لم يستطع الأردني ثائر اللوزي كبح غيرته على المسجد الأقصى وما يتعرض له من انتهاكات متكررة على أيدي قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، فاختار أن يعبّر عن رفضه بطريقته الخاصة، مهاجما مستوطنين بمطرقة عام 2018.

 

كان ذلك سببا في اعتقاله والحكم عليه عام 2020 بالسجن لمدة 19 عاما، قبل أن يرى النور مجددا، السبت، ضمن الدفعة الثانية من الأسرى المطلق سراحهم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

 

اللوزي، البالغ من العمر 32 عاما، من سكان حي الخلايلة بمنطقة جاوا في العاصمة عمّان، وهو متزوج وأب لطفلين.

 

وكبقية الأردنيين، كان يشاهد بحسرة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى دون أي رادع يوقفها أو يضع حدا لها.

 

وفي عام 2019، سافر اللوزي إلى مدينة إيلات الإسرائيلية للعمل، لكن غضبه لم يجعله يصبر كثيرا على الانتهاكات الإسرائيلية لقبلة المسلمين الأولى.

 

فبعد يوم واحد فقط من وصوله إلى إيلات، هاجم بمطرقة عددا من المستوطنين، ما أسفر عن إصابة اثنين منهم، قبل أن يتم اعتقاله.

 

وفي يوليو/ تموز 2020، أصدرت محكمة إسرائيلية حكما بالسجن لمدة 19 عاما بحق اللوزي، بالإضافة إلى غرامة مالية.

 

وبينما كان الأمل يتضاءل لديه في الخروج من السجن، جاءه الفرج من حيث لا ينتظر.

 

إذ أطلقت السلطات الإسرائيلية سراحه إلى جانب 199 معتقلا فلسطينيا، اليوم، مقابل 4 مجندات إسرائيليات أطلقت الفصائل الفلسطينية سراحهم من غزة.

 

** غزة حررته واحتضنته

 

وبعد أن خرج اللوزي من سجنه، قررت إسرائيل إبعاده إلى غزة التي كانت سببا في إطلاق سراحه، ليقابل بحفاوة من فلسطينيي القطاع، وترحاب عنوانه الفخر والاعتزاز بما قدمه لأجل قضيتهم.

 

وبمقطع مصور أثناء استقباله، قال اللوزي: "جاءني ضابط (إسرائيلي) قائلا: لقد ضحك عليكم (يحيى) السنوار (قائد حركة حماس الراحل بشأن وعده بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والعرب بسجون إسرائيل)، فقلت له: السنوار لا يضحك على أحد".

 

من جانبه، أوضح فادي فرح، مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية (لجنة شعبية تطوعية) في حديث مع الأناضول، أن اللوزي "كان واحدا من بين 28 معتقلا أردنيا في سجون الاحتلال، حيث اعتُقل عام 2018 بعد تنفيذه عملية ضرب مستوطنين بمطرقة".

 

وأضاف: "لم يحتمل اللوزي مشاهد الاعتداءات على المسجد الأقصى، فتوجه إلى إيلات وفي اليوم التالي نفذ عمليته".

 

وبين أن "الاحتلال قرر إبعاده إلى غزة، ونتمنى أن يعود إلى بلده بعد هذه السنوات الصعبة التي قضاها في المعتقل".

 

وحتى الساعة 19:05 ت.غ، لم يصدر أي تعليق رسمي أردني حول قرار إبعاد اللوزي إلى غزة، أو أي معلومات بشأن ترتيبات محتملة لإعادته إلى بلده.

 

وفي وقت سابق السبت، عاد إلى إسرائيل 4 مجندات بعدما تسلمتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الفصائل الفلسطينية بغزة.

 

ومقابل ذلك، أفرجت إسرائيل عن 199 معتقلا فلسطينيا بجانب مواطن أردني، حيث عاد 114 منهم إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، و16 معتقلا إلى غزة، فيما تم ترحيل 70 آخرين إلى مصر.

 

ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين أطلقت سراحهم إسرائيل، السبت، 121 محكوما بالمؤبد، و79 من ذوي الأحكام العالية.

 

ويأتي هذا التبادل الثاني للأسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.

 

وجرى التبادل الأول في أول أيام الاتفاق، حيث شمل الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 من المعتقلين الفلسطينيين، من النساء والأطفال، وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.

 

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.

 

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: إلى غزة

إقرأ أيضاً:

عمرو خليل: اصطفاف عربي قوي لمواجهة المخططات الإسرائيلية ورفض تهجير الفلسطينيين

أكد الإعلامي عمرو خليل، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة في غاية الخطورة، في ظل تصاعد المخططات الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة والضفة الغربية، ومحاولات مستمرة لتصفية القضية برمتها.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه يسعون إلى إطالة أمد الحرب، لكن الجهود العربية المشتركة تعمل على التصدي لهذه المخططات وإفشالها.

وأشار خليل، خلال تقديمه برنامج «من مصر»، على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن اجتماعًا عربيًا مهمًا انعقد يوم الجمعة الماضي في الرياض، بمشاركة قادة السعودية، ومصر، والإمارات، وقطر، والكويت، والبحرين، والأردن، لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتناول الاجتماع سبل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وخطط إعادة الإعمار، بالإضافة إلى التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية.

ويأتي هذا الاجتماع في سياق الدفاع عن الأمن القومي العربي، وسط تهديدات متزايدة تواجه القضية الفلسطينية، خاصة بعد أن شهدت تراجعًا في أولويات المجتمع الدولي خلال السنوات الماضية، ويُنظر إلى لقاء الرياض على أنه خطوة تمهيدية للقمة العربية المرتقبة في القاهرة، والمقرر انعقادها يوم الثلاثاء 4 مارس، والتي ستبحث اتخاذ قرارات حاسمة لدعم القضية الفلسطينية.

ووفقًا لخليل، تسعى مصر إلى ضمان حضور أكبر عدد ممكن من القادة العرب والمسلمين لضمان نجاح القمة العربية الطارئة، ومن المتوقع أن تركز القمة على صياغة موقف عربي موحد وقوي يرفض المخططات الإسرائيلية الخاصة بتهجير الفلسطينيين، مع تقديم طرح عربي شامل يعكس وحدة الصف تجاه القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • عاجل| القناة ١٤ الإسرائيلية: رئيس الأركان يكشف أن إسرائيل بحثت قصف جنازة نصر الله
  • مصلحة السجون الإسرائيلية: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيبدأ بعد إشارة من المستوى السياسي
  • سياسي أردني: تهجير الفلسطينيين مقدمة لإعادة هندسة الشرق الأوسط
  • سياسي أردني: نرفض التهجير.. والمبادرة المصرية مهمة لتحديد مصير الفلسطينيين
  • عمرو خليل: اصطفاف عربي قوي لمواجهة المخططات الإسرائيلية ورفض تهجير الفلسطينيين
  • حماس تدين اعتزام إسرائيل تقييد وصول الفلسطينيين للأقصى برمضان
  • حماس تدين مساعي الاحتلال لتقييد وصول الفلسطينيين إلى الأقصى خلال رمضان
  • حماس تدين اعتزام إسرائيل تقييد وصول الفلسطينيين للمسجد الأقصى
  • حماس تدين مساعي الاحتلال تقييد وصول الفلسطينيين إلى الأقصى خلال رمضان
  • أمن الاحتلال يوصي بتشديد القيود على الفلسطينيين خلال رمضان