26 يناير، 2025

بغداد/المسلة: يشهد العراق تحديات جسيمة في تنفيذ المشاريع التنموية، حيث باتت  المكاتب الاقتصادية للأحزاب السياسية تشكل العائق الأكبر أمام تحقيق تقدم ملموس على أرض الواقع. هذه التدخلات تعكس مدى تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، لا سيما في المحافظات الأكثر تضررًا مثل الديوانية.

الديوانية، التي تعد واحدة من المحافظات العراقية المنكوبة تنمويًا، تواجه عراقيل كبيرة في إنجاز مشاريع البنى التحتية والخدمات العامة. هذه التحديات ليست وليدة نقص الكفاءات أو التمويل فحسب، بل تتعدى ذلك إلى النفوذ السياسي والتدخلات المسلحة التي تفرض سطوتها على كل تفصيل

وفي هذا الإطار، أشار الأكاديمي غالب الدعمي إلى أن المحافظة تُعاني من تدخلات أثرت على سير المشاريع، وأدت إلى تعطيلها بشكل مباشر.

أحد أبرز الأمثلة هو المشروع الذي أُعلن عنه تحت غطاء شركة “إسبانية”، حيث أثار الكثير من التساؤلات بين المواطنين. الدعمي أوضح أن الشركة لم تُظهر أي كفاءة تُذكر، ورغم تلكؤها، ظلت تعمل تحت حماية جهات مسلحة مرتبطة بأحزاب سياسية. هذه الحماية لم تُسهم فقط في استمرار عمل الشركة، بل عززت من نفور المواطنين الذين باتوا ينظرون بعين الريبة لأي مشروع تُشرف عليه جهات مرتبطة بهذه القوى.

الدعمي سلط الضوء على آلية إحالة هذا المشروع، مبينًا أنه أُسند من بغداد عبر وزارة الإسكان، دون إشراك الجهات المحلية ضمن خطط تنمية الأقاليم. هذه المركزية في اتخاذ القرارات تُعد إحدى الأسباب الرئيسية وراء التلكؤ والفشل في تنفيذ المشاريع، حيث تفتقر الجهات المسؤولة عن الإحالة إلى إدراك احتياجات المحافظة وطبيعة التحديات المحلية.

الدعمي أشار إلى أن الحل الأمثل لمشروع بهذا الحجم، الذي يشمل 42 حيًا، يكمن في تقسيمه إلى 42 شركة مستقلة لضمان الإنجاز السريع وتجنب التلكؤ. هذا النموذج يمكن أن يُحقق توزيعًا أفضل للعمل، ويُتيح المجال للشركات المحلية للمساهمة في البناء، مما يقلل من الاعتماد على الشركات ذات العلاقات المشبوهة.

لكن الواقع يختلف، حيث تم الاعتماد على شركة واحدة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع بدلًا من تحسينها. هذا النهج يُظهر غياب التخطيط السليم وعدم وجود رؤية تنموية واضحة تستند إلى إشراك الخبرات المهنية بعيدًا عن السطوة السياسية.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

غزة.. انتشال جثامين 14 مسعفاً قتلهم الجيش الإسرائيلي

أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، انتشال جثث 14 مسعفاً قتلوا في إطلاق نار للجيش الإسرائيلي على سيارات إسعاف في قطاع غزة قبل أسبوع.

وقال الهلال الأحمر في بيان "ارتفاع عدد الجثامين المنتشلة حتى اللحظة إلى 14 جثماناً، من بينهم 8 مسعفين من طواقم الهلال الأحمر و5 من طواقم الدفاع المدني، وموظف يتبع لوكالة للأمم المتحدة".

ولم يحدد البيان الوكالة الأممية التي كان يعمل فيها الموظف.

قالت إنها مشبوهة..إسرائيل تقر باستهداف سيارات إسعاف في غزة - موقع 24اعترف الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، بإطلاقه النار على سيارات إسعاف في قطاع غزة، قال إنه اعتبرها "مشبوهة"، فيما نددت حماس بـ"جريمة حرب"، أودت بحياة مسعف وفقدان 14 آخرين.

وقتل هؤلاء المسعفون في إطلاق نار إسرائيلي على سيارات إسعاف في رفح بجنوب قطاع غزة في 23 مارس (آذار).

وأقر الجيش الإسرائيلي بأن قواته فتحت النار على سيارات الإسعاف، بعد أن اعتبرتها "مشبوهة".

وقع إطلاق النار في حي تل السلطان بمدينة رفح بعد أيام قليلة من تجدد الهجوم الإسرائيلي على المنطقة القريبة من الحدود المصرية، بعد أن استأنف الجيش قصفه لغزة في 18 مارس (آذار) منهياً هدنة استمرت قرابة شهرين.

واتهم الهلال الأحمر، السبت، السلطات الإسرائيلية برفض السماح بعمليات البحث عن المسعفين.

مقالات مشابهة

  • السوداني: الجهاز التنفيذي قطع شوطاً كبيراً في إنهاء ملف المشاريع المتلكئة
  • غزة.. انتشال جثامين 14 مسعفاً قتلهم الجيش الإسرائيلي
  • الفساد العقاري يطيح بممتلكات الدولة وسط غياب القوانين
  • عقيل العقيل: غطاء سحابي وأمطار قد تعيق رؤية هلال شوال في معظم مناطق المملكة
  • لمناقشة "الكفاءة".. ماسك يعتزم زيارة مقر المخابرات المركزية
  • قال إنها مشبوهة..إسرائيل تقر باستهداف سيارات إسعاف في غزة
  • حملة مشبوهة ضد المقاومة بغزة.. من يقودها ومن المستفيد؟
  • لها مئات المشاريع في العراق.. الوكالة الأمريكية للتنمية تُحل رسميا
  • مصطفى بكري: محاولات مشبوهة لتعكير العلاقات بين مصر والسعودية
  • شركة النفط : لا صادرات نفطية من الاقليم دون ضمانات بغداد