إيني تستأنف أنشطة الحفر في ليبيا بعد توقف 10 سنوات بمشاريع استراتيجية جديدة
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
ليبيا – شركة “إيني” الإيطالية تكشف خططها الطموحة لتعزيز إنتاج الغاز وتقليل الانبعاثات في ليبيا تعزيز الإنتاج ومشاريع جديدة
أكد “لوكا فيغناتي”، مدير التنقيب والإنتاج في شركة “إيني” للطاقة، أن الشركة الإيطالية الرائدة تستعد لتنفيذ مشاريع استراتيجية طموحة في ليبيا خلال العام 2025. وأوضح في مقابلة مع موقع “إنيرجي كابتل آند باور”، أن هذه المشاريع تهدف إلى زيادة إنتاج الغاز، ودعم السوق المحلي الليبي، وتلبية احتياجات أوروبا من الغاز عبر مشاريع حديثة مثل تطوير حقلي الغاز “أي” و”إي” في البحر الأبيض المتوسط.
قال “فيغناتي” إن شركة “إيني” استأنفت أنشطة الاستكشاف البرية بعد توقف دام 10 سنوات، مشيرًا إلى أن الشركة بدأت أنشطة الحفر في مناطق غدامس البرية وتخطط لحفر بئر استكشافية في المياه العميقة بمنطقة صبراتة خلال النصف الثاني من 2025. وأكد أن قرب هذه المشاريع من البنية التحتية للغاز سيسرع من وصول الغاز إلى السوق المحلي والدولي.
مشاريع استراتيجية لتقليل الانبعاثاتأشار “فيغناتي” إلى أن الشركة تعمل على 3 مشاريع رئيسية، تشمل مشروع الهياكل “أي” و”إي”، ومشروع “استخدام غاز بوري”، ومشروع “ضغط صبراتة”، موضحًا أن هذه المشاريع تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون بما يزيد عن 3.5 مليون طن سنويًا. وأضاف أن مشروع الهياكل “أي” و”إي” سيكون الأول من نوعه في ليبيا منذ العقد الأول من القرن الـ21.
الشراكة مع مؤسسة النفط الليبيةأكد “فيغناتي” أن التعاون الوثيق بين شركة “إيني” ومؤسسة النفط الليبية يلعب دورًا حيويًا في تحقيق أهداف الشركة. وأضاف أن مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في يونيو 2023 تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة بما يتماشى مع أهداف التحول نحو الطاقة النظيفة.
أهمية الاستثمارات في الطاقةأوضح “فيغناتي” أن مشاريع “إيني” في ليبيا تسهم في تعزيز أمن الطاقة الأوروبي والليبي، مشيرًا إلى أن الشركة تُعد أكبر منتج للغاز في ليبيا، حيث تمثل 80% من الإنتاج المحلي. وأضاف أن إنتاج الشركة يوفر 3 غيغاواط من الكهرباء، ما يغطي احتياجات 70% من السوق المحلية.
وفيما يلي نص المقابلة :
س/ كيف تساهم “إيني” في إنتاج النفط والغاز في ليبيا وأمن الطاقة على نطاق أوسع؟
ج/ تتواجد “إيني” في ليبيا منذ 1959، وهي الشركة الدولية الرائدة في مجال النفط والغاز في البلاد. تعمل “إيني” في مشروع مشترك بالمناصفة مع مؤسسة النفط باسم مليتة للنفط والغاز. في عام 2024، بلغ إجمالي إنتاجها التشغيلي 403 آلاف برميل من المكافئ النفطي يوميًا.
“إيني” هي أكبر منتج للغاز في ليبيا والمورد الرئيسي للغاز إلى السوق المحلية. في عام 2024، أنتجت الشركة 8.5 مليار متر مكعب من الغاز، ما يمثل 80% من إنتاج البلاد. من هذا الإنتاج، تم تخصيص 7 مليارات متر مكعب (70% من الإنتاج) لتلبية احتياجات السوق المحلية لتوليد الكهرباء، مما وفر طاقة تزيد عن 3 غيغاواط، بينما نُقل الباقي إلى إيطاليا عبر خط “غرين ستريم”.
تم تجميع أنشطة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في 7 مناطق تعاقدية رئيسية تغطي مساحة إجمالية تبلغ نحو 80 ألف كيلومتر مربع، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط بالقرب من طرابلس، وحوض سرت البحري بالقرب من بنغازي، والصحراء الليبية. وفي أكتوبر، بدأت أنشطة الحفر الاستكشافية في مناطق غدامس البرية بالقرب من حقل الوفاء. وعلى الرغم من التحديات التي شهدتها السنوات الأخيرة، واصلت الشركة العمل والاستثمار في ليبيا بفضل دعم مؤسسة النفط المملوكة للدولة، وهي شريك قديم.
في عام 2023، تمت الموافقة على 4 مشاريع استراتيجية يجري تنفيذها حاليًا لزيادة إنتاج الغاز للسوق المحلية وللتصدير إلى أوروبا، وخفض البصمة الكربونية للأصول المشغلة بما يعادل 3.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
مشروع الهياكل “أي” و”إي” هو أول مشروع غاز رئيسي يتم تطويره في البلاد منذ العقد الأول من القرن الـ21. يعتمد المشروع على غاز بوري ويهدف إلى عدم حرق الغاز والاستفادة منه وضغط صبراتة. يعمل المشروع على تعظيم إنتاج الغاز من حقل بحر السلام.
تماشيًا مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، تشارك “إيني” في مبادرات لضمان استمرار إمدادات الكهرباء (الهدف 7)، من خلال دعم إدارة 4 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية التي توفر نحو 3 غيغاواط لتلبية احتياجات مليوني أسرة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل “إيني” على تحسين قطاع الرعاية الصحية (الهدف 3)، من خلال الدعم المباشر لمرافق الرعاية الصحية وتدريب الملاكات الطبية. وبعد توقيع اتفاقية مع المنظمة الدولية للهجرة في ديسمبر 2023، يجري تنفيذ مشروع تعاون مدته 5 سنوات لتدريب 850 شابًا لتسهيل حصولهم على فرص العمل.
س/ استأنفت “إيني” أنشطة الاستكشاف البرية في ليبيا بعد توقف دام 10 سنوات، بدءًا من البئر “3/96-أي1” في حوض غدامس. ما هي الخطوات التالية لشركة “إيني” فيما يتعلق بأنشطة الاستكشاف في البلاد؟
ج/ على مر السنين، عززت “إيني” إنتاجها في البلاد من خلال نجاحات استكشافية متكررة، مما أدى إلى تطوير العديد من الحقول العملاقة، بما في ذلك بوري وبحر السلام البحريين وأبو عتيفل والوفاء البريين. مع محفظة متجددة من مشاريع الاستكشاف، استحوذت “إيني” على السيطرة التشغيلية على امتيازات كبيرة كانت موكلة سابقًا إلى شركة “بي بي”.
استأنفت “إيني” أنشطة الاستكشاف مع إمكانية تحقيق المزيد من الاكتشافات. وتقوم الشركة بتشغيل تراخيص استكشاف جديدة في حوض غدامس البري (المنطقتين “أ” و”ب”) وحوض سرت البحري (المنطقة “ج”). ومن خلال مشروع مشترك يضم “إيني شمال أفريقيا” (42.5%)، و”بي بي” (42.5%)، والمؤسسة الليبية للاستثمار (15%)، بدأت الشركة أنشطة الحفر في المناطق البرية بغدامس بالقرب من حقل الوفاء في أكتوبر.
القرب من البنى التحتية الحالية للغاز سيكون محوريًا لسرعة الوصول إلى السوق في حالة الاكتشاف. في النصف الثاني من 2025، من المقرر حفر أول بئر استكشافية في المياه العميقة جدًا في المنطقة “ج”. علاوة على ذلك، تواصل “إيني” استكشاف تراخيصها البحرية والبرية التاريخية في ليبيا، بالاستفادة من البنية التحتية الحالية ومشاريع تثمين الغاز الجارية لتقليل الوقت اللازم للوصول إلى السوق. من المتوقع أن يتم حفر بئر بحري في منطقة صبراتة في 2025، وإجراء مسح زلزالي بري في حوض سرت خلال خطة السنوات الأربع المقبلة.
س/ يهدف مشروع “إيني” الخاص بالهياكل “أي” و”إي” إلى تعزيز إنتاج الغاز لكل من ليبيا وأوروبا. كيف تنظرون إلى أهميته الاستراتيجية بالنسبة للتعاون بين إيطاليا وليبيا في مجال الطاقة؟ وما هي الخطوات التي يتم اتخاذها لتحقيق هدف الإنتاج؟
ج/ في عام 2023، وبسبب الوضع المستقر نسبيًا، وافقت “إيني” ومؤسسة النفط بطرابلس على 3 مشاريع استراتيجية تهدف إلى زيادة إنتاج الغاز لتزويد السوق المحلية ولتصدير الغاز إلى أوروبا. تتميز هذه المشاريع ببصمة كربونية منخفضة بشكل كبير.
مشروع الهياكل “أي” و”إي”، الذي وافقت عليه مؤسسة النفط بطرابلس و”إيني” في يناير 2023، يتضمن تطوير حقلي غاز في منطقة بحر السلام في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل طرابلس. وسيتم ربطهما بمحطة المعالجة الحالية في مليتة. هذا المشروع، وهو الأول من نوعه منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21، يشمل تخزين ثاني أكسيد الكربون في حقل بحر السلام لتقليل الانبعاثات بنحو مليوني طن سنويًا. المشروع حاليًا في مرحلة التنفيذ، مع توقع بدء التشغيل التدريجي الذي يسهم في إنتاج 750 مليون قدم مكعب يوميًا.
بدأت الأنشطة الهندسية والإنشائية للمنصة المخصصة للهيكل “أي”، وستبدأ أنشطة الحفر البحري في النصف الأول من 2025. كما تم ترسية حزم المناقصات المتبقية خلال العام. أما مشروع “استخدام غاز بوري”، الذي تمت الموافقة عليه في مارس 2023، فيهدف إلى تقليل الانبعاثات بمليون ونصف المليون طن سنويًا. المشروع الثالث، “ضغط صبراتة”، يدعم إنتاج الغاز من حقل بحر السلام ويعزز الإنتاج المستقبلي. تتعاون “إيني” بنشاط مع مؤسسة النفط بطرابلس لتحديد المزيد من الفرص لزيادة توافر الغاز وتقليل الانبعاثات وتطوير الطاقة المتجددة. في يونيو 2023، تم توقيع مذكرة تفاهم لدراسة فرص خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل مشترك.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مشاریع استراتیجیة أنشطة الاستکشاف السوق المحلیة هذه المشاریع مؤسسة النفط أنشطة الحفر إنتاج الغاز بحر السلام بالقرب من أن الشرکة فی البلاد إلى السوق تهدف إلى فی لیبیا الأول من من خلال من حقل فی عام غاز فی سنوی ا
إقرأ أيضاً:
مصر وتعزيز إنتاج التمور.. رؤية استراتيجية نحو الصدارة العالمية
تولي مصر اهتمامًا متزايدًا بزراعة التمور، باعتبارها واحدة من الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال، وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الإنتاج وتحسين الجودة وزيادة الصادرات، مما يجعل التمور المصرية عنصرًا مهمًا في الاقتصاد الزراعي للدولة.
مصر في صدارة الدول المنتجة للتمور:
تحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا في إنتاج التمور بإجمالي إنتاج يصل إلى مليوني طن سنويًا، مستفيدة من مناخها الملائم وتنوع أصناف التمور المزروعة. وتضم البلاد نحو 24 مليون نخلة، منها 20 مليون نخلة مثمرة، موزعة في مناطق رئيسية مثل الوادي الجديد، الواحات البحرية، سيوة، والمنيا، وتوشكى، وغيرها.
تنوع الأصناف المصرية وجودتها العالية :
تتميز التمور المصرية بتنوع أصنافها، وأبرزها “المجدول، البرحي، السيوي، الزغلول، والحياني”، حيث تحظى بجودة عالية تجعلها تنافس في الأسواق العالمية.
ويُعد تمر المجدول من أبرز الأصناف التي تراهن عليها مصر في خطتها التوسعية، نظرًا لقيمته الاقتصادية العالية وإقبال الأسواق العالمية عليه.
إنفوجراف.. أنشطة وزارة الزراعة في أسبوعخطط طموحة لزيادة الصادرات:
رغم امتلاك مصر إمكانيات كبيرة في تصدير التمور، إلا أن صادراتها لا تزال دون المستوى المتوقع. وخلال عام 2024، صدرت مصر نحو 67 ألف طن من التمور إلى 68 دولة، وتسعى إلى زيادة هذه الكمية بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، خاصة مع التوسع في زراعة 1.6 مليون نخلة مجدول، التي ستسهم في رفع الإنتاج إلى 100 ألف طن سنويًا، وتصدير 60-70% منها.
وزراء الزراعة والشباب والرياضة والعمل يتفقدون بعض المشروعات في البحر الاحمرالأسواق المستهدفة وتوسيع الانتشار العالمي:
تمكنت التمور المصرية من دخول أسواق جديدة، حيث يتم تصديرها إلى أكثر من 40 دولة، بما في ذلك دول الخليج، أوروبا، والولايات المتحدة، وأخيرًا اليابان. وتسعى الحكومة المصرية إلى التوسع في الأسواق الآسيوية والأفريقية، مستفيدة من جودة المنتج والطلب المتزايد على التمور الفاخرة.
الاستثمار في التصنيع والتسويق :
لا تقتصر الجهود على زيادة الإنتاج فحسب، بل تشمل أيضًا تطوير صناعات تحويلية تعتمد على التمور، مثل منتجات العجينة، الدبس، السكر الطبيعي، والعلف الحيواني، مما يزيد من القيمة المضافة ويعزز فرص تصدير المنتجات المشتقة من التمور.
وزراء الزراعة والشباب والرياضة والعمل يتفقدون بعض المشروعات في البحر الاحمرصادرات مصر التمور:
كشف الدكتور عزالدين جادالله العباسي، مدير المعمل المركزي لبحوث النخيل، عن خطط مصر الطموحة لزيادة صادراتها من التمور الفاخرة، وخاصة تمور المجدول، خلال الموسم التصديري المقبل، حيث تستهدف الوصول إلى 400 مليون دولار من تصدير 70 ألف طن، إلى جانب صادراتها من أصناف أخرى مثل البرحي والسيوي، التي تبلغ حاليًا 67 ألف طن، ويعزز هذا التوجه مكانة مصر كواحدة من كبار مصدري تمور المجدول عالميًا.
وأوضح العباسي أن مصر تتصدر قائمة الدول المنتجة للتمور عالميًا بإجمالي إنتاج يبلغ مليوني طن، وتضم 20 مليون نخلة مثمرة من إجمالي 24 مليون نخلة، كما تمكنت خلال عام 2024 من تصدير التمور إلى 68 دولة بكمية بلغت 67 ألف طن، رغم امتلاكها إمكانيات تصديرية أكبر.
وأشار إلى أنه مع اكتمال زراعة 1.6 مليون نخلة مجدول، يمكن لمصر إنتاج 100 ألف طن سنويًا، يُتوقع تصدير 60-70% منها، بينما يتم تخصيص الباقي للتصنيع والاستهلاك المحلي، ومن شأن ذلك أن يعزز صادرات تمور المجدول وحدها إلى ما بين 350 و400 مليون دولار.
تعاون بين المركزي للزراعة العضوية والحشائش تحت مظلة الزراعة العضوية.. تفاصيلوأضاف أن صادرات مصر تشمل أصنافًا متعددة، منها البرحي والسيوي، بينما يتم تصدير المجدول إلى أكثر من 40 دولة، كان آخرها اليابان، ما يعكس نجاح مصر في زراعة هذا الصنف خلال العشرين عامًا الماضية.
كما أشار العباسي إلى أن عدد نخيل المجدول المزروع في مصر بلغ حوالي 1.6 مليون نخلة، وتتركز زراعته في مناطق رئيسية مثل المنيا، الواحات البحرية بمحافظة الجيزة، واحة سيوة بمحافظة مطروح، واحة الفرافرة بالوادي الجديد، ومنطقة توشكى بمحافظة أسوان.