حقوق الضحايا في سوريا لن تموت بالتقادم
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
عندما تُرتكب واحدة من أبشع المجازر بحق الشعب السوري بواسطة السلاح الكيماوي المحرم دولياً، وهي مجزرة الغوطتين في 21 آب/ أغسطس 2013؛ والتي راح ضحيتها 1400 مدني من النساء والأطفال والشيوخ إضافة إلى عشرة آلاف مُصاب، ويبقى مرتكب الجريمة مجرم الحرب بشار الأسد طليقاً.. ويستمر هو ونظامه في ارتكاب سلسلة من الهجمات الكيماوية والتي بلغت ما تزيد عن 200 هجوم.
هذه الرسالة خطيرة لأنها تفسح المجال أمام خطاب التطرف والإرهاب ليتلاعب بعقول الناس، ويقول لهم إن كل شعارات المجتمع الدولي حول العدالة ومحاكمة المجرمين وحقوق الإنسان؛ ما هي إلا هراء ولا قيمة لها على أرض الواقع، والحل هو العنف والفوضى!
هذه الرسالة خطيرة لأنها تفسح المجال أمام خطاب التطرف والإرهاب ليتلاعب بعقول الناس، ويقول لهم إن كل شعارات المجتمع الدولي حول العدالة ومحاكمة المجرمين وحقوق الإنسان؛ ما هي إلا هراء ولا قيمة لها على أرض الواقع، والحل هو العنف والفوضى!
وهذا ما لا نريده أبداً، ونتشارك مع المجتمع الدولي في ضرورة منع انتشار هذا الخطاب الهدام والمدمر؛ هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هي رسالة خاطئة لكأنما تعطي الضوء الأخضر لمتابعة ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، وتدفع بسياسة الإفلات من العقاب للمجرمين! ويبقى السؤال المهم الموجه للمجتمع الدولي: أين حقوق الضحايا؟ بلا جواب حتى الآن..
ما تزال الصور المروعة والمؤلمة لضحايا تلك المجزرة وغيرها من المجازر ماثلة في أذهان السوريين عامة وأهالي الضحايا خاصة، وجميعنا ننتظر ساعة المحاسبة لتحقيق العدالة الانتقالية.
وبدلا من أن يصدر قرار بجر مجرم الحرب بشار الأسد إلى محاكمة الجنايات الدولية لينال جزاء ما اقترفت يداه من جرائم، فوجئ السوريون بفتح الأبواب له للمشاركة في القمة العربية الأخيرة ومترافقة مع خطوات تطبيع من قبل دول عربية شقيقة! ولقد أصيب السوريون بألم وغضب واستياء من عودة النظام إلى الجامعة العربية، لأنهم لم يكونوا يتوقعون من الدول العربية الشقيقة على الإطلاق أن يعامل تابع إيران في سوريا بهذا الشكل؛ بل على العكس كانوا يأملون في استمرار دور عربي ضاغط يدفع بقطار الحل السياسي المتعثر نحو وجهته الصحيحة ويحرك عجلته للوصول إلى تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، وخاصة بيان جنيف رقم 1 والقرارين 2254 و2118.
بات من الواضح اليوم بعد مرور فترة كافية على خطوات التطبيع المجانية أن نظام الأسد غير قادر وغير راغب في تقديم أي شيء لإيجاد الحل السياسي المنشود، وجُل ما يريده من التطبيع العربي حصوله على أموال طائلة لينهبها تحت عنوان "إعادة الإعمار"
لقد بات من الواضح اليوم بعد مرور فترة كافية على خطوات التطبيع المجانية أن نظام الأسد غير قادر وغير راغب في تقديم أي شيء لإيجاد الحل السياسي المنشود، وجُل ما يريده من التطبيع العربي حصوله على أموال طائلة لينهبها تحت عنوان "إعادة الإعمار" كما نهب ثروات سوريا على مدار خمسة عقود وما بقي منها نهّبها للروس والإيرانيين.
المطلوب اليوم من المجتمع الدولي إعادة الأمور إلى نصابها والعودة إلى المسار الذي يفضي إلى حل سياسي مستدام بناءً على القرارات الدولية لتحقيق انتقال سياسي، وأن يكون هنالك مسار مواز للعدالة الانتقالية تقود المجرمين إلى محاكمات عادلة، ومن ثم تحقيق عودة طوعية للاجئين في بيئة آمنة ومحايدة.
وهذا لن يتحقق إلا بالضغط على نظام الأسد والتلويح بإمكانية استخدام البند السابع في القرار 2118؛ الذي يقضي بإمكانية استخدام القوة لتطبيق القرارات الدولية!
ودون ذلك سيبقى نظام الأسد يتلاعب ويمارس أساليب الخداع وإضاعة الوقت، ويتابع تصديره للكبتاغون، ويستمر في شعاره الذي رفعه منذ بداية الثورة "الأسد أو نحرق البلد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المجازر الكيماوي الأسد سوريا سوريا الكيماوي الأسد حقوق الإنسان مجازر مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع الدولی نظام الأسد
إقرأ أيضاً:
القائد العسكري لـ تحرير الشام يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف اعتداءات الاحتلال على سوريا
طالب القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة، المعروف باسمه الحربي أبو حسن الحموي، الثلاثاء طالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الغارات والتوغل الاسرائيلي في سوريا، مؤكدا أن بلاده لن تكون منطلقا لأي “عداء” تجاه أي من الدول.
وقال أبو قصرة في مقابلة مع وكالة فرانس برس، “نرى أن القصف الإسرائيلي على المواقع العسكرية والتوغل الذي حصل في الجنوب السوري هو جائر.. وهذا كله تراب سوري”.
وطالب “المجتمع الدولي بإيجاد حل لهذا الأمر” مبينا "نوصل رسالة للجميع، وهي أن سوريا لن تكون منطلقا لأي عداء.. ومشاكل دولية أو إقليمية".
وقال، إن بناء مؤسسة عسكرية تنضوي ضمنها كل الفصائل المعارضة، يشكل “الخطوة المقبلة” بعد إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد، مضيفا أنه "في أي دولة، يجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية ضمن هذه المؤسسة”.
وحول احتمالية حل الجناح العسكري للهيئة قال أبو قصرة، "بالتأكيد.. سنكون إن شاء الله من أول المبادرين وسنبقى مبادرين لأي توجه يحقق المصلحة العامة للبلد".
وشهدت منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي من محافظة درعا جنوب سوريا، دخول قوة عسكرية إسرائيلية إلى قرية "معرية" مكونة، حيث تمركزت في شوارع القرية، وتجولت فيها وفتشت بعض السكان.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر محلية قولها، إن عمليات التفتيش شملت عددا من المواطنين السوريين، ووصفت بأنها "غير لائقة"، حيث طُلب من بعض الشبان نزع بعض ملابسهم الخارجية.
كما أفاد شهود بوجود جنود نساء ضمن القوة العسكرية، واللواتي دخلن إلى بعض المنازل في أثناء التفتيش.
وفي حادثة أخرى، حاولت قوة عسكرية إسرائيلية الدخول إلى قرية "عابدين"، إلا أن أهالي القرية تصدوا لهم، ومنعوهم من الدخول.
وبعد ساعات من الانتشار والتفتيش، انسحبت القوات الإسرائيلية من داخل قرية "معرية" إلى ثكنة "الجزيرة" الواقعة على أطراف القرية.
وأطلقت فصائل المعارضة السورية المسلحة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عمليتها "ردع العدوان" انطلاقا من إدلب وحلب، ثم حماة وحمص وصولا إلى دمشق التي دخلتها فجر الأحد 8 كانون أول/ديسمبر الجاري، معلنة سقوط نظام الأسد الذي استولى على حكم البلاد لأكثر من نصف قرن.
وعلى إثر ذلك أعلنت دولة الاحتلال انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.