مصحف يزن 35 كيلوجراما، جرى تنسيقه باستخدام خط الملك فؤاد الذي أُعيد تجديده آليًّا بواسطة برنامج خاص على الحاسوب، اعتمادًا على ما كان كتبه الخطاط محمد جعفر بك واضع القاعدة النسخية للمطبعة الأميرية، يقدمها جناح الأزهر الشريف لأول مرة بمعرض الكتاب في قاعة التراث رقم «4»، ليكون أول مصحف أصيل مطبوع بالحروف المعدنية المنفصلة في مصلحة المساحة المصرية.

قصة مصحف الملك فؤاد

وبحسب الصفحة الرسمية لجناح الأزهر الشريف، فإنّ المصحف استغرق العمل عليه قرابة العشرين سنة، واستخدمت فيه الزخارف الهندسية المستوحاة من المخطوطات القرآنية النفيسة التي ترجع للحقبتين الإيلخانية والمملوكية، وطُبع هذا الإصدار باستخدام أجود أنواع الورق المعمر المصنوع من القطن الصافي والخالي من الأحماض، للمحافظة على رونق الذهب والألوان زمنًا طويلًا، وجرى تحضير غلاف المصحف من جلد البقر الطبيعي الصافي المدبوغ نباتيًّا، مع نقش للألوان والذهب ونقش حراري غائر محاكاة للأنماط المملوكية الهندسية.

الكاتب والخطاط محمد جعفر بك هو من كبار خطاطي مصر في عهد الخديوي توفيق، وقد تتلمذ في الخط على يدي الشيخ محمد مؤنس زاده خطاط مصر الأشهر في ذلك الوقت، ويعبتر أهم ما قام به كتابة القاعدة النسخية للمطبعة الأميرية التي تمثل أبدع قاعدة خطية شهدها الوطن العربي، وقد أصبحت بعد ذلك القاعدة النسخية لمصحف الملك فؤاد، أول المصاحف المطبوعة في الوطن العربي، وهي نفسها القاعدة الخطية التي كتب بها مصحف مصلحة المساحة المصرية، وطبع بعد ذلك أكثر من مرة، وذلك وفقًا لمعهد الدراسات الشرقية لدراسة التراث الإسلامي.

وجاء في نهاية التعريف بالمصحف: «تم بفضل الله وتوفيقه طبع هذا المصحف الشريف بمطبعة وزارة الأوقاف وأخذت كليشهاته من المصحف الذي طبعته مصلحة المساحة لدار الكتب المصرية سنة 1371هـ/ 1952م وكان الفراغ منه غرة شعبان المعظم سنة 1378هـ/ فبراير سنة 1959م»، وقد توفي الخطاط محمد جعفر بك عام 1916.

مصحف الملك فؤاد ساهم في توحيد القراءات في العالم

وهذا المصحف الشريف يعرف اصطلاحًا بـ«مصحف الملك فؤاد»، أو «مصحف القاهرة»، أو «مصحف مصلحة المساحة»، ويعتبر الأكثر انتشارًا في ربوع العالم الإسلامى حتى القرن العشرين، وذلك بعد أن توقفت طباعة المصحف منذ عام 1914 حتى عام 1921، قبل أن يبدأ الملك فؤاد في التفكير في استكمال مسيرة طباعة المصحف الشريف مرة أخرى، حتى كُتب له القبول في العالم الإسلامي، نظرًا لأنه كان وافق أهم قاعدة لكتابة المصحف، واتباع الرسم العثماني، كما توافق تصميم الحروف الطباعية مع قواعد خط النسخ الذي كان مستخدمًا في المخطوطات القرآنية.

كان لمصحف الملك فؤاد الأثر البالغ في توحيد القراءات القرآنية في العالم الإسلامي، فقد اعتمدت المطابع على رسمه العثماني المعروف بدقته، وتقسيماته المتسقة، وعدد سطور كل صفحة، وعدد الآيات، وأسماء الصور، ومواضع السجدات، اولتحزيب (تقسيم الأحزاب)، ورواياته القراءية، لاسيما رواية حفص عن عاصم، وبذلك أصبح مصحف الملك فؤاد المرجع الأساسي والمعيار العالمي لطباعة المصاحف، ما أسهم في نشر صورة موحدة للقرآن الكريم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب مصحف الملك فؤاد الملك فؤاد المصحف الشريف المصحف الشریف

إقرأ أيضاً:

بجناح الأزهر الشريف.. ركن الفتوى يستقبل استفسارات زوار معرض الكتاب

شهد جناح الأزهر الشريف، المشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، إقبال عشرات الزوار باليوم الأول للمعرض أمام الجمهور، ومن بين أركان الجناح المهمة كان ركن الفتوى، الذي بدأ في استقبال اسئلة واستفسارات الجمهور منذ الساعات الأولى من اليوم.

بهجت العبيدي مهنئًا الشرطة المصرية: عيدكم رمزا للبطولة والعطاء من أجل الوطن


ويوفر ركن الفتوى عدد من الدعاة والداعيات للإجابة على أسئلة الزوار كافة دون حرج وفي خصوصية شديدة.
وافتتح أمس، الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، الدورة  الـ56 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، بمركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس، بحضور عبد لله الحراصي وزير الإعلام بسلطنة عمان دولة ضيف شرف المعرض لهذا العام.
وكانت اللجنة الاستشارية العليا للمعرض قد اختارت العالم الراحل أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل، وتحمل هذه الدورة شعار "اقرأ... في البدء كان الكلمة"، ومن المقرر أن تستمر حتى 5 فبراير المقبل.
وتقام هذه النسخة بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، فضلا عن إقامة 600 فعالية فى كل المجالات.
ويستقبل معرض الكتاب، زواره يوميًا من الساعة 10 صباحًا وحتى 8 مساءً، عدا يومي الخميس والجمعة من 10 صباحًا حتى 9 مساءً، وذلك مقابل ٥ جنيهات سعر التذكرة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات معرض "المصحف الشريف" ضمن "موسم شتاء جازان"
  • انطلاق فعاليات معرض "المصحف الشريف" ضمن فعاليات موسم شتاء جازان 2025
  • استغرق العمل حوالي عشرين عام.. «الأزهر الشريف» يقدم مصحفاً فريداً
  • بخط الملك فؤاد.. نسخة فريدة للمصحف بزخارف فنية مبدعة بمعرض الكتاب
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم مصحفا استغرقت كتابته 20 عاما ووزنه 35 كيلو
  • بعد عمل 20 عاما.. الأزهر يقدم لأول مرة مصحف بوزن 35 كيلو
  • عرض مصحف الملك فؤاد في معرض القاهرة للكتاب
  • بجناح الأزهر الشريف.. ركن الفتوى يستقبل استفسارات زوار معرض الكتاب
  • مصحف نادر مصنوع من جلد البقر بخط الملك فؤاد في جناح الأزهر | تفاصيل