نهاية العلاقة بين إخوان تونس وتنظيم "أنصار الشريعة"
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شكلت العلاقة بين حركة النهضة في تونس وتنظيم "أنصار الشريعة" مرحلة مثيرة للجدل في المشهد السياسي التونسي بعد الثورة. هذه العلاقة، التي حملت طابعاً نفعيًّا منذ بدايتها، لم تكن سوى انعكاس لمصالح سياسية مؤقتة استغل فيها الطرفان الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد لتحقيق أجنداتهما الخاصة.
في أعقاب الثورة، سعت حركة النهضة، بصفتها اللاعب السياسي الأكثر تأثيراً حينها، إلى توظيف تنظيمات متطرفة كـ"أنصار الشريعة" لتحريك الشارع وتوجيه الفوضى نحو خصومها السياسيين، وخصوصاً القوى العلمانية والنقابية، واستغلت النهضة تلك التنظيمات لتخويف المجتمع الدولي والداخل التونسي، مستعرضةً نفسها كـ"البديل المعتدل" في مواجهة تصاعد التطرف.
لكن هذه العلاقة المشوهة لم تكن لتدوم، خاصة مع تصاعد الضغوط الخارجية والداخلية على النهضة لتغيير موقفها من الإرهاب، تحت ضغط الدول الغربية والمنظمات الدولية، وجدت النهضة نفسها مجبرة على تصنيف "أنصار الشريعة" كمنظمة إرهابية في 2013، في خطوة هدفت إلى تبييض صورتها أمام المجتمع الدولي والحد من العزلة السياسية التي كانت تلوح في الأفق.
هذا الانقلاب الحاد في العلاقة أثار تساؤلات حول مدى صدق النهضة في محاربة التطرف، إذ بدا واضحاً أن قرارها لم يكن نابعاً من قناعة ذاتية بقدر ما كان رضوخاً للضغوط، ولعلّ المفارقة تكمن في أن التنظيم الذي استخدمته النهضة كأداة لتحقيق مكاسبها السياسية أضحى لاحقاً عبئاً عليها، مما دفعها للتبرؤ منه ولفظه.
تجسد هذه القطيعة حقيقة السياسة النفعية للإخوان، حيث يتم التحالف مع أي طرف يخدم أهدافهم الآنية، ليتم التخلي عنه بمجرد تغير المصالح. وهكذا، تظل هذه العلاقة درساً واضحاً حول كيف يمكن للمصالح السياسية أن تطغى على المبادئ، لتكشف عن أبعاد مظلمة في لعبة السلطة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إخوان تونس التنظيمات المنظمات الدولية تنظيمات متطرفة حركة النهضة في تونس
إقرأ أيضاً:
صفعة أممية بنكهة يمنية في وجه ترامب
يمانيون../
صفعة سياسية موجعة وجهها مسؤول أممي بوجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تحدٍ لقرار إعادة تصنيف حركة “أنصار الله” كمنظمة إرهابية أجنبية، الذي أعلنه في 22 يناير 2025، أي بعد توليه الرئاسة؛ انتقاماً لموقف اليمن المساند لغزة ضد العدوان الصهيو – أمريكي – غربي.
جاءت الصفعة في تأكيد منسّق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، جوليان هارنيس، بلغة حادة، رفض المنظمات الدولية نقل مقراتها من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن المحتلة، التي تسيطر عليها مليشيا الاحتلال السعودي والإماراتي، ما تسمى بالحكومة الشرعية التابعة للرياض والمجلس الانتقالي الإماراتي.
وعلى الرغم من الضغوط، التي تمارسها واشنطن على المنظمات الدولية لتعطيل مهامها الإنسانية في اليمن، تؤكد الأمم المتحدة موقفها في عدم نقل مقراتها الرئيسية من صنعاء.
الأمم المتحدة أكدت أيضا عدم تكيّف منظماتها في أعمالها الإنسانية بعدن المحتلة في ظل انهيار المنظومة الأمنية، والتصاعد المستمر للصراع بين مليشيات تحالف دول العدوان التي تغذيه أنظمة الاحتلال السعودي والإماراتي.
وكان ترامب أصدر قرارا مماثلا نهاية ولايته الرئاسية الأولى 2020، ولكن ألغي من خلفه، الرئيس جو بايدن، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وتمارس حكومة الاحتلال من الرياض الضغوط على المنظمات الدولية لتوزيع المساعدات الإنسانية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، مراهنة على قرار تصنيف واشنطن، وهو ما رفضته الأمم المتحدة، نظراً للمخاطر الذي يشكلها القرار على حياة ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة حكومة صنعاء.
واعتبر محلل الاستخبارات الأمريكية السابق، روس ريدل، لموقع “Drop Site News”، تصنيف “أنصار الله” بالإرهاب قرارا غير قابل للتحقيق، مؤكدا أنه لن يغير سياسة اليمنيين، أو يحد من قدراتهم.
وأكد المعهد الأمريكي للسلام إن قرار ترامب، تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية، لن يغير شيئا في موقفهم من نصرة فلسطين، ولن يردعهم عن استئناف هجماتها في البحر الأحمر.
وقلّل موقع “دروب سايت” الأمريكي من تأثير القرار على القدرات العسكرية لـ”أنصار الله”، في حين سيكون تأثيره بشكل مباشر على حياة اليمنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وقال مدير الأمن والسلام في منظمة أوكسفام، سكوت بول: “إن القرار سيؤدي إلى قطع التحويلات المالية المنقذة للحياة، ويعرقل حركة الواردات التجارية من الأدوية والغذاء”.
وعقب إعلان واشنطن القرار، علقت الحركة على لسان عضو المكتب السياسي، ضيف الله الشامي، بقوله: “إنه قرار أمريكي بامتياز نابع من العداوة مع الولايات المتحدة، في شعارنا الموت لأمريكا، وهو ليس جديدا ولا يقدم أو يؤخر”.
وأكد نائب رئيس الهيئة الإعلامية لـ”أنصار الله”، نصرالدين عامر، في تغريدة سابقة على منصة “X” ، أن القرار ضد الحركة سيفشل كما فشلت أمريكا في معركة البحر.
السياسية – صادق سريع