أسرى من الدفعة الثانية يتحدثون للجزيرة نت عن أشكال التعذيب بسجون الاحتلال
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
"ثمن فرحتي وخروجي من سجون الاحتلال كان غاليا للغاية"، بهذه الكلمات، وبوجه غابت عنه الابتسامة، وصف الأسير الفلسطيني المحرر سعيد هرماس لحظة خروجه إلى مكان استقبال الدفعة الثانية من الأسرى المفرج عنهم.
سعيد، كما كل المحررين المفرج عنهم من الدفعة الثانية من صفقة الأسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، تحدث عن ظروف صعبة عاشها الأسرى في السجون بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت حتى اللحظات الأخيرة من وجودهم في السجون، قائلا "بعد الحرب أدخلونا في ما يشبه القوقعة، الحياة فيها مُميتة".
وتابع سعيد هرماس للجزيرة نت أنه "منذ لحظة إبلاغنا بالإفراج وحتى آخر لحظة ونحن نتعرض للضرب والإهانة والتعذيب، نحن تحررنا ولكن الخوف مستمر على من بقي خلفنا".
اعتقل سعيد (37 عاما) من منزله في بيت لحم عام 2016، وقضت محكمة إسرائيلية عليه بالسجن 16 عاما، اعتقاله كان بعد فترة قصيرة من الإفراج عنه من حكم امتد 8 سنوات أيضا.
ترك سعيد أبناءه الثلاثة أطفالا، ورغم صعوبة السجن وقسوة الحكم، فإنه عُرف بين الأسرى بأنه الواثق المبتسم المتفائل، غير أن الحرب غيّرت كل شيء، كما قال.
آثار السجن من جوع وضرب وإهمال طبي كانت بادية على سعيد، الذي خرج يرتدي نظارة مكسورة بالكاد ثبتت على وجهه.
ليس سعيد فقط من عانى، فكل الأسرى -الذين استقبلهم ذووهم وعددهم 130 أسيرا من أصل 200 أسير تم الإفراج عنهم بعد إبعاد 70 منهم إلى مصر- تحدثوا عن سوء أحوال السجون التي كانت بادية في نحول أجسادهم والخسارة الكبيرة في أوزانهم.
إعلانالأسير عبد العزيز مساد من بلدة كفردان غرب جنين، يبلغ من العمر 20 عاما اعتقل مع شقيقه عبد الله في أغسطس/آب 2023 بتهمة تقديم المساعدة لمنفذ عملية ضد جنود إسرائيليين في حوارة شمالي الضفة الغربية، لم يحاكم عبد العزيز طوال هذه الفترة التي تخللها هدم منزل عائلته، ولكن كان من المتوقع أن يصل حكمه إلى المؤبد.
قال عبد العزيز للجزيرة نت، وهو محمول على الأكتاف ومزيّن بالعصبة الخضراء، "لم أتوقع الإفراج عني، فأنا موقوف وبالعادة يتم الإفراج عن أصحاب الأحكام".
كان حلم الإفراج بعيدا عن عبد العزيز حتى قبل أيام عندما بدأت إدارة سجن عوفر بحملة تنقلات في صفوف الأسرى ثم تحويله وباقي الأسرى المنوي الإفراج عنهم إلى مقابلة مسؤول المخابرات في السجن وإبلاغهم رسميا بالإفراج عنهم ضمن الدفعة الحالية.
وخلال المقابلة مع مسؤول المخابرات بالسجن، قال عبد العزيز إنه تم تهديده بإعادة الاعتقال إذا قام بأي عمل ضد إسرائيل.
وفي وصفه لشعوره حال الإفراج عنه رغم كل ما تعرض له، قال "شعور لا يوصف بالفرح والفخر بأن المقاومة أوفت بما وعدت به، ولكن حزني على من هم خلفي من الأسرى وخصوصا أخي، الآن كل أسير يتوقع أن يكون اسمه ضمن الدفعة المقبلة".
الفرحة الكبرى بالإفراج كانت من نصيب المؤبدات الذين قضوا سنوات طويلة، ومن بينهم ابن قرية بيتا جنوب نابلس نصر محمد داود، الذي لم تفارقه الابتسامة وهو يتحدث عن "نصر المقاومة الذي تحقق بالإفراج عنه وعن باقي المؤبدات الذين لم تكن حريتهم ممكنة لولا ذلك".
نصر داود (45 عاما) لم يكن يعلم شيئا عن الصفقة إلا في أواخر الأيام، فإدارة السجون تعمدت منذ اليوم الأول للحرب فرض تعتيم كامل على الأخبار خارج السجون، وكان مصدر معلوماتهم الوحيد ما ينقله المحامون لهم الذين حملوا آخر الأيام "البشرى" بصفقة قريبة.
كان نصر يشعر يقينا أنه سيكون ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال، قائلا "كان لدي شعور قوي أنني سأكون ضمن هذه الصفقة".
إعلانتيقن نصر من الخبر قبل يومين حينما أبلغته إدارة السجن أنه سيكون ضمن المفرج عنهم، ورغم الطريقة الهمجية التي تعاملت بها إدارة السجون مع الأسرى المنوي الإفراج عنهم، فإن شعور الانتصار وفرحة التحرر كان أكبر.
وأضاف نصر للجزيرة نت أن "الوضع في السجون الآن لا يوصف، ما كان يهوّن علينا هو ثقتنا أن خلفنا مقاومة لديها أسرى للتبادل والإفراج عنا مكرمين".
وبينما انشغلت كل العائلات باستقبال أبنائها، كان الأسير سمير الطوباسي (43 عاما) في زاوية ساحة الاستقبال يتحدث إلى عائلته عبر مكالمة مصورة من خلال الهاتف وهو يبكي.
العائلة تأخرت عن الوصول من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية بسبب منع جنود الاحتلال للمركبات بالمرور عبر أحد الحواجز العسكرية المقامة على مداخل مدينة رام الله، فاختصر الوقت بمكالمة هاتفية.
قال سمير بحسرة للجزيرة نت "إنه لم يكن يتوقع أن لا يجد أحدا في استقباله وأن يستمر الاحتلال في سلب فرحتة حتى آخر لحظة".
سمير اعتقل في العام 2001 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وخلال فترة اعتقاله استشهد اثنان من أشقائه، وخلال الحرب استشهد ابن شقيقته "لم أتمكن من مواساة شقيقتي وتعزيتها، فخلال الحرب عزلنا الاحتلال بالكامل".
وتابع "ما جرى في السجون كان حربا موازية للحرب في غزة، غيبنا تماما عن كل ما يجري في الخارج، وحتى بعد إبلاغنا بالصفقة تلاعبوا بنا حتى آخر لحظة، لم أكن أعرف هل سيفرج عني إلى جنين أم إلى الخارج؟".
ورغم لهفته للعودة إلى جنين مسقط رأسه، فإنه لا يعلم كيف سيصل إلى منزله في ظل اجتياح قوات الاحتلال مدينة جنين منذ أيام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإفراج عنهم الإفراج عنه المفرج عنهم للجزیرة نت عبد العزیز الإفراج عن من الدفعة فی السجون
إقرأ أيضاً:
تفتيش عارٍ وأوضاع معيشية صعبة تعيشها الأسيرات الفلسطينيات
#سواليف
قال مكتب إعلام الأسرى #الأسيرات #الفلسطينيات في #سجن_الدامون يعانين أوضاعا معيشية صعبة وتضييقات مستمرة، محملًا #الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرات وكرامتهن.
وأضاف المكتب، أن الأسيرات، قد تعرضن لعملية قمع همجية قبل أسبوع، حين اقتحمت وحدة “اليماز” غرف الأسيرات، ثم اقتادتهن إلى الحمّامات وأجبرتهن على #التفتيش_العاري، في انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية.
وأشار المكتب إلى أنه تمّ نقل الأسيرات لاحقا إلى غرفة الكنتينا، حيث صودرت كافة علب الطعام التي كنّ قد جمعنها لاستخدامها في شهر رمضان المبارك.
مقالات ذات صلة إستشهاد الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع بغارة للإحتلال على خيمته في مخيم حلاوة بجباليا 2025/03/27وبيّن المكتب، أن عمليات القمع ثلاث مرات في قسم الأسيرات، بحيث يتم اقتحام غرفة تلو الأخرى، في محاولة لبث الرعب وتحطيم معنوياتهن.
وأوضح المكتب، أن عدد الأسيرات حاليا يبلغ 24 أسيرة، دون أن تُزاد كميات الطعام المقدمة لهن، ويقتصر الغذاء اليومي على البقوليات من حمص وعدس وأرز وشوربة بازيلا فقط، ولا يُسمح لهن بتخزين طعام يكفي لوجبة السحور، ما يضطرّهن للاكتفاء بشرب الماء فقط بعد ساعات طويلة من الصيام.
وأكدت مكتب الأسرى أن هذه الجرائم بحق الأسيرات مرفوضة جملة وتفصيلاً، وتُعدّ انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية والإنسانية.
وشدد المكتب على ضرورة تفقد أوضاع الأسيرات بشكل عاجل، وتوفير الحماية لهن، وضمان تلبية احتياجاتهن الأساسية، وهذه مسؤولية المؤسسات الحقوقية والأممية، مطالباً بمحاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة بحق النساء الفلسطينيات في سجونه.