يقدم جناح الأزهر الشريف بـمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزواره كتاب "الأطفال يسألون الإمام.. الجزء الثاني"، يشتمل على إجابات لـ ٣١ سؤالا للأطفال، يجيب عليها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من إصدارات سلسة كتاب "نور".

كان من أبرز تلك الموضوعات عدة أسئلة من الأطفال عن أطفال غزة، تتناول الأسئلة التالية: هل يتألم الأطفال في غزة وهم يستشهدون، أم يخفف الله عنهم الألم؟ لماذا يسمح الله سبحانه بمعاناة الأطفال الأبرياء في غزة؟ ما مصير أطفال غزة الشهداء بعد استشهادهم؟ هل سيلتقي أطفال غزة بعد استشهادهم بآبائهم وأمهاتهم في الجنة؟

وردا على سؤال: هل يتألم الأطفال في غزة وهم يستشهدون، أم يخفف الله عنهم الألم؟ يجيب فضيلة الإمام الأكبر بالقول: "أبنائي الأعزاء.

. حال الشهيد يختلف عن حال غيره... الشهيد لا يشعر بأي ألم عند استشهاده، وقد دل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِن مَس القَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحدُكُمْ مِنْ مَس القَرْصَةِ"، وعلى ذلك فإذا كان الناس العاديون يعانون ألم الموت وسكراته، فإن شهداء غزة وغيرهم ممن يموت في سبيل الله لا يحسون بذلك عند استشهادهم، إلا كألم القرصة الخفيفة أو نحو ذلك، فالله تعالى يريحهم من الألم ويسهل قبض أرواحهم، بالإضافة لما أعده لهم من النعيم والكرامة".

وتسأل طفلة أخرى: لماذا يسمح الله سبحانه بمعاناة الأطفال الأبرياء في غزة؟ ليجيب عليها  شيخ الأزهر بالقول: "ينبغي أن نعلم - يا أبنائي-  أن الله تعالى من أسمائه (الحكيم) أي الذي له كمال الحكمة في جميع أوامره وتقديراته فلا يكون منه شيء عبثا، كما أنه قد يُعلم عباده أو بعض عباده حكمته في أفعاله، وقد يخفيها عنهم ابتلاء واختبارا لهم، وعلى كل حال فهناك حكمة بالغة لما نراه من هذه المعاناة، وهي ذاتها الحكمة التي تظهر في معاناة الأنبياء مع أقوامهم، فالأنبياء عليهم السلام عانوا أشد المعاناة في دعوتهم لأقوامهم بل منهم من قتل... فكلما اشتدت معاناة المؤمن كلما علا قدره واقتربت منزلته من منازل الأنبياء، فيتم لهم الخير ويضاعف لهم الأجر... على أن هذه المعاناة لن تمر دون حساب في الدنيا والآخرة، لمن كان سببا فيها، وكذلك لن تمر دون أجر عظيم وثواب جزيل لهؤلاء الصابرين المحتسبين، وكلما طغى أعداء الله وأعداء الإنسانية في البلاد وأكثروا فيها الفساد، كلما غلظت عقوبتهم وزاد إثمهم، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [ الكهف: 49].

وإجابة على سؤال الأطفال: ما مصير أطفال غزة الشهداء بعد استشهادهم؟ يجيبهم شيخ الأزهر بالقول: "أبنائي وبناتي.. إن من جملة ما يعتقده المسلمون أن أي طفل يموت قبل البلوغ يكون مصيره الجنة بإذن الله تعالى، وأطفال غزة بما توالى عليهم من ابتلاءات لهم الجزاء العظيم إن شاء الله تعالى؛ فقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن أطفال المسلمين في كفالة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام في الجنة، فبعد استشهاد هؤلاء الأطفال يذهبون مباشرة إلى جوار خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، قال صلى الله عليه وسلم : "ذراري المؤمنين يكفلهم إبراهيم عليه السلام في الجنة".

وردًا على سؤال: هل سيلتقي أطفال غزة بعد استشهادهم بآبائهم وأمهاتهم في الجنة؟ يجيب شيخ الأزهر بالقول: "لا شك أن اجتماع الأهل والأقارب في الجنة من النعيم الذي يحبه كل أحد ، لذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء الأطفال يظلون فترة في كفالة سيدنا إبراهيم ثم يدفعهم مرة أخرى إلى آبائهم، يقول صلى الله عليه وسلم: "أولاد المؤمنين في جبل في الجنة، يكفلهم إبراهيم وسارة، حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة"، بل إن هؤلاء الأطفال يشفعون لآبائهم ويكونون سببا في دخولهم الجنة، وعلى ذلك فأطفال غزة وأهلوهم سيجتمعون بإذن الله تعالى في جنة الخلد".

يُذكر أن أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأطفال الصغار لا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانا ظنا منهم أن تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة ويطلبون من أطفالهم التوقف عن ذلك؛ لهذا جاءت فكرة هذا الكتاب الذي جمع أسئلة مهمة للأطفال ليجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بنفسه، ليرشدهم ويعلمهم صحيح دينهم، وتكون رسالة تربوية لأولياء الأمور توجههم إلى أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم الصغار والإجابة عنها بعقل متفتح بل وتشجيعهم على التفكير والتدبر في أمور العقيدة وغيرها من الأمور الحياتية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر المزيد صلى الله علیه وسلم بعد استشهادهم شیخ الأزهر الله تعالى أطفال غزة فی الجنة فی غزة

إقرأ أيضاً:

دعاء الجمعة الأخير لأمي المتوفية في شهر رمضان

يعتبر يوم الجمعة من الأيام العظيمة والمباركة وخاصة في شهر رمضان، حيث أنّ فيه ساعةً لا يُردُّ فيها الدّعاء، وفيما يلي بعض الأدعية التي يمكن الدعاء به في الجمعة الأخير لأبي المتوفي في رمضان:

اقرأ ايضاًدعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعةدعاء الجمعة الأخير لأمي المتوفية في شهر رمضاناللهم اغفر لأمي وارحمها وعافها واعف عنها ببركات العشرة الأواخر يا الله، وأكرم نزلها، ووسع مدخلها، وادخلها الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة، ونورًا من نور الجنة، واجعل روحها تُملأ الإيمان والصبر والاحتساب والطمأنينة بالجنة، واحفظها من عذاب القبر وعذاب النار، إنك أنت الغفور الرحيم.اللهم إني أسألك يا غفور يا غفور يا غفور أن تبدّل سيئات أمي إلى حسنات، وأن تتجاوز عنها يا الله.ربي تب عليها وارحم ضعفها وقلة حيلتها.اللهم إني أسألك في يوم الجمعة أن تغفر لأمي ما تقدم وما تأخر من ذنبها.اللهم اغفر لأمي وارحمها وأنت خير الراحمين.ربي اغفر لأمي وتب عليها إنك أنت التواب الرحيم. ربي اغفر لها مغفرةً من عندك تسكن بها روحها وتنعم بها في قبرها.دعاء لامي المتوفية يصلها في قبرهااللهم اجعل أمي سيدةً من سيدات أهل الجنة، إلهي ومولاي، ارزق أمي الجنة من غير حساب ولا سابق عذاباللهم إنها كانت طامعةً في رضاك، طامعةً في جنتك، أدخلها الفردوس الأعلى من الجنة، واجعلها في زمرة الشهداء والصديقين، اللهم أرحها وأرح روحها، واجعل السكينة تملأ صدرها، اللهم أسكنها الجنة وارزقها نعيمها الذي لا ينضب.اللهم انزل نورًا من نورك عليها، اللهم أنر قبرها ووسع مدخلها وآنس وحشتها ،اللهم ارحم غربتها وارحم شيبتها اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار اللهم أغفر لها وارحمها واعف عنها وأكرم نزلها.اللهم إنها أمتك بنت عبدك بنت أمتك تحتاج إلى رحمتك وأنت غني عن عذابها فارحمها، اللهم إنها في ذمتك وحبل جوارك فقِها فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر لها وارحمها إنك أنت الغفور الرحيماللهم ارزقها الجنة، اللهم ارزقها الفردوس الأعلى، اللهم اجعلها جارةَ النبي صلى الله عليه وسلم، وارزقها لذة النظر لوجهك الكريم.اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا رزاق يا كريم، اجعل أمي من أهل الجنة، وارفع درجتها واجعلها في علييندعاء لامي المتوفية يصلها في قبرها تويتراللهم ارحم من مزق قلبي فراقه ومن ترك ثغرة في حياتي لا يملأها سواه،ربي ارحم أمي بقدر شوقي لها.اللهم ارحم من ماتت بالدنيا ولم تمت في قلوبنا  اللهم اجمعنا جمعاً لا فراق بعدهرحمَ الله روح أمِّي التي لا يعوِّضها شيء رحمَ الله حنِّيتها التي كانت تكفينا عن الدنيا بما فيها اللهمَّ اغفر لوالدتي الغالية واجمعني بها في الفردوس الأعلى من الجنة جمعاً لا فراق بعده كلمات دالة:دعاء الجمعة الأخير لأمي المتوفية في شهر رمضانرمضانيوم الجمعة تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند دعاء الجمعة الأخير لأمي المتوفية في شهر رمضان دعاء الجمعة الأخير لأبي المتوفي في رمضان عبارات مؤثرة جدًا عن اقترب العيد ولنا أحباب تحت التراب أماكن جميلة في جبل اللويبدة الأردنية نصائح لتجنب انتفاخ البطن وعسر الهضم في رمضان Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أطفال القدس.. حتى أسطح منازلهم لم تعد آمنة
  • أرقام صادمة.. 31 % من أطفال بريطانيا يعيشون تحت خط الفقر
  • من حفظ سورة واحدة إلى القرآن كاملًا.. أطفال طحانوب يتألقون في مسابقة رمضانية
  • لماذا لم يبعث الله رُسلا بعد النبي محمد؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • ازاي هتكون علاقتي بزوجتي في الجنة مع وجود الحور العين؟.. علي جمعة يجيب
  • دعاء الجمعة الأخير لأمي المتوفية في شهر رمضان
  • ما مفهوم الإيمان بالله؟.. علي جمعة يجيب
  • السيطرة علي حريق اندلع بمنطقة ألعاب أطفال في الإسكندرية
  • محمد مهنا: الصدق صفة الأنبياء والصالحين وطريق دخول الجنة
  • لماذا تشن إسرائيل الحرب على الأطفال الفلسطينيين