الصراع الطويل على قناة بنما.. من السيطرة الأمريكية إلى التهديدات الصينية
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
لطالما كانت قناة بنما محورًا استراتيجيًا في التاريخ الجيوسياسي للعالم، إذ تمثل حلقة وصل حيوية بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وهي تلعب دورًا مهمًا في التجارة العالمية، وفي ظل التطورات الأخيرة، أصبح الصراع حول هذه القناة مرة أخرى على رأس الأجندة العالمية، مع تجدد الجدل بشأن سيطرة الولايات المتحدة والصين على هذا الممر المائي التاريخي.
هذا الصراع الذي يمتد على أكثر من قرن من الزمن، يتجدد اليوم وسط تصاعد التوترات بين القوى العظمى.
بداية الصراع وتأسيس قناة بنما
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ الاهتمام الأميركي ببناء قناة تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
وفي عام 1903، وقّع الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت على اتفاق مع السلطات البنمية لإنشاء القناة بعد أن دعمت بلاده انفصال بنما عن كولومبيا، وبذلك بدأت القناة التي كان يشيدها الأميركيون تتشكل لتصبح أحد أكبر الإنجازات الهندسية في القرن العشرين، وكانت بداية الهيمنة الأميركية على المنطقة.
من الفوائد الاقتصادية إلى التوترات السياسية
بحلول العشرينيات من القرن العشرين، لم تعد القناة مجرد مشروع هائل من الناحية الهندسية، بل أصبحت حجر الزاوية للاقتصاد الأميركي، خاصة في شحن النفط من كاليفورنيا إلى المدن على الساحل الشرقي.
ولكن مع مرور الوقت، زادت الاحتجاجات البنمية بسبب تفاوت الفوائد بين الولايات المتحدة وبنما، مما ساهم في تفجر أعمال شغب في عام 1964، حيث سقط العديد من الضحايا.
تسليم القناة إلى بنما
وفي عام 1977، وقّع الرئيس الأميركي جيمي كارتر اتفاقًا مع الزعيم البنمي عمر توريخوس نص على تسليم القناة إلى بنما بحلول عام 2000، ومع ذلك ظلت الولايات المتحدة تحتفظ بحق التدخل العسكري لضمان حياد القناة.
وفي عام 1989، غزت الولايات المتحدة بنما للإطاحة بالجنرال مانويل نورييجا، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى، لكن مع نهاية الصراع، تم تسليم القناة فعليًا لبنما.
الخصخصة والتوترات الحديثة
مع اقتراب نهاية القرن العشرين، بدأت بنما خصخصة أصول قناة بنما، حيث عرضت شركة "هاتشيسون وامبوا" الصينية عرضًا مغريًا للفوز بعقود تشغيل الموانئ المرتبطة بالقناة.
فمنذ ذلك الحين، ارتفعت المخاوف الأميركية بشأن "وجود الصين" في القناة، خاصة مع الاتهامات التي ما دام رافقت وجود الشركات الصينية في المنطقة.
الاتهامات الأميركية بين الحقيقة والخيال
وكانت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن سيطرة الصين على القناة عبر الشركات التابعة لها مثار جدل، حيث أكد أن الصين "تدير" القناة، وهو ادعاء تم نفيه رسميًا، إذ أن القناة تديرها الهيئة البنمية بشكل مستقل.
ومع ذلك، يظل الاهتمام الأميركي بموقع القناة وأثره على التجارة العالمية محوريًا، خاصة مع استمرار الهيمنة الصينية في مشاريع البنية التحتية على مستوى العالم.
وتمثل قناة بنما اليوم أكثر من مجرد ممر مائي؛ فهي رمز للصراع على النفوذ الاقتصادي والجيوسياسي بين القوى العظمى.
ومع تزايد الاستثمارات الصينية في أميركا اللاتينية عبر مبادرة "الحزام والطريق"، يظل هذا الصراع مستمرًا، وقد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتهامات احتجاجات استثمارات استراتيجي اقتصاد العالم الاحتجاجات الاتهامات الاستثمارات الاحتجاج التهديدات الصينية التجارة العالمية التطورات الأخيرة الخصخصة التوترات السياسية الساحل الشرقي السيطرة الأمريكية الشركات التابعة الصينية الفوائد الاقتصادية القرن العشرين الممر المائي الولايات المتحدة والصين الولايات المتحدة تهديدات تصاعد التوترات حجر الزاوية دونالد ترامب كولومبيا كاليفورنيا قناة بنما
إقرأ أيضاً:
احتفالات رأس السنة الصينية في دبي تجمع بين التكنولوجيا والتراث
نظمت القنصلية العامة الصينية في دبي فعالية “دفء الربيع وسعادة السنة الجديدة” احتفالاً برأس السنة الصينية “عام الأفعى”، حيث تضمنت مسيرة استثنائية لأكثر من 60 مركبة كهربائية من إنتاج 13 شركة صينية، انطلقت من نادي دبي للفروسية إلى العاصمة أبوظبي.
وقالت سعادة أو بوه تشيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي والإمارات الشمالية، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن هذه الفعالية تهدف إلى تعزيز التفاهم الثقافي بين الإمارات والصين، مشيرة إلى أن السنوات الخمس الماضية شهدت نجاحاً كبيراً في تنظيم مسيرة رأس السنة الصينية، بمشاركة مجتمعية واسعة.
وأضافت أن هذه الاحتفالات تُعد فرصة لتعريف المجتمع المحلي بجمال وتنوع الثقافة الصينية، مؤكدة أن الفعالية هذا العام ركزت على دعوة المزيد من الأصدقاء المحليين والعالميين للمشاركة الفعالة، مما يعزز الروابط الثقافية بين الشعبين.
وتضمنت الفعالية عروضاً ثقافية صينية تقليدية مثل رقصات التنين والأسد، إضافة إلى تسليط الضوء على المركبات الكهربائية الصينية التي تجاوز إنتاجها 10 ملايين مركبة في عام 2024، مع تصدير أكثر من مليوني مركبة للأسواق العالمية.
وأكدت سعادة أو بوه تشيان أن الصين والإمارات تعملان معاً لتحقيق حجم تبادل تجاري يصل إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2030، مشيدة بجهود البلدين لتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة النظيفة والتنمية المستدامة.
واختتمت الفعالية بعروض ثقافية وفنية مميزة، مما أضفى أجواء احتفالية جمعت بين الأصالة الصينية وروح التعاون الثقافي مع الإمارات.