الأسبوع:
2025-01-27@09:43:01 GMT

"أخلاقنا".. التى كانت

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

'أخلاقنا'.. التى كانت

هل أصبح العنف هو الطريق الوحيد للتعبير عن مشاعرنا، وعن ردود أفعالنا تجاه مواقف قد تكون غاضبة؟.. سؤال طرح نفسه بكثرة خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع تكرار حوادث العنف، وآخرها الواقعة التى كان أطرافها طالبات إحدى المدارس الدولية، ومع تكرار السلوكيات التى أصبحت تفتقر لأدني حدود الأخلاقيات والتى نلمسها عن قرب سواء فى المحيط العام أو الخاص، نتساءل ونكرر.

. وماذا بعد؟

طاقة العنف والمشاعر السلبية عادة ما تحركها نوازع داخلية، نمت عبر سنوات العمر، لتخرج فى مواقف معينة معلنة عن نفسها بلا ضوابط ولا حدود، طالبات المدرسة الدولية تربين فى بيئة ومستوى اجتماعي مرتفع بالتأكيد، والدليل على ذلك الرقم الذى يدفع لمثل هذه المدارس تحت بند المصروفات والذى يقترب أو يزيد عن المائتى ألف جنيه، واختار أولياء أمورهم هذه المدارس بالذات لوضع أبنائهم فى مستوى تعليمي واجتماعي يضمن لهم فرص عمل أفضل عند التخرج.

هل التدليل الزائد أو التعالي والغطرسة هو السبب فى هذا العنف؟ بالتأكيد فإن الأسباب متعددة ولا يمكن حصرها فى أسباب تتعلق بطبقة اجتماعية أو فئة معينة، ولكنها قضية تتعلق بالمجتمع ككل، الذى تبدلت أحواله، وتغيرت أخلاقياته بشكل لافت للنظر، ويؤشر أن الخلل أصاب قطاعًا لا يستهان به من شرائح المجتمع المختلفة، فعندما تلاحظ عدم إكتراث شباب وفتيات جالسين على المقاعد فى عربات المترو والمواصلات العامة، وحتى المخصصة لكبار السن، وتجاهل الكبار من السيدات والرجال، وعندما تشاهد فى مواقف الميكروباص الشباب والرجال يتدافعون للركوب أولا غير مكترثين بوجود نساء أو فتيات يرغبن فى الركوب بل ويدفعوهن دفعًا لإفساح الطريق إلى المقاعد، وعندما تجد الألفاظ النابية وقد سيطرت على لغة الحوار بين الكثيرين، ولا يقتصر الأمر على الشباب، ولكن على الرجال والسيدات أيضًا، كل ذلك يذكرنا بأخلاقيات "زمان" التى كانت تتسم بالرقي والذوق فى المعاملة فى مقابل هذا الانحدار الأخلاقي.

الأسلحة البيضاء التى يستلها الطالب من جيبه، ويهجم بها على زميله، أو حتى على المدرس، والحوادث التى تواردت فى هذا الشأن على الرغم من وجود لائحة للسلوك الأخلاقي، وحالة السيولة الأخلاقية داخل مدارس لم تكن يعرف طلابها فى زمان مضى سوى تبجيل المعلم واحترام الصغير والكبير، لدرجة أن الطالب كان يتوارى إذا شاهد معلمه فى الشارع، كل ذلك يحتاج منا لوقفة جادة تبدأ من الأسرة أولاً التى يجب أن تنتبه لتلك الانحرافات الأخلاقية وتضع حدًّا لها.

وتلك الفتاة التى تربص لها زميلها فى الجامعة والذى رفضت الارتباط به، عند أسوار الحرم الجامعى، وذبحها بسكين فسقطت فى الحال وسط ذهول زميلاتها، وكل من تواجد فى موقع الحادث، ذلك الحادث الذى هز المجتمع قبل سنوات، وغيره من حوادث كان القتل فيها هو الحل الأسهل من وجهة نظر الجاني.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الفن قاطرة التقدم والتنمية

تأكيداً على دور الفن فى دفع عجلة المجتمع للأمام ونحو آفاق أرحب وتحقيق التنمية فى مختلف المجالات وأنه قاطرة التقدم والانطلاق نحو مجتمع ناجح افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة معرض «ربع تون» للفنان العالمى والموسيقار العراقى نصير شمة والذى يستضيفه قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش بقاعة الباب فى ساحة دار الأوبرا المصرية وشارك بالحضور الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة السابقة وعدد من الشخصيات العامة والفنانين وأساتذة الفنون.. وظهر المستوى الفنى للمعرض أكثر من رائع ويعتبر تجسيداً حياً لقوة الفن وقدرته على تجاوز الحدود الثقافية المتنوعة خاصة وأن الأعمال التى يتم عرضها تمثل رحلة روحية وفكرية تلامس أعماق الروح وتؤكد تميز إبداعات الفنان نصير شمة وتفرده حيث استطاع أن يخلق لغة بصرية تعكس تجربته الموسيقية العميقة وبالفعل يعد المعرض حدثاً استثنائياً يمزج بين ألوان الفنون المتنوعة.. ومن بين العوامل التى يجب أن نقف عندها استضافة القاهرة التى دائما ماتحتضن كافة انواع الفنون هذا المعرض الذى يجسد التلاقى بين الفنون المختلفة حيث تتحول الألوان إلى نغمات والفرشاة إلى آلة موسيقية ويؤكد المعرض أن الفن هو الجسر الذى يربط بين الثقافات ويعبر عن روح الإبداع.. ومن خلال المعرض الذى اشاد به جميع الحضور واعتبروه حالة خاصة جداً يقدم نصير شمة مجموعة من أعماله التصويرية التى تعكس تصوفاً ورهافة وكأنها نقوشاً على جدار أثرى حيث أكسبها أسلوبه التجريدى أبعاداً رحبة للخيال والشاعرية وكأنها إحدى معزوفاته ولكنها بطريقة بصرية تاركاً كل الحرية لوجدان المتلقى فى قراءتها والتأثر بها فهى كالألحان عذبة تسمح بنسج الحلم والأحاسيس.. ويعتبر هذا المعرض هو الثانى الذى يقام للفنان نصير شمة فى القاهرة وهو من اسباب السعادة الكبيرة التى كان عليها خاصة انه قضى سنوات طويلة من عمره مشاركا ومؤسساً وعازفاً وجزءًا فاعلاً من حركتها الثقافية.. ويذكر انه انشأ مدرسة بيت العود فى العديد من الدول العربية وموجود فى القاهرة لتعليم العزف الصحيح على العود.. اعتقد أن كل المهتمين بالأمور الثقافية يستشعرون الجهد الكبير الذى يبذله وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو منذ توليه حقيبة الوزارة من اجل اثبات الدور المهم جدا للثقافة فى نهضة المجتمع وتقدمه..

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • ريهام العادلي تكتب: العنف المدرسي.. كيف نقضي على الظاهرة الخطيرة؟
  • المضاعفات الطبية ومخاطر العمل الطبى
  • العنف زاد عن حده.. عصر جديد للإفلات من العقاب بعد إلغاء عقوبات بايدن على المستوطنين بالضفة الغربية.. الحركات العنصرية تنتعش والهجمات تتصاعد مع عودة الملياردير الجمهورى
  • داليا عبدالرحيم تكتب: الدرس
  • الرئيس السيسى: مصر أصبحت كما كانت على مر العصور واحة للأمن والاستقرار
  • د. يسرى عبد الله يكتب:  «الكتاب».. الحقيقة والاحتفاء
  • عادل الضوى يكتب: محصلة مواقف ورؤى ومعارك على امتداد أربعة عقود خاضها «عبدالرحيم على»
  • "التريند" يشعل حوادث القتل
  • الفن قاطرة التقدم والتنمية