ليبيا – شركة “إيني” الإيطالية تكشف خططها الطموحة لتعزيز إنتاج الغاز وتقليل الانبعاثات في ليبيا تعزيز الإنتاج ومشاريع جديدة

أكد “لوكا فيغناتي”، مدير التنقيب والإنتاج في شركة “إيني” للطاقة، أن الشركة الإيطالية الرائدة تستعد لتنفيذ مشاريع استراتيجية طموحة في ليبيا خلال العام 2025. وأوضح في مقابلة مع موقع “إنيرجي كابتل آند باور”، أن هذه المشاريع تهدف إلى زيادة إنتاج الغاز، ودعم السوق المحلي الليبي، وتلبية احتياجات أوروبا من الغاز عبر مشاريع حديثة مثل تطوير حقلي الغاز “أي” و”إي” في البحر الأبيض المتوسط.

استثمارات في الاستكشاف والحفر

قال “فيغناتي” إن شركة “إيني” استأنفت أنشطة الاستكشاف البرية بعد توقف دام 10 سنوات، مشيرًا إلى أن الشركة بدأت أنشطة الحفر في مناطق غدامس البرية وتخطط لحفر بئر استكشافية في المياه العميقة بمنطقة صبراتة خلال النصف الثاني من 2025. وأكد أن قرب هذه المشاريع من البنية التحتية للغاز سيسرع من وصول الغاز إلى السوق المحلي والدولي.

مشاريع استراتيجية لتقليل الانبعاثات

أشار “فيغناتي” إلى أن الشركة تعمل على 3 مشاريع رئيسية، تشمل مشروع الهياكل “أي” و”إي”، ومشروع “استخدام غاز بوري”، ومشروع “ضغط صبراتة”، موضحًا أن هذه المشاريع تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون بما يزيد عن 3.5 مليون طن سنويًا. وأضاف أن مشروع الهياكل “أي” و”إي” سيكون الأول من نوعه في ليبيا منذ العقد الأول من القرن الـ21.

الشراكة مع مؤسسة النفط الليبية

أكد “فيغناتي” أن التعاون الوثيق بين شركة “إيني” ومؤسسة النفط الليبية يلعب دورًا حيويًا في تحقيق أهداف الشركة. وأضاف أن مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في يونيو 2023 تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة بما يتماشى مع أهداف التحول نحو الطاقة النظيفة.

أهمية الاستثمارات في الطاقة

أوضح “فيغناتي” أن مشاريع “إيني” في ليبيا تسهم في تعزيز أمن الطاقة الأوروبي والليبي، مشيرًا إلى أن الشركة تُعد أكبر منتج للغاز في ليبيا، حيث تمثل 80% من الإنتاج المحلي. وأضاف أن إنتاج الشركة يوفر 3 غيغاواط من الكهرباء، ما يغطي احتياجات 70% من السوق المحلية.

 

وفيما يلي نص المقابلة :

س/ كيف تساهم “إيني” في إنتاج النفط والغاز في ليبيا وأمن الطاقة على نطاق أوسع؟

ج/ تتواجد “إيني” في ليبيا منذ 1959، وهي الشركة الدولية الرائدة في مجال النفط والغاز في البلاد. تعمل “إيني” في مشروع مشترك بالمناصفة مع مؤسسة النفط باسم مليتة للنفط والغاز. في عام 2024، بلغ إجمالي إنتاجها التشغيلي 403 آلاف برميل من المكافئ النفطي يوميًا.

“إيني” هي أكبر منتج للغاز في ليبيا والمورد الرئيسي للغاز إلى السوق المحلية. في عام 2024، أنتجت الشركة 8.5 مليار متر مكعب من الغاز، ما يمثل 80% من إنتاج البلاد. من هذا الإنتاج، تم تخصيص 7 مليارات متر مكعب (70% من الإنتاج) لتلبية احتياجات السوق المحلية لتوليد الكهرباء، مما وفر طاقة تزيد عن 3 غيغاواط، بينما نُقل الباقي إلى إيطاليا عبر خط “غرين ستريم”.

تم تجميع أنشطة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في 7 مناطق تعاقدية رئيسية تغطي مساحة إجمالية تبلغ نحو 80 ألف كيلومتر مربع، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط بالقرب من طرابلس، وحوض سرت البحري بالقرب من بنغازي، والصحراء الليبية. وفي أكتوبر، بدأت أنشطة الحفر الاستكشافية في مناطق غدامس البرية بالقرب من حقل الوفاء. وعلى الرغم من التحديات التي شهدتها السنوات الأخيرة، واصلت الشركة العمل والاستثمار في ليبيا بفضل دعم مؤسسة النفط المملوكة للدولة، وهي شريك قديم.

في عام 2023، تمت الموافقة على 4 مشاريع استراتيجية يجري تنفيذها حاليًا لزيادة إنتاج الغاز للسوق المحلية وللتصدير إلى أوروبا، وخفض البصمة الكربونية للأصول المشغلة بما يعادل 3.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

مشروع الهياكل “أي” و”إي” هو أول مشروع غاز رئيسي يتم تطويره في البلاد منذ العقد الأول من القرن الـ21. يعتمد المشروع على غاز بوري ويهدف إلى عدم حرق الغاز والاستفادة منه وضغط صبراتة. يعمل المشروع على تعظيم إنتاج الغاز من حقل بحر السلام.

تماشيًا مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، تشارك “إيني” في مبادرات لضمان استمرار إمدادات الكهرباء (الهدف 7)، من خلال دعم إدارة 4 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية التي توفر نحو 3 غيغاواط لتلبية احتياجات مليوني أسرة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل “إيني” على تحسين قطاع الرعاية الصحية (الهدف 3)، من خلال الدعم المباشر لمرافق الرعاية الصحية وتدريب الملاكات الطبية. وبعد توقيع اتفاقية مع المنظمة الدولية للهجرة في ديسمبر 2023، يجري تنفيذ مشروع تعاون مدته 5 سنوات لتدريب 850 شابًا لتسهيل حصولهم على فرص العمل.

 

س/ استأنفت “إيني” أنشطة الاستكشاف البرية في ليبيا بعد توقف دام 10 سنوات، بدءًا من البئر “3/96-أي1” في حوض غدامس. ما هي الخطوات التالية لشركة “إيني” فيما يتعلق بأنشطة الاستكشاف في البلاد؟

ج/ على مر السنين، عززت “إيني” إنتاجها في البلاد من خلال نجاحات استكشافية متكررة، مما أدى إلى تطوير العديد من الحقول العملاقة، بما في ذلك بوري وبحر السلام البحريين وأبو عتيفل والوفاء البريين. مع محفظة متجددة من مشاريع الاستكشاف، استحوذت “إيني” على السيطرة التشغيلية على امتيازات كبيرة كانت موكلة سابقًا إلى شركة “بي بي”.

استأنفت “إيني” أنشطة الاستكشاف مع إمكانية تحقيق المزيد من الاكتشافات. وتقوم الشركة بتشغيل تراخيص استكشاف جديدة في حوض غدامس البري (المنطقتين “أ” و”ب”) وحوض سرت البحري (المنطقة “ج”). ومن خلال مشروع مشترك يضم “إيني شمال أفريقيا” (42.5%)، و”بي بي” (42.5%)، والمؤسسة الليبية للاستثمار (15%)، بدأت الشركة أنشطة الحفر في المناطق البرية بغدامس بالقرب من حقل الوفاء في أكتوبر.

القرب من البنى التحتية الحالية للغاز سيكون محوريًا لسرعة الوصول إلى السوق في حالة الاكتشاف. في النصف الثاني من 2025، من المقرر حفر أول بئر استكشافية في المياه العميقة جدًا في المنطقة “ج”. علاوة على ذلك، تواصل “إيني” استكشاف تراخيصها البحرية والبرية التاريخية في ليبيا، بالاستفادة من البنية التحتية الحالية ومشاريع تثمين الغاز الجارية لتقليل الوقت اللازم للوصول إلى السوق. من المتوقع أن يتم حفر بئر بحري في منطقة صبراتة في 2025، وإجراء مسح زلزالي بري في حوض سرت خلال خطة السنوات الأربع المقبلة.

 

س/ يهدف مشروع “إيني” الخاص بالهياكل “أي” و”إي” إلى تعزيز إنتاج الغاز لكل من ليبيا وأوروبا. كيف تنظرون إلى أهميته الاستراتيجية بالنسبة للتعاون بين إيطاليا وليبيا في مجال الطاقة؟ وما هي الخطوات التي يتم اتخاذها لتحقيق هدف الإنتاج؟

ج/ في عام 2023، وبسبب الوضع المستقر نسبيًا، وافقت “إيني” ومؤسسة النفط بطرابلس على 3 مشاريع استراتيجية تهدف إلى زيادة إنتاج الغاز لتزويد السوق المحلية ولتصدير الغاز إلى أوروبا. تتميز هذه المشاريع ببصمة كربونية منخفضة بشكل كبير.

مشروع الهياكل “أي” و”إي”، الذي وافقت عليه مؤسسة النفط بطرابلس و”إيني” في يناير 2023، يتضمن تطوير حقلي غاز في منطقة بحر السلام في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل طرابلس. وسيتم ربطهما بمحطة المعالجة الحالية في مليتة. هذا المشروع، وهو الأول من نوعه منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21، يشمل تخزين ثاني أكسيد الكربون في حقل بحر السلام لتقليل الانبعاثات بنحو مليوني طن سنويًا. المشروع حاليًا في مرحلة التنفيذ، مع توقع بدء التشغيل التدريجي الذي يسهم في إنتاج 750 مليون قدم مكعب يوميًا.

بدأت الأنشطة الهندسية والإنشائية للمنصة المخصصة للهيكل “أي”، وستبدأ أنشطة الحفر البحري في النصف الأول من 2025. كما تم ترسية حزم المناقصات المتبقية خلال العام. أما مشروع “استخدام غاز بوري”، الذي تمت الموافقة عليه في مارس 2023، فيهدف إلى تقليل الانبعاثات بمليون ونصف المليون طن سنويًا. المشروع الثالث، “ضغط صبراتة”، يدعم إنتاج الغاز من حقل بحر السلام ويعزز الإنتاج المستقبلي. تتعاون “إيني” بنشاط مع مؤسسة النفط بطرابلس لتحديد المزيد من الفرص لزيادة توافر الغاز وتقليل الانبعاثات وتطوير الطاقة المتجددة. في يونيو 2023، تم توقيع مذكرة تفاهم لدراسة فرص خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل مشترك.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: مشاریع استراتیجیة أنشطة الاستکشاف السوق المحلیة هذه المشاریع مؤسسة النفط أنشطة الحفر إنتاج الغاز بحر السلام بالقرب من أن الشرکة فی البلاد إلى السوق تهدف إلى فی لیبیا الأول من من خلال من حقل فی عام غاز فی سنوی ا

إقرأ أيضاً:

توقف نفط كردستان.. خسائر بمليارات الدولارات وتأثيرات سلبية على الموزنة

بغداد اليوم - كردستان

في وقت يواجه فيه العراق تحديات اقتصادية متعددة، يُعد توقف صادرات النفط من إقليم كردستان أحد أبرز العوامل التي أثرت سلباً على الموازنة الاتحادية والخسائر الاقتصادية الناتجة عن توقف هذه الصادرات تشكل تحدياً إضافياً في مواجهة العجز المالي الذي يعاني منه البلد

 الخبير المختص في الشأن النفطي سالار عزيز أكد ،اليوم السبت (29 اذار 2025)، أن موازنة العراق هي المتضرر الأكبر من عدم استئناف تصدير نفط كردستان.

 وقال عزيز لـ "بغداد اليوم" إن "الخسائر المالية جراء توقف تصدير نفط كردستان تفوق 18 مليار دولار، وهذا المبلغ يمكن أن ينعش الموازنة الاتحادية". 

وأضاف أنه "يجب إبداء المرونة من قبل وزارة الاتحادية مع الشركات النفطية الأجنبية العاملة في الإقليم، لغرض إيجاد حل يرضي جميع الأطراف، والمستفيد الأكبر هو الموازنة العامة".

وفي ذات السياق علق الخبير في الشأن النفطي كوفند شيرواني، اليوم الخميس (6 آذار 2025)، على الجهة المعرقلة لاستئناف تصدير نفط كردستان.

وقال شيرواني في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "العقبة المتبقية حتى الآن هي التحفظات والطلبات التي قدمتها الشركات النفطية ورابطة ابيكور، التي قدمت تحفظات، من بينها طلبت وجود آلية واضحة لكيفية تسديد المستحقات النفطية عند البدء بالتصدير، وان يتم توثيقها بعقد توقع عليه الأطراف الثلاثة وزارة النفط الاتحادية، والثروات الطبيعية في الإقليم، والشركات النفطية".

وأضاف أنه "تم طلب ضمانة لتسديد المستحقات السابقة التي تقارب المليار دولار، وان يكون هذا الاتفاق مثبت على شكل عقد، وطالبت الشركات النفطية ان تعامل أسوة بالشركات العاملة في مناطق وسط وجنوب العراق".

وأشار إلى أن "هنالك اجتماعات مستمرة، ويجب تقديم مرونة من كل الأطراف، لاستعادة تصدير النفط لآن كل الأطراف هي خاسرة من توقف التصدير".

وفي شباط الماضي، أعلنت وزارة النفط الاتحادية عن استكمال الإجراءات اللازمة لاستئناف تصدير النفط المنتج في إقليم كردستان العراق عبر ميناء جيهان التركي، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي وفقا للآليات المحددة في قانون الموازنة وتعديله، وضمن سقف الإنتاج المقرر للعراق في منظمة أوبك. 

ورد الوفد التفاوضي لحكومة إقليم كردستان على إعلان وزارة النفط بدعوة الحكومة الاتحادية إلى تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها قبل المضي في عملية تصدير النفط.

وأوضح الوفد أنه رغم تأكيد حكومة الإقليم على التزامها بتطبيق قانون التعديل الأول لقانون الموازنة العامة الاتحادية، والمتعلق بإعادة تصدير النفط المنتج من حقول الإقليم إلى ميناء جيهان التركي عبر شركة "سومو"، فإن تطبيق القانون يستلزم الاتفاق على عدة نقاط أساسية، من بينها:

- تحديد الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي في الإقليم، بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية، على غرار باقي مناطق العراق.

- وضع آلية واضحة ومحددة لدفع مستحقات شركات الإنتاج والنقل إلى حكومة الإقليم، وفقا لما ورد في القانون.

مقالات مشابهة

  • من النفط إلى الكهرباء: خطة لاستثمار الغاز المصاحب
  • توقف نفط كردستان.. خسائر بمليارات الدولارات وتأثيرات سلبية على الموازنة
  • توقف نفط كردستان.. خسائر بمليارات الدولارات وتأثيرات سلبية على الموزنة
  • ما مصير تخصيصات مشاريع فك الاختناقات المرورية؟
  • العراق يستعد لأكبر قفزة في إنتاج الكهرباء: خطط لتعويض نقص الغاز
  • وزير الكهرباء بشأن ايقاف استيراد الغاز الإيراني: سنعاني من صيف ساخن
  • وضع خطة طارئة لزيادة إنتاج النفط والغاز بحقل الناصرية جنوبي العراق
  • مجلة فرنسية: فوضى مربحة في ليبيا تغذيها عائدات النفط
  • روسيا.. ابتكار محفز جديد لتعزيز إنتاج النفط الثقيل عالي اللزوجة
  • شركة طلابية بالداخلية تتبنى إنتاج علف بروتيني للحيوانات