لبنان ٢٤:
2025-01-27@08:03:10 GMT

ميشال عون: هل يسمع العالم؟

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

 كتب الرئيس ميشال عون عبر حسابه على منصة "إكس":
"الأرض لأبنائها، لمن يرويها بدمه، لمن يدافع عنها باللحم الحي، لمن يستشهد على طريق العودة اليها. ولا أحد، لا أحد يمكنه اقتلاعه منها. هذا ما يصرخ به مشهد اليوم، فهل يسمع العالم؟".

 .

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئيس ميشال عون

إقرأ أيضاً:

نرجسية ترامب والعودة للاستعمار

 

حاتم الطائي

 

قرارات ترامب تتوافق مع طبيعته النرجسية والشعبوية

"نهج الصفقات" يُهيمن على سياسات ساكن البيت الأبيض

النزعة الاستعمارية لترامب تتجلى في قضية قناة بنما وكندا

 

لم تكن القرارات التي اتِّخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدقائق الأولى من تولي منصبه في العشرين من يناير، مُفاجئة لنا كمُراقبين ومُحللين للسياسات الأمريكية، ولم نستبعد ذلك الخطاب المليء بالشعبوية وتعمُّد توجيه سهام النقد اللاذع- وربما غير الملائم- لكل من يُخالفه الرأي وخصوصًا الحزب الديمقراطي، وتلميحاته المُباشرة إلى فشل إدارة سلفه جو بايدن أثناء حضوره، كل ذلك كان مُتوقعًا.

ورغم أنَّ الكثير من المُحللين يُصنِّفون ترامب على أنَّه "غير مُتوَقَّع"، إلّا أنه في المقابل مُتوَقَّع تمامًا، ترامب مُتوَقَّع منه أن يُمارس شعبويته التي باتت تُعرف بـ"الترامبية" في كل حديث وكل كلمة، ولا يُخفي ذلك أبدًا؛ بل يتباهى به ويتفاخر. ولا شك أنَّ مثل هذه الصفة تعكس نرجسيةً حادةً في شخصيته الغريبة والبعيدة كُل البُعد عن أي نهج سياسي أمريكي عُرف من قبل. نعم الشعبوية- كخطاب سياسي- ليست جديدة على الساحة السياسة في أمريكا أو العالم، لكنها لم تصل لهذه الدرجة من الفجاجة والوضوح على لسان وتصرفات الرجل الأول في أمريكا، وزعيم أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم! ترامب النرجسي يتملكه شعور عميق بالفوقية على كثير من الفئات، ويعكس هذه النرجسية ويرغب في "نقلها" إلى أتباعه، ليزيد لديهم الشعور بالتفوُّق العرقي. نرجسية ترامب تدفعه دائمًا إلى تنفيذ رغباته المُلحة في الاستحواذ على كل شيء، على الأموال والاستثمارات، والتكنولوجيا والصناعة، والتجارة، وغيرها، الرجل من شدة نرجسيته يُريد كل شيء حرفيًا، حتى إنه يُريد أن "يسترد"- كما يزعم- قناة بنما، فقط لأنَّها تفرض رسومًا مرتفعة على السفن الأمريكية، ويسعى كذلك لـ"ضم" جرينلاند، وجعل كندا الولاية رقم 51. وفي جانب التجارة، يُريد ترامب النرجسي فرض رسوم كبيرة على الواردات من دول مثل الصين والمكسيك وكندا، ليس لزيادة الإيرادات الجمركية وحسب، بل لمُعاقبة هذه الدول على أمور يراها فقط بعينه! أضف إلى ذلك، أنه يشترط لعمل تطبيق "تيك توك" الصيني، أن تؤول ملكية 50% من أسهمه إلى مستثمرين أمريكيين، وبالطبع هو يقصد حليفه أغنى رجل في العالم الملياردير إيلون ماسك.

هذا التفكير النرجسي الاستعماري، يؤكد أنَّ "ترامب 2" نسخة أشد وأعنف من "ترامب 1"، الذي حكم بين عامي 2016 و2020، وتعرض للهزيمة أمام غريمه بايدن، ثم عاد فيما يبدو لكي يُعوِّض ما فاته خلال الفترة التي لم يكن يجلس فيها في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. عاد ترامب إلى السُلطة بعد "الثأر" من بايدن، وإجباره على الانسحاب من السباق الرئاسي، وإلحاق هزيمة نكراء بالديمقراطيين، الذين لم يجدوا سوى كامالا هاريس نائبة الرئيس، لتخوض المنافسة أمام مرشح شرس، عُرف عنه تبني أسلوب فظ في التَّعامل مع منافسيه؛ بل وربما توجيه الكلمات الجارحة والخادشة للحياء.

كل ما سبق يُؤكد أنَّ ترامب لا يكترث بالتداعيات الخطيرة التي قد تحدث نتيجة لأيٍ من سياساته وتوجهاته؛ حيث يمضي مثل قائد مركبة بلا مكابح، يعتمد نهج "الصفقات" المُربحة له فقط، وليس بالضرورة أن تكون مربحة لكافة الأطراف. وتجلى ذلك في "اتفاق غزة"؛ حيث مارس تهديدات غير مسبوقة على الأطراف كلها، بما فيها إسرائيل، التي ظلت تحت حماية ودعم أمريكا في تنفيذ أبشع جريمة إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة. لكن ترامب ومن باب ضرورة وقف نزيف الدعم الأمريكي لإسرائيل أمر نتنياهو بالتوقيع على الاتفاق، خاصة وأنه يعتقد أن غزة "مليئة بالأمور الرائعة التي يُمكن تنفيذها"، وهو ما يُعيد إلى الأذهان "صفقة القرن" المزعومة التي بشر بها ترامب في ولايته الأولى، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا، خصوصًا بعد "طوفان الأقصى".

الواضح لدينا أنَّ سياسات ترامب الداخلية والخارجية، لا تنفصل عن شخصيته النرجسية الاستعمارية، ففي الداخل أصدر في اليوم الأول من حكمه قرارات شعبوية تُظهره وكأنَّه يملك سلطات شبه مُطلقة، منها ما يُخالف الدستور الأمريكي نفسه (مثل إلغاء حق الجنسية بالولادة)، ومنها ما يُؤجج مشاعر غضب الأقليات العرقية، مثل قرار إعفائه عن شرطيين أُدينا بقتل شاب أسود. إلى جانب قرارات مُخالفة للأعراف والتقاليد الدبلوماسية الأمريكية مثل الانسحاب من المُنظمات الدولية وإعلان رغبته في احتلال الدول وانتزاع ملكيات دولية مثل قناة بنما وجرينلاند، وكذلك تعاليه على دول أوروبا والشرق الأوسط وطلبه أن يدفعوا له المزيد من الأموال في مُقابل ما يقول إنها حماية أمريكية لهم، بل وصل الأمر إلى مطالبة أعضاء حلف "الناتو" بزيادة إسهاماتهم المالية في الحلف العسكري.

ترامب يريد أن يُحوِّل قيادته لأمريكا مثلما يقود شركة العقارات خاصته، فكما أن هناك "منظمة ترامب" (المجموعة الاستثمارية الأمريكية العملاقة) يبدو أننا سنرى "منظمة أمريكا"، في صورة إبرام اتفاقيات وصفقات تحت سيف التهديد والوعيد، صفقات تخدم طرفًا واحدًا فقط، وهو ترامب الطرف الذي يُظهر قوة؛ بل قوة مفرطة؛ سواء في الحديث أو الفعل أو التفكير. ولذلك نجد ترامب يروج لنفسه على أنَّه شخص "مُلهَم" أو "صاحب رؤية"؛ حتى إنه يزعم أنَّ الله أرسله لهذا العالم لكي يُنقذ البشرية، وأنَّ الله نجاه من الموت أكثر من مرة من أجل أن يحمي أمريكا!

ويبقى القول.. إن العالم اليوم أمام رئيس أمريكي نرجسي، يتعالى على قادة وزعماء العالم، ويتعمد إحراجهم وتوبيخهم على الملأ.. رئيس لا تعنيه المشكلات العالمية، بقدر ما تعنيه انعكاساتها على الداخل الأمريكي، الذي يمثل الأولوية له في كل شيء، ويُريد أن يصنع من نفسه بطلًا قوميًا عظيمًا مثل جورج واشنطن وإبراهام لينكون، وغيرهما، ويسعى لنيل جائزة نوبل في السلام، وربما طباعة صورته على الدولار الأمريكي، وقد استبق ذلك بإصدار عملة رقمية باسمه تحمل صورته وقصة شعره الشهيرة... والحقيقة الآن أنَّ المستقبل كفيل بالكشف عمّا سيواجه العالم خلال السنوات الأربع المُقبلة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لماذا تتميز جامعة اوكسفورد كواحدة من أفضل جامعات العالم؟
  • كرة اليد.. مصر تتأهل إلى دور الثمانية لكأس العالم
  • البابا فرنسيس: نزاع السودان تسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم
  • بغداد تتذيل مدن العالم في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025
  • جوي أووردز 2025
  • نرجسية ترامب والعودة للاستعمار
  • بالصورة.. شاهد الإرهاب الحقيقي الذي ينهش العالم
  • العالم في اليوم الثاني لانتصار غزة.. الحتميات الثلاث
  • قرار عاجل في المغرب استعدادا لاستضافة كأس العالم 2030