعوث الشخصي سيؤكد من جديد خلال زياراته دعوة الأمم المتحدة إلى حوار عاجل وحقيقي بين أطراف الصراع من أجل وقف فوري للأعمال العدائية.
وجدد المتحدث دعوات الأمم المتحدة إلى عملية سياسية شاملة لمنع مزيد من التصعيد، وحماية المدنيين، وإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار.
وأضاف: “نحث الأطراف على اغتنام فرصة زيارة السيد لعمامرة إلى البلاد والمنطقة للالتزام بالانخراط في طريق شامل للمضي قدما وتعزيز حماية المدنيين، بما في ذلك من خلال محادثات غير مباشرة محتملة”.
الوسومالأمم المتحدة السودان الفاشر جنيف رمطان لعمامرة زمزم ستيفان دوجاريك شمال دارفور طويلة