قالت الشاعرة الإسبانية إليسا رويدا، إنّ لديها كثير من مشاعر السعادة والسرور بوجودها في القاهرة للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ56، معلقة: «أدهشني كثيرا ما رأيته في القاهرة من إقبال جمهوري يشارك في هذا المعرض الرائع وهذه الاحتفالية المهتمة بالثقافة والقراءة، كما نؤكد أن الشعب الذي يقرأ ويهتم بالقراءة هو من يشكل فكره والمجتمع».

     

إقبال ضخم من دول العالم على معرض القاهرة الرائع

وأضافت «رويدا»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ هناك الكثير من الأشخاص التي رأتها في المعرض، يقومون بشراء الكتب، ما يعني أنهم مهتمون بالقراءة، مشيرة إلى أن معرض القاهرة الدولي يضم الكثير من اللقاءات مع الشعراء من مختلف العالم وهذا يحمسها كثيرا، إذ التقت بالأمس مع عدد من الكتاب والشعراء من روسيا وأوروجواي وفيتنام ومصر وإسبانيا، ما يؤكد أن الكلمة هي من تربط وتوحد الشعوب.   

الكلمة والشعر تساعد الشعوب على التفاهم

وتابعت: «هناك شغف كثير لحضور المعرض على الرغم من الحروب التي تطرق كل الأبواب في العالم، ونؤكد أنه بالكلمة والشعر نستطيع أن نتفاهم ونصل إلى حل، لذا أنا سعيدة للغاية بمشاركتي في معرض القاهرة الدولي للكتاب ولقاءاتي مع مختلف الشعراء والكتّاب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب معرض القاهرة

إقرأ أيضاً:

معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا

في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.

ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.

ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.

لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.

لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.

وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.

وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.

ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.

مقالات مشابهة

  • “وزارة الشؤون الإسلامية” تُشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • تحت رعاية رئيس الدولة.. الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعقد فعالياتها في الإمارة
  • اليوم العالمي للكتاب.. القراءة سلاح ذو أهمية في بناء وعي الشعوب ومواجهة التحديات الراهنة.. مصر تحافظ على التراث الثقافي بإحياء معرض القاهرة الدولي للكتاب سنويًا
  • إقبال قياسي على معرض الكتاب بالرباط..أكثر من 83 ألف زائر في الأيام الأولى
  • الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعالياته
  • أجنحة بأرفف فارغة وبدون إصدارات| القصة الكاملة لأزمة الناشرين المصريين في معرض الرباط الدولي للكتاب
  • "معرض هاينان الدولي".. ركيزة الصين في مواجهة التحديات التجارية
  • جمعيات الكتاب المقدس تشيد بشراكة البابا ودعمه المستمر للرسالة الإيمانية
  • بحضور دولي واسع.. الدبيبة يفتتح فعاليات «معرض طرابلس الدولي»