مناقشة كتاب في قلب اللحظة بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
شهدت قاعة "فكر وإبداع" مساء اليوم الأحد مناقشة كتاب "في قلب اللحظة" للكاتب الصحفي جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة "الأهرام العربي"، بمشاركة كل من الدكتور مصطفى الفقي والمفكر الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وذلك تحت إدارة الأستاذ عمرو خفاجي.
حضر الندوة عدد من السفراء والإعلاميين والمثقفين، إضافة إلى عدد من نواب البرلمان، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
في مستهل اللقاء، أشاد عمرو خفاجي بشجاعة الكاتب جمال الكشكي في تناول قضايا الساعة وتصديه لما يحدث في العالم في اللحظة الراهنة، وقال: "تطرق الكاتب إلى كافة الأحداث الملتهبة في المنطقة، من أحداث غزة إلى ما يحدث في مصر والسودان وما يشهده العالم".
وأضاف خفاجي أن الكاتب تناول الماضي بشكل سردي، مفاجئًا الجمهور بالحديث عن "هنري كسينجر"، كما ألقى الضوء على الموقف المصري والضغوط التي يتعرض لها الإقليم. وأشار خفاجي إلى أن الكشكي قدم تحليلات ودراسات عميقة للأحداث، مع رؤية استشرافية لمستقبل المنطقة العربية.
كما أثنى على حرص الكاتب على التنوع في الكتابة، حيث مزج بين السياسة والأدب، مستخدمًا أشعار العديد من الشعراء، مثل محمود درويش وشعراء أوكرانيين. وأعرب عن سعادته بالكتاب الذي أهداه الكشكي له، مشيرًا إلى أنه يعد بمثابة "جرس إنذار" للمجتمعات العربية، فالكتاب مكتوب بلغة راقية رغم تناوله لصراعات العالم، كما أنه يتناول الأزمة الفلسطينية وما يجري في الإقليم. واختتم خفاجي بأن الكتاب ينتمي إلى الكتابات السياسية المهمة.
من جهته، عبّر المفكر الدكتور مصطفى الفقي عن سعادته بظهور أول مؤلفات الكاتب جمال الكشكي "في قلب اللحظة"، مشيرًا إلى الصداقة العميقة التي تجمع بينهما.
وأوضح الفقي أن الكتاب تناول قضايا الإقليم الحية والصراعات المستمرة فيه، مؤكدًا أن توقيت الكتاب كان مثاليًا، حيث تناول وجهات النظر الأمريكية، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي تكشف خطاب الكراهية.
وأضاف الفقي أن مصر مستهدفة لدورها المحوري في الإقليم، حيث عرض المؤلف التحولات السياسية المختلفة في كتابه، متبنيًا رؤية استشرافية لما يحدث في العالم العربي. وأكد الفقي أننا نعيش في لحظة شديدة الصعوبة في تاريخ المنطقة، مشيرًا إلى الحاجة الملحة إلى "اتفاقية سايكس بيكو جديدة"، بسبب الأطماع والمخططات التي تهدد أمن المنطقة، بما في ذلك ممارسات إسرائيل الإرهابية. وقال الفقي: "نعيش في عالم هادئ ظاهره دبلوماسي، لكن جوهره يحمل مشاعر خبيثة"، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا كان لها دور في تعقيد هذه الصراعات. وأكد أن مصر دائمًا ما تكون في صلب صناعة القرار.
أما الكاتب الصحفي الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، فقد وصف كتاب "في قلب اللحظة" بأنه غني بالنقاط المهمة التي تهم العالم العربي، موضحًا أن الكتاب طرح فكرة "الإقليمية الجديدة".
وقال فرحات: "الكتاب تناول مؤشرات هامة لما يحدث في الشرق الأوسط ودول الجوار، مثل الانفتاح الذي حدث مع تركيا في الفترة الأخيرة، وكذلك ما حدث في إيران." وأضاف أن الكتاب يعكس أسلوبًا صحفيًا مميزًا، حيث تمكّن الكاتب من توظيف المفردات السياسية والعربية في الكتابة بطريقة سلسة، مما جعل العنوان "في قلب اللحظة" مثيرًا ولافتًا للانتباه.
وأشار فرحات إلى أن الكتاب يربط الأحداث التاريخية بحاضر المنطقة، حيث تطرق إلى مراحل الصراع مثل الحرب الباردة والحرب العالمية الثانية. كما تناول الكتاب الصراع العربي الإسرائيلي وما يحدث في غزة، وركز على التحولات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح فرحات، أن الكتاب سلط الضوء على الصراع القائم في النظام العالمي، مشيرًا إلى أن أقاليم العالم تتجه نحو العلاقات الاستثمارية، وأن العلاقات الإقليمية أصبحت أكثر أهمية من العلاقات الدولية. كما تناول الكتاب الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا والصراع العربي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الكتاب طرح أسئلة مهمة حول المستقبل، مثل: "هل نحن في المرحلة الحالية في نظام الدولة؟ وهل سيكون هناك مواجهة عسكرية، أم أن هناك احتمالات أخرى؟".
وأضاف فرحات أن تجربة الصين والنظام الثقافي الصيني تفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة، معتبراً أن ذلك يفتح آفاقًا جديدة في فهم الصراعات الدولية.
من جانبه، توجه الكاتب جمال الكشكي بالشكر للسفراء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين الحاضرين في الندوة، وقال: "إذا قلت إن اللحظة بدأت في عام 1945، فإن اللحظة ليست ابنة الحرب الإسرائيلية، فهي أكبر من القدرة على التفسير".
وأضاف أن الكتاب طرح سؤالًا مهمًا: "ما هو شكل الإقليم في المرحلة المقبلة؟"، مشيرًا إلى أن الجروح التي خلفتها الحروب قد تكون ما زالت غائرة. ولفت إلى أن اللحظة الراهنة تحمل عنوان "تصادم الخرائط"، مشيرًا إلى ارتباك الخرائط العالمية وحلم "اتفاقية لوزان".
وقال الكشكي، إن ما حدث خلال المائة عام الماضية ليس محسوبًا، وإنه يمكننا اليوم التفكير في العودة إلى "اتفاقية لوزان". وأكد أن الكتاب يركز على القضية الفلسطينية باعتبارها المفتاح الحقيقي لاستقرار العالم، مشيرًا إلى الدور المصري في معالجة القضية الفلسطينية.
وأكد الكشكي في حديثه أنه لا يميل للعودة إلى الماضي، بل يركز على المستقبل، حيث تتحدث فصول الكتاب عن الخريطة العربية وكيف تتشكل في النظام الدولي الجديد.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية تظل موضوعًا محوريًا في الكتاب، وهو ما يعكس الدور المصري الشريف في القضية، مشيرًا إلى أن مصر كانت دائمًا في مقدمة الدول التي تدعم القضية الفلسطينية.
في الختام، وجه السفير العماني بالقاهرة، عبد الله الرحبي، تحية تقدير واحترام للحضور الكريم، معبرًا عن سعادته بتوقيع كتاب "في قلب اللحظة" للكاتب جمال الكشكي، الذي اعتبره إضافة قيّمة للمشهد الفكري والثقافي.
وقال الرحبي: "لقد كانت المداخلات التي استمعت إليها اليوم غنية بالرؤى والتحليلات الدقيقة، حيث أظهرت وعيًا عميقًا بالتحديات التي تواجه أمتنا في هذا الوقت الحرج".
وأشار الرحبي إلى أن الكتاب تناول "تصادم الخرائط الثلاث: الصفوية، العثمانية، والخارطة التوراتية"، وهي مشاريع استراتيجية معقدة تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة، وهو ما يتطلب وعيًا مضاعفًا لمجابهة هذه التحديات بحذر وحكمة.
كما شدد على أهمية فهم فكرة "الديانة الإبراهيمية" وما تحمله من أبعاد ثقافية ودينية وسياسية، مؤكدًا على ضرورة تعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة هذه التحديات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجلة الأهرام العربي المزيد القضیة الفلسطینیة فی قلب اللحظة مشیر ا إلى أن جمال الکشکی ما یحدث فی أن الکتاب
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يؤجل مناقشة إقامة مطار قرب حدود غزة لمخاوف أمنية
قرر الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) تأجيل التصويت على مشروع قانون إقامة مطار جديد بمنطقة نيفاتيم القريبة من حدود قطاع غزة بطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك "لمخاوف أمنية".
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه بناء على طلب نتنياهو، تم تأجيل التصويت في الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع القانون الذي سيتم بموجبه بناء مطار قرب "نيفاتيم" خلال 7 سنوات.
ويفترض أن يقام المطار الجديد في نيفاتيم التي تبعد حوالي 65 كيلومترا عن حدود غزة، وعلى أن يكون مجاورا لقاعدة جوية عسكرية في صحراء النقب تحمل ذات الاسم، حيث تتمركز مقاتلات إف-35.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يرغب في دراسة الجوانب الأمنية لمشروع إقامة المطار، وذلك في ضوء معارضة الجيش الإسرائيلي على إقامته.
وأشارت إلى أنه كان من المقرر طرح التصويت بالقراءة الثانية، اليوم الاثنين، بينما لم تحدد الموعد اللاحق لمناقشة المشروع.
وذكرت أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إيال زامير عارض من قبل فكرة إقامة المطار في "نيفاتيم".
وأعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن مرات عدة استهدافها قاعدة نيفاتيم الجوية جنوبي إسرائيل بصواريخ فرط صوتية، وآخرها في 18 مارس/آذار الجاري.
إعلانكذلك أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أضرارا في أسقف المباني قرب المدرج الرئيسي لقاعدة نفاتيم الجوية وذلك بعد هجوم صاروخي من إيران، في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
من جانبها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى وقوع ملاسنات داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، بسبب معارضة وزراء لإقامة مطار نيفاتيم.
ولفتت الهيئة إلى أن الملاسنات وقعت بين وزيرة المواصلات ميري ريغيف، ورئيس الأركان زامير الذي عارض إقامة المطار لأسباب أمنية.
ومن المقرر أن يستغرق بناء المطار الجديد 7 سنوات، ويتوقع أن يستوعب ما يصل إلى 15 مليون مسافر سنويا، ويهدف إلى تخفيف الازدحام في مطار "بن غوريون" في تل أبيب، وتوفير قرابة 50 ألف فرصة عمل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أميركي، تمارس إسرائيل إبادة جماعية في غزة أسفرت عن أكثر من 164 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.