د.حماد عبدالله يكتب: " عدم إنسانية " الطاقة الحيوية !!
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
لا يمكن أن يكون لدينا رصيد من التجارب التراكمية ونهملها ونسعى لإجراء تجربة جديدة، فى مجال سبقتنا إليه كل دول العالم، وكل المجتمعات التى تقدمت علينا، سواء فى مجال العلم أو التعليم أو الإدارة أو حتى فى مجال الرياضة والألعاب فى ساحات المدارس والجامعات !!
إن تراكم التجارب، هو رصيد للأمة لا يجب أبدًا تجاهله، ولا يمكن أبدًا أن تتعامل معه على أنه (رجس من عمل الشيطان ) لأن التجربة غير مقيدة بأسمائنا وأسماء والدينا رحمهما الله !!
وإذا جاز هذا التصرف بين أفراد الأسرة أو أولاد الأشقاء وأولاد العم، فلا يجوز أبدًا إجرائها فى الوطن، وفيما يخص الشعب صاحب الحق الوحيد فى التراكم العلمى والإقتصادى والإجتماعى !! إن تراكم التجارب هى أصل من أصول هذا الوطن، يجب التمسك به، وتنقيته من الشوائب وإعلاء القيمة المضافة فيه !!
إن تجاربنا فى الزراعة والصناعة، يجب أن تكون نبراس لحياتنا المعاصرة وأن نتعلم من أخطائنا ولعلنا ونحن نواجه أزمة عالمية فى توفير الغذاء والطاقة وتجربتنا بأن نزرع محاصيل ذات قيمة سعرية عالية مثل الكنتالوب والفواكة والخضراوات، لكى نشترى بناتج بيعها محاصيل أقل سعرًا فى العالم مثل القمح والذرة والشعير والعدس والفول، هذه النظرية قد إضمحلت، وقد إنتهت جدواها الإقتصادية !!
حيث تحول العالم الأول من مستورد للطاقة النمطية ( بترول وغاز) إلى منتج للطاقة الحيوية بإستخدام المحاصيل الزراعية فى إستخراجها ورغم عدم إنسانية هذا الإتجاه، إلا أن أكبر الدول فى العالم قوة وإقتصاد متمسكين بهذا الإتجاه، ولعل ما ظهر فى مؤتمر (الفاو) فى خلال إجتماعه لمناقشة هذا الأمر منذ أكثر من خمس أعوام مضت، وأصبح بند دائم على جدول أعمال ( الفاو ) كل إجتماعاته حتى اليوم، بأن لا سبيل أمامنا كإحدى الدول المستوردة للغذاء، إلا طريق واحد وهو الإعتماد على الذات فى إنتاج إحتياجاتنا وهنا لا بد من الرجوع إلى الخبرات التراكمية المصرية فى الزراعة ولا بد من تحسين سبل الرى والترشيد فى المياه وتحويل أراضينا إلى صوامع غلال الأمة المصرية وليست الأمة الرومانية كما كان فى العصور الوسطى !!
لا بد من إستخدام تجاربنا وتراكمها فى الطاقة، وترشيد إستهلاكنا، ولعلنا نتذكر أوربا إبان حرب 73، حينما أوقفوا سير السيارات لمدة يومين فى الإسبوع والعودة لركوب الخيل، والبهائم والعجل بغير محركات، حتى يوفروا فى إستنفاذ الطاقة (بنزين ومحروقات) !
لا بد من العودة إلى خبراتنا المتراكمة حتى ننجو مما هو قادم (أعوذ بالله) !!
وهذا بأيدينا وتحت إمرتنا فالأرض موجودة، والمياه جارية أمامنا والأبار متفجرة (غرب الموهوب، وأبو منقار بالواحات الداخلة ) والشمس ساطعة والبنية الأساسية متاحة (شرق العوينات، توشكى، حول بحيرة ( السد العالى ، وشمال سيناء) إذن ما هى حجة المصريين ؟؟
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: لا بد من
إقرأ أيضاً:
أحمد الأشعل يكتب: المصريون في صندوق النقد الدولي.. أدوار قيادية تبرز كفاءة الخبرات المصرية
تعد العقول المصرية في الخارج أحد أكبر الثروات الوطنية التي تستفيد منها مصر، حيث أثبت العديد من الكفاءات المصرية أنها قادرة على المنافسة العالمية وتحقيق إنجازات بارزة في شتى المجالات. تأتي هذه العقول من خلفيات متنوعة تجمع بين العلوم والاقتصاد والهندسة والسياسة، وقد شقت طريقها إلى المناصب القيادية في المؤسسات الدولية، مظهرة مدى القدرة المصرية على التأثير في القرارات العالمية.
من بين المؤسسات التي شهدت حضورًا مميزًا للمصريين على مدار الأعوام، صندوق النقد الدولي، والذي يُعتبر واحدًا من أهم المؤسسات المالية العالمية التي تضع السياسات الاقتصادية وتقدم الدعم المالي للعديد من دول العالم. وكان للكوادر المصرية مكانة مرموقة داخل هذا الصندوق، مما يعكس مستوى الثقة والكفاءة الذي تتمتع به هذه العقول. ولعل من أبرز الأسماء التي ارتبطت بالصندوق في السنوات الأخيرة، يأتي الدكتور محمود محيي الدين والدكتور محمد معيط، وهما مثالان ساطعات على قدرة مصر على تقديم خبرات عالمية تتولى مسؤوليات كبرى على الصعيد الدولي.
الدكتور محمود محيي الدين يعد من الشخصيات المصرية التي لمعت على الساحة العالمية، حيث شغل منصب المدير التنفيذي لمجموعة الدول العربية في صندوق النقد الدولي، وأيضاً كان النائب الأول لرئيس البنك الدولي، ما يعد تكريمًا وتقديرًا لخبراته الواسعة في مجال الاقتصاد الدولي والتنمية المستدامة. استطاع محيي الدين خلال مسيرته المهنية أن يسهم بشكل فعّال في صياغة سياسات اقتصادية تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية في الدول النامية، خصوصاً في المنطقة العربية والقارة الإفريقية. كانت رؤيته قائمة على تعزيز الشراكات الاقتصادية وتطوير الأدوات المالية التي تساهم في تحقيق النمو المستدام وتحسين مستوى المعيشة في تلك الدول. كما عمل محيي الدين على دعم برامج الإصلاح الاقتصادي في عدة دول، ما أكسبه سمعة عالمية كشخصية اقتصادية بارزة تسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.
بعد مسيرة محمود محيي الدين المتميزة، جاء الدكتور محمد معيط ليضيف فصلًا جديدًا في تاريخ التميز المصري في المؤسسات المالية العالمية. معيط الذي يمتلك خلفية علمية عميقة وتجربة عملية واسعة في مجال الاقتصاد والمالية العامة، شغل مناصب قيادية في الحكومة المصرية كان من أبرزها وزير المالية، حيث قاد العديد من الإصلاحات المالية التي ساعدت في تحسين الوضع المالي لمصر. انتقال معيط إلى صندوق النقد الدولي يعكس الثقة التي يوليها المجتمع الدولي للكفاءات المصرية، كما يمثل استمرارية للتأثير المصري على الساحة الاقتصادية العالمية.
تولى الدكتور معيط في صندوق النقد الدولي مسؤوليات هامة تمكنه من تقديم رؤى حول السياسات المالية والإصلاحات الضرورية للدول التي تحتاج إلى مساعدة الصندوق، بما في ذلك تحسين الإدارة المالية وتقوية الاقتصاديات الوطنية. خبراته وتجربته العملية السابقة كانت عوامل رئيسية في تعزيز دوره في تقديم النصائح المالية للدول التي تواجه تحديات اقتصادية، وقد نجح بفضل إسهاماته في دعم عمليات الإصلاح المالي في مصر، حيث قاد جهوداً لتحسين كفاءة الإنفاق العام، وتطوير نظام التحصيل الضريبي، وتقليل عجز الموازنة العامة.
تواجد هذه الشخصيات المصرية في مناصب رفيعة بصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات العالمية لا يعود بالفائدة على مصر من حيث الارتقاء بمكانتها الدولية فحسب، بل له تأثير إيجابي على نقل الخبرات والمعرفة التي يتم اكتسابها في تلك المؤسسات إلى الداخل المصري. تتيح هذه التجارب لقيادات مصرية، مثل محيي الدين ومعيط، الاطلاع على أحدث الممارسات الاقتصادية العالمية ومواجهة تحديات مختلفة تمكنهم من جلب حلول مبتكرة وشاملة للمشاكل الاقتصادية التي قد تواجه مصر.
إضافة إلى ذلك، يلعب هؤلاء الخبراء دوراً غير مباشر في تعزيز صورة مصر كدولة قادرة على تقديم كوادر ذات كفاءة عالمية، وتعد هذه التجارب أيضًا حافزاً للشباب المصري، حيث يرون نماذج مصرية ناجحة تساهم في صنع قرارات عالمية تؤثر على الاقتصاد العالمي. كذلك، فإن هؤلاء القادة يرسخون صورة إيجابية لمصر كمصدر للكوادر المؤهلة على أعلى مستوى، القادرة على تقديم أفكار وإسهامات تؤثر في القرارات الاقتصادية العالمية.
في الختام، إن تواجد العقول المصرية على الساحة الدولية، وخاصة في مناصب قيادية داخل مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي، هو دليل قوي على أن مصر لديها إمكانيات بشرية هائلة قادرة على تحقيق إنجازات عظيمة. إن مساهمات شخصيات مثل الدكتور محمود محيي الدين والدكتور محمد معيط لا تعكس فقط قدراتهم الفردية، بل هي شهادة على قدرة مصر على تطوير كوادر يمكنها تقديم إضافة ملموسة على الصعيد العالمي، وتؤكد أن العقول المصرية، عند تمكينها، تستطيع أن تنافس وتتفوق على المستوى الدولي.