خلال المائدة المستديرة التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة "بعنوان "الاقتصاد البرتقالي والثقافة المصرية.. شراكة من أجل مستقبل مستدام" برعاية د.أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.. شدد خبراء في مجال الثقافة والإعلام والاقتصاد على الدور الفاعل الذي يمكن أن يلعبه الاقتصاد المصري في إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد المصري وإبراز الهوية الثقافية المصرية عالميًّا، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.

 

 

 

تفاصيل الاقتصاد البرتقالي والثقافة المصرية

 


خلال المائدة المستديرة، تحدث الدكتور حامد عيد الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة، ومستشار ثقافي سابق بالمغرب، ومقرر لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري، ومدير الندوة عن دور الاقتصاد البرتقالي الذي بدأ في التسعينيات والذي يمثل اندماج الفن والابتكار مع الأنشطة الاقتصادية، وأضاف أن هذا المفهوم طرح من قبل الرئيس الكولومبي السابق إيفان دوكي، ووزير الثقافة الكولومبي السابق فيليب بويتراجو، حيث يعكس أهمية الإبداع في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في السنوات الأخيرة.


وقد حظيت الأنشطة الثقافية والإبداعية باهتمام كبير كونها تمثل محركًا رئيسا للنمو الاقتصادي وفرص العمل.


وعن مصر قال إنها تتمتع بإرث ثقافي غني وموارد بشرية مؤهلة لتحقيق طفرة هائلة، ما يتيح لها استغلال هذه الموارد بتطوير منتجات ثقافية وإبداعية مبتكرة.


وعن الجامعات قال إن لها دورًا في تعزيز الاقتصاد البرتقالي لا يمكن إنكاره، ولكنها تحتاج إلى توفير بيئة داعمة للإبداع من خلال إنشاء مساحات عمل مشتركة ومختبرات مجهزة جيدًا، كما أن بناء الشراكات مع المؤسسات الثقافية والصناعية يعد أمرًا ضروريًّا لتوفير الفرص التدريبية والتوظيفية للخريجين وتعزيز التعاون بين القطاع الأكاديمي والخاص.

 

الإعلامي الدكتور حسين حسني

 


عرض الإعلامي الدكتور حسين حسني المذيع بقناة الغد - نائب مقرر لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة عددا من الأدلة التي تؤكد العلاقة بين الاقتصاد البرتقالي الفراعنة المصريين، مشيرًا إلى أن اللون البرتقالي الذي يرمز إلى هذا النوع من الاقتصاد كان رمزًا للثقافة والإبداع والهوية عند المصريين القدماء، حيث تزيّنت به العديد من المعابد والمقابر الفرعونية.

 

الإعلامي الدكتور حسين حسني


كما قدم الدكتور حسين حسني استراتيجية إعلامية أشاد بها المشاركون في المائدة المستديرة، تستهدف الترويج لمصر كوجهة عالمية أولى للاستثمار في الاقتصاد البرتقالي، والتي اشتملت على المواصفات الإعلامية العالية لمضمون الرسالة الإعلامية المصرية الخاصة بالاقتصاد البرتقالي، بجانب الآليات الفعالة لمخاطبة الجمهور المصري والعربي والأجنبي، بجانب أهم القوالب الإعلامية والصحفية التي يمكن استخدامها خلال عملية الترويج، والتي تتناسب مع وسائل الإعلام الرقمية، كما عرض المواصفات الإعلامية التي ينبغي توافرها في الصحفيين والإعلاميين المعنيين بالاقتصاد البرتقالي.


وأكد الدكتور حسين حسني على أهمية تضافر جهود الجهات الإعلامية المعنية لتنفيذ هذه الخطة بأعلى درجات الكفاءة مثل الهيئة الوطنية للإعلام، ونقابة الإعلاميين ونقابة الصحفيين والهيئة العامة للاستعلامات، مشيرا إلى أهمية تنظيم الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الاقتصاد البرتقالي للصحفيين والإعلاميين المعنيين بهذا المجال الحيوي.

 

الكاتب محمد خضير

 


وتحدث الكاتب محمد خضير الصحفي ببوابة روزاليوسف وعضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة عن مساهمة القطاعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل والتنوع الثقافي، مطبقًا على  الإعلام، مؤكدًا أن الأنشطة والصناعات الثقافية والإبداعية ليست مجرد جزء من التراث الوطني، بل هي أيضًا عنصر أساسي في تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته.
وبما أن الاقتصاد البرتقالي، المعروف أيضا بـ "الصناعات الإبداعية الثقافية"، يشير إلى مجموعة من السلع والخدمات التي تنتجها الصناعات الثقافية المعتمدة على الابتكار.


ويتضمن الاقتصاد البرتقالي 6 قطاعات رئيسة تشمل التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، والتصميم والخدمات الإبداعية.
كما يتفرع منه مجالات أخرى مثل صناعة النشر، السينما، الموسيقى، الفنون بمختلف أنواعها، والمتاحف والمكتبات.
وبالتالي نجد أن الاقتصاد الإبداعي هو جزء مهم من الاقتصاد العالمي؛ حيث أدركت دول العالم أهمية الصناعات القائمة على المعرفة، ومنها الصناعات الإبداعية التي باتت عنصرًا مهمًّا في اقتصادات كثير من هذه الدول من خلال مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص العمل.

وتبذل وزارة الثقافة جهودًا كبيرة لتعزيز الصناعات الإبداعية بها، باعتبارها محركًا للنمو الاقتصادي، وأحد العوامل الرئيسة لتعزيز مكانتها الثقافية على المستويين الإقليمي والعالمي، وتسعى إلى تشجيع الابتكار والإبداع، ما يؤدي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والإبداعية.
كما عرف الخبراء الصناعات الإبداعية بأنها تلك السلع والخدمات التي تستخدم الإبداع ورأس المال الفكري كمدخلات أولية، والتي تشمل 4 مجموعات، هي: التراث، والفنون، ووسائل الإعلام، والإبداعات الوظيفية.


متسائلًا: كيف يمكن للثقافة أن تسهم في تنمية اقتصادات الدولة المصرية؟ مفيدًا أن الثقافة المصرية تعد رافدًا اقتصاديًّا مهمًّا، فهي تلعب دورًا أساسيًّا في تنمية الاقتصاد المحلي، وتعد كذلك من خلال استثمار الفعاليات الثقافية مثل المهرجانات، المعارض، الملتقيات، والمؤتمرات، ويمكن جذب الشباب والجمهور، وكذلك جذب العرب والأجانب وزيادة الإيرادات.


وهذه الفعاليات لا تعزز فقط من الوعي الثقافي لدى الشباب، بل تساهم أيضًا في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الأنشطة التجارية المحلية، وقطاع السياحة ليلتحم مع وزارة الثقافة من خلال التعاون مع وزارة السياحة والآثار، للحفاظ على الصناعات الثقافية والإبداعية وتسويقها من خلال وسائل الإعلام المحلية والدولية.


موصيًا بأهمية مساهمة القطاعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل والتنوع الثقافي.. ودور الإعلام في هذا الجانب بأن يتم إعادة السياحة الثقافية إلى الواجهة وفق رؤية وخطة تنموية شاملة، وكذلك إبراز دور الصناعات الثقافية والإبداعية وإبراز أهميتها في وسائل الإعلام باعتبارها ركيزة أساسية تتجذر في العادات والتقاليد المصرية، مسهمةً بشكل كبير في المشهد الاقتصادي الوطني.


وطالب خضير بتوفير فرص العمل للشباب الذي يحمل موهبة أو لديه مشروع ينتمي إلى الصناعات الثقافية وتوفير الخدمات والدعاية والإعلام والوصول به إلى دعم الاقتصاد من خلال الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل جزءًا مهمًّا من هذا القطاع.

 

الدكتورة  منى الحديدي

 


عرّفت الدكتورة  منى الحديدي، أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب بجامعة حلوان، مقررة لجنة الشباب، الاقتصاد البرتقالي بأنه يشير إلى الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالإبداع والثقافة، وأضافت أنه خلال السنوات العشر الأخيرة برز مفهوم الاقتصاد البرتقالي كأحد الحلول الفعالة لتعزيز الاقتصاد من خلال الاعتماد على الإبداع والثقافة، فالشراكة بين الثقافة والاقتصاد أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل بناء مستقبل أكثر نموًّا يضمن حيوية الثقافة المصرية في الميدان الاقتصادي العالمي، فالاقتصاد البرتقالي يمثل فرصة حقيقية لمصر للاستفادة من ثقافتها الفنية المتنوعة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الثقافة والإعلام التنمية المستدامة فى مصر الثقافة المصرية المجلس الأعلى للثقافة كلية العلوم جامعة القاهرة وزير الثقافة وزارة الثقافة الثقافیة والإبداعیة الصناعات الإبداعیة الاقتصاد البرتقالی الصناعات الثقافیة الثقافة المصریة الأعلى للثقافة فرص العمل من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. 26 شراكة مع الاقتصادات الأكثر حيوية عالمياً

 شهد برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة منذ إطلاقه في شهر سبتمبر من عام 2021 وحتى نهاية الربع الأول من العام الجاري 2025 إبرام دولة الإمارات 26 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع دول وتكتلات دولية ذات أهمية اقتصادية استراتيجية إقليمياً وعالمياً على خريطة التجارة الدولية.


فقد وقعت دولة الإمارات منذ بداية العام الجاري 5 اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع كل من "ماليزيا ونيوزيلاندا وكينيا وأوكرانيا وأفريقيا الوسطى" ما يمثل توسعاً كبيراً في شبكة التجارة الخارجية للدولة ويوفر المزيد من الفرص للقطاع الخاص ومجتمع الأعمال الإماراتي في مجموعة من الاقتصادات الأكثر حيوية في العالم.

ودخلت 6 اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة حيز التنفيذ فعليًا، فيما تم التوقيع رسميًا على 14 اتفاقية جميعها تخضع حاليًا للإجراءات الفنية والتصديق تمهيدًا لدخولها حيز التنفيذ قريبًا.. كما تم إنجاز مفاوضات 6 اتفاقيات أخرى، والتوصل إلى البنود النهائية استعدادًا للتوقيع عليها لاحقًا.


ويواصل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة خلال عام 2025 مسيرته التي بدأها من خلال توسيع شبكة الشركاء التجاريين والاستثماريين لدولة الإمارات حول العالم بما يعزز موقع الدولة وحضورها على صعيد التجارة المفتوحة ومتعددة الأطراف على مستوى العالم.

وتعمل دولة الإمارات حالياً على استكمال مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع عدد من دول العالم ذات التأثير الاقتصادي الكبير لاسيما مع اليابان والتي تُستكمل المفاوضات معها قبل نهاية العام الجاري 2025 مما يعكس حرص البلدين الصديقين على تعزيز التعاون الاقتصادي وفتح آفاق جديدة للشراكة التنموية بما يسهم في دعم الازدهار الاقتصادي وتهيئة مزيد من الفرص لمجتمعي الأعمال في البلدين.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يستقبل حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام بمناسبة عيد الفطر المبارك العيد في الإمارات.. القطاع السياحي بكامل طاقته وسط حجوزات قياسية

وأظهرت نتائج أهم 4 اتفاقيات دخلت حيز التنفيذ نمواً إيجابياً في حجم التجارة غير النفطية حيث نمت التجارة بين الإمارات والهند بنسبة 20.5 % فيما زادت نسبة الصادرات الإماراتية للهند بنسبة 75% في نهاية العام 2024.

وشهدت التجارة مع تركيا نمواً بنسبة تزيد على 11% وأندونيسيا بنمو أكثر من 15% و جورجيا بما يزيد على 56% مما يعكس الأثر الإيجابي لاتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة ونتائجها المهمة التي ظهرت على أرض الواقع وتترجمها أرقام التجارة الخارجية والتي عادة ما تظهر نتائجها بعد 5 سنوات أو أكثر من دخولها حيز التنفيذ.

وتنعكس اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة بشكل إيجابي على بيانات التجارة الخارجية للدولة والتي تشهد نمواً مستمراً إذ ساهم برنامج اتفاقيات الشراكة في تسريع هذا المسار التصاعدي نحو تحقيق مستهدفات التجارة الخارجية ضمن رؤية "نحن الإمارات 2031" التي تستهدف الوصول بقيمة التجارة الخارجية غير النفطية من السلع للدولة إلى 4 تريليونات درهم وترسم مسار زيادة الصادرات الإماراتية من السلع غير النفطية إلى 800 مليار درهم بحلول عام 2031.

وانعكس الأثر الإيجابي لاتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة على مختلف القطاعات لاسيما التجارة الخارجية غير النفطية للدولة إلى جانب خدمات إعادة التصدير و"قطاعات الخدمات اللوجستية والطاقة النظيفة والمتجددة ومنتجات وحلول وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة والخدمات المالية والصناعات الخضراء والمواد المتقدمة والزراعة والنظم الغذائية المستدامة".

وتعكس اتفاقيات الشراكة الاقتصادية أهمية التجارة الحرة القائمة على القواعد في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتنمية الشاملة كما أن تنوّعها وقدرتها على توقيع شراكات نوعية مع اقتصادات حيوية يضاعف الفرص ويفتح مجالات أوسع حول العالم وفي أسواقه للقطاعات الاقتصادية الوطنية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • المجلس الأعلى للشباب: قريباً إطلاق مبادرة أفكار الرقمية
  • العراق ودولتين يستحوذون على 62% من الصناعات الانشائية الأردنية
  • الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأوروبية التي انسحبت من سوقنا
  • وزير الاقتصاد يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بحلول عيد الفطر
  • «المنجرد» بطلا للمسابقة الثقافية بنادي جعلان
  • الإمارات..26 شراكة مع الاقتصادات الأكثر حيوية عالمياً
  • وزير الاقتصاد يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بحلول عيد الفطر المبارك
  • الإمارات.. 26 شراكة مع الاقتصادات الأكثر حيوية عالمياً
  • زراعة قناة السويس تطلق مؤتمرها البيئي الأول لمستقبل أخضر مستدام
  • محمد بن راشد: مستمرون في بناء جسور الصداقة والتجارة والثقافة مع جميع دول العالم