أظهرت بيانات تتبع السفن أن ناقلة نفط أميركية، يُشتبه منذ فترة طويلة في أنها تحمل نفطا إيرانيا خاضعا للعقوبات، أفرغت حمولتها بالقرب من ولاية تكساس الأحد، حتى في الوقت الذي هددت فيه طهران باستهداف الناقلات التجارية في الخليج الفارسي، وفق لوكالة أسوشيتدبرس.

وبينت بيانات تتبع السفن التي حللتها الوكالة، أن ناقلة "Suez Rajan" التي ترفع علم جزر مارشال، شرعت في نقل حمولتها على مدى ساعات إلى سفينة أخرى هي "MR Euphrates"، بالقرب من غالفستون، على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب شرقي هيوستن.

وأصبح مصير شحنة سفينة "سويس راجان" عالقا وسط التوترات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، حتى في الوقت الذي تعمل فيه طهران وواشنطن على مبادلة مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية مقابل الإفراج عن خمسة إيرانيين - أميركيين محتجزين في طهران. وتحاول إيران التهرب من العقوبات والاستمرار في بيع نفطها في الخارج، بينما تصادر الولايات المتحدة وحلفاؤها الشحنات منذ انهيار الاتفاق النووي عام 2019. 

وحذر الحرس الثوري الإيراني من وصفهم بالمتورطين في تفريغ حمولة "السويس راجان" بأنهم "يجب أن يتوقعوا ردا". وعززت البحرية الأميركية وجودها بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة في الشرق الأوسط، حيث أرسلت قوات وحاملة الطائرات "يو أس أس باتان" عبر مضيق هرمز في الأيام القليلة الماضية، وتفكر البحرية الأميركية في وضع أفراد مسلحين على متون السفن التجارية التي تسافر عبر المضيق لمنع إيران من احتجاز مزيد من النفس.

ولم يرد المسؤولون الأميركيون ومالكو "سويس راجان"، شركة أوكتري كابيتال مانجمنت ومقرها في لوس أنجلوس، على طلبات أسوشيتدبرس للتعليق، وفقا للوكالة.

بدأت ملحمة "سويس راجان" في فبراير 2022، عندما قالت جماعة "متحدون ضد إيران النووية" إنها تشتبه في أن الناقلة كانت تحمل نفطا من جزيرة خرج الإيرانية، محطة إيران الرئيسية لتوزيع النفط في الخليج الفارسي.

ولأشهر، بقيت السفينة راسية في بحر الصين الجنوبي قبالة الساحل الشمالي الشرقي لسنغافورة قبل أن تبحر فجأة إلى خليج المكسيك من دون تفسير. ويعتقد محللون أن المسؤولين الأميركيين استولوا على شحنة السفينة، على الرغم من عدم وجود وثائق صادرة عن محكمة تؤكد ذلك، في وقت مبكر من يوم الأحد، تتعلق بـ"سويس راجان". 

في غضون ذلك، احتجزت إيران ناقلتين بالقرب من مضيق هرمز، إحداهما تحمل شحنة لشركة شيفرون كورب الأميركية. وفي يوليو هدد قائد الذراع البحري للحرس الثوري الإيراني بعمليات إضافية ضد أي جهة تفرغ حمولة "سويس راجان"، في الوقت الذي ربطت فيه وسائل الإعلام الحكومية في إيران احتجاز الناقلتين بما آلت إليه شحنة "سويس راجان".

وقال الأدميرال علي رضا تنكسيري في ذلك الوقت أن إيران ستحمل "أي شركة نفط سعت إلى تفريغ نفطنا من السفينة المسؤولية، كما نحمل أميركا المسؤولية"، مضيفا قوله: "لقد انتهى زمن اضرب واهرب، وإذا ضربوا، يجب أن يتوقعوا الرد".

وقالت أسوشيتدبرس إن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لم ترد على طلب للتعليق على تفريغ ناقلة "سويس راجان". وأكدت وكالة أنباء إيرنا الحكومية قصة أسوشيتد برس، لكنها لم تذكر مزيدا من تفاصيل. وحذرت المؤسسات البحرية المدعومة من الغرب في الخليج الفارس في الأيام الأخيرة من زيادة خطر مصادرة إيران للسفن في مضيق هرمز. 

وضمن اتفاق إيران النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى استعادة طهران القدرة على بيع النفط رسميا في الأسواق الدولية. لكن في عام 2018، انسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بشكل أحادي من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات الأميركية على إيران، ما أغلق الباب في وجه إيران للاستفادة من تجارة النفط الخام المربحة، وهي محرك رئيسي لاقتصاد إيران وحكومتها. كما بدأت عملية مطاردة شحنات النفط الإيرانية - بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات المتصاعدة المنسوبة إلى إيران منذ عام 2019. 

وأصبح التأخير في تفريغ شحنة "سويس راجان" قضية سياسية أيضا بالنسبة لإدارة الرئيس جو بايدن، إذ بقيت السفينة راسية لعدة أشهر في خليج المكسيك، ربما بسبب قلق الشركات من التهديدات الإيراني. 

وفي رسالة مؤرخة الأربعاء، طلب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين من البيت الأبيض تحديثا حول مصير شحنة السفينة "سويس راجان"، التي تقدر قيمتها بحوالي 56 مليون دولار. وقالوا إن تلك الأموال يمكن أن تذهب إلى صندوق تعويض الأميركيين ضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة، والذي يعوض المتضررين من هجمات 11 سبتمبر وأزمة الرهائن في إيران عام 1979، وغيرها من الاعتداءات المسلحة. 

وجاء في الرسالة: "نحن مدينون لهذه العائلات الأميركية بفرض عقوباتنا". وقالت السناتورة الجمهورية جوني إرنست، وهي أحد الموقعين على الرسالة، في بيان الأحد إنه "لا ينبغي لأي خصم أجنبي أن يشكك في قوة أميركا". وتابعت: "لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى، يجب على إدارة بايدن فرض عقوباتنا الحالية، والتوقف عن إعطاء الضوء الأخضر لإرهاب (الحرس) و’دبلوماسية’ الرهائن وعدم السعي لاسترضاء دولة تهتف 'الموت لأميركا'". 

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن عائدات تهريب النفط الإيراني تدعم فيلق القدس، الوحدة الاستكشافية التابعة للحرس الثوري والتي تعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط. 

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

قيادي بمستقبل وطن: مصر لن تحيدها التهديدات عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية

استنكر رشاد عبد الغني ، القيادي بحزب مستقبل وطن ، محاولات القوى الموالية والداعمة للاحتلال الإسرائيلي ممارسة الضغوط على القيادة السياسية والدولة المصرية بسبب مواقفها الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية ورفضها المساس بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، مؤكدا أن نجاح جهود مصر للحفاظ للدفاع عن القضية الفلسطينية وإقرار الهدنة ووقف الانتهاكات الصهيونية الصارخة التي تهدد الأمن القومي في المنطقة أصابهم بحالة من الإحباط والفشل.


وأوضح عبد الغني في بيان له اليوم، أن محاولة التخطيط لتهديد مصر وقيادتها السياسية لتحيد عن موقفها الثابت والداعم تجاه القضية الفلسطينية، والتلويح بصور ورسائل مفهومة عبر وسائل إعلام موالية للاحتلال الإسرائيلي والقوى الدولية الداعمة له، لن يثني مصر عن جهودها ومواقفها لردع ممارسات الاحتلال وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها يوميا بحق المدنيين العزل والنساء والأطفال والمرضى في غزة.


وأضاف القيادي في حزب مستقبل وطن، أن مصر ستظل على مواقفها وجهودها ومحاولاتها لحشد الرأي العام العالمي وتحريك المجتمع الدولي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف الحرب الإسرائيلية على غزة التي باتت تهدد أمن مصر القومي والسلام والأمن الإقليمي والدولي، باعتباره التزام وطني وانطلاقا من المسؤولية التي تقع على عاتقها كشقيقة كبرى لدول المنطقة.


وشدد رشاد عبد الغني على أن مصر لم ولن تتخلى عن دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة التي لن تتحقق إلا بحل الدولتين، رغم ما تواجهه من تحديات ومعاناة جراء مواقفها الوطنية المشرفة وورفضها مخطط التهجير القسري للفلسطينيين والتعدي على حق الشعب الفلسطيني وممارسة كافة أوجه الابتزاز السياسي والأمني والاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • وصول شحنة جديدة من مشغلات الكلى إلى مخازن الإمداد الطبي عبر ميناء مصراتة
  • المعارضة الإيرانية: النظام في طهران يعمل على إنتاج قنبلة نووية
  • قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب "دوار السفينة" شرقي حلب
  • بكري: التهديدات الإسرائيلية والتحريض على الرئيس ‏‏«بلطجة مرفوضة» ورد المصريين سيكون رادعا
  • ناقلة غاز ثانية بحمولة 4600 طن تصل مصب النفط في مدينة بانياس وتبدأ تفريغ حمولتها
  • مركز مكافحة الأمراض يتسلم شحنة مشغلات معملية للكشف عن الدرن ونقص المناعة والالتهاب الكبدي
  • السلطات الإيرانية تسلم العراق قاتلا قطّع زوجته 13 قطعة في السليمانية
  • صحيفة تتحدث عن رسالة سرية بعثتها الخارجية الإيرانية إلى ترامب
  • عاجل | أسوشيتد برس عن مسؤولين: فصائل عراقية متحالفة مع إيران تعيد النظر في مطلبها خروج القوات الأميركية بعد سقوط الأسد
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر لن تحيدها التهديدات عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية