بوابة الوفد:
2025-04-25@02:48:40 GMT

حماس ..والحرب الإعلامية

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

بعد تسليم الدفعة الثانية من الأسيرات المجندات الأربعة في المرحلة الأولي من الهدنة تسببت حماس في ردود فعل سلبية واسعة النطاق على المستويات الفلسطينية، العربية، والدولية بسبب  أسلوب الاستعراض والتركيز علي الظهور الإعلامي المبالغ فيه الذي اتبعته حماس في هذه العملية

ويتوقف استمرار الهدنة إذا تم الالتزام بتسليم أسري  أحياء، كما يتوقف انهيار الاتفاق وعودة الحرب في حال تأكدت إسرائيل من وجود خسائر كبيرة بين الأسري ، فإذا انهارت الصفقة ستعود إسرائيل إلى التصعيد العسكري، وقد يكون الهجوم على غزة أكثر فمصير الصفقة والهدنة بين حماس وإسرائيل يظل غامضًا ومفتوحًا على عدة احتمالات، تتوقف على أداء الطرفين ومدى التزامهما بشروط الاتفاق.

وفي ظل الضغط الدولي والإقليمي، يبقى مستقبل غزة معلقًا بين استمرارية الهدنة أو عودة الحرب بأشكال أكثر عنفًا وتعقيدًا

أعتقد أن الحرب الإعلامية التي تقودها حماس اليوم رغم تفوقها فيها لكنها جاءت متأخرة ولن تغيّر من الواقع شيئًا. فقد انتهت اللعبة، وموازين القوى الدولية باتت مختلفة تمامًا،مع تصدّر الكيان الصهيوني المشهد في الشرق الأوسط ووصول ترامب إلي البيت الأبيض والذي هدد بجحيم في الشرق الأوسط إذا لم يتم تسليم الأسري

وقد يكون صمت إسرائيل رغم كل ما يحدث هو تحضير لردّ انتقامي سيكون الأقوى بعد إنهاء ملف الأسري وعودة الرهائن ،  وهذا ما اتوقعه منذ البداية فإسرائيل تحتاج من الصفقة إرجاع الرهائن والذي يمثل هذا الملف إرباك لنتنياهو داخل المجتمع الإسرائيلي من خلال المظاهرات اليومية داخل إسرائيل ويريد أن يرتاح من هذا الإرباك ، وبعدها لن يكون هناك قيد أو شرط أو أي ضغوط لديه في الإستمرار في الحرب

المشاهد الأخيرة التي نقلتها وسائل الإعلام من غزة، بما في ذلك استقبال الأسرى والهتافات المؤيدة لحماس، ستزيد من التوتر وقد توحد الصف الإسرائيلي المشتت حاليا خاصة بعد إستقالة بعض الوزراء في حكومة نتنياهو وتهديد البعض الاخر بالاستقالة إن لم تستمر الحرب مرة أخري بعد إطلاق الأسري حتي تحقيق أهدافها  فالإحزاب السياسية بمختلف أطيافها السياسية، يمينًا ويسارًا بعد المشاهد الأخيره والإستفزاز من قبل حماس قد تقف خلف الحكومة الإسرائيلية وتمنع سقوطها إلا بعد انتهاء الحرب وتحقيق جميع أهدافها .

وقد بدا وجه رئيس وزراء اإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظهوره الإعلامي  الأخير وهو  يعكس ملامح من الحزن وحالة من الغضب والرغبة في الانتقام بدرجة تفوق ما ظهر في يوم 7 أكتوبر لعدم قدرتة علي تحقيق أي نصر يذكر أو تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة لحرب غزة وأولها القضاء علي حماس وعودة الأسري وكلاهما لم يتحقق بالحرب مما إضطره للتفاوض لإرجاع الأسري ، فضلا عن ظهور حماس بهذه الصورة في قطاع غزة،  مما أثار سخرية كثير من الإسرائيلين علي حكومة نتنياهو فبعد 14 شهر من القتال والتدمير والهجمات الجوية والبرية وتدمير 80 بالمائة من قطاع غزة إلا أن حماس مازالت موجوده للدرجة التي دعي بعض الإسرائيليين إلي القول أنه لكي نقضي علي حماس يجب أولا أن نقضي علي حكومة نتنياهو  و يبدو أن الرد القادم لن يكون مجرد تصعيد عادي، بل خطة شاملة تحمل في طياتها رسالة لإنهاء حماس .

الأحداث الأخيرة بما في ذلك الاستعراض العسكري لعناصر حماس والظهور الإعلامي المبالغ فيه ، تشير إلى نهج يفتقر إلى القراءة السياسية الدقيقة، ويؤدي إلى تعقيد المشهد أكثر مما يخدم القضية الفلسطينية، كما قد تستغل إسرائيل الهتافات التي صدرت عن بعض سكان غزة ضد إسرائيل بصفة خاصة واليهود بصفة عامة مع التأييد لحماس في القطاع لتعطي مبررًا إضافيًا لها  لتبرير سياساتها أمام العالم. فالخطاب العدائي يعزز الرواية الإسرائيلية بأن هناك عداءً جوهريًا لا يمكن تجاوزه، مما يفتح الباب أمام خطط مثل التهجير القسري والطوعي وتفتيت السكان الفلسطينيين..

ومن الواضح أن حركة حماس قد فقدت  كثير من قدراتها العسكرية ومكانتها السياسية وتحاول تعويضه بالظهور الإعلامي المبالغ فيه مما يعطي إنطباعا زائفا بعكس الحقيقة  سواء داخل الساحة الفلسطينية أو الإقليمية،الاستعراضات العسكرية ومحاولات إثبات الوجود من قبل حماس لن تؤدي سوى إلى مزيد من المعاناة لسكان القطاع. فالعالم قد يغض الطرف عن مصير الغزيين بعد انتهاء قضية الرهائن، مما يترك غزة أمام مستقبل مجهول، خاصة إذا استمرت حماس في التصرف بمعزل عن الواقع الإقليمي والدولي .كما أن استعراض القوة الميداني لا تخدم سوى مصلحة إسرائيل التي تسعى لاستغلال هذه الأحداث  لمزيد من التدمير والتصعيد العسكري والذي سيكون دون ضوابط  في غزة.

حماس ضعفت  كقوة عسكرية وسياسية فاعلة، لكن إسرائيل ما زالت تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية طويلة المدى في غزة، أحد أبرز السيناريوهات هو فتح المعابر أمام سكان غزة للهجرة الطوعية. هذه الخطوة لن تُنتج لاجئين بالمعنى التقليدي، بل سيجري دمج الغزيين كمواطنين في الدول التي يلجؤون إليها. بهذه الطريقة، تحاول إسرائيل تجنب تكرار تجربة نكبة عام 1948، التي أفرزت ملايين اللاجئين الفلسطينيين ومؤسسات إغاثة دائمة. وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل جذري وهو أحد أهداف إسرائيل منذ أحداث 7أكتوبر

وفي ظل التوجه الدولي وخاصة الأمريكي بقيادة ترامب  نحو فرض "سلام بالقوة" في الشرق الأوسط، من غير المرجح أن تكون هناك أي ضغوط دولية حقيقية تمنع إسرائيل من استكمال عملياتها في غزة. فتسليم الأسري  قد يكون خطوة تريح حكومة نتنياهو من الضغط الشعبي وضغط اهالي الرهائن، لكنه في ذات الوقت قد يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الإسرائيلية غير المقيدة وإطلاق يد إسرائيل في القطاع دون قيد أو شرط،فلا مكان للإسلام السياسي في ظل التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط.

ما يجري في غزة اليوم يعكس مرحلة دقيقة وحاسمة، ليس فقط على المستوى الفلسطيني، بل على المستوى الإقليمي والدولي.ما يجري في غزة في الوضع الراهن ليس سوى جزء من مشهد أكبر يعيد تشكيل ملامح المنطقة، حيث المصالح السياسية والاقتصادية تحكم، فبعد أن تحقق إسرائيل جميع أهدافها العسكرية والسياسية في غزة، ستُسلم ملفها للإدارة الأمريكية و جهة دولية، ومن ثم ستنسحب، لكن هذا السيناريو ليس وشيكا الأن، ويبدو أن الإسلام السياسي بشكل عام وحماس بشكل خاص، يواجهان رفضًا متزايدًا على المستوى العالمي. ومع عدم قبول قادة حماس لهذا الواقع وتجاوبها مع المعادلة الجديدة في الشرق الأوسط مع محاولة تعويض ذلك بالظهور الإعلامي قد يؤدي إلى تصعيد خطير ينتج عنه مزيد من التدمير والا غتيالات .

قضية إعادة إعمار غزة لن تكون لصالح الفلسطينيين، بل ستكون مرهونة بشروط الدول الداعمة والحليفة لأمريكا وإسرائيل ،وتحت إشراف شركات عالمية ومؤسسات أمريكية، وقد تصبح أمريكا صاحبة النفوذ الأكبر في غزة، كم أن المساعدات والإعمار والتي وعدت بها كثير من الدول شريطة عدم وجود حماس قد يؤثر هذا الظهور الإعلامي لحماس عليها , فالمجتمع الدولي لن يدعم عملية الإعمار طالما أن حماس تسعى لتأكيد وجودها العسكري بين السكان، مما يجعل السكان هم الضحية الأولى لهذه السياسات . 

وعلي النقيض ستسعي إسرائيل لاستمرار حربها ضد غزة  وتهجيرهم بعيدا عن الإعلام ،وستختفي تدريجيًا الأخبار عن غزة بعد إنتهاء صفقة تسليم الرهائن . ولن يسمع أحد صوت الغزيين،سوى عبر أخبار خفيفة بين الحين والآخر.كما أن الصدى الإعلامي سيتوقف، والغزيون سيعانون من واقعهم القاسي بصمت،و يغادرون غزة بلا ضجيج في أخطر مرحلة من مراحل الحرب وهي الهدف الرئيسي من حرب غزة وهي المرحلة الأخيرة والأهم فيما يطلق عليها " الحرب الصامتة "

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط حکومة نتنیاهو حماس فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة

#سواليف

حددت دراسة أمنية إسرائيلية 4 #بدائل وصفتها بالقاتمة أمام #تل_أبيب للتعامل مع قطاع #غزة تمثلت في #حكم_عسكري مطول أو #تهجير_السكان أو إقامة #حكم_فلسطيني “معتدل” أو بقاء الوضع القائم.

وقال معهد دراسات الأمن الإسرائيلي (غير حكومي) في دراسة بعنوان ” #البدائل_الإستراتيجية لقطاع غزة” إنه بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على #الحرب على قطاع غزة تقف إسرائيل عند مفترق طرق، وعليها صياغة إستراتيجية مناسبة لمستقبل القطاع.

وأعد الدراسة الباحث في معهد دراسات الأمن القومي عوفير غوترمان الذي عمل سابقا محللا أول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة “أونروا”: نفاد إمدادات الدقيق في قطاع غزة 2025/04/24

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 11 ألف مفقود، وتفرض حصارا مطبقا على جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية، مما تسبب بمجاعة قاسية.

بدائل “قاتمة”

وترى الدراسة أن إسرائيل “تواجه مجموعة من البدائل القاتمة، جميعها إشكالية في آثارها وجدواها، وأول تلك البدائل: تشجيع الهجرة الطوعية، وهو خيار لم تُدرس عواقبه الإستراتيجية بدقة في إسرائيل، وإمكانية تحقيقه ضعيفة”.

أما البديل الثاني فهو “احتلال القطاع وفرض حكم عسكري مطول، ومع أن ذلك قد يُضعف حماس بشدة لكنه لا يضمن القضاء عليها وينطوي على خطر تعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للخطر، وتكبد تكاليف باهظة أخرى طويلة الأجل”.

وعن البديل الثالث أوضحت الدراسة “إقامة حكم فلسطيني معتدل في القطاع بدعم دولي وعربي، وهو خيار تكاليفه على إسرائيل منخفضة، لكنه يفتقر حاليا إلى آلية فعالة لنزع سلاح القطاع وتفكيك قدرات حماس العسكرية، وأخيرا احتمال فشل مبادرات الاستقرار السياسي والعسكري، مما يترك حماس في السلطة”.

كما أشارت إلى البديل الرابع، وهو “استمرار الوضع الراهن، وينبع هذا البديل أساسا من واقع تمتنع فيه إسرائيل عن الترويج لمبادرات عسكرية أو سياسية في قطاع غزة، أو تفشل في المبادرات التي تسعى إلى تنفيذها”.

وقال غوترمان إن قائمة البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة صممت من خلال دراسة استقصائية شاملة لمختلف الخيارات المطروحة في الخطاب الإسرائيلي والعربي والدولي، سواء مبادرات عملية طرحتها جهات رسمية أو اقتراحات من معاهد بحثية ومحللين.

إستراتيجية ثنائية الأبعاد

وتوصي الدراسة بتنفيذ إستراتيجية ثنائية الأبعاد تجمع بين العمل العسكري والسياسي، وهي “جهد عسكري مكثف ومتواصل لا يهدف فقط إلى تقويض حماس وقدراتها، بل أيضا إلى إرساء أسس استقرار بديل حاكم لحماس، وبالتوازي مع ذلك، مبادرة سياسية لبناء بديل حاكم معتدل تدريجيا في قطاع غزة من شأنه أيضا دعم وتسريع نجاح الجهد العسكري”.

ورأت الدراسة أن هذه الإستراتيجية “تتطلب تعاونا وثيقا مع الدول العربية، وينبغي أن تكون جزءا من اتفاق إقليمي يشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وخطوات نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي”.

وقالت إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأفق السياسي المتوخى في هذه الإستراتيجية هو “أفق استقلال وسيادة محدودين”.

أما بالنسبة لإسرائيل -وفقا للدراسة ذاتها- فتحافظ الخطة على الحرية الأمنية والعملياتية والجهود المستمرة للقضاء على حماس وإحباط التهديدات الناشئة في القطاع من خلال مزيج من التدابير العسكرية والاقتصادية والقانونية والسياسية.

واعتبرت الدراسة أن “هذه الإستراتيجية المقترحة أكثر تعقيدا في التنفيذ مقارنة بالبدائل أحادية البعد التي تناقش حاليا في إسرائيل، ولكنها واقعية من حيث جدواها العملية، وعلى النقيض من البدائل الأخرى”.

حماس متجذرة

ولفتت الدراسة إلى أنه “من المهم الإدراك أن حماس ليست ظاهرة خارجية أو جديدة أو عابرة في التجربة الفلسطينية -خاصة بقطاع غزة- بل هي متجذرة بعمق وجوهر فيه”، وفق تعبيرها.

وقالت إن حماس وُلدت في قطاع غزة، وأعضاؤها محليون لا يعملون من خلال شبكات تنظيمية فحسب، بل أيضا من خلال شبكات عائلية.

وأشارت إلى أنه على مدار عقود من وجودها نجحت حماس بترسيخ وعيها السياسي الديني والقومي في المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط مكثف في جميع مجالات الحياة.

وأضافت الدراسة أن الجيل الذي نشأ في قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين لا يعرف بديلا لحماس.

واعتبرت أن الوضع المدني في قطاع غزة غير قابل للاستمرار دون إعادة إعمار واسعة النطاق، لكن مستقبل إعادة الإعمار غير واضح، وفق تعبيرها.

ورأت الدراسة أن إسرائيل قادرة على قمع حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكنها لن تقضي عليها.

وفي بداية حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافا لها، أبرزها: تفكيك قدرات “حماس” وحكمها للقطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، لكنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها.

وتقول المعارضة الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو لم تنجح بالحرب ولا تملك إستراتيجية لليوم التالي لها.

مقالات مشابهة

  • 4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة
  • 4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة
  • ساعر يطلب من بنك إسرائيل إلغاء فئة الـ200 شيكل بسبب حماس والأخير يرد
  • أمريكا والحرب البرية على اليمن
  • بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • مناظرة العيدروس للوليد مادبو التي ارجات احمد طه الى مقاعد المشاهدين
  • بنكيران يصف الدعوات التي ترفض استقبال ممثل عن حماس بالمغرب بـقلة الحياء (شاهد)
  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»