"فاينانشيال تايمز": خبراء الصحة يحثون الولايات المتحدة على ضرورة السيطرة على إنفلونزا الطيور
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دعا خبراء الصحة الدوليون الولايات المتحدة إلى تعزيز التدابير للسيطرة على تفشي مرض إنفلونزا الطيور في البلاد، والحد من خطر تطور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
وطالب العلماء وفقًا لما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عدد اليوم الأحد بزيادة تطعيم العاملين في المزارع وبذل المزيد من الجهود لاحتواء انتشار الفيروس بين الحيوانات الزراعية، حيث يستمر فيروس H5N1 في إصابة الماشية والدواجن في أنحاء البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الوباء يعد اختبارًا مبكرًا لإدارة الرئيس دونالد ترامب، التي بدأت بالفعل في تقليص التزاماتها تجاه الجهود العالمية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال البروفيسور جيمس وود، خبير الأمراض المعدية في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة - في تصريح خاص للصحيفة - " يمكن القول إنه من غير الجيد تمامًا أن تسمح السلطات الأمريكية بمثل هذا المستوى المرتفع المستمر من انتقال الفيروس بين الأبقار الحلوب، لأن هذا يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة البشرية العالمية".
وأضاف أن التدابير على غرار فرض قيود أكثر صرامة على حركة الماشية "من شأنها أن تقلل بشكل كبير من تعرض البشر للفيروس، وهو ما نتوقعه في كل البلدان الأخرى".
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته حول هذا الملف - أن الخبراء يراقبون بقلق متزايد انتشار فيروس H5N1 في الولايات المتحدة لأكثر من تسعة أشهر.. وأسفر تفشي المرض عن 67 حالة إصابة مؤكدة بين البشر، معظمهم من الأشخاص الذين يعملون مع الماشية والدجاج، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة "CDC".. كما تم الإبلاغ عن أول حالة وفاة هذا الشهر، على الرغم من عدم توثيق أي حالات انتقال من إنسان إلى إنسان حتى الآن.
ويخشى علماء الفيروسات من إعادة تجميع المادة الوراثية من مسببات مراض H5N1 مع حيوان آخر أو إنفلونزا بشرية، مما يمهد الطريق أمام فيروس جديد من المرجح أن ينتقل بين البشر.. وترتفع احتمالية هذا السيناريو مع انتشار فيروس H5N1 في الولايات المتحدة خلال موسم الإنفلونزا الشتوي.
ووفقًا لـ CDC، كان هناك ما يقدر بنحو 12 مليونًا إلى 22 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا خلال الفترة بين الأول من أكتوبر والحادي عشر من يناير الجاري.. وفي 16 يناير، حثت المستشفيات على تحليل ما إذا كان مرضى الأنفلونزا قد أصيبوا بالفعل بأنفلونزا الطيور في غضون 24 ساعة، خاصة إذا كان المرضى في العناية المركزة.. وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في نوفمبر إنها قدمت لقاحات الأنفلونزا البشرية لعمال المزارع في 12 ولاية.. واعتبرت أن خطر H5N1 على الجمهور منخفض، لكنها أضافت أنها "تراقب عن كثب هذا الوضع الديناميكي".
وقالت المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" ومنظمة الصحة العالمية إن الحكومات يجب أن تكثف العديد من التدابير لمكافحة انتشار أنفلونزا الطيور.. وقالت ماريا فان كيرخوف، عالمة الأوبئة الأمريكية التي ترأس قسم الوقاية والاستعداد لمواجهة الأوبئة والجوائح في منظمة الصحة العالمية، إن هذا يشمل تعزيز اختبار الفيروس والتسلسل الجيني وتبادل البيانات وتحسين الأمن البيولوجي للمزارع وحماية الأشخاص الذين تعاملوا مع الحيوانات المصابة.
وأضافت فان كيرخوف " علينا القيام بالمزيد من الجهد للحد من انتشار أنفلونزا الطيور بين الحيوانات وبين الأنواع الحيوانية المختلفة وبين البشر".. وتابعت، في لقاء أجرته مع الفاينانشيال تايمز- أن منظمة الصحة العالمية شجعت أيضًا شركات الأدوية على تطوير المزيد من لقاحات الحيوانات التي يمكن استخدامها على نطاق واسع للحد من انتشار إنفلونزا الطيور.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الشركات الثلاث الرائدة في تصنيع لقاحات إنفلونزا الطيور للبشر وهي (سي إس إل سيكيروس، وسانوفي، وجلاكسو سميث كلاين)، في وضع جيد للاستجابة إذا تحول تفشي المرض إلى جائحة.. ففي أكتوبر الماضي، وقعت الشركات الثلاث اتفاقية بقيمة 72 مليون دولار مع الحكومة الأمريكية تضمنت التزامات بالاستعداد لتوزيع الجرعات بسرعة والحفاظ على مستويات الإمداد.. وفي 17 يناير، منحت الحكومة الأمريكية 590 مليون دولار لشركة موديرنا، التي تعمل على تطوير لقاح للإنفلونزا باستخدام تقنية مماثلة تعتمد على الحمض النووي الريبي مثل لقاح كوفيد.
في السياق نفسه، طلبت العديد من الحكومات الأوروبية لقاح سيكيروس، لكن فنلندا هي الدولة الوحيدة التي أكدت أنها تستخدم اللقاحات لتطعيم عمال المزارع.. وقالت شركة تصنيع اللقاح إن الدولة الاسكندنافية تجري أيضًا دراستها المستقلة الخاصة بها حول سلامة وفعالية اللقاح.
مع ذلك، تابعت "فاينانشيال تايمز" أن جهود استجابة الولايات المتحدة لإنفلونزا الطيور تعقدت في الفترة الأخيرة بسبب "التوقف المؤقت" الذي فرضته وزارة الصحة والخدمات الإنسانية وهيئات أخرى على "الاتصالات الجماهيرية والظهور العام الذي لا يرتبط مباشرة بحالات الطوارئ أو لا يشكل أهمية حاسمة للحفاظ على الصحة".. وقالت وزارة الصحة إن إدارة ترامب بدأت التوقف المؤقت "لإعداد عملية للمراجعة وتحديد الأولويات".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة انفلونزا الطيور الوباء ترامب مكافحة الأمراض المنظمة العالمية لصحة الحيوان الولایات المتحدة إنفلونزا الطیور بین البشر
إقرأ أيضاً:
سلطنةُ عُمان تشدّد على ضرورة تكاتف جهود الأسرة الدولية لتجاوز التحديات العالمية
العُمانية/ شددت سلطنة عُمان على ضرورة تكاتف جهود الأسرة الدولية لتجاوز التحديات التي تعترض عملها متعدد الأطراف في الوقت الراهن، والتمسك بمعايير الموضوعية والعدالة، بعيدًا عن التسييس والانتقائية.
ووضحت سلطنة عُمان خلال كلمة ألقاها سعادةُ السّفير إدريس بن عبد الرحمن الخنجري المندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف في الدورة الـ 58 لمجلس حقوق الانسان أنها تواصل متابعة تداعيات الحرب في غزة بقلق بالغ، وما أسفرت عنه من خسائر فادحة في الأرواح، حيث خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء على مدار أكثر من 13 شهرًا مشيرة إلى أنها كشفت بوضوح عن عجز المؤسسات الدولية في تحمل مسؤولياتها تجاه وقف الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وقال سعادةُ السّفير إن هذه الأزمة وضحت أن مبادئ حقوق الإنسان، التي يفترض أن تكون مرجعية عالمية، أصبحت في العديد من الأحيان مجرد شعارات تُدار وفقًا للمصالح والنفوذ، مما أدى إلى تبرير جرائم الإبادة الجماعية، والتهجير القسري، والانتهاكات المستمرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ سنوات.
وأضاف سعادتُه في الوقت الذي فشلت فيه العديد من المؤسسات الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة أو اتخاذ قرارات حاسمة لوقف الحرب، نجد أن بعض الدول الغربية قد رفضت اتخاذ إجراءات رمزية لصالح الشعب الفلسطيني، معتبرة أن ذلك يشكل تهديدًا للمصالح الإسرائيلية.
ولفت سعادة السفير إلى أن العالم يقف اليوم عند مفترق طرق للوصول إلى مجتمع دولي يقوم على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل، والامتثال للقانون الدولي، وحماية حقوق الإنسان لجميع الشعوب مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لتجديد دور مؤسسات الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان، لتصبح أكثر تمثيلًا ومصداقية وفعالية في معالجة القضايا الجوهرية، وأن تكون منبرًا للأمل والسّلام المستدام.