رغم التهديدات الإيرانية.. سويس راجان تفرغ حمولتها قرب تكساس
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أظهرت بيانات تتبع السفن أن ناقلة نفط أميركية، يُشتبه منذ فترة طويلة في أنها تحمل نفطا إيرانيا خاضعا للعقوبات، أفرغت حمولتها بالقرب من ولاية تكساس الأحد، حتى في الوقت الذي هددت فيه طهران باستهداف الناقلات التجارية في الخليج الفارسي، وفق لوكالة أسوشيتدبرس.
وبينت بيانات تتبع السفن التي حللتها الوكالة، أن ناقلة "Suez Rajan" التي ترفع علم جزر مارشال، شرعت في نقل حمولتها على مدى ساعات إلى سفينة أخرى هي "MR Euphrates"، بالقرب من غالفستون، على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب شرقي هيوستن.
وأصبح مصير شحنة سفينة "سويس راجان" عالقا وسط التوترات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، حتى في الوقت الذي تعمل فيه طهران وواشنطن على مبادلة مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية مقابل الإفراج عن خمسة إيرانيين - أميركيين محتجزين في طهران. وتحاول إيران التهرب من العقوبات والاستمرار في بيع نفطها في الخارج، بينما تصادر الولايات المتحدة وحلفاؤها الشحنات منذ انهيار الاتفاق النووي عام 2019.
وحذر الحرس الثوري الإيراني من وصفهم بالمتورطين في تفريغ حمولة "السويس راجان" بأنهم "يجب أن يتوقعوا ردا". وعززت البحرية الأميركية وجودها بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة في الشرق الأوسط، حيث أرسلت قوات وحاملة الطائرات "يو أس أس باتان" عبر مضيق هرمز في الأيام القليلة الماضية، وتفكر البحرية الأميركية في وضع أفراد مسلحين على متون السفن التجارية التي تسافر عبر المضيق لمنع إيران من احتجاز مزيد من النفس.
ولم يرد المسؤولون الأميركيون ومالكو "سويس راجان"، شركة أوكتري كابيتال مانجمنت ومقرها في لوس أنجلوس، على طلبات أسوشيتدبرس للتعليق، وفقا للوكالة.
بدأت ملحمة "سويس راجان" في فبراير 2022، عندما قالت جماعة "متحدون ضد إيران النووية" إنها تشتبه في أن الناقلة كانت تحمل نفطا من جزيرة خرج الإيرانية، محطة إيران الرئيسية لتوزيع النفط في الخليج الفارسي.
ولأشهر، بقيت السفينة راسية في بحر الصين الجنوبي قبالة الساحل الشمالي الشرقي لسنغافورة قبل أن تبحر فجأة إلى خليج المكسيك من دون تفسير. ويعتقد محللون أن المسؤولين الأميركيين استولوا على شحنة السفينة، على الرغم من عدم وجود وثائق صادرة عن محكمة تؤكد ذلك، في وقت مبكر من يوم الأحد، تتعلق بـ"سويس راجان".
في غضون ذلك، احتجزت إيران ناقلتين بالقرب من مضيق هرمز، إحداهما تحمل شحنة لشركة شيفرون كورب الأميركية. وفي يوليو هدد قائد الذراع البحري للحرس الثوري الإيراني بعمليات إضافية ضد أي جهة تفرغ حمولة "سويس راجان"، في الوقت الذي ربطت فيه وسائل الإعلام الحكومية في إيران احتجاز الناقلتين بما آلت إليه شحنة "سويس راجان".
وقال الأدميرال علي رضا تنكسيري في ذلك الوقت أن إيران ستحمل "أي شركة نفط سعت إلى تفريغ نفطنا من السفينة المسؤولية، كما نحمل أميركا المسؤولية"، مضيفا قوله: "لقد انتهى زمن اضرب واهرب، وإذا ضربوا، يجب أن يتوقعوا الرد".
وقالت أسوشيتدبرس إن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لم ترد على طلب للتعليق على تفريغ ناقلة "سويس راجان". وأكدت وكالة أنباء إيرنا الحكومية قصة أسوشيتد برس، لكنها لم تذكر مزيدا من تفاصيل. وحذرت المؤسسات البحرية المدعومة من الغرب في الخليج الفارس في الأيام الأخيرة من زيادة خطر مصادرة إيران للسفن في مضيق هرمز.
وضمن اتفاق إيران النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى استعادة طهران القدرة على بيع النفط رسميا في الأسواق الدولية. لكن في عام 2018، انسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بشكل أحادي من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات الأميركية على إيران، ما أغلق الباب في وجه إيران للاستفادة من تجارة النفط الخام المربحة، وهي محرك رئيسي لاقتصاد إيران وحكومتها. كما بدأت عملية مطاردة شحنات النفط الإيرانية - بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات المتصاعدة المنسوبة إلى إيران منذ عام 2019.
وأصبح التأخير في تفريغ شحنة "سويس راجان" قضية سياسية أيضا بالنسبة لإدارة الرئيس جو بايدن، إذ بقيت السفينة راسية لعدة أشهر في خليج المكسيك، ربما بسبب قلق الشركات من التهديدات الإيراني.
وفي رسالة مؤرخة الأربعاء، طلب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين من البيت الأبيض تحديثا حول مصير شحنة السفينة "سويس راجان"، التي تقدر قيمتها بحوالي 56 مليون دولار. وقالوا إن تلك الأموال يمكن أن تذهب إلى صندوق تعويض الأميركيين ضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة، والذي يعوض المتضررين من هجمات 11 سبتمبر وأزمة الرهائن في إيران عام 1979، وغيرها من الاعتداءات المسلحة.
وجاء في الرسالة: "نحن مدينون لهذه العائلات الأميركية بفرض عقوباتنا". وقالت السناتورة الجمهورية جوني إرنست، وهي أحد الموقعين على الرسالة، في بيان الأحد إنه "لا ينبغي لأي خصم أجنبي أن يشكك في قوة أميركا". وتابعت: "لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى، يجب على إدارة بايدن فرض عقوباتنا الحالية، والتوقف عن إعطاء الضوء الأخضر لإرهاب (الحرس) و’دبلوماسية’ الرهائن وعدم السعي لاسترضاء دولة تهتف 'الموت لأميركا'".
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن عائدات تهريب النفط الإيراني تدعم فيلق القدس، الوحدة الاستكشافية التابعة للحرس الثوري والتي تعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
بهلوي: العلاقات الإيرانية الخليجية قبل الثورة الإسلامية كانت مثمرة
تحدث رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق ونجل شاه إيران الراحل، عن رؤيته لمستقبل العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى أن التغيير السياسي المحتمل في إيران يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتعزيز التعاون الإقليمي.
وأوضح بهلوي، في حواره مع CNN، أن العلاقات بين إيران ودول الخليج قبل الثورة الإسلامية كانت مثمرة للغاية، مؤكدًا أن هناك إمكانات هائلة لاستعادة تلك العلاقات وبنائها على أسس من الاستقرار والاحترام المتبادل.
وقال: "إذا سألنا قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة محمد بن سلمان أو محمد بن زايد، عن العلاقة التي كانت تربط والديهما بإيران قبل الثورة، ما نوع العلاقة التي كانت قائمة، كانت مثمرة للغاية ويمكن أن تكون أفضل بكثير حتى في المستقبل".
وأكد أن مصلحة إيران الوطنية تكمن في أن تكون عنصرًا فاعلًا في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى العمل مع دول الجوار لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الازدهار للجميع، بما يشمل الإيرانيين والعراقيين والسعوديين والإماراتيين والمصريين والسوريين".
وأشار إلى أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تعاونًا إقليميًا فعالًا، مع التركيز على المصالح المشتركة التي تخدم تطلعات شعوب المنطقة بأكملها.
وفي نيسان/ أبريل عام 2023، وبوساطة صينية، اتفق وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والإيراني الراحل حسين أمير عبد اللهيان، على فتح سفارتي البلدين.
جاء ذلك بحسب بيان مشترك بين البلدين نقلته وكالة الأنباء السعودية، عقب لقائهما في العاصمة الصينية بكين، بعد الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية في 10 مارس/آذار 2023.
وأفاد البيان، بأنه جرت مباحثات بين الوزيرين في بكين، "في إطار التنسيق بين البلدين حيال الخطوات اللازمة لاستئناف العمل الدبلوماسي والقنصلي بينهما".
وأكد الجانبان خلال المباحثات على "أهمية متابعة تنفيذ اتفاق بكين وتفعيله، بما يعزز الثقة المتبادلة ويوسع نطاق التعاون، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة".