تشهد غزة تطورات مهمة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، الذي يمهد الطريق لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي وعودة النازحين إلى أراضيهم، ويأتي هذا الاتفاق في ظل مرحلة حساسة بعد 15 شهرا من الحرب والدمار الذي طال القطاع، لتلوح بارقة أمل نحو إعادة إعمار غزة واستعادة الهدوء. 

اتفاق غزة ماض في طريقه 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن اتفاق غزة يمضي في طريقه بالرغم من بعض التحفظات التي أبداها الطرفان، سواء من الجانب الإسرائيلي أو من حركة حماس.

 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل أعربت عن تحفظات تتعلق بالمجندة محور الخلاف، وما إذا كانت على قيد الحياة أم لا، في حين أبدت حركة حماس بدورها بعض التحفظات.

وأشار فهمي، إلى أن حركة حماس تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إرسال رسالة للجمهور الإسرائيلي تفيد بأنها ليست مجرد حركة مقاتلة تتصدر المشهد بعناصر عسكرية، بل تسعى إلى تقديم صورة مختلفة.

واختتم: "ويرى البعض أن هذا الموقف يمثل تقييما لما حدث في المرحلة الأولى مقارنة بالمرحلة الثانية من التسليم،  ومع ذلك يعتقد الجمهور الإسرائيلي أن المشهد مليء بالعناصر التي تحتاج إلى ضبط وتحليل، حيث يؤكد هذا الأمر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حركة حماس تتبع أساليب مراوغة وتنقل صورة غير دقيقة، و الجمهور الإسرائيلي لن يتأثر إيجابيا بهذا المشهد، بل على العكس، سيزيد من ضغوطه على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ مواقف أكثر حزما في التعامل مع حركة حماس".

وتتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق الإطاري توقفا مؤقتا للطيران الحربي الإسرائيلي والاستطلاعي بغزة يوميا لمدة 10 ساعات، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي شرقا وبعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان لتتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة مع التوقف المؤقت عن العمليات العسكرية من قبل الطرفين.

مراحل الاتفاق

وسيكون الاتفاق الإطاري مكونا من 3 مراحل مترابطة على أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى منها خلال 42 يوما، ويؤكد الاتفاق على إعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية والسماح بحركة السكان ونقل البضائع، والتأكيد على عودة الهدوء المستدام إلى قطاع غزة بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ومن جانبها، قالت الكاتبة الصحفية الفلسطينية لينا شاهين، إنه منذ ساعات الصبح والجميع شاهد سيارات الصليب الأحمر التي دخلت إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم متجهة إلى مدينة غزة، تحديدًا إلى ميدان فلسطين "الساحة" حيث جرى هناك تسليم الأربع محتجزات الإسرائيليات.

وأضافت شاهين- خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن عملية التسليم أمس كانت تتابع بدهشة واستغراب كبيرين من قبل الإعلام العبري، فكان من الصعب أن نشاهد مثل هذه المشاهد بعد 15 شهرا من الحرب على قطاع غزة والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن مشاهد أمس أعادت جزءا من الحياة والإيجابية في صفوف المواطنين في قطاع غزة بعد هذا المشهد الكبير الذي حضره مئات المواطنين الفلسطينيين أثناء تسليم المحتجزات الإسرائيليات.

وأكدت أن المقاومة الفلسطينية بعثت رسائل لجيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها ما زالت متواجدة على أرض غزة ولم تكسر وأنها مستمرة حتى هذه اللحظة.

وتابعت: "المقاومة الفلسطينية استطاعت الحفاظ على المجندات الإسرائيليات بالرغم من 15 شهرًا من الحرب على قطاع غزة وتم تسليمهم وهم يرتدون زيهم العسكري الذي تم اعتقالهن به في السابع من أكتوبر، وهذا نجاح كبير".

وفي السياق نفسه، عرضت فضائية "القاهرة الإخبارية" خبرا عاجلا، حيث نشر جيش الاحتلال مشاهد للمجندات الإسرائيليات الأربعة، وذلك بعد إطلاق سراحهن من غزة.

فاتن عبد المعبود: مصر كان لها دور محوري في التوصل لوقف إطلاق نار في غزةغزة.. مسئول أمريكي يؤكد إطلاق باقي رهائن الولايات المتحدة في المرحلة الثانيةما هي صفقة "طوفان الأحرار"؟

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي المتمركزة في قطاع غزة، السبت، أن الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود بحوزتها.

وأوضحت الجهاد الإسلامي في تصريحات لفضائية العربية، أن الإفراج عن يهود أربيل سيتم وفق شروط تبادل الأسرى.

ومن ناحية أخرى، قال مكتب رئيس الشهداء والأسرى والجرحى زاهر جبارين، خلال استقبال المحررين المبعدين، إن تحرير الأسرى ضمن صفقة "طوفان الأحرار" يمثل انتصارا تاريخيا لإرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

وأضاف المكتب في بيان له قبل قليل: أن هذه المعركة ليست مجرد جولة، بل هي محطة نضالية مشرقة تبرهن أن شعبنا قادر على انتزاع حقوقه من أنياب الاحتلال، مهما بلغ طغيانه.

وأشار إلى أن تحرير الأسرى هو عرس وطني يرمز إلى وحدة الصف الفلسطيني، ويؤكد أن تلاحم الشعب الفلسطيني ومقاومته هو الطريق الوحيد لتحقيق التحرير الكامل والكرامة الوطنية.

وأكد أن صمود وتضحيات أبناء شعبنا، وخاصة في غزة، كانت الركيزة الأساسية لهذا الإنجاز، إذ أثبتت غزة العزة أنها قلعة الصمود والإرادة التي لا تنكسر.

وتابع: أن الوفاء لأهل غزة الصامدة هو التزام دائم، يستدعي استمرار العمل لإعادة إعمار غزة وبلسمة جراحها، وفاءا للتضحيات الجسام التي قدمت في سبيل هذا الهدف النبيل.

وأكد: "نجدد العهد للأسرى الباقين خلف قضبان الاحتلال، بأن المقاومة لن تتراجع حتى تحرير آخر أسير، هذا الإنجاز هو خطوة على طريق الحرية الكاملة لشعبنا، وستظل إرادتنا أقوى من قيود الاحتلال وظلمه".  

وصول 16 من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونسلماذا تمنع الأسيرة يهود أربيل الفلسطينيين من العودة إلى شمال غزة ؟

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس فلسطين قطاع غزة غزة القضية الفلسطينية وقف إطلاق النار هدنة غزة طوفان الأقصى المزيد الاحتلال الإسرائیلی حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار في محاضرة بجامعة حمص

حمص-سانا

أكد الباحث الدكتور عمار عزوز على دور طلبة الهندسة المعمارية، والكوادر التدريسية فيها، ومهندسي المكاتب في المساهمة الفاعلة بإعادة الإعمار، مع توفر الفرص الكبيرة لإعادة صياغة ما دمرته الحرب في حمص خاصة، وسوريا عامة، بالنظر إلى ما تختزنه من مفردات تراثية وتاريخية.

ولفت عزوز خلال محاضرته التي نظمتها كلية العمارة بجامعة حمص اليوم بعنوان ” العمران العربي بين التدمير وإعادة البناء” إلى ضرورة إنتاج المعرفة محلياً وبخبرات وطنية في مسيرة إعادة الإعمار، وخلق مشاريع بحثية محلية أو عالمية إبداعية، بعيداً عن الأنماط التقليدية للعمارة، بالشراكة مع المجتمع المحلي للحفاظ على تراث وذاكرة المكان أو تطوير الفراغات في الأحياء.

واستعرض عزوز تجارب مهمة، في مختلف دول العالم والمنطقة العربية، ولا سيما التي خرجت من حروب مدمرة، وبين أهمية الحفاظ على ذاكرة مدينة حمص بأيدي أبنائها، واحترام الناس القاطنين فيها منذ أجيال، بعد أن دمرت الحرب جزءاً كبيراً من تاريخها وتراثها.

تلا المحاضرة التي حضرها حشد من الأكاديميين والطلبة حوار موسع، حول سبل المساهمة في إعادة إعمار سوريا عامة، وحمص خاصة، حيث هجرها الشباب قسرياً عندما انتزع الأسد سوريا المتجانسة، وعادوا اليوم ليعيدوا بناء ما تهدم.

يشار إلى أن الدكتور عزوز محاضر وباحث في الأكاديمية البريطانية بجامعة أكسفورد، وخريج جامعة حمص عام 2011، وله عدة كتب، منها كتابه الأول إبادة المنازل، وكتاب العمارة والحرب وتدمير المنازل، ومقالات وأبحاث عدة حول التراث الثقافي، وسياسات إعادة الإعمار وتدمير الذاكرة والمدن.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يدعو لوقف الحرب فورًا وإعادة المخطوفين
  • معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة الرام شمال القدس المحتلة
  • العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار في محاضرة بجامعة حمص
  • الاحتلال الإسرائيلي يغلق المدخل الغربي لقرية المنية في بيت لحم
  • أجراس القيامة تدق.. تفاصيل احتفالات عيد الفصح بكنائس الأراضي المحتلة
  • الجيش اللبناني يعلن إحباط عملية إطلاق صواريخ ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • الجيش اللبناني يزعم إحباط عملية إطلاق صواريخ ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • "التعاون الإسلامي" تدين استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • 18 شهرا من حرب الإبادة الجماعية.. معاناة سكان غزة تكشف وحشية الاحتلال الإسرائيلي