لجريدة عمان:
2025-04-01@05:27:03 GMT

ترامب وحملة قمع المهاجرين

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

وعد دونالد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية، وهو الوعد الذي يؤيده العديد من الأمريكيين، ولكن حتى الآن، كانت إدارته أكثر تركيزا على معاقبة المهاجرين الشرعيين، من خلال التهديد بزيادة الضرائب المفروضة عليهم، ونقل أبنائهم إلى الخارج، ومنعهم من دخول الولايات المتحدة تماما.

ولكن هل هذا صحيح؟ إن الرئيس وأنصاره يدحضون الاتهامات الموجهة إليهم بأنهم يكرهون الأجانب، ويقولون: إنهم لا يحملون أي شيء ضد المهاجرين في حد ذاتهم. إنهم يريدون فقط أن ينتظر المهاجرون دورهم ويأتون إلى أمريكا بالطريقة «الصحيحة». وكما قال ترامب لزميلي في واشنطن بوست (مارك أ. ثيسن) في الخريف: «سوف يأتي الناس إلى البلاد، ولكنهم سوف يأتون بشكل قانوني، نحن بحاجة إلى هؤلاء الناس».

ولكن هذا الخطاب يتناقض مع تاريخ ترامب. ففي ولايته الأولى، لم يكن لقراراته أي تأثير يذكر على مستويات الهجرة غير الشرعية، ولكنه نجح في خفض مستويات الهجرة القانونية. وفي مرحلة ما، نجح في خفض الهجرة القانونية بأسرع وتيرة سنوية في تاريخ الولايات المتحدة.

على سبيل المثال، هدد ترامب هذا الأسبوع بمضاعفة الضرائب على الرعايا الأجانب الذين يعملون بشكل قانوني في البلاد. هذه الخطوة مرّت دون أن تحدث أي ضجة لأنها كانت جزءًا من أمر تنفيذي أوسع نطاقًا بشأن التجارة. ما لم يكن لديك فهم عميق لقانون الضرائب، فربما فاتتك إشارته إلى قانون نادرًا ما يُذكَر صدر عام 1934، الذي لم يطبق من قبل. يسمح هذا القانون للرئيس بمضاعفة الضرائب من جانب واحد على جميع المواطنين والشركات من أي دولة يُعتقد أنها فرضت ضرائب «تمييزية» ضد الأمريكيين، دون الحاجة إلى موافقة إضافية من الكونجرس.

في هذا السياق، يبدو أن ترامب على استعداد لتطبيق هذا القانون كجزء من حروبه التجارية (ضد المواطنين الصينيين في الولايات المتحدة، على سبيل المثال). وتكهن البعض بأنه سيستخدمها ضد الأشخاص من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى وافقت على فرض ضريبة دنيا عالمية على الشركات المتعددة الجنسيات. ولكي نكون واضحين، تم التوصل إلى هذه الاتفاقية بوساطة الولايات المتحدة، على الأقل حتى انسحب ترامب منها قبل بضعة أيام. وإذا كان ترامب متهورًا بما فيه الكفاية، فإن أمره التنفيذي سيمكنه من مضاعفة الضرائب على كل مواطن بريطاني أو ياباني أو كندي بشكل عشوائي يعملون بشكل قانوني في أمريكا، أو في هذا الصدد، من الأمريكيين الذين يحملون جنسية مزدوجة من هذه البلدان، ويعملون بشكل شرعي هنا.

وهناك أيضا الأمر التنفيذي الذي يحاول إلغاء ضمانات التعديل الرابع عشر للجنسية لأي شخص يولد في الولايات المتحدة (وهو الأمر الذي أوقفه قاضٍ فيدرالي مؤقتا يوم الخميس). وقد أشارت بعض التغطيات الإعلامية (واستطلاعات الرأي) إلى أن الأمر التنفيذي يتعلق بإنكار حق المواطنة بالولادة للأطفال المولودين لمهاجرين غير شرعيين. وهذا التفسير صحيح، لكنه يقلل أيضا من مدى تطرف هذا الإجراء. كما أنه من شأنه أن يحرم الأطفال المولودين لمعظم فئات المهاجرين الشرعيين، مثل أولئك الذين يحملون تأشيرات القوى العاملة الماهرة أو الطلاب من الحصول على الجنسية.

وبالتالي، فإن الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لوالدين هنديين الذين علقوا في طابور انتظار البطاقة الخضراء لمدة عشر سنوات سوف يُحرمون من الحصول على الجنسية بالولادة، حتى لو عاش هؤلاء الأطفال حياتهم كلها هنا وكان والداهم على طريق الحصول على الإقامة الدائمة.

وأخيرا، يعمل ترامب على إلغاء العديد من الطرق التي تتيح للمهاجرين القدوم إلى هنا بشكل قانوني.

على سبيل المثال، يتعين على اللاجئين الانتظار لسنوات قبل الموافقة على قبولهم في الولايات المتحدة. ويخضعون لجولات متعددة من المقابلات حول تاريخهم من الاضطهاد، ثم يخضعون لمستويات إضافية من الفحوصات الأمنية والصحية. وينبغي أن تكون هذه العملية نموذجا للنوع من «التدقيق الشديد» الذي ينادي به ترامب.

ولكن ما إن تولى ترامب السلطة حتى أمر بتعليق نظام اللاجئين بالكامل، وألغى رحلات اللاجئين الذين تم بالفعل الموافقة عليهم، وكان من المقرر أن يصلوا إلى هنا. ومن بين العالقين حوالي 1700 أفغاني، منهم من ساعدوا في الجهود العسكرية الأمريكية أو هم من عائلات أفراد عسكريين أمريكيين في الخدمة الفعلية.

وفي الوقت نفسه، ألغى ترامب المقابلات الخاصة بطالبي اللجوء الذين كانوا ينتظرون في المكسيك لشهور للدخول إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني عبر نقاط الدخول الحدودية، كما أنهى برنامجًا في عهد بايدن يسمح، بإذن مسبق، لمواطني دول معينة بالتقدم بطلبات للقدوم إلى أمريكا، بعد الخضوع للفحص وتأمين راعٍ ماليٍّ أمريكي. أدى هذا البرنامج إلى انخفاض كبير في عبور الحدود بشكل غير قانوني من قبل أشخاص من دول مؤهلة.

إن إغلاق هذه الطرق القانونية المنظمة للهجرة إلى أمريكا لا يشكل خيانة للأشخاص الذين انتظروا بصبر واتبعوا قوانيننا فحسب، بل إنه يشجع أيضا المزيد من الهجرة غير الشرعية، لأن الأشخاص اليائسين الفارين من الحرب والاضطهاد سوف يجدون سبلا أخرى للهجرة.

لا أشك كثيرا في أن أياما سوداء لا يمكن تصور ظلامها تنتظر المهاجرين غير الشرعيين، الذين صورهم ترامب زورا على أنهم أعضاء في عصابات إجرامية وآكلي حيوانات أليفة. وسوف تتكرر مثل هذه التشويهات المعادية للأجانب، مرارا وتكرارا، بينما يدافع أنصار ترامب عن عدم إنسانيته، ويتجنبون اتهامات التعصب. وسوف يقولون: إن ترامب لا يفعل أكثر من تنفيذ تفويضه لتحقيق القانون والنظام. ولكن في المرة القادمة التي تسمع فيها هذا الكلام، تذكر كيف يعامل الأجانب الذين يلتزمون بالقانون.

كاثرين رامبيل كاتبة رأي في صحيفة واشنطن بوست. وهي تغطي بشكل متكرر الاقتصاد والسياسة العامة والهجرة والسياسة، مع التركيز بشكل خاص على الصحافة القائمة على البيانات. قبل انضمامها إلى صحيفة واشنطن بوست، كتبت عن الاقتصاد والمسرح لصحيفة نيويورك تايمز.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة بشکل قانونی

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: حرب ترامب على الجامعات تضع الولايات المتحدة في خانة الاستبداد

قالت صحيفة واشنطن بوست إن اعتقال الطالبة رميسة أوزترك يعكس توجها عالميا أوسع نطاقا للقادة القوميين الذين يستهدفون الجامعات باعتبارها بؤرا للتطرف، وأشارت إلى أن قمع حرية التعبير بين الطلاب الأجانب ليس سوى خطوة أولى.

وأوضحت الصحيفة -في مقال بقلم إيشان ثارور- أن فيديو اعتقال رميسة أوزترك (30 عاما)، يظهر مشهدا قاتما، حث يواجه ضباط بملابس مدنية وبعضهم ملثمون، طالبة في إحدى ضواحي بوسطن ويقيدونها ويدفعونها نحو سيارة بدون أرقام، مع أنها مواطنة تركية حاصلة على تأشيرة طالب، وتعمل على رسالة دكتوراه في جامعة تافتس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة أميركية: ضربات ترامب أضعفت الحوثيين لكنها لم تدمرهمlist 2 of 2وول ستريت جورنال: ما سر كراهية تيار ماغا لأوروبا؟end of list

وقد أكد مسؤولون أميركيون إلغاء تأشيرة أوزترك الدراسية، وقالوا إن إجراءات ترحيلها قيد التنفيذ، وهي الآن واحدة من رعايا أجانب مقيمين بشكل قانوني، ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب تأشيراتهم بزعم مشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات.

جزء من هجوم أعمق

وانتقد وزير الخارجية ماركو روبيو الطلاب الأجانب، وقال إنهم "يثيرون ضجة" في الجامعات، وقال إن وزارته ألغت بالفعل حوالي 300 تأشيرة طالب، وأضاف "نفعل ذلك كل يوم، وفي كل مرة أجد فيها أحد هؤلاء المجانين ألغي تأشيراتهم"، ولكنه لم يوضح هو ولا غيره من المسؤولين ما فعلته أوزترك لتبرير إلغاء تأشيرتها.

إعلان

وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إن "تحقيقاتها وتحقيقات دائرة الهجرة والجمارك وجدت أن أوزترك شاركت في أنشطة تدعم (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، وأضافت أن "دعم الإرهابيين" يعد سببا لإنهاء التأشيرة، مع أنه لا يوجد دليل واضح على أن أوزتورك "تدعم الإرهابيين"، إلا إذا كان التعبير عن أي شكل من أشكال التضامن مع الفلسطينيين أو انتقاد إسرائيل يعادل دعم حماس، حسب الكاتب.

وبالفعل شاركت أوزترك في مارس/آذار من العام الماضي، في كتابة مقال رأي في صحيفة الجامعة تحث فيه إدارة الجامعة على الاستجابة لقرار مجلس الطلاب الذي يدين الحرب في غزة، والاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" التي تحدث في القطاع، وسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بإسرائيل، وهي دعوات ترددت أصداؤها في جميع أنحاء الجامعات الأميركية على مدار الأشهر الـ17 الماضية من الحرب.

وفي أعقاب فوز ترامب، أصبح مواطنون أجانب مثل أوزترك والناشط الطلابي المعتقل في جامعة كولومبيا محمود خليل، من بين المتضررين من رد الفعل العنيف ضد النشاط المؤيد للفلسطينيين -كما يقول الكاتب- وهو جزء من هجوم أعمق تشنه إدارة الرئيس على الجامعات الأميركية التي كانت دائما هدفا لليمين.

كولومبيا بمثابة تحذير

ومما أثار غضب العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، رضوخ جامعة كولومبيا التي شهدت بعضا من أكثر الاحتجاجات سخونة العام الماضي، لتهديدات إدارة ترامب بسحب التمويل الفيدرالي إذا لم تجر تغييرات معينة، مثل فرض المزيد من القيود على الاحتجاجات في الحرم الجامعي، وإشراف جديد على المناهج الدراسية والتوظيف في قسم دراسات الشرق الأوسط بالجامعة.

ويرجح المراقبون أن حملة الضغط لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يخشى الباحثون على حرياتهم الأكاديمية، ويلجأ الطلاب إلى الرقابة الذاتية، وقد أعلن جيسون ستانلي، الفيلسوف البارز في جامعة ييل ومؤلف كتاب "كيف تعمل الفاشية: سياساتنا وسياساتهم"، أنه سيغادر قريبا ليعمل في جامعة تورنتو، وأوضح أن السبب الرئيسي هو رغبته في تربية أبنائه "في بلد لا يتجه نحو ديكتاتورية فاشية".

إعلان

وقال ستانلي لصحيفة غارديان "كانت جامعة كولومبيا بمثابة تحذير. شعرت بقلق بالغ لأنني لم أرَ رد فعل قويا في الجامعات الأخرى ينحاز لجامعة كولومبيا. أرى جامعة ييل تحاول ألا تكون هدفا. وهذه إستراتيجية خاسرة"، وأضاف أن قمع حرية التعبير بين الطلاب الأجانب ليست سوى خطوة أولى، متسائلا "متى سيأتون لملاحقة المواطنين الأميركيين؟".

وذكر إيشان ثارور بأن عداء ترامب للجامعات يعكس اتجاها عالميا أوسع، حيث يستهدف بعض القادة القوميين غير الليبراليين في عدد من الأنظمة الاستبدادية الانتخابية، جامعات النخبة باعتبارها أعداء للدولة وبؤرا للتطرف.

مقالات مشابهة

  • ترامب: الحكم على مارين لوبان يشبه ما تعرضت له في الولايات المتحدة
  • NYT: كيف عزّز ترامب انعدام الثقة ودفع حلفاء الولايات المتحدة بعيدا؟
  • أوروبا تتأهب لرسوم ترامب الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة
  • "نيويورك تايمز": ترامب أجج انعدام الثقة ودفع حلفاء الولايات المتحدة بعيدا
  • البرلمان الأوروبي يعتزم اتخاذ إجراءات إقتصادية ضد الولايات المتحدة
  • الرئيس الإيراني: نحتاج إلى بناء الثقة مع الولايات المتحدة
  • خبير قانوني أميركي: حملة ترامب ضد المهاجرين جزء من خطة أوسع
  • ترامب: الولايات المتحدة تعتزم شراء سفن كاسحة جليد من فنلندا
  • واشنطن بوست: حرب ترامب على الجامعات تضع الولايات المتحدة في خانة الاستبداد
  • ترامب: الولايات المتحدة بحاجة إلى غرينلاند